استمرار المعاناة وجهود دولية لوقف التصعيد.. آخر تطورات الوضع في غزة
تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT
يشهد قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي تصاعدا مستمرا في الأحداث العسكرية التي خلفت أعدادا ضخمة من الشهداء والجرحى نتيجة الغارات الإسرائيلية المستمرة، ومع تصاعد التوترات، تواصل الجهود الدولية لاحتواء الأزمة ووقف إطلاق النار، في الوقت الذي تتفاقم فيه الأوضاع الإنسانية في القطاع.
تطورات الوضع في غزةقال الدكتور عبدالله نعمة، الخبير بالعلاقات الدولية والاستراتيجية، إنه من الواضح أن المفاوضات في غزة اوشكت على الانتهاء وخاصة أن مصر أعلنت قبل نهاية السنة 2024 ان هناك تقدم كبير في هذه المفاوضات وانها وصلت بين الطرفين لبلورة الاسماء بجميع المجالات من حكم غزة لخروج السجناء وطبعا هذا جاء نتيجة جهود جبارة لجمهورية مصر العربية وعلى رأسها القيادة السياسية.
وأضاف نعمة- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أنه كان هناك تفاهم كبير بين الرئيس المنتخب دونلد ترامب والرئيس السيسي على بلورة هذا الاتفاق وازالة العقبات الكبيرة وخاصة نحن نعلم أن الجانب الاسرائيلي صعب للغاية بالتفاوض لأنه كلما وصلوا معه على بلورة الإتفاق يطمع بالأكثر.
وتابع: "ولكن اعتقد أن الرئيس الأمريكي الجديد يريد ان ينتهي من موضوع غزة قبل دخوله البيت الابيض ويعلن الاتفاق نتنياهو عند تسلم دونالد ترامب سدة الحكم في البيت الابيض ويقدمها نتنياهو هدية له".
واختتم: "ولا ننسى الدور القطري الجهد الكبير لما تقدمه قطر في هذه المفاوضات، وخاصة نحن نعلم ان سحب ذراع ايران من غزة ليس بالسهل وهي من اطالت هذه المفاوضات ولكن في النهاية أشرفت هذه المفاوضات على الانتهاء وخاصة أن الرئيس دونالد ترامب يهدد بالجحيم على غزة لو ما انجزت قبل 20 يناير من الشهر الحالي".
ومن جانبها، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أمس الأربعاء عن ارتفاع إجمالي عدد الشهداء إلى 45.936 فلسطينيا منذ بداية الغارات الإسرائيلية في السابع من أكتوبر 2024. كما ارتفع عدد المصابين إلى 109.274 شخصا، وسط تدهور حاد في الوضع الصحي في القطاع.
وتواصل قوات الاحتلال ارتكاب المجازر بشكل متكرر، حيث سجلت الـ 24 ساعة الماضية وقوع ست مجازر أسفرت عن استشهاد 51 فلسطينيا وإصابة 78 آخرين.
واستمرت مصر في لعب دور محوري في تقديم الدعم الإنساني والطبي إلى قطاع غزة، حيث أفادت التقارير أن حوالي 80% من المساعدات الإنسانية والطبية التي وصلت القطاع كانت من خلال الجهود المصرية.
بالإضافة إلى ذلك، تواصل مصر جهودها في السعي لوقف إطلاق النار، مع العمل على ضمان الاستقرار في المنطقة، من خلال التنسيق المستمر مع الأطراف الدولية والمحلية.
وفي تصريحات حديثة، أعرب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عن تفاؤله بالتقدم المحرز في المفاوضات الجارية بشأن تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، وأوضح أن الولايات المتحدة قريبة جدا من التوصل إلى اتفاق شامل يشمل وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأكد بلينكن أن المفاوضات تهدف إلى تخفيف المعاناة الإنسانية في القطاع وتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وعلى الجانب الآخر، أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن ارتفاع عدد القتلى في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي نتيجة انفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية عسكرية بالقرب من حدود قطاع غزة، والحادث أسفر عن مقتل 3 جنود إسرائيليين وإصابة آخرين، من بينهم جندي في حالة حرجة.
غارات إسرائيلية على غزة فجر اليوموقد أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جندي آخر شمال قطاع غزة نتيجة انفجار عبوة ناسفة في المنطقة نفسها.
ومع استمرار العدوان، أفادت التقارير بأن الشرطة الفلسطينية ستتولى إدارة قطاع غزة بعد انسحاب القوات الإسرائيلية، مع تسليم بعض المناطق في معبر رفح للسلطة المصرية.
وتشير هذه الخطوات إلى تحول في آلية التحكم في القطاع بعد الأزمات العسكرية المستمرة، مع دور محوري لمصر في تسهيل مرور المساعدات والمشاركة في المفاوضات.
والجدير بالذكر، أنه يبقى الوضع في قطاع غزة يمر بظروف إنسانية صعبة وسط الغارات المتواصلة، في وقت تسعى فيه الجهود الدبلوماسية الدولية والمحلية إلى التوصل إلى حلول لوقف التصعيد.
وتأمل العديد من الأطراف في التوصل إلى اتفاق شامل يوقف إطلاق النار ويؤمن المعونات الإنسانية للقطاع، في ظل استمرار معاناة السكان المدنيين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مصر الرئيس السيسي قطاع غزة غزة جيش الاحتلال وقف إطلاق النار هدنة طوفان الأقصى المساعدات الإنسانية المزيد هذه المفاوضات إطلاق النار فی القطاع قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
صيغة وسط بين “حماس” وإسرائيل لوقف دوامة الدم.. مبادرة مصرية جديدة لإحياء الهدنة.. وترامب يقرر مصير غزة
البلاد – القاهرة
تسابق مصر الزمن لوقف دوامة الدم في غزة، في وقت بلغت فيه آلة الحرب الإسرائيلية ذروتها، وسط معاناة إنسانية بالغة القسوة لأهل القطاع بفعل القصف والتجويع والحصار. وفي تطور جديد، كشفت مصادر متطابقة عن تقديم القاهرة – مرة أخرى – مقترحًا معدّلًا لاستعادة التهدئة بين إسرائيل وحركة “حماس”، يعيد الأمل بإمكانية وقف إطلاق النار، فيما يبدو أن ذلك مرهون بمدى تدخل وضغط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وتنص المبادرة المصرية، التي سُرّبت خطوطها العريضة خلال الساعات الأخيرة، على إطلاق سراح 8 رهائن أحياء تحتجزهم “حماس”، بينهم إسرائيلي يحمل الجنسية الأمريكية، مقابل إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر، ووقف لإطلاق النار لمدة تتراوح بين 40 و70 يومًا، وإفراج إسرائيل عن أعداد كبيرة من الأسرى الفلسطينيين، في إطار صفقة تبادلية تمهّد لمرحلة تفاوضية أوسع.
وتُعد هذه المبادرة نقطة وسط بين الموقفين المتباعدين للجانبين؛ إذ طالبت إسرائيل بالإفراج عن 11 رهينة، فيما عرضت “حماس” إطلاق سراح اثنين فقط، على أن يُبحث مصير الرهائن الآخرين ضمن مفاوضات المرحلة الثانية، المشروطة بدورها بوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب إسرائيلي شامل من القطاع.
وتعكس طبيعة المبادرة المصرية إدراكًا لحراجة اللحظة وضرورة كسر الجمود، خصوصًا أن الأوضاع الإنسانية في القطاع باتت تضغط بشدة على صانع القرار داخل “حماس”، وسط دمار واسع ونقص حاد في الإمدادات. وفي المقابل، يبدو أن حظوظ تمرير المبادرة ستتوقف إلى حد كبير على قدرة الرئيس ترامب على ممارسة ضغط فعلي على رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي ما زال يراوغ في الالتزام بتعهداته السابقة.
وأبدى ترامب مؤخراً رغبته في وقف الحرب على غزة، وذلك خلال استقباله نتنياهو في البيت الأبيض، وقال: “أود أن أرى الحرب تتوقف، وأعتقد أنها ستتوقف في وقت ما، ولن يكون ذلك في المستقبل البعيد”، لكنه أضاف أن “سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة وامتلاكها له” سيكون أمرًا جيدًا، مجددًا اقتراحًا طرحه مرات عدة خلال الأسابيع الأولى من ولايته.
ويُشار إلى أن “حماس” كانت قد رفضت في وقت سابق مقترحات قدمها المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، بدعم إسرائيلي، تتضمن إطلاق سراح رهائن إضافيين قبل الدخول في مفاوضات تثبيت الهدنة، ووصفت تلك المقترحات بأنها منحازة بالكامل لإسرائيل.
وحقيقة الأمر أن العقدة الأبرز لوقف الحرب تظل في ملف سلاح “حماس”، إذ تصر كل من إسرائيل والولايات المتحدة على نزع سلاح الحركة كشرط أساسي لأي اتفاق لوقف دائم لإطلاق النار والانسحاب الشامل من القطاع.
وترفض “حماس” بشكل قاطع أي طرح يتضمن نزع سلاحها، معتبرة أن السلاح هو جزء من أدوات المقاومة الشرعية، ولا يمكن مناقشة مصيره إلا بعد زوال الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. في المقابل، تتمسك تل أبيب وواشنطن برؤية تقوم على جعل غزة منطقة منزوعة السلاح وخارجة عن سيطرة “حماس”، ما يضع الحركة أمام خيارين مصيريين: إما الدخول في تسوية سياسية شاملة تتخلى خلالها عن سلاحها، أو مواجهة حرب استنزاف شاملة تستهدف تصفيتها عسكريًا وتنظيميًا، بما في ذلك تنفيذ عمليات اغتيال خارج القطاع.
ويبلغ عدد الرهائن الذين تحتجزهم “حماس” منذ عملية السابع من أكتوبر نحو 59 شخصًا، يُعتقد أن 24 منهم على قيد الحياة. وانتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار مطلع مارس الماضي، لتعاود إسرائيل شن ضرباتها، وتغلق المعابر، وتمنع تدفق المساعدات إلى القطاع المنكوب.