تقول الحقيقة الواضحة الكبرى المستخلصة من سياق صراعنا المرير الطويل مع أعدائنا البرابرة المستكبرين وعلى رأسهم العدو الكوني الهجين المركب الأمريكي الصهيوني الأطلسي: إن هذا العدو الشيطاني النهم لثروات ومقدرات ودماء شعوب العالم التي يرمقها بعين الاستضعاف والطمع ومن بينها شعوب أمتنا المبتلاة، ما كان له-رغم هيلمانه وتفوق قواه وإمكاناته المادية-أن يحقق شيئا من مآربه وغاياته ومطامعه الخبيثة في هذه الشعوب، وأن يرتكب ما ارتكبه في حقها من جرائم وفظاعات وإبادات لولا أيادي الخيانة والتواطؤ والخدمة المنكرة الممدودة له من داخل هذه الشعوب والأوطان المستهدفة المستضعفة ومن محيطاتها الإقليمية وحكام السوء المحسوبين عليها و”جيرانها” المعدودين في بني جلدتها، وهذه حقيقة قائمة في تمام وضوحها عبر كل محطات استهداف شعوبنا وتجاربها المريرة إلى اليوم.
كل ذلك ما كان له أن يكون لولا الخيانات والتواطؤات من دواخل القوم الضحايا وذوي قرباهم، والكل يعلم من أين انطلقت الطائرات التي قصفت العراقيين بالفوسفور واليورانيوم المنضب.. وحقيقةَ التحالف الذي اتخذ من الأعراب واجهةً وغطاءً ماليا وتنفيذيا ولوجستيا له مع حصاره الشيطاني الذي سحق عظام اليمنيين على مدى عقد من الزمان ،ولا يختلف الأمر في كنهه وجوهره لدى تعلقه بسائر الجرائم الأخرى التي تنزف بها بقية الجروح في جسدنا العربي الإسلامي، وأشدُّها إيلاما وأغزرها نزفا بكل تأكيد هو الجرح الفلسطيني المزمن .
في كل هذه المصائب والويلات ما كان للأمريكي والصهيوني أن يبلغ مأربه منا لولا اليد الإقليمية والداخلية الدائبة في خدمته، وعليه ندرك جيدا أن
-المدعو محمد بن زايد لم يكن يعبر عن محض المعتمل في رأسه العفن وهو يقول للخائن الدمية عبد ربه في ذلك الفيديو الشهير بحرفية لسانه البدوي:” اليمن مو بلدكم أنتم وبس، اليمن أنتم مشروكين فيها”!،فقد كان مجرد ناطق بلسان أطماع موكله العدو الأصيل البريطاني الصهيو أمريكي، كما تتجلى أيضا دلالةُ قول أحد المعلقين
الصهاينة، ذات يوم،:”نحن والسعودية نقول الشيء نفسه، نبث على موجة واحدة. السعوديون يقولون بالعربية ما نقوله نحن بالعبرية”.!
وكفى بأمثال هذه الشواهد دوالاً على أن عدونا هو بالفعل “قشة”-كما وصفه الشهيد القائد(ر)- لولا ماتَسَخَّر لخدمته من شواذ هذه الأمة من قوى “التطبيع” والتخذيل و”الترفيه” ونعال الخدمة المجانية لهذا العدو.
لكن يبقى لهذه الأمة المظلومة وشرفائها عزاءٌ في أن “دوام الحال من المحال. وأن الحرب سجال”، وأن من السنن الإلهية في الخلق والوجود الذي اجترحه الله بإرادته المُحقة الحكيمة ومشيئتِه المقتدرة النافذة وفطَر السمواتِ والأرضَ لمحضره وصيرورة الأمر والغايةِ الإلهية الكُلية فيه.. أنه سبحانه وتعالى يمهل الظالمين والمجرمين ويملي لهم لا لتحقيق خير أو نفع لهم كما يتوهمون بل ليزدادوا إثما ويراكموا موجِبات هلاكهم وسقوطهم المؤلمِ المخزي من الآثام والجرائم والموبقات، وهذا ما أوضحه وبيَّنه سبحانه وتعالى في أكثر من موضع في كتابه المحفوظ المجيد القرآن الكريم.
ومصاديق ذلك وشواهده لا حصر لها في التاريخ
والأحداث والوقائع..
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: ما کان
إقرأ أيضاً:
اليمن كلها وأحرار الأمة والعالم ” أنصار الله “وباقي اللقطاء عيال “إسرائيل”
توحدت وتكاتفت ودعمت وساندت كافة دول تحالف الشر بقيادة الملعونة أمريكا وذليلتها بريطانيا علناً ومن دون خجل أو حياء أو ذرة إنسانية لدعم كيان العدو الإسرائيلي في حربه على قطاع غزة ، وعندما تحركت اليمن قيادة وجيشا وشعبا لمساندة الشعب الفلسطيني اعتدوا وقصفوا اليمن وصرّحوا كذبا وزورا وبهتانا إن عدوانهم وجرائم والقتل ومحاصرة وتجويع اليمن (شعبا وأرضا) سببه هو محاربتهم لانصار الله فقط ، ومع هذا قوبل ذلك كله بالتفاف وتوحد شعبي يمني صادق وحقيقي وثابت ومواجه وصامد بكل ما تحمله الكلمات من معانٍ حقيقية وصلبة ثابتة دعما وإسنادا لغزة وأهلها ومجاهديها ، خلف قيادة وتوجه ومشروع ووعي وقيم انصار الله ، ومع علانية توحد كذبة العدو الفجة نجد أن الالتفاف والتوحد الشعبي العربي والإسلامي مع انصار الله تحرر عن صمته ، ولهذا فإن سعي أمريكا لإعلان حركة انصار الله حركة إرهابية ليس إلا منبرا لتتقافز مشاريع المفاوضات الأممية..
قريبا سوف يظهر سلام الإنسانية الدولية فجأة ، وهنا ينشط معهمم نجوم الإعلام السفري لتعزيز الادعاء والتضليل الكاذب الذي تلتحفه دول الشر والطغيان وتحالفات العدوان ، وأحيانا من خلال أنشطة وفعاليات وتصريحات وكتابات ومنشورات تظهر انصار الله بصورة انهم حركة سياسية ومذهبية وطائفية ومناطقية لا تمت لليمن والشعب اليمني والجيش اليمني بأي صلة، وان المفاوضات معهم لا غيرهم من اليمنيين..
إن الحقيقة الثابتة الوحيدة اليوم هي أن من اعتدوا وحاربوا وعادوا وكرهوا وكذبوا وضللوا على مشروع ووعي وقيم انصار الله هم من يطبع اليوم مع العدو الصهيوني وفي احضان إسرائيل ومن انصار واتباع الصهيونية العالمية ، وان الصمود والثبات والالتفاف والتوحد مع انصار الله اثبت طوال أعوام الحرب والعدوان على اليمن وأيام الحرب والعدوان على غزة ، أولا أن كل اليمن شعبا وأرضا هم – انصار الله – وان كل الأحرار والشرفاء من أبناء الأمة هم – انصار الله – ولهذا يتوجب اليوم ان يكون الالتفاف والتوحد مع انصار الله متمادياً جدا في علانيته وصراحته وان يكون له – يد وفم – ما لم فإن الصمت والخجل وخاصة عند بعض أصحاب الحسابات السياسية من قيادات القوى السياسية والاجتماعية والثقافية هو الذي يحيي كافة محاولات تقزيم – الأنصار- وتصويرهم وإظهارهم كحركة صغيرة..
بعد خمسة عشر شهرا من دعم وإسناد غزة عسكريا وشعبيا وإعلاميا اليوم نقولها وبالفم المليان، لكافة تماثيل ألعاب المفاوض الأمريكي والبريطاني والأممي والدولي المتواطئ مع تحالف دول الشر والعدوان، ان العقل والمنطق والدين والضمير والشرف والكرامة والقيم والوعي والمشروع والاستراتيجية العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والشعبية الإنسانية والإسلامية والعربية واليمنية كلها ، تقول ان لا حل للعالم والمنطقة واليمن ولشعوب الأمة لنيل سيادتهم واستقلالهم ووحدتهم وكرامتهم وشرفهم ، إلا بالتفافه وتوحده وانصهاره مع وعي وقيم ومشروع ومسيرة وقيادة انصار الله، الذين حولوا المعركة إلى نحر العدو الإسرائيلي والبريطاني والأمريكي وإلى عمق أراضي وديار العدو الصهيوني ، وان من قام بهذه الخطوة هم انصار الله منذ أول يوم لمواجهة طواغيت العالم ودول العدوان، وبتأييد وتوحد والتفاف إيماني وشعبي ووطني وأخلاقي وقيمي من كل أبناء الشعب اليمني وحتى اكتمال التحرر وتحقيق النصر الشامل والكامل بإذن الله تعالى ..