شهدت السنوات الأخيرة تقدمًا هائلًا في التكنولوجيا الطبية، مع ظهور أدوات وتقنيات مبتكرة تُحدث ثورة في طريقة تقديم الرعاية الصحية وعلاج الأمراض، يلعب الذكاء الاصطناعي والطباعة ثلاثية الأبعاد دورًا بارزًا في هذا التحول، حيث يساهمان في تحسين التشخيص، تسريع العلاج، وتوفير حلول مبتكرة لإنقاذ الأرواح.

تطورات الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية: بين الثورة والتحديات باحثون يطورون الذكاء الاصطناعي لفك تشفير تواصل الحيوانات الذكاء الاصطناعي في الطب

1.

تحسين التشخيص
يُعد الذكاء الاصطناعي (AI) أداة قوية لتحليل البيانات الطبية بسرعة ودقة تفوق القدرات البشرية. بعض الأمثلة تشمل:
- تشخيص الأمراض: يُمكن للأنظمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي تحليل صور الأشعة مثل التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو الأشعة السينية لتحديد حالات مثل الأورام السرطانية وأمراض القلب بدقة مذهلة.
- الأمراض النادرة: تساعد خوارزميات الذكاء الاصطناعي في اكتشاف الأنماط في البيانات الطبية لتشخيص الأمراض النادرة التي قد يصعب التعرف عليها باستخدام الطرق التقليدية.

2. التنبؤ بالأمراض وإدارتها
- التنبؤ بالمخاطر: باستخدام الذكاء الاصطناعي، يمكن تحليل السجلات الطبية لتحديد الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري وأمراض القلب، مما يتيح الوقاية المبكرة.
- إدارة الأوبئة: ساهمت تقنيات الذكاء الاصطناعي في تتبع تفشي جائحة كوفيد-19، من خلال تحليل البيانات الضخمة للتنبؤ بانتشار الفيروس وتوجيه استجابات الصحة العامة.

3. العلاج الشخصي
- يُمكن للذكاء الاصطناعي تصميم خطط علاج مخصصة بناءً على الخصائص الجينية والفردية للمريض، مما يزيد من فعالية العلاج ويقلل من الآثار الجانبية.

التكنولوجيا الطبية: كيف تسهم الذكاء الاصطناعي والطباعة ثلاثية الأبعاد في إنقاذ الأرواح؟ الطباعة ثلاثية الأبعاد في الطب

1. إنتاج الأطراف الصناعية
- أحدثت الطباعة ثلاثية الأبعاد ثورة في تصنيع الأطراف الصناعية بتكلفة أقل وبمواصفات دقيقة تناسب احتياجات كل مريض. تُعد هذه الأطراف أخف وزنًا وأكثر راحة مقارنة بالتقنيات التقليدية.

2. زراعة الأنسجة والأعضاء
- ساهمت الطباعة الحيوية ثلاثية الأبعاد، التي تستخدم خلايا بشرية ومواد بيولوجية، في طباعة أنسجة مثل الجلد والأوعية الدموية. يجري العمل على تطوير تقنيات لطباعة أعضاء كاملة مثل الكلى والكبد، مما قد يضع حدًا لقوائم انتظار زراعة الأعضاء.

3. إنتاج النماذج الطبية
- تُستخدم النماذج المطبوعة ثلاثية الأبعاد لتحضير الجراحين قبل إجراء العمليات المعقدة، حيث يمكنهم دراسة نموذج دقيق للأعضاء المصابة أو المنطقة المستهدفة، مما يقلل من المخاطر ويحسن النتائج.

4. الأجهزة الطبية المخصصة
- تُستخدم الطباعة ثلاثية الأبعاد لتصنيع أجهزة طبية مخصصة، مثل الدعامات القلبية والغرسات العظمية، التي تناسب احتياجات كل مريض بشكل مثالي.

استخدامات الذكاء الاصطناعي ومستقبله فى ورشة عمل بجامعة أسيوط الذكاء الاصطناعي وسوق العمل.. ثورة تقنية بين التحديات والفرص كيف تُنقذ التكنولوجيا الأرواح؟

1. تقليل وقت الاستجابة
تساعد تقنيات الذكاء الاصطناعي والطباعة ثلاثية الأبعاد في تقليل الوقت اللازم لتشخيص الأمراض وصنع الأجهزة الطبية، مما يسرّع التدخل العلاجي في الحالات الحرجة.

2. تحسين دقة العلاج
يعمل الذكاء الاصطناعي على تقليل الأخطاء الطبية، بينما تتيح الطباعة ثلاثية الأبعاد تصميم أدوات وأجهزة طبية دقيقة.

3. زيادة الوصول إلى الرعاية الصحية
- تُخفض الطباعة ثلاثية الأبعاد تكاليف تصنيع الأطراف الصناعية والأجهزة الطبية، مما يجعلها في متناول المرضى في المناطق الفقيرة.
- يتيح الذكاء الاصطناعي توفير الرعاية الصحية عن بُعد، خاصة في المناطق النائية التي تفتقر إلى البنية التحتية الطبية.

4. فتح آفاق جديدة
- من خلال الدمج بين الذكاء الاصطناعي والطباعة ثلاثية الأبعاد، يمكن تطوير علاجات وحلول مبتكرة، مثل الروبوتات الطبية الصغيرة والجراحة بمساعدة الواقع الافتراضي.

التكنولوجيا الطبية: كيف تسهم الذكاء الاصطناعي والطباعة ثلاثية الأبعاد في إنقاذ الأرواح؟ التحديات المستقبلية

رغم الفوائد الهائلة، تواجه هذه التقنيات بعض التحديات:
- التكلفة: لا تزال العديد من الابتكارات باهظة الثمن، مما يحد من انتشارها.
- الأخلاقيات: تثير الطباعة ثلاثية الأبعاد للأعضاء واستخدام الذكاء الاصطناعي في التشخيص قضايا أخلاقية حول سلامة المرضى وخصوصيتهم.
- التدريب والتأهيل: يتطلب دمج هذه التقنيات تدريب الكوادر الطبية على استخدامها بفعالية.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: التكنولوجيا الطبية الذكاء الاصطناعي الطباعة ثلاثية الابعاد التطورات الطبية بوابة الفجر موقع الفجر الطباعة ثلاثیة الأبعاد فی الذکاء الاصطناعی فی التکنولوجیا الطبیة الرعایة الصحیة

إقرأ أيضاً:

صراع الذكاء الاصطناعي بين الصين وأمريكا من يفوز؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يحتم الصراع العالمي في الميدان التكنولوجي، ولا سيما بين الولايات المتحدة الأميركية والصين اللتين تخوضان صراع التفوق التقني، صراع بدا أشبه بحرب باردة، ثم ما لبث أن تحول لمعركة واضحة المعالم. 

ففي ظل إدارة  الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأولى، فرضت واشنطن قيودًا على شركتي الاتصالات "زي تي إي" و"هواوي". حافظ خلفه جو بايدن على العديد من سياسات ترمب تجاه الصين وطرح سياسات جديدة، بما في ذلك بدء ضوابط تصدير واسعة النطاق في أواخر عام 2022 على أشباه الموصلات ومعدات أشباه الموصلات المتقدمة. 

ويبدو أن ترمب في ولايته الثانية يمضي قدمًا باتجاه مماثل. ففي تصريحاته التي أعقبت مكالمته الأولى مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، أقرّ ترمب أنهما تطرقا إلى حل العديد من القضايا، وفي مقدمتها تحقيق التوازن التجاري ومصير تطبيق "تيك توك" داخل الولايات المتحدة. 

ورغم سريان قانون يقضي بأن يبيع المالك الصيني "بايت دانس" التطبيق، وإلا سيتم حظره في الولايات المتحدة استنادًا إلى مخاوف تتعلق بالأمن القومي، استأنف "تيك توك" خدماته في الولايات المتحدة بعد تأكيدات ترمب بأن الشركة وشركاءها لن يواجهوا غرامات باهظة إذا استمر تشغيل التطبيق. 

"ديب سيك" جرس إنذار

لكن الحرب التكنولوجية تتخذ شكلًا أكثر ضراوة في مجال الذكاء الاصطناعي. ففي تطور مفاجئ قلب سوق الذكاء الاصطناعي رأسًا على عقب، طوّرت شركة "ديب سيك" وهي شركة ناشئة مقرها الصين، نموذج لغة كبير مفتوح المصدر، مدعية أن الأمر استغرق شهرين وكلّف أقل من 6 ملايين دولار.

10 أسباب تدعو للقلق.. هل صُمّم الذكاء الاصطناعي ليبقى عندما نرحل؟

ففي 10 يناير الماضي، أصدرت شركة "ديب سيك"، تطبيقها، وأطلقته على متجر تطبيقات أبل بالولايات المتحدة، لتقدّم تجربة تعتمد على نموذجها المتطور "ديب سيك V3" كبديل مجاني للتطبيقات المماثلة المدفوعة مثل "تشات جي بي تي"  الذي طوّرته شركة "أوبن آي أي" الأميركية.  

وبعد أيام قليلة أصبح التطبيق المجاني الأكثر تحميلًا في سوق التطبيقات التابع لشركة "أبل" في الولايات المتحدة، ليحل مكان "تشات جي بي تي". كما تسبّب بخسائر باهظة لسهم شركة "إنفيديا"، الأكبر بالعالم بهذا القطاع التكنولوجي بالولايات المتحدة، بحوالي 560 مليار دولار من قيمتها السوقية.

وقد اعتبر ترمب، أن نموذج "ديب سيك" هو بمثابة "جرس إنذار" للشركات الأميركية، داعيًا الصناع إلى "التركيز الحاد على المنافسة للفوز". 

استراتيجية الصين لتطوير الذكاء الصناعي

ما تحققه الصين ليس وليد صدفة بل نتاج استراتيجية واضحة. فقد تضمنت خطة تطوير الجيل القادم للذكاء الاصطناعي التي وضعتها في عام 2017 تفاصيل استراتيجية من ثلاث مراحل لتطوير الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في الدولة، بحسب ورقة صادرة عن المنتدى الاقتصادي العالمي.

أصبح "ديب سيك" التطبيق المجاني الأكثر تحميلًا في سوق التطبيقات التابع لشركة "أبل" في الولايات المتحدة- غيتي

الحكومة الصينية أصدرت أيضًا مبادئ توجيهية مثل "تسريع ابتكار السيناريوهات لتعزيز التطبيقات عالية المستوى للذكاء الاصطناعي من أجل تنمية اقتصادية عالية الجودة" في عام 2022 والتي تؤكد على تكامل تقنيات الذكاء الاصطناعي عبر القطاعات لتسهيل نمو الاقتصاد المستدام، بحسب ورقة بحثية لمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي.

كما تم تقديم "المبادئ التوجيهية لبناء نظام توحيد شامل لصناعة الذكاء الاصطناعي الوطنية" في عام 2024. وتهدف هذه المبادئ التوجيهية إلى تعزيز نظام توحيد الذكاء الاصطناعي من خلال إنشاء أكثر من 50 معيارًا وطنيًا وصناعيًا جديدًا، بحسب المنتدى الاقتصادي العالمي.

صناعة الذكاء الصناعي في الصين

ووفقًا للمنتدى، تضع الصين نفسها كقائد عالمي مجال الذكاء الاصطناعي. وتتجاوز صناعة الذكاء الاصطناعي في الصين 70 مليار دولار، وقد قامت بتنمية أكثر من 4300 شركة ساهمت في سلسلة مستمرة من الإنجازات.

ومن جانبها، تنظر الشركات إلى الذكاء الاصطناعي على أنه فرصة كبيرة لنمو الإيرادات. فبين عامي 2018 و2021، تضاعفت حصة إيرادات الشركات التي تأثرت بالذكاء الاصطناعي في الصين. وكان من المتوقع أن تزيد هذه الحصة إلى ثلاثة أضعاف أرقام عام 2018 تقريبا في 2024. كما ترى 90% من الشركات الصينية أن الذكاء الاصطناعي التوليدي ضروري لنموها.

ما تحققه الصين ليس وليد صدفة بل نتاج استراتيجية واضحة، فقد تضمنت خطة تطوير الجيل القادم للذكاء الاصطناعي التي وضعتها في عام 2017 تفاصيل استراتيجية من ثلاث مراحل، بحسب ورقة صادرة عن المنتدى الاقتصادي العالمي

وتهدف الصين لكي تصبح مركز الابتكار الرئيسي للتكنولوجيا من خلال توسيع صناعة الذكاء الاصطناعي الأساسية إلى أكثر من 140 مليار دولار بحلول عام 2030، وتعزيز قيمة القطاعات ذات الصلة إلى 1.4 تريليون دولار خلال الفترة نفسها.

ويتجسد واقع صناعة الذكاء الصناعي في الصين بالآتي:

 اعتبارًا من يونيو/ حزيران 2024 تستحوذ الصين على 26%  من إجمالي الحوسبة في العالم؛

يبلع معدل النمو السنوي المركب  للبيانان في الصين 26%؛

 سجل 188 نموذج أساسي (نماذج ذكاء اصطناعي ضخمة مُدرَّبة على كميات هائلة من البيانات) على المستوى الوطني بحلول أغسطس/ آب 2024؛

 بلغت الزيادة السنوية في العدد الإجمالي لمراكز البيانات الخضراء الوطنية في الصين في عام 2023 ما نسبته 22%؛

يتواجد 47% من أفضل باحثي الذكاء الاصطناعي في العالم في الصين.

وقد عكس إعلان شانغهاي، الذي تم تبنيه خلال المؤتمر العالمي للذكاء الاصطناعي الذي عقد في شانغهاي في يوليو 2024، التزام الصين بتعزيز الحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي، وتعزيز التعاون وتعزيز التنمية الشاملة.

مقالات مشابهة

  • صراع الذكاء الاصطناعي بين الصين وأمريكا من يفوز؟
  • وزير البترول: عودة الحفار في حقل ظهر سوف تسهم في استئناف الأعمال باستخدام التكنولوجيا الحديثة
  • الذكاء الاصطناعي يكتشف الأمراض من خلال فحص شبكية العين
  • دراسة: الذكاء الاصطناعي يكتشف الأمراض عبر شبكية العين
  • سباق التكنولوجيا يشتد.. أمازون تخطط لإنفاق 100 مليار دولار على الذكاء الاصطناعي في 2025
  • أخبار التكنولوجيا| جوجل تضيف علامات خفية لصور الذكاء الاصطناعي.. أحدث إصدارات سامسونج Galaxy F تغزو الأسواق قريبا
  • أمازون تتوقع ارباحاً دون التقديرات بسبب الذكاء الاصطناعي
  • روسيا.. تطوير طرف اصطناعي حيوي يحاكي الإحساس باللمس
  • ديب سيك.. يهز عالم الذكاء الاصطناعي
  • أخبار التكنولوجيا| واتساب يحذر من هجوم إلكتروني عالمي ببرامج تجسس.. فايرفوكس يتيح الوصول إلى روبوتات الذكاء الاصطناعي