تواصل الاحتفالات بذكرى جمعة رجب في أمانة العاصمة والمحافظات

 

 

 

الثورة  / إسكندر المريسي / رشاد الجمالي /  يحيى كرد/ سبأ

 

السلطة القضائية

أقامت السلطة القضائية أمس فعالية ثقافية إحياء لجمعة رجب المباركة تحت شعار ” بهويتنا الايمانية ننتصر لقضيتنا الفلسطينية”.

وفي الفعالية التي أقيمت في مبنى وزارة العدل وحقوق الإنسان بالعاصمة صنعاء وصف القاضي علوي بن سهل بن عقيل عضو مجلس القضاء الأعلى إحياء جمعة رجب بأنها نقطة تحول في تاريخ اليمن واليمنيين كونهم كانوا السباقين في اعتناق الإسلام بكل سماحة ودون أن يتسببوا بأي مشقة لرسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم عكس الأمم الأخرى.

وقال بن عقيل في الكلمة التي ألقاها نيابة عن رئيس مجلس القضاء الأعلى فضيلة القاضي الدكتور عبد المؤمن شجاع الدين، “إن اليمنيين تصدروا الأمم في اتباع الحق، ويجب علينا أن نتمسك بهذا النهج الرباني من خلال السمع والطاعة والإخلاص في التعامل ومحبة الرسول وال بيته عليهم السلام”.

وفي هذا السياق اعتبر القاضي بن عقيل أن موقف اليمنيين المشرف من العدوان الإسرائيلي على إخواننا الفلسطينيين في قطاع غزة، ومقارعة قوى الاستكبار العالمي هو موقف إيماني ثابت للشعب اليمني والقيادة ونابع من روح الشرع والنهج القرآني الذي هو منهجنا، وما وجه به قائد الثورة السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي وأعلنها صراحة بالدخول المباشر بالحرب مع اليهود واستجابة لنصرة الشعب الفلسطيني المظلوم، الذي تخلى عنه العالم أجمع باستثناء القوى المؤمنة الحية.

وأفاد القاضي بن عقيل في كلمته التي ألقاها – بحضور رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي الدكتور عبدالمؤمن شجاع الدين، ووزير العدل وحقوق الإنسان القاضي مجاهد أحمد عبدالله، والنائب العام القاضي عبدالسلام الحوثي، ورئيس هيئة التفتيش القاضي الدكتور مروان المحاقري، وأمين عام مجلس القضاء القاضي هاشم أحمد عقبات، وعضو مجلس القضاء القاضي أحمد العزاني، ووكيلا وزارة العدل وحقوق الإنسان القاضي أحمد الجرافي، والقاضي أحمد الكحلاني، ونائب رئيس هيئة التفتيش القاضي علي الأحصب، ورئيس استئناف الأمانة القاضي طه عقبه – أن موقف اليمنيين اليوم في مواجهة دول الاستكبار العالمي هو امتداد لدورهم التاريخي في مقارعة الإمبراطوريات القديمة ونشر الإسلام ومبادئه القرآنية في مشارق الأرض ومغاربها.

وأفاد القاضي علوي بن سهل بأن اليمنيين يحتفلون في الجمعة الأولى من رجب ذكرى دخولهم الإسلام استجابة لدعوة الرسول الأعظم التي حملها مبعوث الرسول الإمام علي بن أبي طالب كمبعوث خاص لأهل اليمن والتي تعبر عن المكانة العظيمة لأهل اليمن عند الرسول.

وأشار إلى أن أبناء اليمن سنوا سنة حسنة بالاحتفال بهذا اليوم واعتبروها منطلقًا للوعي والارتباط بالهوية الإيمائية لأنها ذكرى تاريخية عظيمة ومقدسة ومهمة وتجدد وتترسخ هذه الهوية لكل الأجيال وتعزز ارتباطهم بالإسلام والنهج الإيماني .

تخلل الحفل إلقاء قصيدة للقاضي عبدالوهاب الشيخ تناولت أهمية الاحتفاء بجمعة رجب لليمنيين، والتي تعتبر فاتحة الدخول في الإسلام سلما، وهذا ما جعل جمعة رجب يوما مقدسا عند الشعب اليمني.

اللجنة العليا للانتخابات

وأحيت اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء، أمس، عيد جمعة رجب – ذكرى دخول اليمنيين الإسلام، بفعالية احتفالية خطابية.

وفي الفعالية أكد رئيس اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء القاضي محمد عبدالله السالمي، أهمية إحياء عيد جمعة رجب لما تمثله هذه المناسبة من خصوصية لدى أبناء الشعب اليمني، كونه اليوم الذي دخلوا فيه الإسلام أفواجًا.

وأفاد بأن الاحتفاء بهذه المناسبة يجسد ارتباط الشعب اليمني وتمسكه واعتزازه بهويته الإيمانية، وتاريخه الحافل بالمواقف المشرفة في نصرة دين الله ورسوله وآل بيته في كل المراحل والمنعطفات التاريخية.

وأشار القاضي السالمي إلى أن الموقف اليمني المساند لمظلومية الشعب الفلسطيني ضد إرهاب وجبروت العدو الصهيوني يأتي في سياق هذا الدور الإيماني والتاريخي لأبناء اليمن الذين يسطرون ملاحم بطولية بقيادة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي دفاعًا عن الدين ومقدسات وقضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

وفي الفعالية التي حضرها نائب رئيس اللجنة العليا للانتخابات القاضي محمد العزير وأعضاء اللجنة، اعتبر أمين عام اللجنة العليا للانتخابات محمد محمد الجلال عيد جمعة رجب، مناسبة لتجديد الولاء لله ولرسوله والارتباط بالهوية الايمانية التي جسدها أهل اليمن في سلوكهم وعملهم وجهادهم.

ولفت إلى أن من أبرز مرتكزات الهوية الإيمانية نصرة المستضعفين من أبناء الأمة، خاصة أبناء الشعب الفلسطيني في غزة والضفة وغيرها من المناطق المحتلة.

وأكد الجلال أن الاحتفال بعيد جمعة رجب، تعبير عن الاعتزاز بالهوية الإيمانية المرتبطة بذكرى دخول اليمنيين في الإسلام، والذي تجلى في وصف الرسول الكريم لليمنيين بأنهم أهل الإيمان والحكمة، منوهاً بالانتصار الذي حققته الأجهزة الأمنية بكشف خلايا التجسس وإحباط المؤامرات التي تستهدف أمن واستقرار البلاد.

صنعاء

إلى ذلك نظم مكتب الأشغال في أمانة العاصمة، أمس، فعالية خطابية بذكرى عيد جمعة رجب – ذكرى دخول اليمنيين الإسلام.

وفي الفعالية التي حضرها مدير مكتب الأشغال بالأمانة المهندس عبدالسلام الجرادي ونوابه، أشار الناشط الثقافي صلاح السلامي إلى أهمية الاحتفاء بجمعة رجب الذي يجسد ارتباط اليمنيين بهويتهم الإيمانية ورسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

وأوضح أن اليمنيين دخلوا الإسلام طواعية استجابة لرسالة الرسول الأعظم التي حملها إليهم الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام.. معبراً عن الاعتزاز والفخر بهذه المناسبة الدينية ذكرى دخولهم دين الله أفواجا.

وتطرق السلامي، إلى فضائل جمعة رجب، ومواقف أهل اليمن وأدوارهم المشرفة في نصرة الرسول صلى الله وآله وسلم ونشر الإسلام في أصقاع المعمورة.. مؤكداً أهمية إحياء هذه المناسبة لترسيخ الهوية الإيمانية.

ونظّم ديوان محافظة صنعاء ومكتب الأشغال العامة والطرق والوحدة التنفيذية بالمحافظة، أمس، الفعالية الخطابية المركزية بمناسبة عيد جمعة رجب وتعزيز الهوية الإيمانية.

وفي الفعالية بحضور عضوي مجلس الشورى فضل مانع ومحسن جميل ورئيس لجنة الخدمات بالمجلس المحلي للمحافظة مهيوب مهدي، وعدد من وكلاء المحافظة، أشار مسؤول القطاع التربوي بالمحافظة طالب دحان، إلى عظمة المناسبة التي تجسد الهوية الإيمانية لليمنيين، وتعزِّز قيمهم وأخلاقهم المستمدة من ارتباطهم برسول الله وآل بيته.

واستعرض دحان، فضائل جمعة رجب ومكانة اليمنيين العظيمة لدى الرسول الأعظم الذي شرفهم واختصهم بأعظم وسام حين قال “الإيمان يمان والحكمة يمانية” يقينًا منه بقوة إيمان أهل اليمن ودورهم في نصرة الحق والإسلام والمستضعفين بقوة وبأس شديدين .

فيما أشار مدير مكتب الأشغال بالمحافظة المهندس محمد عشية، إلى دلالات عيد جمعة رجب والدروس المستفادة منها في تعزيز الهوية لأبناء الشعب اليمني.

واعتبر إحياء هذه المناسبة محطة مهمة لتعزيز الموقف الإيماني والأخلاقي والإنساني في نصرة الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية.

ونظمت التعبئة العامة بالحيمة الداخلية ـ محافظة صنعاء، أمس، لقاءً موسعًا، بمناسبة عيد جمعة رجب، تحت شعار ” تأصيل الهوية الإيمانية”.

وفي اللقاء، أشار مسؤول الإرشاد بالمحافظة إبراهيم حميد الدين إلى أهمية إحياء ذكرى جمعة رجب، والهوية الإيمانية اليمانية، لما تحمل من دلالات تجسد مكانة اليمنيين في الإسلام وتفردهم بمزايا وسمات عظيمة، جسدها قول الرسول الكريم : الإيمان يمان والحكمة يمانية ” .

ذمار

من جانبه نظّم مكتب الأشغال عتمة والطرق بمحافظة ذمار أمس،  فعالية خطابية احتفاءً بعيد جمعة رجب تحت شعار “ترسيخنا لهوية الإيمان هو الكفيل بسحق مؤامرات قوى الطغيان” .

وفي الفعالية الذي حضرها محمد ريده نائب مدير عام مكتب الأشغال العامة والطرق بالمحافظة أشار وكيل محافظة ذمار محمد عبدالرزاق إلى مكانة أهل اليمن وما اتصفوا به من حكمة وإيمان تجسيدا لقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم “الإيمان يمان والحكمة يمانية”.

وتطرق إلى أهمية إحياء ذكرى جمعة رجب ومكانتها وترسيخ معانيها في نفوس الأجيال وكذا الاستفادة منها بتعزيز الصمود في مواجهة العدوان وإفشال مخططاته التي تستهدف طمس هوية وحضارة اليمنيين.

وأكد، أن ما يقوم به اليمن قيادة وجيشا وشعبا إنما هو امتداد لمبادئ آبائهم وأجدادهم في الانتصار لدين الله وقضايا الأمة ومواجهة قوى الظلم والطغيان وعلى رأسهم أمريكا، وبريطانيا، والكيان الصهيوني.. لافتا إلى أن موقف اليمن مع القضية الفلسطينية، ومواجهة العدو الصهيوني الأمريكي البريطاني ينطلق من هويته الإيمانية

فيما القيت كلمتان من مدير عام مكتب الأشغال العامة والطرق بالمحافظة وعضو رابطة علماء اليمن العلامة إسماعيل الوشلي، أشارتا إلى مكانة جمعة رجب الدينية والتاريخية المرتبطة بدخول اليمنيين الإسلام في السنة العاشرة للهجرة وما تمثله هذه المناسبة من معان روحية لدى الشعب اليمني.

ونوهتا بما يتسم به شهر رجب من نفحات إيمانية ومدى حرص اليمنيين على إحياء هذه الذكرى الدينية العظيمة، مبينين أن اليمن كان وما يزال حاضن الدعوة الإسلامية بمواقف أبنائه في الانتصار لدين الله حتى اليوم.

الحديدة

كما نظمت كليات الآداب، وعلوم وهندسة الحاسوب، والتربية البدنية والرياضية، ومركزا التعليم المستمر وأنظمة وتقنية المعلومات بجامعة الحديدة، أمس الأول، فعالية ثقافية وفكرية تحت شعار “الإيمان يمان والحكمة يمانية”، إحياءً لذكرى جمعة رجب لعام 1446هـ.

وخلال افتتاح الفعالية، التي حضرها رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور محمد الأهدل ونوابه وعمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس ومساعدوهم، أشار الدكتور عبدالإله أبو علي، عميد كلية الآداب، إلى أن الهوية الإيمانية هي ما يميز الشعب اليمني عن غيره التي وسمهم بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منذ بزوغ فجر الإسلام.

وأكد الدكتور أبو علي أن الهوية الإيمانية تجذرت في وجدان الشعب اليمني، وجعلت منه نموذجاً يحتذى به في الصبر والحكمة والنخوة، عبر نصرة المستضعفين والمظلومين في مختلف مراحل التاريخ، وصولاً إلى العصر الحديث عبر دعمه للمقهورين في غزة.

من جانبه، أوضح مدير العلاقات والإعلام في شرطة محافظة الحديدة، بسام اللاعي، أن قوة الشعب اليمني تكمن في تمسكه بهويته الإيمانية وثقافته القرآنية وأخلاقه الأصيلة.

وأشار إلى أن هذه الهوية العربية والإسلامية جعلت من الشعب اليمني قوة داعمة للمستضعفين، بما في ذلك دعمهم للشعب الفلسطيني في قطاع غزة رغم العدوان الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: اللجنة العلیا للانتخابات الهویة الإیمانیة الشعب الفلسطینی ذکرى جمعة رجب صلى الله علیه هذه المناسبة الشعب الیمنی مکتب الأشغال وفی الفعالیة عید جمعة رجب أهمیة إحیاء مجلس القضاء موقف الیمن أهل الیمن تحت شعار فی نصرة بن عقیل إلى أن

إقرأ أيضاً:

حكم القصاص في الإسلام وجزاء العفو.. دار الإفتاء توضح

حكم القصاص في الإسلام وجزاء العفو، قال الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه مقولة: " القتل أنفى للقتل"انتشرت بين العرب قديمًا.

وأضاف " عبد السميع" في إجابته عن سؤال: " لماذا شرع القصاص في الدنيا قبل الآخرة؟"، إن القرآن الكريم عبر عن ذلك بأبلغ القول، حيث قال المولى - عز وجل-: " ولكم في القصاص حياة يا أولى الألباب لعلكم تتقون".

حكم القصاص في الاسلام وجزاء العفو 

وأوضح أمين الفتوى، عبر فيديو البث المباشر لدار الإفتاء على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي " فيسبوك " أن الآية الكريمة تدل على أن القصاص تحصل به الحياة بالجزاء الرادع في الدنيا وأخذ الحق للمقتول ومنع تهادر الدم وبالتالى عدم وقوع تقاتل أو فتنة بين الناس.

دعاء الرعد والبرق.. ردده الآن بخشوعدعاء الرياح والعواصف الشديدة .. ردده واغتنم الفرصة

وأضاف : " فلا تستقر الحياة دون أن يعرف المقتول أنه سيقتل بمن قتل، مبينًا أن القتل العمد هو الذي يوجب القصاص فقط، أما القتل الخطأ تكون فيه دية؛ فلا يمر الأمر دون أي عقاب، ومن هنا شرع القصاص.

ونبه أمين الفتوى إلى أن من قتل في الدنيا يكون ذلك كفارة له عن ذنوبه يوم القيامة فلا يحاسب عليها وينجو يوم القيامة عند الله.

وأشار إلى أنه ورد في ذلك أحاديث كثيرة، منها ما ينص على أن من فعل ذنب في الدنيا وعوقب عليه فعقوبته كفارة له وليس له عقاب أخروى عند الله؛ فيوجد زواجر من الوقوع في المحرماتوجوابر لفاعليها من المحاسبة عليها يوم القيامة بشرط وجود التوبة.

حكم القصاص في الاسلام

وقال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن القصاص في آية " كتب عليكم القصاص في القتلى" نص شرعي لكن لا يمكن تطبيقه، بمفرده بمعزل عن السنة واجتهادات العلماء.

وأضاف الجندى، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون" المذاع على فضائية "dmc"، اليوم الخميس: "الفقهاء إذا تركوا السنة ولم يأخذوا بها لتفسير وتبيين الآيات، وجينا نطبق الآية دي، هل القتل كله واحد، بالطبع لا، لأن هناك ثلاثة أنواع للقتل، قتل عمد وقتل شبه عمد وقتل خطأ".

وتابع: "الآية لم تذكر حالات القتل، وإذا قتل شخص بآلة معينة، أو وضع دواء مضاد لمرض معين، فإذا قتل شخص آخر بالحرق، فهل نطبق العقوبة ذاتها، بالطبع لا لأن لا يحرق بالنار إلا رب النار".

جزاء العفو 

رغَّب الشرع الحنيف في العفو عن المسيء ومسامحته عند القدرة؛ فإن كانت المعاقبة هي جوهر العدل والإنصاف، فإن العفو هو قمة الفضل والإحسان، وهذا الخلق الكريم هو سمة من سمات وأخلاق الإسلام الذي دعا إليه ورغب فيه في مواضع متعددة؛ فقال تعالى: ﴿فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيل﴾ [الحجر: 85]، وقال سبحانه: ﴿فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾ [الزخرف: 89]، وقال سبحانه ﴿وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِين﴾ [الشورى: 40].

قال الإمام الرازي في "مفاتيح الغيب" (27/ 607، ط. دار إحياء التراث العربي): [﴿فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ﴾ بينه وبين خصمه بالعفو والإغضاء كما قال تعالى: ﴿فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيم﴾ [فصلت: 34]، فأجره على الله، وهو وعد مبهمٌ لا يقاس أمره في التعظيم] اهـ.

وقال الإمام القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" (16/ 40، ط. دار الكتب المصرية): [قوله تعالى: ﴿فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ﴾ قال ابن عباس: من ترك القصاص وأصلح بينه وبين الظالم بالعفو؛ ﴿فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ﴾ أي: إن الله يأجره على ذلك. قال مقاتل: فكان العفو من الأعمال الصالحة] اهـ.

وقال تعالى: ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ۝ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [آل عمران: 133-134].

قال الإمام الطبري في "جامع البيان" (6/ 57، ط. دار هجر): [قوله تعالى: ﴿وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ﴾ فإنه يعني: والصافحين عن الناس عقوبة ذنوبهم إليهم، وهم على الانتقام منهم قادرون، فتاركوها لهم. وأما قوله ﴿وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ فإنه يعني: فإن الله يحب من عمل بهذه الأمور التي وصف أنه أعد للعاملين بها الجنة التي عرضها السماوات والأرض، والعاملون بها هم المحسنون، وإحسانهم هو عملهم بها] اهـ.

وقال الإمام القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" (4/ 207): [قوله تعالى: ﴿وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ﴾ العفو عن الناس أجلُّ ضُروبِ فعل الخير، حيث يجوز للإنسان أن يَعفو وحيث يَتجِهُ حقُّهُ، وكل من استحق عقوبةً فتركتْ له فقد عُفِيَ عنهُ] اهـ.

وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، وَمَا زَادَ اللهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ» أخرجه مسلم؛ قال القاضي عياض في "إكمال المعلم" (8/ 59، ط. دار الوفاء): [قوله: "ما زاد الله عبدًا بعفو إلا عِزًّا": فيه وجهان: أحدهما: ظاهره أن من عرف بالصفح والعفو، ساد وعظم في القلوب، وزاد عزه. الثاني: أن يكون أجره على ذلك في الآخرة وعزته هناك] اهـ.

وقال العلامة ابن الجوزي في "كشف المشكل من حديث الصحيحين" (3/ 586، ط. دار الوطن): [وقوله: "وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عِزًّا": وذاك لأن العافي في مقام الواهب والمتصدق، فيعز بذلك] اهـ.

وقال العلامة محمد بن إسماعيل الصنعاني في "سبل السلام" (2/ 693، ط. دار الحديث): [وفي قوله: "ما زاد الله عبدًا بعفو إلا عِزًّا": حث على العفو عن المسيء وعدم مجازاته على إساءته وإن كانت جائزة؛ قال تعالى: ﴿فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ﴾ [الشورى: 40]، وفيه أن يجعل الله تعالى للعافي عزًّا وعظمة في القلوب؛ لأنه بالانتصاف يظن أنه يعظم ويصان جانبه ويهاب، ويظن أن الإغضاء والعفو لا يحصل به ذلك، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأنه يزداد بالعفو عزًّا] اهـ.

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «ارْحَمُوا تُرْحَمُوا، وَاغْفِرُوا يُغْفَرْ لَكُمْ» أخرجه البيهقي في "الشعب"، والطبراني في "مسند الشاميين" و"مكارم الأخلاق".

قال العلامة المناوي في "فيض القدير" (1/ 474، ط. المكتبة التجارية الكبرى): ["واغفروا يغفر لكم": لأنه سبحانه وتعالى يحب أسماءه وصفاته التي منها الرحمة والعفو، ويحب من خلقه من تخلق بها] اهـ.

والآيات والأحاديث في هذا الباب كثيرة يطول المقال بذكرها، وحسبنا ما ذكرناه عبر هذه اللمحات السابقة التي تبين منهج الشرع الحنيف ودعوته إلى العفو والتسامح والتحلي بهما، بما يعود بالنفع على الجميع أفرادًا ومجتمعات؛ إلا أن العفو المأمور به هنا شرعًا هو العفو الذي لا يترتب عليه أمر محرم شرعًا.

مقالات مشابهة

  • مجلس الشورى: العدوان الأمريكي يزيد اليمنيين تمسكًا بموقفهم تجاه غزة
  • الأمير تركي الفيصل: هنيئًا لنا بقيادتنا التي فتحت لنا أبواب الرقي والازدهار.. فيديو
  • رئيس مجلس النواب يؤكد أهمية تعزيز العلاقات البرلمانية مع سلوفينيا
  • «اللافي» يبحث مع البعثة الأممية تعزيز مبادئ الشفافية والإفصاح
  • «المنفي» يستقبل السفير الفرنسي.. تعزيز مبادئ الشفافية والعدالة
  • المملكة تدعو إلى تكثيف الجهود تعزيز مبادئ إدارة الموارد المائية
  • سلطنة عمان والمغرب تؤكدان عزمهما على تعزيز التعاون في مختلف المجالات
  • حكم القصاص في الإسلام وجزاء العفو.. دار الإفتاء توضح
  • كيف تحقق طموحك دون الوقوع فيما نهى عنه الاسلام؟.. علي جمعة يوضح
  • قطر تشدد على أهمية تحقيق تطلعات الشعب السوري في الأمن والاستقرار