خبراء: نتنياهو يعطل صفقة الأسرى رغم تدخل ترامب
تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT
أجمع خبراء ومحللون على أن تعنت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وسياسة المماطلة التي يتبعها تشكل العقبة الأساسية أمام إنجاز صفقة تبادل الأسرى في قطاع غزة عبر مفاوضات الدوحة.
وقال الكاتب والمحلل السياسي أحمد الحيلة -خلال فقرة التحليل السياسي "مسار الأحداث"- إن نتنياهو يضع شروطا تعجيزية جديدة في كل مرة تقترب فيها المفاوضات من تحقيق اختراق، مستشهدا برفضه لاتفاقيات سابقة في شهري مايو/أيار ويوليو/تموز الماضيين، وكذلك رفضه تنفيذ القرار الأممي 2735 الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار وانسحاب إسرائيل الكامل من قطاع غزة.
وفي السياق نفسه، أشار الكاتب والمختص بالشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين إلى أن نتنياهو "يلعب لعبة السلم والثعبان" في مفاوضات الصفقة، موضحا أنه "في كل مرة تقترب فيها المفاوضات من النهاية، يقوم بزرع ثعبان يعيدها إلى البداية".
وأضاف أن هذه السياسة تهدف إلى تأكيد قدرته على فرض شروطه على الإدارة الأميركية.
وفي تطور لافت، كشفت هيئة البث الإسرائيلي عن وثيقة لم يكشف عنها سابقا تتضمن النقاط الأساسية لمفاوضات صفقة التبادل.
زيارة ويتكوف
وتشمل الوثيقة خطة للإفراج عن كافة الأسرى الإسرائيليين على مراحل، مقابل الإفراج عن عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين، مع وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة.
إعلانوتزامنت هذه التطورات مع إعلان الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إرسال مبعوثه ستيفن ويتكوف إلى الدوحة للانضمام إلى المحادثات.
وفي هذا السياق، أوضح المسؤول السابق في الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، توماس ووريك، أن زيارة ويتكوف تهدف إلى تسهيل المناقشات وضمان استمرارية العملية التفاوضية خلال فترة انتقال السلطة.
وأشار الحيلة إلى أن دخول ترامب على معادلة المفاوضات يمثل متغيرا مهما، موضحا أن الرئيس المنتخب "يريد أن يحفظ إسرائيل من جنون نتنياهو" الذي يجر المنطقة إلى حروب مستدامة.
واستشهد بفيديو نشره ترامب للبروفيسور جيفري ساكس، الذي حذر من أن سياسات إسرائيل تقودها نحو العزلة الدولية.
غرق المجتمع الإسرائيلي
وفي تقييمه للوضع العسكري، حذر جبارين من وجود انقسام داخل الجيش الإسرائيلي، مشيرا إلى أن 40% من الجنود هم من "معتمري القلنسوات" الذين يحاربون وفق عقيدة دينية، في حين يحاول قادة الجيش الحفاظ على هيبتهم وإرثهم العسكري.
وفيما يتعلق بالموقف الأميركي، أوضح ووريك أن واشنطن تمتلك أوراق ضغط متعددة، منها الضغط على دول مثل قطر وتركيا، والتحكم في مستوى المساعدات الإنسانية عبر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا).
غير أن الحيلة رد بأن "قوة حماس تكمن في عملها داخل جغرافيا فلسطين"، معتبرا أن الضغوط الخارجية لن تؤدي إلى حل.
وتزامنت هذه التطورات مع إعلان الجيش الإسرائيلي عن مقتل 3 جنود وإصابة 3آخرين في شمال قطاع غزة، واستعادة جثماني رهينتين، مما أثار جدلا جديدا حول مسؤولية نتنياهو والجيش عن مصير الرهائن.
وختم جبارين بتأكيد أن المجتمع الإسرائيلي "غرق في وحل غزة"، في حين يحاول نتنياهو سحب الفئات الأخرى إلى هذا المستنقع، مشيرا إلى أن تصريحات بعض الوزراء عن إمكانية البقاء في غزة لـ10 سنوات تعكس خطورة الموقف الإسرائيلي الحالي.
إعلانالمصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
وزير الدفاع الإسرائيلي يوبّخ رئيس المخابرات العسكرية
أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، تعليماته لرئيس الأركان، هرتسي هاليفي، بتوبيخ رئيس المخابرات العسكرية، اللواء شلومي بيندر، على خلفية انتقاده خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير سكان قطاع غزة.
وأكد كاتس أنه لن يسمح بأي انتقاد من داخل الجيش الإسرائيلي للخطة التي وصفها بـ"المهمة"، مشددًا على أن توجيهات المستوى السياسي يجب أن تنفذ دون اعتراض، وقال: "لن يكون هناك واقع يتحدث فيه ضباط الجيش الإسرائيلي ضد خطة الرئيس الأمريكي ترامب المهمة بشأن غزة، وضد توجيهات المستوى السياسي".
وأضاف كاتس أنه أصدر تعليمات للجيش الإسرائيلي بالاستعداد لتنفيذ الخطة، مؤكدًا أن ذلك هو المطلوب من الجيش وسينفذه.
وكانت القناة 13 الإسرائيلية قد أفادت بأن اللواء بيندر حذر المستوى السياسي من التداعيات المحتملة للخطة، مشددًا على ضرورة الاستعداد لشهر رمضان، الذي يبدأ في نهاية الشهر الحالي، خشية أن يؤدي تنفيذ الخطة إلى تفجر الأوضاع في المنطقة.
وفي سياق متصل، عقد كاتس، مساء أمس الخميس، اجتماعًا مع كبار مسؤولي المؤسسة الأمنية، بحث خلاله إمكانية مغادرة سكان قطاع غزة عبر إسرائيل، من خلال ميناء أسدود ومطار رامون في إيلات.
وشارك في تقييم الوضع الأمني رئيس الأركان، الجنرال هرتسي هاليفي، والمدير العام لوزارة الأمن، ورئيس الأركان المتوقع، الجنرال احتياط أيال زامير، إضافة إلى الجنرال احتياط نيتسان ألون، وتناول الاجتماع خطة تقديم خيار "الخروج الطوعي" لسكان غزة، في إطار الخطوات التي تدرسها الحكومة الإسرائيلية لتنفيذ خطة التهجير.
عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة تطالب بتكثيف الجهود للإفراج عن المحتجزين
أكدت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة أن 79 مختطفًا لا يزالون قيد الاحتجاز لدى حركة حماس، مشددة على ضرورة العمل العاجل لضمان الإفراج عنهم دون تأخير.
وفي بيان صادر عنها، وصفت الهيئة وضع المختطفين بأنه “جحيم”، داعية الحكومة الإسرائيلية إلى استغلال الفرصة الحالية لضمان إتمام اتفاق تبادل الأسرى وإعادة جميع المحتجزين إلى ذويهم.
وأشارت الهيئة إلى أن الظروف السياسية والأمنية الراهنة تتيح فرصة مواتية لإنجاز الاتفاق، مؤكدة أن أي تأخير قد يعقد الجهود المبذولة لإتمام الصفقة ، كما طالبت بإرسال وفد التفاوض فورًا إلى قطر لاستكمال المحادثات والتوصل إلى اتفاق نهائي يضمن إطلاق سراح جميع المختطفين.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تتواصل فيه الجهود الدبلوماسية الدولية لإيجاد صيغة تضمن التوصل إلى اتفاق جديد بشأن تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، وسط ضغوط متزايدة من عائلات المحتجزين والمجتمع الدولي لدفع المفاوضات قدمًا.