وسط ضغوط داخلية وخارجية.. إيران تستعد لمواجهة ترامب بفتح الملفات الشائكة وزيادة تدريباتها العسكرية
تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
مع اقتراب تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، تزايدت الدعوات داخل إيران من شخصيات بارزة وخبراء لحث السلطات على الدخول فى مفاوضات مع الولايات المتحدة للتخفيف من الضغوط الاقتصادية الشديدة التي تواجهها البلاد.
أكد وزير الداخلية الإيراني الأسبق والمصلح البارز عبد الواحد موسوي لاري ضرورة كسر "التابوهات" المرتبطة بالمفاوضات مع الولايات المتحدة.
وأشار موسوي لاري إلى أن خامنئي، المعروف بمواقفه المتشددة ضد الولايات المتحدة، قد يقبل فكرة المفاوضات إذا تم تقديمها بطريقة توضح الأوضاع الاقتصادية الصعبة التى تمر بها إيران.
وحذر موسوي لاري من أن تراجع پزشكيان عن وعده بمواجهة الأزمات الاقتصادية قد يؤدى إلى إحباط الناخبين الذين صوتوا لصالح الإصلاح والتغيير. وأضاف: "على پزشكيان أن يفى بوعوده للشعب، ولكن لن يتمكن من تحقيق ذلك دون دعم خامنئي."
وفى السياق ذاته، حذر خبير بارز فى الشئون الأمريكية من أن أى تغيير فى السياسة النووية الإيرانية قد يجلب مشكلات اقتصادية وعسكرية جسيمة. وصرح هادى عالمى فريمان لموقع "خبر أونلاين" بأن "إيران بحاجة إلى استراتيجية جديدة للتكيف مع النظام العالمى الجديد الذى سيقوده ترامب."
واقترح فريمان إطلاق جهود دبلوماسية واسعة للتواصل مع أعضاء إدارة ترامب والكونجرس، بالإضافة إلى إنشاء خط اتصال مباشر بين طهران وواشنطن لتسهيل الحوار.
كما أشار فريمان إلى أن ترامب سيعمل على تكثيف الضغوط الاقتصادية على إيران من خلال فرض عقوبات إضافية وإقناع الصين بوقف شراء النفط الإيراني. وأضاف: "الاحتجاجات الشعبية هى إحدى الوسائل التى قد يستغلها ترامب للضغط على الحكومة الإيرانية."
واختم فريمان تصريحاته بالتأكيد على أن "إيران بحاجة إلى التحول من استراتيجية المواجهة إلى استراتيجية التنافس القائم على المفاوضات." وأضاف: "يجب أن نقرر ما إذا كنا سننخرط فى النظام العالمى الجديد أو نستمر فى معارضته."
وفى سياق متصل، أعلنت القوات المسلحة الإيرانية عن زيادة كبيرة فى عدد تدريباتها العسكرية السنوية هذا الشتاء، حيث تسعى إيران لإظهار قوتها فى ظل سلسلة من الضغوط العسكرية الإقليمية من إسرائيل، بالإضافة إلى انتخاب دونالد ترامب فى الولايات المتحدة.
وقال المتحدث باسم الحرس الثورى الإيراني، العميد على محمد نائيني، يوم الإثنين، إن نحو ٣٠ مناورة عسكرية برية وجوية وبحرية قد بدأت فى ست محافظات غربية وجنوبية فى إيران، وستستمر حتى منتصف شهر مارس.
وأوضحت التقارير أن هذه التدريبات، التى تتم بالتنسيق بين الحرس الثورى والجيش التقليدي، تهدف إلى مواجهة "التهديدات الجديدة"، على الرغم من عدم تقديم تفاصيل حول هذه التهديدات.
وأشار نائينى إلى أن "عدد التدريبات قد تضاعف هذا العام مقارنة بالعام الماضى استجابة للتغيرات فى البيئة الأمنية"، مضيفًا أن هذه التدريبات أكثر شمولًا وتطورًا، وتضم أسلحة جديدة ومشاركة أكبر من الفرق العسكرية التى تقوم بعمليات واقعية.
من بين التدريبات، ستقوم القوات الإيرانية بتنفيذ تدريبات بالقرب من منشأة نطنز النووية، وهى موقع رئيسى لتخصيب اليورانيوم. ومن المقرر أن تُجرى أكبر مناورة بحرية فى مضيق هرمز، وهو نقطة استراتيجية يُشحن عبرها ثلث إمدادات النفط العالمية. وقد هددت إيران سابقًا بإغلاق المضيق فى حال اتخاذ تدابير من شأنها تقليص صادراتها من النفط.
وجاءت هذه التدريبات بعد فترة قصيرة من تنصيب ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، مما أثار مخاوف فى دوائر صنع القرار فى طهران. أعضاء إدارة ترامب القادمة تعهدوا بالعودة إلى حملة "الضغوط القصوى" ضد إيران ردًا على برنامجها النووي. فى ولايته الأولى، انسحب ترامب من الاتفاق النووى مع طهران وأعاد فرض العقوبات.
وتواجه إيران أيضًا ضغطًا متزايدًا بعد سلسلة من الضربات التى تلقتها الحكومة الإيرانية ووكلاؤها فى المنطقة، فى أعقاب الهجوم الذى شنته حركة حماس على إسرائيل فى ٧ أكتوبر ٢٠٢٣. وقد هاجمت إسرائيل حزب الله فى لبنان وتبادلت الضربات المباشرة مع طهران. وفى حين أن الدبلوماسيين الإيرانيين قد أشاروا إلى استعدادهم لإجراء مفاوضات جديدة مع الإدارة الأمريكية، فإن المسئولين الإيرانيين يخشون أن تؤدى التوترات المتصاعدة إلى مواجهة أوسع، بما فى ذلك احتمال شن ضربات إسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية بدعم من الولايات المتحدة.
وسعت إيران إلى إظهار التحدي، حيث قال نائيني: "العدو يظهر حماسًا زائفًا بينما يسيء تفسير الوضع، محاولًا تصوير الجمهورية الإسلامية على أنها ضعيفة". وأضاف: "إيران مستعدة للصراعات الكبيرة والمعقدة ولا تزال واثقة من قدراتها الرادعة".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: ترامب إيران دونالد ترامب الرئيس الأمريكي الولايات المتحدة الضغوط الاقتصادية الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
الصين تدعو الولايات المتحدة الى "إلغاء كامل" للرسوم الجمركية
دعت الصين الولايات المتحدة الأحد إلى إلغاء الرسوم الجمركية المتبادلة بشكل كامل، وذلك عقب قرار الولايات المتحدة الجمعة إعفاء السلع المتعلقة بالتكنولوجيا المتطورة منها.
وقال متحدث باسم وزارة التجارة الصينية في بيان: ندعو الولايات المتحدة إلى اتخاذ خطوة كبيرة لتصحيح أخطائها، وإلغاء الممارسة الخاطئة المتمثلة في فرض رسوم جمركية متبادلة بشكل كامل، والعودة إلى المسار الصحيح من الاحترام المتبادل.
أخبار متعلقة متحدث الكرملين: ننظر في عقد اجتماع بين الرئيسين بوتين وترامباليوم.. الرئيس الصيني يبدأ جولة آسيوية لتعزيز العلاقات التجاريةووسط حرب تجارية مع الصين أثارت حالة من الإرباك في الأسواق المالية، غيّرت الولايات المتحدة موقفها الجمعة وقررت إعفاء الهواتف الذكية والحواسيب من الرسوم الجمركية الإضافية التي فرضها دونالد ترامب.
ووصفت وزارة التجارة الصينية يوم الأحد هذا الاجراء بأنه خطوة صغيرة، مشيرة إلى أنها "تقيم تأثيرها".السلع المعفاة من الجماركوتغطي الإعفاءات التي نشرت مساء الجمعة في إشعار صادر عن مكتب الجمارك وحماية الحدود الأمريكي، سلعًا إلكترونية مختلفة، من بينها الهواتف الذكية ومكوّنات تدخل الولايات المتحدة من الصين، وتخضع حاليًا لتعرفة جمركية إضافية بنسبة 145%.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الصين تدعو الولايات المتحدة الى "إلغاء كامل" للرسوم الجمركية - وكالات
ويعود هذا القرار بالفائدة خصوصًا على شركات التكنولوجيا العملاقة، مثل آبل التي تصنع هاتف آي فون والمنتجات الرئيسية الأخرى للعلامة التجارية في الصين.
وردت بكين يوم الجمعة على ترامب بزيادة الرسوم الجمركية على كل المنتجات الأمريكية إلى 125%، اعتبارًا من السبت.
وتشير بيانات الجمارك الأمريكية إلى أن السلع المعفاة تمثل أكثر من 20% من الواردات الصينية، بحسب الباحث في مؤسسة راند جيرارد ديبيبو.
لكن رغم ذلك، قد تبقى أشباه الموصلات هدفًا لرسوم جمركية خاصة بهذا القطاع كان ترامب اقترح فرضها على الواردات من كل البلدان.رسوم على أشباه الموصلاتوقال ترامب السبت إنه سيقدم الاثنين إجابة محددة للغاية على ما إذا كان سيفرض رسومًا مستقبلية على أشباه الموصلات.
وقالت وزارة التجارة الصينية في بيان يوم الأحد، إن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب "لم تحل أي مشكلة من مشكلات الولايات المتحدة، كما قوّضت النظام العالمي للاقتصاد والتجارة".
وحذّر وزير التجارة الصيني وانغ وينتاو الجمعة خلال اتصال هاتفي مع رئيسة منظمة التجارة العالمية، من أن الرسوم الجمركية قد "تلحق ضررًا خطرًا" بالدول النامية.