الثورة نت:
2025-01-09@12:56:45 GMT

التحيُّز وازدواجية المعايير في المواقف السياسية

تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT

كثير إن لم يكن معظم القرارات السياسية ترجع إلى اعتبارات المصالح لا المبادئ والأخلاق والقيم، ففي السياسة يصح ويجوز ما لا يجوز المهم أن يحقق السياسيون أهدافهم مهما كانت، لأنهم يطرحون برامجهم للجمهور ليحققوا لهم ما قد يعجز عنه الخصم المنافس .

الانتخابات تسمى اللعبة السياسية وكل لاعب يفوز يسلم له الجميع بأحقية برنامجه بقيادة بلاده، تلك المعايير التي تحتكم إليها دول العالم أصبحت مسلمات راسخة لا يمكن الخروج عنها أو تجاوزها، ولأن الفوضى هي البديل، لكن ليس معنى ذلك أنها لا تخلو من العيوب، فهناك الديمقراطية الممنوعة وهناك الديمقراطية المزيفة وهناك الديمقراطية الحقيقية .

النظام الدولي هو من يحدد نوع الديمقراطية التي تمارسها كل دولة وفقا لمصالحه، لكنه في بعض الأحيان قد يمارس الفرض والإجبار على دول بعينها، باعتبار انه الوصي على الحرية والديمقراطية خاصة إذا تعلق الأمر بالدول النامية ودول العالمين العربي والإسلامي التي قنن لها الديكتاتورية والاستبداد كخيار وحيد واستثناء الديمقراطية التي لا تخرج عن سياساته وتحقيق أهدافه .

الديمقراطية وحقوق الإنسان هما شماعة التدخل في الدول المتقدمة والمتخلفة على حد سواء وهي شعارات زائفة وخداعة في كثير من الأحيان، فمثلا أوكرانيا دولة متطورة ومن دول العالم المتقدمة، لكن باستطاعة روسيا التأثير على الانتخابات فيها لصالح من يحمي مصالح روسيا، كما حدث حينما فاز الرئيس الموالي لموسكو وهو ما لم يعجب أوروبا وأمريكا، ليتم دعم رئيس جديد يتولى السلطة يدين لأوروبا وأمريكا، مما أدى إلى تحول المواجهات إلى حرب بين الغرب –أمريكا وأوروبا من جهة- وروسيا والمتحالفين معها من جهة أخرى .

الديمقراطية وحقوق الإنسان التي لا تحقق مصالح وأهداف الاستعمار والاستعباد ليست ديمقراطية، لأن من شروطها أن يرضى عنها ولا بد من الحصول على المصالح إما بالديمقراطية أو بالحسم العسكري كخيار أكيد معد على أساس ذلك.

الديكتاتورية والأنظمة الاستبدادية التي تؤمن مصالح الاستعمار بوجهه الحديث لا يمكن المساس بها أو السماح بإسقاطها إلا إذا انعدمت الجدوى منها ومن ضمنها الأنظمة العربية والإسلامية؛ وإذا أتت الديمقراطية بمن لا يؤمن مصالح الاستعمار ويحقق أهدافه فإنه سرعان ما يتم القضاء على تلك الأنظمة واستبدالها .

في المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، كيان الاحتلال اشترط إجراء الانتخابات وكان يفضل نتيجتها المعتادة في الديمقراطيات العربية، لكن فوز حماس في قطاع غزة قلب المعادلة أمام الرأي العام المحلي والعربي والعالمي وهنا بدأت حلقات المؤامرة على غزة من الداخل والخارج، فتم فرض الحصار وإباحة غزة للاحتلال بالتعاون مع السلطة .

رئيس وزراء بريطانيا يقول: «يجب تدمير غزة حتى لا تشكل نموذجاً للنظام الإسلامي، لأن ذلك سيؤدي إلى نجاح التجربة الإسلامية؛ وان مشكلة الغرب ليست مع العرب والمسلمين وإنما مع الإسلام ذاته ومع نبي الإسلام؛ وانه يجب دعم إسرائيل مهما كان حجم الإجرام الذي  تقوم به والاستفادة من دعم الأنظمة العربية التي صنعها الغرب وتدين بالولاء للاستعمار وجودا وعدما»

في أوكرانيا دولة متقدمة متطورة يدعمها الغرب بكل أنواع الدعم في مواجهة روسيا وفي غزة حركة جهادية محاصرة تعتمد على ذاتها، يحاصرها صهاينة العرب والغرب، تناضل من أجل الحرية والاستقلال، لكنها تواجه الحلف الصهيوني الصليبي ويراد القضاء عليها وإبادتها.. رئيس البعثة الطبية النرويجية إلى غزة –مادس غليبرت- لاحظ التمييز والتحيز الذي يمارسه الإجرام الصهيوني، فقال:(هناك ازدواجية معايير في الغرب تجاه غزة بالمقارنة مع أوكرانيا التي تتلقى دعما ماليا وعسكريا وسياسيا، وهذا يكشف تغلغلاً عميقاً للتمييز العنصري في الحكومات الغربية التي لا تعتبر قيمة حياة الفلسطيني بنفس قيمة حياة اليهودي أو ذوي البشرة البيضاء، ولو حصل استهداف للفرق الطبية اليهودية كما يحصل للفلسطينية، لقامت قيامة العالم)، تصريح جريء من رجل آلمه الوضع، فنطق بكلمة حق، لكن الاستعمار هو من أنشأ الكيان المحتل وسلمه الأرض الفلسطينية وهو الذي يمده بكل احتياجاته ويعمل معه على إبادة الشعب الفلسطيني وفقا لمقولتهم “أرض بلا شعب لشعب بلا أرض”.

رغم مرور أكثر من أربعمائة وخمسين يوما، فلازالت الأنظمة والحكومات الاستعمارية القديمة والحديثة وصهاينة العرب يدعمون الكيان المحتل لإكمال ارتكاب جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب، غزة بمساحتها المحدودة دمرت حتى 10 % منها لا تعد مناطق إنسانية رغم أن الإجرام الصهيوني قال إنه جعلها مناطق للعمل الإنساني لأكثر منطقة في العالم اكتظاظا بالسكان وازدحاما.

عائلات بأكملها تمت إبادتها ولم يبق منها شيء، في السجلات المدنية (1413) أسرة سقط من أفرادها (5455) شهيدا، وعائلات لم يتبق منها غير فرد واحد وعددها(3467) سقط من أفرادها (7941) شهيدا وبلغ عدد الشهداء الذين وصلوا إلى المستشفيات (45524)شهيدا بخلاف الذين لازالوا تحت الأنقاض أو لم يصلوا إلى المستشفيات التي دمرت وأحرقت، أما الجرحى فوصل عددهم إلى ما يزيد عن (108189) ومازال هناك (11200) مفقود .

بلغت نسبة الشهداء من الأطفال (17818) شهيدا ومن النساء (12287) شهيدة بما يعادل 70 % من الشهداء والبقية من العجزة والشيوخ ولم يتحرك أحد لنجدتهم أو إغاثتهم.

كما استشهد (1068) من الأطباء والطواقم الطبية ودمرت المستشفيات وأحرقت ووصل الإجرام اليهودي إلى قتل وإبادة شرطة تأمين المساعدات التي استشهد منها (728) ولم تسلم مراكز إيواء اللاجئين التي تشرف عليها الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية وغيرها، حيث تم استهداف (216) مركزا لإيواء اللاجئين.

غزة تقاتل وحدها وتواجه إجراما لا مثيل له من قبل تحالف صهاينة العرب والغرب، ووصل الأمر أن تتم الاستعانة بالقتلة والمرتزقة من كل أنحاء العالم، ففرنسا أرسلت أكثر من (4000) للقتال مع اليهود وأرسلت كل من أمريكا وبريطانيا وألمانيا ما لا يقل عن ثلاثة آلاف، والهند وإيطاليا وإثيوبيا وجنوب السودان ما لا يقل عن ألفي مقاتل، وبولندا وأوكرانيا والسلفادور وهندوراس أرسلت ما لا يقل عن ألف وخمسمائة مرتزق، والأرجنتين والمغرب وكندا والإمارات وشمال العراق “الأكراد” والأردن ومصر ما لا يقل عن خمسمائة مرتزق، وهذه الأرقام منقولة عن وزارة الحرب اليهودية، تدل على تكاتف الإجرام ضد بقعة صغيرة من العالم وهي غزة التي تجمد أطفالها من البرد واكلت الكلاب لحوم الشهداء، لأنهم لم يجدوا من يدفنهم .

فتحت الدول الأوروبية والغربية حدودها لاستقبال اللاجئين الأوكرانيين النازحين من الحرب، وفي غزة تم حصارها ومنع كل الإمدادات الطبية والإنسانية وتم تزويد الكيان المحتل بأحدث وأفتك القنابل والصواريخ المحرمة دوليا.. فماذا فعلت غزة وما ذنبها؟.

الإمدادات العسكرية والاقتصادية والسياسية تذهب للكيان الإجرامي من كل مكان لارتكاب جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب، وسيتكفل صهاينة العرب بسداد فاتورة الحرب من ثروات الأمة العربية من أجل القضاء على المقاومة الفلسطينية، لأنهم يرونها تشكل خطرا عليهم .

سخَّروا أحدث الوسائل واستخدموا كل الإمكانيات، يريدون تحطيم المقاومة ومحور المقاومة في غزة ولبنان وسوريا واليمن وإيران وقبل ذلك دمروا العراق وأفغانستان ولازال المخطط ينفذ في السودان وليبيا والقائمة طويلة، لأن إقامة إسرائيل الكبرى لن تتحقق إلا بتدمير الدول العربية والإسلامية عسكريا واقتصاديا وسياسيا وثقافيا وأخلاقيا.

غزة تباد وتدمر واليمن وسوريا ولبنان وإيران، ومع ذلك فقرارات الأمم المتحدة جعلت اليمن تحت البند السابع ووصاية وكلاء الصهاينة من صهاينة العرب، وأباحت لهم تدمير كل مقدراته ومكتسباته ومثل ذلك سوريا وقبل ذلك العراق، أما الكيان المحتل فرغم الإدانات والقرارات الصادرة ضده إلا أنه لم ينفذ منها أي قرار، لأن من يفرض القرارات ومن ينفذها عصابة إجرامية تتحكم في مصير العالم .

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: الکیان المحتل صهاینة العرب ما لا یقل عن

إقرأ أيضاً:

إسرائيل وجرائم الحرب.. نجاح بالبرازيل وفشل عبر العالم

أفلحت إسرائيل في تخليص الجندي يوفال فاغداني، المتهم في البرازيل بارتكاب جرائم حرب من شباك العدالة الدولية التي كادت تمسك به في البرازيل بعد إصدار أمر اعتقال بحقه بتهمة المشاركة في ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة. ورغم فرحة أهله بهروبه إلى الأرجنتين ونجاحه أيضا في الهرب من أمر اعتقال جديد هناك أيضا، فإن الشعور بالإرباك كان سائدا في الدولة العبرية. فقد نجحت هذه المرة جهود المؤسسة الأمنية الإسرائيلية في إخراج فاغداني من المأزق، ولكن من سينقذ مئات آلاف الإسرائيليين الذين شاركوا في حرب الإبادة الجماعية في غزة من مثل هذا المأزق لاحقا؟

ومعروف أن المحكمة الجنائية الدولية أصدرت أيضا مذكرتي اعتقال بحق كل من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير حربه السابق، يوآف غالانت. وتراهن إسرائيل حتى الآن على تشريع أميركي في عهد الرئيس ترامب يقيد العدالة الدولية ويمنع مواصلة الملاحقة لمقترفي جرائم الحرب في إسرائيل. لكن هذه المراهنة لم تمنع تصاعد الجدل داخل إسرائيل حول جرائم الحرب واستمرار الحرب.

اقرأ أيضا list of 3 itemslist 1 of 3محللون: جنود وضباط إسرائيل سيُلاحقون قضائيا حتى لو أوقفت حرب غزةlist 2 of 3إسرائيل تدق ناقوس الخطر بعد فرار جندي متورط بجرائم حرب من البرازيلlist 3 of 3رفع دعوى قضائية ضد جنديين إسرائيليين بالأرجنتين لارتكاب جرائم حرب بغزةend of list 10 دول

وكانت هيئة البث العبرية نشرت، نقلا عن مصادر أمنية، أن نحو 50 شكوى رفُعت ضد جنود إسرائيليين في 10 دول مختلفة، بتهمة المُشاركة في ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة. وأن تحقيقات جرت وتجري على الأقل في دول بينها جنوب أفريقيا وسريلانكا والبرازيل وفرنسا .وقالت إن محاولات استهداف جنود الجيش قانونيًا في الخارج آخذة في الارتفاع، مشيرة إلى أنه "يجري التعامل مع حالات فردية بشكل خاص، كالجنود الذين يحملون جنسية مزدوجة، أو حالات تتوفر بشأنها معلومات استخباراتية". وتعمل على ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين العديد من المنظمات الحقوقية الفلسطينية والدولية وفي مقدمتها صندوق "هند رجب" الذي اتخذ اسم طفلة فلسطينية من ضحايا حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة.

مؤسسة هند رجب تواصل ملاحقة مرتكبي الإبادة في غزة (مؤسسة هند رجب)

وحسب ما توفر من معلومات فإن مؤسسة "هند رجب" تقدمت بشكاوى ضد ما لا يقل عن ألف جندي إسرائيلي إلى المحكمة الجنائية الدولية، بتهم ارتكاب إبادة جماعية، إضافة إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة. وتقول المؤسسة على موقعها الرسمي إن الشكوى التي تم تقديمها إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بهولندا، مقدمة بأسماء المتهمين الألف ومدعومة بالأدلة والبراهين التي تم التحقق منها، وتثبت مشاركتهم بشكل فعال ودوري في ارتكاب جرائم حرب خلال الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ أكثر من عام. وتشمل التهم الموجه إلى هؤلاء الجنود الألف، تدمير البنية التحتية ومنازل المدنيين والمدارس والمستشفيات، وأيضا تهمة المشاركة في حصار القطاع ومنع دخول المساعدات الإغاثية والمياه والغذاء. وكذلك استخدام تكتيكات حربية لاإنسانية باستهداف مخيمات النازحين وتجويع الأسر المشردة. وتقول مؤسسة "هند رجب" إن من بين المتهمين ضباطا ومسؤولين رفيعي المستوى في الجيش الإسرائيلي، متهمين بتخطيط والتنفيذ والإشراف على الجرائم التي ارتكبت بحق المدنيين في القطاع.

إعلان صيغتان

وتختلف الملاحقة القضائية للجنود الإسرائيليين في مختلف الدول التي يسمح قانونها عن الملاحقة القائمة في المحكمة الجنائية الدولية. إذ إنها حينا تتخذ صيغة الملاحقة الشخصية من أناس فلسطينيي الأصل وقع أهلهم ضحية جرائم الحرب ، وحينا آخر تتخذ صفة الملاحقة الدولية إذا كان قانون الدولة يسمح بالولاية القانونية الدولية على جرائم الحرب. وفي كثير من الحالات لا يعرف الجندي الإسرائيلي الملاحق أنه عرضة للاعتقال في دول أجنبية. ولذلك بدأ الجيش الإسرائيلي حملة واسعة ليس فقط لتعريف الجنود في القوات النظامية والاحتياطية بما يمكن أن ينتظرهم في بلاد العالم، وإنما كذلك بوجوب عدم التباهي بما كانوا يفعلون في قطاع غزة.

وبعد نجاح جهود إنقاذ فاغداني من الاعتقال بعثت منظمة "أم يقظة"، وهي تجمع لأمهات الجنود الإسرائيليين رسالة إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، حذرت فيها من الخطر القانوني الذي يواجه الجنود من المحاكم الدولية. وأوضحت المنظمة بحسب صحيفة "إسرائيل اليوم"، أنه "رغم التحذيرات المتكررة من الخطر القانوني الذي يواجه الجنود من المحاكم الدولية، فإن الحكومة لم تتخذ خطوات كافية لحمايتهم". وأضافت "لقد دفنت الحكومة الإسرائيلية رأسها في الرمال وسمحت لدوامة الفوضى التي أثارها وزراؤها المتطرفون بالخروج عن السيطرة".

أمهات الجنود الإسرائيليين المهددين بالملاحقة تتهم حكومة نتنياهو بدفن رأسها في الرمال (وكالة الأنباء الأوروبية)

وفي أعقاب قضية فاغداني، أعلن رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، يولي إدلشتين، عن وجوب إجراء نقاش عاجل حول موضوع "الحماية من الملاحقات القانونية لجنود الجيش الإسرائيلي في الخارج". وقال إن المناقشة ستكون سرية، وإنه "منذ أشهر عديدة، حذرت أنا وأعضاء لجنة الخارجية والأمن مرارا وتكرارا من أن الملاحقة القانونية تحت ذرائع كاذبة بارتكاب "جرائم حرب" لن تقف عند رئيس الحكومة وقادة الأمن بل سوف تتغلغل وتصل إلى جنود الجيش أيضًا". وأضاف "أشعر بالحرج من البرازيل وحكومتها التي خضعت للإرهاب القانوني المؤيد للفلسطينيين. وأنا أتطلع إلى الاستماع من ممثلي الجيش الإسرائيلي ووزارة الخارجية إلى خطة عملهم فيما يتعلق بحماية جنودنا ضد العقوبات الجنائية والملاحقات".

إعلان مناقشة عاجلة

كما دعا وزير الخارجية غدعون ساعر إلى مناقشة عاجلة عقدت في لجنة فرعية تابعة للمجلس الوزاري السياسي الأمني ​​حول مسألة حماية الإسرائيليين واليهود في العالم. وسيشارك في المناقشة وزراء الحكومة وممثلو الحكومة والأجهزة الأمنية والجيش.

وكان زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد، قد أعلن أن "اضطرار جندي إسرائيلي للفرار من البرازيل لتجنب القبض عليه لأنه قاتل بغزة فشل سياسي هائل لحكومة غير مسؤولة"، وتساءل "كيف وصلنا إلى أن الفلسطينيين أفضل من الحكومة الإسرائيلية على الساحة الدولية؟". واعتبر أن الجنود يجب ألا يخافوا من السفر للخارج خشية من الاعتقال، وقال إن الحادث كان يمكن تجنبه لو تم "تشكيل لجنة تحقيق رسمية تحمينا قانونيا من جهة، وتفعيل نظام دعاية فعال ومنسق من جهة أخرى".

ورد وزير الخارجية غدعون ساعر قائلا "لبيد الدجال يعرف جيدا أن مثل هذه الحالات حدثت خلال فترة ولايته كوزير للخارجية ورئيس الوزراء. وأن الأشخاص الذين عملوا معه في ذلك الوقت يعرفون ذلك. صحيح أنها لم تكن بهذه الشدة، لأنه لم تكن هناك حرب كهذه ولم يتم القيام بجهد ضدنا بهذا الحجم ".

ساعر: لبيد دجال لأن الملاحقات جصلت خلال ولايته (الفرنسية)

وفي مقابلة مع موقع "يديعوت" بعد انكشاف قضية فاغداني كرر وزير الحرب الأسبق موشيه يعالون تحذيراته من مغبة مواصلة الحرب واستمرار ارتكاب جرائم الحرب. وقال: "يجب على المقاتلين الذين يسافرون إلى الخارج اليوم أن يشعروا بالقلق الشديد. أولاً، ينبغي الكف عن نشر كل مقاطع الفيديو والتصريحات، لكن هذا لن يساعدهم – سيتحدث السياسيون عن ذلك. فالحقيقة أننا ننوي تقليص عدد السكان في غزة.  وهذه جريمة حرب، وهذا يجعلهم مكشوفين.  ويجب أن يشعر المقاتلون أيضًا بالقلق من حقيقة أن الدولة لا تعرف حاليًا كيف تحميهم". وأضاف "هذا ما يسمى بمبدأ التكامل؛ إذا اهتمت دولة ديمقراطية بنفسها، على سبيل المثال من خلال لجنة تحقيق حكومية، فيمكن أن يساعد ذلك كثيرًا. بمجرد أن نتجاهل كل هذا، كل جندي ورئيس أركان وسياسي… سيكونون عرضة لمذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي  لدينا بالفعل رئيس حكومة انضم إلى قافلة غير مريحة مع القذافي وميلوسوفيتش وبوتين. نحن هناك بالفعل".

إعلان أمام الكاميرا

وحذر المحامي يوفال كابلينسكي، مدير القسم الدولي في مكتب المدعي العام الإسرائيلي سابقا الجنود الذين قاموا بالتقاط الصور في ميادين غزة ونشروا فيديوهات عما كانوا يفعلون من السفر للخارج. وأضاف "إذا لم تتفاخر أمام الكاميرا، ولم تخبر بصوت عال ميكروفون التسجيل عن أعمال العنف التي قمت بها أو لم تقم بها أو التي تنوي القيام بها، إذا لم تفكروا أن تنشروا على وسائل التواصل الاجتماعي أنفسكم تتفاخرون بالإجراءات التي تتم ضد سكان قطاع غزة، أو باختصار، إذا كنتم قادة منضبطين ومسؤولين وجنودًا مخلصين، دون "ضجيج وأجراس"، فسافروا بسلام، استمتعوا بإجازة في الخارج".

وقال كابلينسكي "إذا كنا قد تعلمنا أي شيء إيجابي مما نشر حول سلسلة الأحداث التي تورط فيها جنود في الخارج حتى الآن، فهو أن أيا من الدول المعنية لم تبدأ فعليا أي نوع من التحقيق.. كل ما سمعناه هو عن السلطات التي تلقت، دون مبادرتها، أدلة معدة من الكاميرا النشطة للجندي المحدد الذي وقع لاحقًا في مشاكل بسببها. وكانت سلطات التحقيق في هذه الدول سلبية تماما، حيث كانت تتلقى المعلومات من المنظمات المؤيدة للفلسطينيين التي تقوم بجمع المعلومات على شبكات التواصل الاجتماعي المرئية، حيث قدم لها الجنود أنفسهم الأدلة على صينية التيك توك والإنستغرام".

الجنود الإسرائيليون قدموا الأدلة على ممارساتهم في غزة عبر منشوراتهم على وسائل التواصل(رويترز-أرشيف)

ويوضح نيك كوفمان، محامي الدفاع في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي أن الضباط أكثر عرضة لخطر الملاحقة من الجنود لأنهم "أقرب إلى صناع القرار الذين يحددون سياسة الجيش الإسرائيلي في اختيار الأهداف وإدارة الحرب". ويشدد على أن الخطر أكبر على الجنود الذين وثقوا أفعالهم ونشروها على وسائل التواصل الاجتماعي لأنها الدليل الذي يثبت الشكوك ضدهم. ويميز كوفمان بين الدول التي تطبق مبدأ "الولاية الدولية" -وبينها دول مثل بريطانيا وفرنسا وإسبانيا- والدول التي لا تطبق هذا المبدأ. وحسب رأيه فإنه "في ضوء المداولات التي بدأتها جنوب أفريقيا في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، فإن هناك دولاً سيكون من دواعي سرورها أن تتعامل حتى مع توثيق الجنود الذين يرددون الأغاني العنصرية باعتبارها تحريضا على الإبادة الجماعية".

إنشاء مكتب

وكانت "هآرتس" كشفت مؤخرا عن إنشاء مكتب مشترك بين النيابة العسكرية ووزارة الخارجية وهيئة الأمن القومي والشاباك، لتحليل مستوى الخطر على الجنود في دول مختلفة، وتفحص إذا كانت تنوي فتح تحقيقات على أساس دعاوى مثلما حدث في البرازيل. في الأشهر الأخيرة لاحظوا في إسرائيل انتظام عدد من المنظمات المؤيدة للفلسطينيين لإنشاء قاعدة بيانات شهادات (صور وأفلام فيديو) شاركها جنود الجيش الإسرائيلي في الشبكات الاجتماعية أثناء القتال في غزة. كما أوضحت مؤخرا جهات رفيعة في جهاز القضاء الإسرائيلي، المدني والعسكري، لجهات رفيعة في المستوى السياسي بأن تصريحاتهم في وسائل الإعلام وفي الشبكات الاجتماعية لها تداعيات على الإجراءات القانونية ضد جنود الجيش الإسرائيلي في العالم. فتصريحات الوزراء وأعضاء الكنيست الذين يطالبون بتجويع سكان القطاع من أجل الضغط على حماس، تؤدي إلى المس بإسرائيل في الساحة القضائية الدولية.

إعلان

مقالات مشابهة

  • الرابطة الطبية الأوروبية الشرق أوسطية الدولية تتضامن مع الأطباء الأردنيين و العرب
  • «الشراكة».. الهُوية التي نذهب بها نحو العالم
  • إسرائيل وجرائم الحرب.. نجاح بالبرازيل وفشل عبر العالم
  • كيف تشكل الطائرات بدون طيار التي تعمل بالذكاء الاصطناعي مستقبل الحرب؟
  • رئيس الوزراء العراقي: موقفنا ثابت بإدانة الحرب الإسرائيلية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني
  • المصطلح في الثقافة السياسية السودانية
  • بيان لسفيرة الولايات المتحدة: الطرفان المتحاربان يتحملان مسؤولية أعمال العنف والمعاناة التي تشهدها السودان ويفتقران إلى الشرعية لحكم السودان
  • وكم من عزيز قتلته النازية
  • عقيلة وحماد يبحثان المشاكل التي تعاني منها بلدية تندميرة بجبل نفوسة