تسبب الطريق الذي تشيده قبرص التركية إلى قرية بيله الواقعة داخل منطقة الخط الأخضر، في توتر كبير، بين القوات التركية وقوات حفظ السلام الأممية.

وتقع القرية ما بين شطري الجزيرة القبرصية، ومدرجة داخل حدود الخطر الأخضر الذي يخضع لسيطرة الأمم المتحدة، ويقطن القرية القبارصة الأتراك واليونانيين معا.

ما سبب التوتر؟

وشرعت قبرص التركية بمشروع طريق بيله ـ يغيتلر، والذي يهدف إلى تسهيل وصول القبارصة الأتراك القاطنين في القرية المذكورة إلى أراضي قبرص الشمالية وأراضيهم فيها.



وشددت قبرص الشمالية على أن المشروع يحمل هدفا إنسانيا بحتا، لكن جنود من قوة حفظ السلام الأممية اعترضت على بناء الطريق، وحاولت عرقلة تشييده.

Vay be.!
Bu günleride gördük.
Vız gelirler, Tırıs giderler.!...#KKTC#BiziengelleyemezsinBM pic.twitter.com/7DCfmlSrzS — AVNİ ERDOGAN (@avnierdogan1) August 19, 2023
وأشارت إلى أن موقف القوة الأممية المتحيز وغير المقبول اليوم تجاه الجانب القبرصي التركي "لا يجعل وجود قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في بلادنا محل تساؤل فحسب، بل يضر أيضا بمصداقية الأمم المتحدة".

وقامت قوة حفظ السلام الأممية، بوضع كتل خرسانية في المنطقة لعرقلة مشروع الطريق، وركنت مركبات تابعة لها على أراضي قبرص الشمالية.

Kıbrıs Türklerin Ana Vatanıdır.

KKTC’de Türklerin ulaşımı için yapılan 11 km uzunluğundaki Pile-Yiğitler yol çalışmasını engellemeye çalışan BM güçleri püskürtüldü..#KKTC pic.twitter.com/ERlFM9BxzR — 20:23 (@GizliArsiv2023) August 18, 2023
وأظهرت مقطع فيديو، قيام قوة أمنية من قبرص الشمالية، بإزالة المركبات التابعة للأمم المتحدة من المنطقة باستخدام الجرافات.

وكانت وزارة الخارجية التابعة لقبرص الشمالية، أبلغت الأمم المتحدة قبل نحو عام، أن مشروع الطريق سيمر أيضا في المنطقة المحايدة، وقد تم إنهاء أعمال سبع كم على مسار قبرص الشمالية، من الطريق الذي يبلغ طوله 11 كم ما بين قريتي بيله ويغيتلر.

وقبل أيام، دعت حكومة قبرص اليونانية، الأمم المتحدة لاتخاذ إجراءات، بعد مزاعم صدّرتها، بأن "الأتراك يشقون طريقا من قاعدة عسكرية إلى بيله، وأنهم سيعون للاستحواذ على المنطقة الواقعة في المنطقة المحايدة، ومشروع الطريق هو عسكري".

وذكرت وسائل إعلام تركية، أن القوة الأممية، توجهت صباح الجمعة، إلى المنطقة، وحاولت وضع أسلاك شائكة وكتل خرسانية أمام الطريق في داخل قبرص الشمالية، لكن قوة تركية وشرطية خاصة، كانت بالمكان ترافق العمال، ولم تسمح للقوة الأممية بإعاقة المشروع، ما أدى إلى توتر في المنطقة.

وقالت بعثة الأمم المتحدة في قبرص (UNFICYP) في بيان، إن "قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في قبرص تدين الاعتداءات على عناصر السلام الأمميين والضرر الذي لحق بمركبات الأمم المتحدة من جانب أفراد من الجانب القبرصي التركي".

وأضافت أن"التهديدات لسلامة عناصر حفظ السلام الدوليين والأضرار التي لحقت بممتلكات الأمم المتحدة غير مقبولة وتمثل جريمة خطيرة بموجب القانون الدولي وستتم مقاضاتها إلى أقصى حد يسمح به القانون".

KKTC Dışişleri Bakanı Tahsin Ertuğruloğlu:

"(Pile-Yiğitler Yolu Projesi) Geri dönüş olmayacak. Komployla karşı karşıyayız. BM bizi engellemeye çalışmasın, bu yolu biz yapacağız. Bitmiştir. Kararlılığımızdan geri adım atmayacağız." pic.twitter.com/kZf7RQMy9E — Doğu Akdeniz Politik (@akdenizpolitik) August 18, 2023

وقالت إن "البعثة تراقب الوضع عن كثب ومصممة على ضمان إرساء الهدوء والاستقرار في المنطقة".

فيما اتهم المتحدث باسم حكومة قبرص اليونانية، كونستانتينوس ليتيمبيوتيس، الجانب التركي بمحاولة خلق "أمر واقع" جديد في بيلا من خلال شق طريق يربط "قرية أرسوس المحتلة بموقع عسكري غير شرعي متقدم".

سلطات قبرص الشمالية توضح
وقال وزير خارجية قبرص الشمالية تحسين إرتوغرولوغلو، في تصريحاته لصحيفة "حرييت"، أن هناك طلب منذ فترة طويلة بشأن شق الطريق لتلبية الاحتياجات الأساسية للأتراك في القرية، وقمنا بإبلاغ الأمم المتحدة بشأن توسيع الطريق الترابي منذ حوالي عام.

وأضاف، أنه كان من المقرر بدء المشروع في حزيران/ يونيو الماضي، لكن مبعوث الأمم المتحدة كولين ستيوارت، طلب  الانتظار، إلى ما بعد غنهاء رحلته إلى نيويورك وكندا، وانتظرنا حتى منتصف أب/ أغسطس.

وتابع بأن ستيوارت، طلب بعد اتهامات القبارصة اليونانيين بشأن الطريق، بمقترح غامض، يتضمن الحصول على موافقة مقر الأمم المتحدة في نيويورك واليونانيين على مشروع الطريق.

DİK DURUŞ BM'Yİ GERİLETTİ. BM BÖLGEDEN ÇEKİLDİ
KKTC'nin kararlılığını gören BM Barış Gücü 30 yıldır yapımını engellediği Pile-Yiğitler Yolu güzergahı üzerinden çekildi.Hurdaya dönen araçlarını toplayan BM Barış Gücü'nün ayrılması ile yol çalışmaları başladı Daha başlangıç.Defolun pic.twitter.com/M7S3H06u10 — Sabahattin İsmail (@sabahatinismail) August 18, 2023

وأكد إرتوغرولوغلو تصميم قبرص الشمالية على شق الطريق، مضيفا: "بينام يتم السماح لقبرص اليونانية بشق طريق من أيا نابا ولارنكا عبر أراضي تسيطر عليها الأمم المتحة من قرية بيله، لا يسمع أي صوت أممي، ونحن ممنوعون على الرغم من أننا لسنا ملزمين بالحصول على إذن".

وبعد الأزمة التي جرت الجمعة، اجتمع ستيوارت مع إرتوغرولوغلو الذي ذكره بتوجيهه تحذيرا له بعدم التدخل في مشروع الطريق "الإنساني"، مشددا على أنهم لن يوقفوا مشروع الطريق لأن قبرص اليونانية اعترضت عليه.

وأشار المسؤول القبرصي التركي، إلى أن سفارات الدول الغربية والأمم المتحدة واليونان وجهت إليهم اتهامات، وحتى في قضايا إنسانية، "فإننا نشهد مثالا آخر على مدى تحيز الأمم المتحدة والغرب لليونانيين".

لماذا تصر قبرص التركية على مشروع الطريق؟

تم إعداد مشروع طريق بيله ـ يغيتلر، قبل 25 عاما من أجل تشهيل وصول أهالي القرية إلى أراضيهم بسهولة، وتحقيق تنمية اقتصادية لهم، دون الحاجة إلى المرور في مناطق القاعدة البريطانية.

وقال رئيس قبرص الشمالية إرسين تتار، إن القبارصة الأتراك، عندما يريدوا التحرك من وإلى جمهورية شمال قبرص التركية، من خلال القواعد البريطانية، بما يشمل حالات المرض والطوارئ، فإن الرحلة تستغرق ساعة وساعتين رغم أنه من المفترض أن تستغرق خمس دقائق فقط.

وتابع بأن قبرص التركية تريد توسيع الطريق الترابي الحالي، بإخطار الأمم المتحدة، متسائلا: "ما الخطأ في ذلك؟".

ويمكن للقبارصة اليونانيين الوصول إلى القرية بسهولة من قبرص الجنوبية، في الوقت الذي يعاني فيه القبارصة الأتراك في وصولهم إلى قبرص الشمالية.

ما هو وضع قرية بيله؟
في 30 كانون الأول/ ديسمبر 1963، رسم الجنرال البريطاني خطا على الخريطة بقلم أخضر، وقسم نيقوسيا إلى قسمين، وهكذا تم تشكيل "الخط الأخضر"، ومع ذلك تم تحديد الحدود الحالية للخط من قبل عملية السلام القبرصية في عام 1974.

ويشكل الخط الأخضر، منطقة عازلة تغطي مساحة قدرها 346 مترا مربعا اليوم، ويخضع تحت سيطرة قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة منذ العام 1964م.



وقرية بيله، تقع ضمن الخط الأخضر، ولها وضع خاص، فمن ناحية أمنية فإن المسؤولية تقع على عاتق قوة حفظ السلام الأممية، أما من ناحية الإدارة الفعلية، فإن الأتراك يخضعون لقوانين جمهورية شمال قبرص التركية، بينما يخضع اليونانيون لقوانين قبرص اليونانية.

ما هو الهيكل العرقي للقرية؟
بيله قرية مختلطة يعيش فيها اليونانيون والأتراك معا، ويقدر عدد السكان 1700 نسمة، 1200 يونانيا، و500 تركيا.

وتضم القرية ثلاثة كنائس ومسجد واحد، وتقع على بعد 12 كم من لارنكا، وتتم عملية النقل من قبرص الشمالية إلى بيله، عبر بوابة بايارمودو الحدودية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي منوعات تركية قبرص التركية الأمم المتحدة مشروع الطريق الأمم المتحدة قبرص التركية مشروع طريق سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأمم المتحدة قبرص الترکیة مشروع الطریق الخط الأخضر فی المنطقة pic twitter com

إقرأ أيضاً:

قتلى وعشرتا الجرحى بانفجار ضخم داخل مطعم في إزمير التركية (شاهد)

قالت وسائل إعلام تركية، الأحد، إن انفجاراً ضخما وقع نتيجة تسرب غاز في مخبز بمدينة أزمير التركية، ما أدى إلى مصرع 4 أشخاص على الأقل، مشيرةً إلى أنه خلف أكثر من 3٥ إصابة.

 وذكرت أن الانفجار أحدث أضراراً في ١١ مبنى من المباني المحيطة والمركبات التي كانت متوقفة قرب المخبز في المدينة التي تقع غربي تركيا.

وأعلن وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا٬ عبر حسابه في منصة إكس:" وقع اليوم انفجار في مطعم في حي فوزي تشاكماك في توربالي بمدينة إزمير، والذي يُعتقد، وفقًا للنتائج الأولية، أنه ناجم عن أسطوانة صناعية".

وتابع: "تم إرسال مركبتين و9 أفراد من إدارة الكوارث والطوارئ في إزمير و8 سيارات إسعاف و36 موظفًا من مديرية الصحة في المحافظة٬ إلى منطقة الحادث".

وأضاف: "ولسوء الحظ فقد 4 من مواطنينا حياتهم وأصيب 35 من مواطنينا في الانفجار. رحم الله مواطنينا الذين فقدوا أرواحهم، وأتمنى الشفاء العاجل لمصابينا". كما نشر كايا عبر حسابه فيديو للدقائق الأولى للانفجار  

وبحسب شهود عيان فقد تهشمت العديد من واجهات المحال التجارية والمباني السكنية في محيط الانفجار.


Bugün İzmir Torbalı’daki Fevzi Çakmak mahallesinde bulunan bir Lokantada ilk belirlemelere göre sanayi tüpünden kaynaklandığı değerlendirilen bir patlama meydana gelmiştir.

Olay bölgesine; İzmir İl AFAD'dan 2 araç 9 personel, İl Sağlık Müdürlüğünden 8 ambulans 2 UMKE ekibi ve… pic.twitter.com/h8hULpbriy — Ali Yerlikaya (@AliYerlikaya) June 30, 2024
حرائق تشتعل
وعلى صعيد اخر تحاول قال وزير الزراعة والغابات التركي إبراهيم يوماقلي، إن فرق الإطفاء سيطرت على 3 حرائق في غابات بولايتي إزمير وباليكسير غربي البلاد. 

وأفاد في تصريحات للصحفيين، الأحد، أن الحرائق التي اندلعت أمس السبت تمت مكافحتها طوال الليلة الماضية.  وأضاف: "أود ان أقول بأن الحرائق الـ3 كلها باتت تحت السيطرة". 

وأشار إلى أن السلطات المختصة في الولايتين تواصل تحقيقاتها في أسباب اندلاع الحرائق المذكورة.


وتكافح الحكومة التركية حرائق غابات اندلعت أمس السبت في عدة ولايات تركية، أبرزها إزمير والعاصمة أنقرة وبورصة. وبحسب وكالة الأناضول فإن 16 حريقا اندلعت في إزمير، 8 في الغابات و8 في المناطق الريفية، وتمت السيطرة على 11 منها.

مقالات مشابهة

  • «خوري» تُجدد التزام الأمم المتحدة بعملية سياسية شاملة في ليبيا
  • غليان في الشمال السوري بسبب أحداث قيصري.. ودعوات للتهدئة (شاهد)
  • الأمم المتحدة: الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لإخلاء شبه الجزيرة الكورية من النووي
  • الأمم المتحدة: الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لإخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية
  • قتلى وعشرات الجرحى بانفجار ضخم داخل مطعم في إزمير التركية (شاهد)
  • قتلى وعشرتا الجرحى بانفجار ضخم داخل مطعم في إزمير التركية (شاهد)
  • قحطان مفتاح السلام…حملة إلكترونية تطالب بالإفراج عن أكثر مواطن طالت مدة اخفائه في معتقلات الحوثي
  • وكالة الأنباء الكورية الشمالية: بيونج يانج ستحمي السلام الإقليمي بـ"رد عدواني وساحق"
  • واشنطن وحلفاؤها يدينون كوريا الشمالية لتوفيرها أسلحة لروسيا
  • المقررة الأممية: ما يحدث في غزة لا يمكن وصفه إلا بالإبادة الجماعية