منعطف حرج.. تفاقم الخلافات بين إثيوبيا والصومال رغم «إعلان أنقرة»
تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
دخلت الأزمة بين الصومال وإثيوبيا منعطفا حرجا، بعد التطورات المتسارعة التي شهدها شهر ديسمبر الماضي، والذى وقع فيه إعلان أنقرة بين الرئيس الصومالى حسن شيخ محمود، ورئيس الوزراء الإثيوبى آبى أحمد، برعاية الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، وأعقبه باثنى عشر يوما عدوان إثيوبى ضد مناطق حدودية صومالية أسفرت عن مقتل جنود ومدنيين، ما دعا مقديشيو إلى وصف الاعتداء الإثيوبى بأنه انتهاك لإعلان أنقرة، إلا أن الأيام الأولى فى العام الجارى ٢٠٢٥ شهدت مفاوضات لتحقيق تقارب بين الدولتين الجارتين فى القرن الأفريقي، وكانت النقطة الرئيسية فى ذلك هى "تمركزات القوات الإثيوبية" فى المهمة الجديدة لحفظ السلام، خلافا لما أعلنته مقديشيو باستبعاد إثيوبيا من المهمة التى أطلق عليها "أوصوم" لتحل محل "أتميس".
وكان بداية المباحثات لتقريب وجهات النظر بين الدولتين هو وصول وزيرة الدفاع الإثيوبية عائشة محمد، إلى مقديشيو فى الثانى من يناير الجارى للاتفاق على شكل الدور الذى ستكلف به القوات الإثيوبية فى المهمة الجديدة لحفظ السلام "أوصوم"، وهنا بدأت الخلافات تعود من جديد بين مقديشيو وأديس أبابا.
وزيرة الدفاع الإثيوبية اجتمعت فى مقديشيو مع الرئيس الصومال ووزير الدفاع عبد القادر نور وعدد من المسئولين رفيعى المستوى.
ووفقا لتقرير نشرته إذاعة صوت أمريكا بعد انتهاء زيارة الوفد الإثيوبي، كشف مصدر لم تكشف هويته أن المسئولين الصوماليين وضعوا شروطا لدمج القوات الإثيوبية فى المهمة الجديدة لحفظ السلام، وهى أن يعاد تمركز وانتشار هذه القوات فى مهمة حفظ السلام الجديدة "أوصوم" ولن تبقى فى المواقع الحالية خلال المهمة الجديدة.
وجاء التحفظ من جانب المسئولين الإثيوبيين خشية أن تفقد التمركزات الاستراتيجية التى تتواجد فيها الآن وهى فى أماكن حيوية وقريبة من الحدود الإثيوبية، إلى جانب أن القوات تمرست خلال السنوات الماضية على المواقع الحالية، وحال بدأت عملية إعادة الانتشار ربما يعرضها ذلك للاستهداف من جانب حركة الشباب الإرهابية.
ويهدف الشرط الصومالى المطروح على الطاولة هو محاولة لسحب ورقة ضغط إثيوبية تتمسك بها أديس أبابا وتمنحها دوما أفضلية فى حال توترت العلاقة بين الجانبين، حيث إن قرب القوات الإثيوبية من الولايات الصومالية الحدودية يمكنها من دعم رؤساء هذه الولايات ضد الحكومة فى مقديشيو.
وبالفعل كان الهجوم العسكرى الإثيوبى على ٣ قواعد عسكرية صومالية بعد إعلان أنقرة، استهدف منطقة دولو وتسبب فى مقتل ١٠ جنود من الجيش الصومالى وقوات الأمن فى ولاية جوبالاند، التى كان رئيسها على خلاف مع مقديشيو، فى الوقت الذى يتمتع فيه بعلاقات قوية مع القوات الإثيوبية الموجودة فى منطقة دولو.
وتتمتع القوات الإثيوبية بعلاقات عميقة مع القادة الإقليميين والميليشيات فى جنوب غرب الصومال وولاية جوبالاند.
غادرت وزيرة الدفاع الإثيوبية مقديشيو دون التوصل إلى اتفاق فى هذا الشأن، ومن المنتظر أن يسافر وفد صومالى إلى أديس أبابا خلال الأيام المقبلة لاستكمال المباحثات بشأن دمج القوات الإثيوبية فى مهمة "أمصوم" إلى جانب بحث تنفيذ بنود إعلان أنقرة، الذى يمنح لإثيوبيا حق الوصول إلى البحر الأحمر تحت السيادة الصومالية.
وكشفت تقارير صحفية صومالية، أن العاشر من يناير الجارى سيشهد اجتماعا بين الرئيس الصومالى حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبى آبى أحمد، فى أوغندا على هامش القمة الاستثنائية للاتحاد الأفريقي، للاتفاق بشكل نهائى على إدراج القوات الإثيوبية فى مهمة السلام الجديدة.
تمركزات القوات الإثيوبيةفى مهمة أتميس كانت تتمركز القوات الإثيوبية فى القطاعات الثالث والرابع والسادس، وهى قريبة من الحدود الصومالية الإثيوبية، فى ٥ مناطق.منطقة الخليج فى جنوب الصومال، ومنطقة باكول وجيدو جنوب غرب الصومال بالإضافة إلى هيران وجلجدود، وجميعها مواقع متاخمة للحدود الإثيوبية وتتفاوت فى قربها أو بعدها.
مواقع مهمة "أوصوم"المسئولون الصوماليون أكدوا أن القوات المخصصة لمهمة "أوصوم" أبلغت بالمواقع التى ستتمركز فيها، وفى حالة رغبة إثيوبيا فى الاستمرار بقواتها فلابد من تغيير مواقعها خاصة أن المواقع التى تتواجد فيها حاليا خصصت لقوات أخرى ولابد من انسحابها.
وقال محمد ربيع يوسف، ممثل الصومال لدى الأمم المتحدة، خلال الجلسة التى صدر فيها القرار رقم ٢٧٦٧ إن الحكومة الصومالية أجرت "مراجعة شاملة لترتيباتها الأمنية" وحصلت على التزامات من دول أخرى على استعداد لإرسال قوات إلى الصومال.
وأكد المندوب الصومالى أن هذا "يعالج هذا الالتزام أى فراغ أمنى تخلقه إثيوبيا مع الحفاظ على التقدم فى القتال ضد الشباب".
مهمة حفظ السلام فى الصوماليذكر أن مهمة "أوصوم" هى مهمة حفظ السلام الأفريقية الثالثة فى الصومال، حيث بدأت المهمة الأولى "أميصوم" فى ٢٠٠٧ وأعقبتها مهمة "أتميس" بـ ١٩٦٠٠ جندى بداية من أبريل ٢٠٢٢ والتى استمرت إلى نهاية ديسمبر ٢٠٢٤ لتنطلق بعدها مهمة "أوصوم" فى بداية يناير الجاري.
وبدأت "أوصوم" مهمتها بعد إصدار مجلس الأمن الدولي، قراره رقم ٢٧٦٧ فى نهاية ديسمبر الماضي، لتحل محل "أتميس" لتنتشر فى الصومال لمدة ١٢ شهرا مع إمكانية نشر ١٢٦٢٦ جنديا بما فى ذلك ١٠٤٠ ضابط شرطة، ومن المتوقع أن يستمر هذا النشر حتى نهاية يونيو ٢٠٢٥ لتتحول كل القوات من "أتميس" إلى "أمصوم".
انسحاب بوروندى والتحريض الإثيوبيووسط كل هذه التطورات أعلنت بوروندى انسحابها من المهمة الأفريقية الجديدة لحفظ السلام فى الصومال، معللة ذلك بأن تخصيص ألف جندى فقط هو أمر غير كافٍ لحماية قواتها من الهجمات المحتملة لحركة الشباب الإرهابية.
وكانت قوات بوروندى تتمركز فى القطاع الخامس من مهمة "أتميس" والمسئول عن تأمين منطقة شبيلى الوسطى.
وكشف تقرير لموقع "كاسيمادا" الإخباري، أن الصومال طالبت حلفاءها بإعداد آلاف القوات كخطة طوارئ لسد أى فجوات قد تتركها دول أخرى.
وأوضح التقرير المنشور فى نهاية ديسمبر الماضي، أن إثيوبيا بذلت جهودا دبلوماسية لإقناع الدول بالانسحاب من مهمة "أمصوم" لتحدث فراغا أمنيا فى الصومال.
وقال المندوب الإثيوبي، الذى حضر اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إن بلاده "مستعدة لمواصلة دورها فى مهمة ما بعد أتميس"، مضيفًا أن "الجهات الفاعلة من خارج المنطقة"، يجب أن تتخلى عن "ملاحقتها المتهورة".
إعلان أنقرةمثل إعلان أنقرة الموقع فى ١١ ديسمبر ٢٠٢٤ اختراقا واضحا للصدع بين الصومال وإثيوبيا بعد ١٢ شهرا من التوترات بين الجانبين تخللها سحب السفير الصومالى من أديس أبابا، وطرد السفير الإثيوبى ورفض مقديشيو انخراط القوات الإثيوبية فى مهمة "أوصوم"، لقوات حفظ السلام الأفريقية التى بدأت عملها فى يناير الجاري، وهى الخطوة التى أغضبت إثيوبيا كثيرا وكانت نقطة رئيسية وأولوية فى كل المباحثات التى جرت بعد إعلان أنقرة.
ينص إعلان أنقرة على أن وصول إثيوبيا إلى البحر الأحمر، سيجرى تحت "السيادة الصومالية"، على أن يبدأ الجانبان مفاوضات فى نهاية شهر فبراير ٢٠٢٥، لمدة ٤ أشهر برعاية تركية، للاتفاق على الصيغة التى ترضى الطرفين فى هذا الأمر.
مذكرة التفاهموتعود جذور الأزمة إلى الأول من يناير من العام الماضى حينما وقع آبى أحمد، مذكرة تفاهم غير قانونية مع المنطقة الانفصالية أرض الصومال أو "صوماليلاند"، تنص على حصول أديس أبابا على ٢٠ كم من ساحل البحر الأحمر لإقامة قاعدة عسكرية، وهو الأمر الذى أغضب الصومال على المستويين الشعبى والرسمي، وسحبت سفيرها فى أديس أبابا، وطردت السفير الإثيوبى من مقديشيو إلى جانب عدد من الإجراءات الأخرى التى فاقمت من الأزمة بين الدولتين الجارتين فى القرن الأفريقي.
وقبل أسابيع من إعلان أنقرة، اقتربت الحشود العسكرية الإثيوبية من الحدود الصومالية إلى جانب إرسال طائرات محملة بالأسلحة إلى كسيمايو، بالإضافة إلى محاولات إثيوبية لاستغلال الخلاف بين مقديشيو وجوبالاند.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: آبي أحمد أردوغان إثيوبيا والصومال الجدیدة لحفظ السلام المهمة الجدیدة إعلان أنقرة أدیس أبابا فى الصومال حفظ السلام إلى جانب فى مهمة
إقرأ أيضاً:
نائب: الخلافات بين الكتل والأحزاب تمنع طرح تعديل قانون الانتخابات
بغداد اليوم - بغداد
كشف النائب المستقل جواد اليساري، اليوم الاثنين (10 شباط 2025)، أن الخلافات العميقة بين الكتل والأحزاب الكبيرة والمتنفذة في العراق هي السبب الرئيسي وراء تأخر طرح تعديل قانون انتخابات مجلس النواب.
وأوضح اليساري في حديث لـ"بغداد اليوم" أن "كل جهة سياسية تسعى إلى تمرير التعديلات بما يخدم مصالحها الشخصية والحزبية، مما أدى إلى تعطيل الملف حتى الآن".
وأضاف أن "استمرار هذه الخلافات سيصعّب من إمكانية إجراء أي تعديلات على القانون خلال الفترة المقبلة، مما قد يدفع إلى الإبقاء على القانون الحالي الذي تم استخدامه في انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة دون تغيير".
وأشار اليساري إلى أن "هذه الخلافات تعكس حالة من الانقسام السياسي التي تعيق تحقيق الإصلاحات التشريعية المطلوبة، خاصة في ملف حساس مثل قانون الانتخابات الذي يؤثر بشكل مباشر على العملية الديمقراطية في البلاد".
وفي وقت سابق، كشف مقرر مجلس النواب الأسبق، محمد عثمان الخالدي، عن اجتماعات غير معلنة للشروع بتغيير اربع نقاط من قانون الانتخابات.
وقال الخالدي في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "مساء أمس، عقد أول اجتماع غير معلن بين ممثلي ثلاث قوى سياسية مهمة، من أجل وضع أولى اللبنات لتحرك سياسي يأخذ مداه بشكل أكبر خلال الفترة القادمة لتغيير قانون الانتخابات، وإعداد مسودة لمناقشتها مع باقي الكتل السياسية، تمهيداً لطرحها على مجلس النواب، وصولاً للتصويت عليها قبل إجراء الانتخابات النيابية المزمع إجراؤها نهاية 2025".
وأضاف أن "هذا الاجتماع يدل على أن العديد من القوى المهمة في المشهد العراقي ترى أن تغيير قانون الانتخابات ضرورة، وبالتالي هنالك ثلاثة إلى أربعة نقاط من المتوقع أن يجري التوافق حول تغييرها".
وأكد الخالدي أن "كل المؤشرات تشير إلى أن تغيير قانون الانتخابات ربما سيحظى بمقبولية من القوى السياسية، خاصة وأن هناك ضوءاً أخضر من كتل مهمة حيال تغيير بعض النقاط"، لافتاً إلى أن "القوى الكبيرة ترى ضرورة تجاوز سلبيات قانون الانتخابات التي برزت في انتخابات مجالس المحافظات عام 2023".
وأوضح أن "المرحلة المقبلة ستشهد تركيزاً أكبر على هذا الملف، وأن كل المؤشرات تدل على أنه سيتم تقديم أكثر من مسودة خلال الأسابيع القادمة حول التغييرات، وبالتالي سيكون هناك حراك معلن حول هذا الموضوع في الأيام المقبلة"، مشيرا الى انه "تم طرح أكثر من مسودة، ولكن الاجتماع مساء أمس أعطى إشارة للبدء في هذا الحراك باتجاهات متعددة".
هذا وأعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، اليوم الاثنين (10 شباط 2025)، استعداداتها الفنية لإجراء انتخابات مجلس النواب 2025.
وقال رئيس رئيس مجلس المفوضين في المفوضية القاضي عمر أحمد محمد، في تصريح صحفي، تابعته "بغداد اليوم"، إن "مراكز التسجيل في المحافظات تجري حالياً التسجيل البايومتري للناخبين لغرض إنجاح عملية انتخاب مجلس النواب 2025، والتي ستجري قبل مدة (45) يوماً من تاريخ انتهاء الدورة الحالية لمجلس النواب".
وأضاف محمد، بأن "المفوضية جاهزة لإجراء العملية الانتخابية في الموعد الذي يتم إقراره"، مبينا بان "التخصيصات المالية كافية لإجرائها في الموعد المحدد، وسيتم التنسيق بشأنها مع وزارة المالية لإطلاقها بالسرعة اللازمة".