DW عربية:
2024-07-08@03:34:20 GMT

الذكاء الاصطناعي .. صديق أم عدو للبيئة؟

تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT

توقعات بزيادة أنشاء مراكز البيانات في المستقبل

يوما بعد يوم، يزداد استخدام  الذكاء الاصطناعي  مع تنامي تطبيقاته، فيما يرجع الفضل في ذلك إلى الضجة الإعلامية التي رافقت  إطلاق روبوت المحادثة "شات جي بي تي" الذي ابتكرته شركة "اوبن ايه آي".

مختارات الشرطة الألمانية أمام معضلة قانونية بسبب برمجيات المراقبة "شات جي بي تي".

. أوروبا وتحدي تنظيم أدوات الذكاء الاصطناعي! قصائد ولوحات بالذكاء الاصطناعي.. خطر داهم على الإبداع الإنساني؟ الذكاء الاصطناعي.. تحذيرات من خطرٍ محدق "إذا لم تتم السيطرة"! الذكاء الاصطناعي قد يكشف كلمات السر لديك.. كيف؟

الذكاء الاصطناعي يمكنه أن يعرف الكثير عنك، ومن ذلك كلمات السر، وليس بالضرورة اختراق جهازك، بل مجرد الإنصات لصوت لوحة المفاتيح!

أنا وقريني الرقمي - كيف يكسب الذكاء الاصطناعي الوعي "البصمة الكربونية".. إلى أي حد أنت مسؤول كفرد عن تغير المناخ؟ التغير المناخي... كيف تقلص البصمة الكربونية لطعامك؟

ومنذ تدشينه، استحوذ تطبيق "شات جي بي تي" على اهتمام الكثيرين حول العالم وحاز على إعجابهم، خاصة قدرته على التحدث والكتابة وحتى تأليف الشعر والمقالات بطريقة تحاكي البشر.

وقد أشعل ذلك صراعا وسباقا بين عمالقة التكنولوجيا لإطلاق تطبيقات مماثلة من فئة روبوتات المحادثة ما أدى إلى زيادة ضخ الاستثمارات في مجال الذكاء الاصطناعي بشكل كبير، إذ تقدر حاليا قيمة السوق العالمية للذكاء الاصطناعي بقرابة 142.3 مليار دولار، فيما يتوقع أن تصل إلى ما يقرب من تريليوني دولار بحلول عام 2030.

وبمرور الوقت، احتلت أنظمة الذكاء الاصطناعي جزءا كبيرا من حياتنا، فقد باتت تقدم يد العون للحكومات والشركات وحتى الأشخاص العاديين لمساعدتهم على العمل بشكل أكثر كفاءة واتخاذ أفضل القرارات التي تعتمد بشكل كبير على البيانات.

بيد أن هذا لا يعني أن ثورة الذكاء الاصطناعي ليس لها جوانب سلبية.

الذكاء الاصطناعي والبصمة الكربونية

يقول نشطاء إن تطبيقات الذكاء الاصطناعي تتسبب في بصمة كربونية كبيرة ما يعني أنها تلحق  أضرارا بالبيئة والمناخ  رغم الدعوات والمؤتمرات والقمم الداعية إلى محاربة ظاهرة الاحتباس الحراري، خاصة مع تكرار ظواهر الطقس المتطرفة.

ولتوضيح ذلك بمثال عملي فإن نماذج الذكاء الاصطناعي تحتاج إلى معالجة كم كبير من البيانات، فعلى سبيل المثال من أجل التعرف على صورة سيارة فإن الخوارزميات تحتاج إلى معالجة ملايين صور السيارات، فيما يتعين تغذية تطبيق شات جي بي تي بقواعد بيانات نصية ضخمة من الإنترنت حتى تتعلم كيفية التعامل مع لغة البشر.

ويُطلق على المنشأة التي يتم فيها معالجة هذه البيانات الكبيرة اسم "مراكز البيانات"، وهي تتطلب الكثير من أجهزة الكمبيوتر والحوسبة ما يعني استهلاكا أكبر للطاقة.

وفي ذلك، قالت آن مولين، الباحثة في منظمة Algorithmwatch البحثية، غير الحكومية ومقرها برلين، إن البنية التحتية لأحد مراكز البيانات وشبكات إرسال البيانات "تمثل ما بين 2 إلى 4 بالمائة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية. لا يتعلق الأمر فقط بالذكاء الاصطناعي، ولكن الذكاء الاصطناعي جزء كبير من ذلك على قدم المساواة مع انبعاثات قطاع الطيران".

وقد وجد باحثون من جامعة "ماساتشوستس أمهيرست" الأمريكية أن تدريب نموذج للذكاء الاصطناعي يتطلب انبعاث قد تصل إلى 284 ألف من مكافئ ثاني أكسيد الكربون أي ما يقرب من خمسة أضعاف الانبعاثات التي تسبب فيها السيارة على مدار حياتها بما في ذلك مرحلة التصنيع.

بدورها، قالت بينيديتا بريفيني، الأستاذة في جامعة سيدني بأستراليا ومؤلفة كتاب "هل الذكاء الاصطناعي يصب في صالح كوكب الأرض؟" إنها  شعرت بالصدمة عندما قرأت النتائج التي خلص إليها باحثو جامعة "ماساتشوستس أمهيرست".

وأضافت "إذا قام الشخص بالسفر جوا من لندن إلى نيويورك، فإن انبعاثات الكربون الخاصة سوف تصل إلى 986 كيلوغرامًا. لكن تعليم خوارزمية واحدة يتطلب انبعاث 284 ألف كيلوغرام".

وتساءلت عن السبب وراء عدم إجراء مناقشات حيال سبل تقليل الانبعاثات الكربونية الصادرة عن تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

ويشار إلى أن دراسة جامعة ماساتشوستس ركزت على نموذج ذكاء اصطناعي كثيف الطاقة بشكل خاص، لكن قد يعمل أحد تطبيقات الذكاء الاصطناعي على جهاز كمبيوتر محمول ما يعني أنه سوف يستهلك طاقة أقل.

بيد أن تقنية "التعلم العميق" التي تعمل على تطوير شبكات عصبية صناعية تحاكي أسلوب عمل الدماغ البشري مثل شات جي بي تي، في حاجة إلى قوة حوسبية كبيرة.

ولا يتوقف الأمر على ذلك بل عقب معالجة البيانات يجرى إطلاق انبعاثات في مرحلة التطبيق العملي وهو ما يتكرر مرات عديدة، خاصة مع استخدام تطبيقات الترجمة أو الاستعانة بروبوتات المحادثة.

وفي ذلك، قالت مولين إن "مرحلة التطبيق تمثل ما يصل إلى 90٪ من الانبعاثات الصادرة في دورة حياة الذكاء الاصطناعي".

يقول خبراء إن الانبعاثات الصادرة عن الطائرات ربما تقترب من الانبعاثات التي تصدرها مراكز البيانات

كيف يمكن مواجهة الأمر؟

وإزاء ذلك، طرح خبراء عدة حلول لتقليل البصمة الكربونية التي تتسبب فيها تطبيقات الذكاء الاصطناعي فيما شددت بريفيني على أنه يتعين أخذ قضايا البيئة في عين الاعتبار في هذا المجال.

وأضافت: "نحن بحاجة إلى النظر في سلاسل الذكاء الاصطناعي بشكل كامل وأيضا كافة المشاكل البيئية المرتبطة بهذه السلاسل، خاصة استهلاك الطاقة والانبعاثات الكربونية وأيضا ما تخلفه من مواد سامة و نفايات إلكترونية".

بدورها، تقترح مولين أن تُقدم الشركات على إنشاء مراكز بيانات صغيرة من أجل ضمان استهلاك مصادر طاقة أقل مع إمكانية نقل مراكز البيانات إلى المناطق التي تعتمد على مصادر الطاقة المتجددة ولا تتطلب كميات هائلة من المياه للتبريد مثل إيسلندا.

وقالت مولين إنه عند التطرق إلى الحديث عن مصادر الطاقة المتجددة، فإن كبرى شركات التكنولوجيا تأخذ الأمر بعين الاعتبار، مشيرة إلى أن غوغل أعلنت صفرية بصمتها الكربونية وسوف تكون خالية من الكربون تماما بحلول 2030.

أما شركة مايكروسوفت فقد أعلنت أنها تخطط للتحول إلى الطاقة المتجددة بنسبة 100% بحلول عام 2025 مع التعهد بأن تكون خالية من الكربون بحلول عام 2030.

بيد أن استهلاك الطاقة ليس الهاجس الوحيد إذ يمتد الأمر إلى استهلاك المياه داخل مراكز البيانات لمنع ارتفاع درجة حرارة مرافقها؛ ما أثار مخاوف وبخاصة في المناطق التي تعاني من الإجهاد المائي مثل سانتياغو، عاصمة  تشيلي.

يقول مولين إن مركز البيانات التابع لشركة غوغل في سانتياغو "يؤدي إلى تفاقم الجفاف مع احتجاجات ضد مركز البيانات وضد إنشاء مراكز بيانات جديدة".

الطاقة ليست المشكلة الوحيدة

ويقول خبراء إنه حتى إذا اقدمت شركات التكنولوجيا الكبيرة على تقليل استهلاك الطاقة في مجال الذكاء الاصطناعي، فإن هذا لا يعني أن المشكلة قد انتهت؛ إذ إن هناك مشكلة أخرى أكثر إضرارا بالبيئة.

 وفي ذلك، قال ديفيد رولنيك، الأستاذ المساعد في كلية علوم الكمبيوتر بجامعة ماكجيل الكندية وأحد مؤسسي منظمة Climate Change  غير الربحية، إنه يتعين التركيز بشكل أكبر على الطريقة التي يتم من خلالها استخدام الذكاء الاصطناعي لتسريع الأنشطة التي تساهم في تفاقم ظاهرة تغير المناخ.

وكانت منظمة "غرينبيس" (السلام الأخضر) قد انتقدت إبرام اتفاقيات بين شركات الوقود الأحفوري من جهة وأمازون ومايكروسوفت وغوغل لاستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أن عمالقة شركات النفط مثل "شل" و "بريتيش بتروليوم" و "إكسون موبيل" تستخدم الذكاء الاصطناعي لتوسيع عملياتها في مجال النفط والغاز وخفض التكاليف وزيادة الإنتاج.

وشددت المنظمة على أن مثل هذا الاتفاقيات "تقوض تنفيذ الالتزامات المناخية التي تعهدت بها كبرى شركات التكنولوجيا".

وجدير بالذكر أن شركة غوغل قد أعلنت أنها لن تقوم باستحداث أدوات ذكاء اصطناعي مخصصة لمساعدة الشركات على استخراج الوقود الأحفوري.

يقول خبراء إن مركز البيانات تفاقم من ظاهرة الجفاف في المناطق التي تعاني من فقر مائي

تشريعات ملزمة

ورغم المخاوف البيئية، إلا أن ما بات من المؤكد هو أن استخدامات الذكاء الاصطناعي سوف تزداد في المستقبل وهو الأمر الذي دفع رولنيك إلى الدعوة إلى سن تشريعات لضمان استدامة مجال تطوير الذكاء الاصطناعي.

يشار إلى أنه حتى الوقت الراهن، لا يوجد قانون على مستوى الاتحاد الأوروبي ينظم استخدام الذكاء الاصطناعي في منتجات مثل السيارات الذاتية القيادة أو التكنولوجيا الطبية أو أنظمة المراقبة، إذ ما زال البرلمان الأوروبي يناقش تشريعا اقترحته المفوضية الأوروبية قبل عامين.

بموجب التشريع، فإن البرامج التي سيتم تصنيفها "عالية المخاطر" أو "ذات مخاطر محدودة" سوف تخضع لقواعد خاصة فيما يتعلق بتوثيق الخوارزميات والشفافية والكشف عن استخدام البيانات. وفي المقابل سيتم حظر التطبيقات التي تسجل وتقيم السلوك الاجتماعي للأشخاص للتنبؤ بإجراءات معينة.

ناتالي مولر و نيل كينج / م. ع

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي شات جي بي تي ChatGPT غوغل شركة مايكروسوفت دويتشه فيله الذكاء الاصطناعي شات جي بي تي ChatGPT غوغل شركة مايكروسوفت دويتشه فيله تطبیقات الذکاء الاصطناعی مراکز البیانات شات جی بی تی یعنی أن فی ذلک إلى أن

إقرأ أيضاً:

سرقة أسرار أوبن إيه آي تعزز المخاوف من الذكاء الاصطناعي

منذ اللحظة الأولى لظهور نماذج الذكاء الاصطناعي الذكية متمثلة في "شات جي بي تي" تصاعدت المخاوف من تطور هذه التقنيات وأثرها على الأمن الوطني للأمم فضلا عن التبعات الأخلاقية والعلمية لها.

ورغم أن تقنيات الذكاء الاصطناعي المتاحة حاليا ما زالت أضعف من أن تمثل خطرا حقيقيا على أمن أي دولة أو أفراد، إلا أن أعواما من أفلام الخيال العلمي ساهمت في تعزيز هذه المخاوف وزرعها في قلوب الملايين حول العالم، وعندما ظهرت أنباء عن اختراق شركة "أوبن إيه آي" وسرقة بياناتها السرية، تعاظمت المخاوف من وقوع التقنية في الأيدي الخاطئة.

اختراق صغير ومخاوف كبيرة

أثارت الأنباء عن اختراق "أوبن إيه آي" في أبريل/نيسان 2023 بلبلة كبيرة في عالم الذكاء الاصطناعي رغم كون الاختراق قديم وتم في العام الماضي بدون الوصول إلى البيانات المصدرية لنماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بالشركة، إذ لم يستطع المخترق الوصول إلا لبعض الرسائل المستخدمة في منصة التواصل الداخلية في الشركة، وذلك وفق تصريحات بعض العاملين في "أوبن إيه آي" ضمن حديثهم مع صحيفة "نيويورك تايمز".

وكشفت الشركة عن حدوث هذا الاختراق داخليا مع أعضاء الفريق العاملين داخل الشركة بدون الكشف عنه إعلاميا أو ترك أحد يتحدث عنه رغم مرور عام كامل على الواقعة، كما أنها فضلت ألا تتواصل مع السلطات القانونية اللازمة للتبليغ عن الاختراق ومحاولة الوصول إلى المخترق.

داخليا، بدأت المخاوف تنتشر بين أعضاء فرق الشركة، إذ ظن البعض أن هذا المخترق له علاقة بالصين وجزء من جيش المخترقين الخاص بها رغم عدم وجود أي دليل يشير إلى ذلك، ولكن بسبب تاريخ السرقات والاختراقات الممتد بين حكومة الولايات المتحدة والصين، فإن هذا أول ما تبادر إلى ذهن موظفي الشركة.

ليوبولد أشنبرينر وهو مدير برنامج تقني ضمن مشاريع "أوبن إيه آي"؛ أعرب عن مخاوفه من وصول الحكومة الصينية لبيانات الشركة السرية، وعبّر عن ذلك في رسالة موجهة لأعضاء مجلس الإدارة في الشركة، واتهمهم بالتقاعس في حماية بيانات الشركة ضد التهديدات الخارجية من الصين أو غيرها.

لاحقا تم التخلي عن أشنبرينر الذي يرى أنه كان ضحية لفصل تعسفي نتيجة آرائه في مجلس الإدارة وآرائه في السياسة بشكل عام، وهو الأمر الذي نفته ليز بورجوا المتحدثة الرسمية للشركة، وقالت إن الشركة تحاول بناء ذكاء اصطناعي عام قادر على القيام بكل ما يمكن للعقل البشري القيام به، ولكن آراء أشنبرينر تختلف عما تحاول الشركة تقديمه في النهاية.

عظة في اختراق "مايكروسوفت"

تبدو مخاوف أشنبرينر وغيره من خبراء الأمن غير منطقية في بعض الأحيان، كون الذكاء الاصطناعي الحالي ليس ضارا كما تدعي "أوبن إيه آي" والشركات الأخرى العاملة في القطاع ذاته، ولكنها مخاوف مبررة بالكامل.

"مايكروسوفت" -وهي إحدى أكبر وأقوى الشركات التقنية في العالم التي تمتلك أنظمة أمنية وحماية أقوى من تلك التي تطبقها "أوبن إيه آي"- تعرضت لاختراق كبير في الشهر الماضي، وعبر استخدام المعلومات التي وصل المخترقون الصينيون لها، تمكنوا من إيقاف عدد من الهيئات الحكومية وتعطيل أعمالها عبر اختراق شبكتها بشكل مباشر.

لذا فإن التقنيات التي تستخدم بشكل عام مثل تقنية "شات جي بي تي" تمثل هدفا ذهبيا أمام أي عصابة قراصنة خارجية، فعبر اختراقها يمكن الوصول إلى العديد من المعلومات والخدمات التي تستخدمها بشكل مباشر، وهو ما يتيح اختراق أي مؤسسة تستخدم هذه الخدمات.

ترى ميتا أن نماذج الذكاء الاصطناعي المتاحة حاليا لا تمثل أي خطر حقيقي ولا يمكن استخدامها في الضرر، لهذا أتاحت نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بها ليكون مفتوح المصدر (رويترز) ذكاء اصطناعي غير ضار

مع تزايد قدرات الذكاء الاصطناعي وتطورها بالشكل الذي نراه اليوم، سعت العديد من الهيئات الحكومية الأميركية لفرض قوانين تنظيمية صارمة تنظم عملية تطوير الذكاء الاصطناعي وتحمي المجتمع من المخاطر التي قد تسبب فيها هذه النماذج، سواء عبر اختراقها أو عبر الاستخدام السيئ المباشر لها.

وعلى صعيد آخر، فإن مطوري تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل "أوبن إيه آي" و"غوغل" و"آنثروبيك" يرون أن تقنياتهم لم تصل بعد إلى تلك المرحلة التي تمثل فيها خطرا مباشرا على الأمن الوطني أو سلامة المستخدمين.

"هل تمثل هذه التقنيات خطرا في حال امتلكها شخص آخر غيرنا؟ قطعا لا"؛ هكذا أجابت دانييلا أمودي رئيسة شركة "آنثروبيك" التي ترى أن نماذج الذكاء الاصطناعي المتاحة حاليا لا تختلف كثيرا عن محركات البحث المعتادة فضلا عن وجود القواعد والقيود التي تضعها كل الشركات على أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تطورها.

"ميتا" ترى أيضا أن نماذج الذكاء الاصطناعي المتاحة حاليا لا تمثل أي خطر حقيقي ولا يمكن استخدامها في الضرر، لهذا أتاحت نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بها ليكون مفتوح المصدر أمام أي شخص يرغب في تحميله وتطويره بشكل يتناسب مع أعماله.

هل تحتاج الصين إلى سرقة النماذج الأميركية؟

أرست الصين قدرتها على سرقة التقنيات الأميركية لصالحها فضلا عن حاجتها الملحة لبعض هذه التقنيات مثل الشرائح، وربما كان التراجع الذي حدث في "هواوي" ومبيعاتها يعد المثال الأوضح على هذا، إذ تعرقلت مسيرة الشركة بعد قانون الحظر الأميركي.

كما أن الهجمات السيبرانية ومحاولات الاختراق لتعطيل الهيئات الحكومية هي إحدى طرق الحرب الرقمية التي يفضلها الجيش الصيني، ولكن هذا لا يؤكد أن الصين تقف خلف اختراق "أوبن إيه آي" أو حتى حاجتها لمثل هذه التقنية.

وبينما يوجد عدد من نماذج الذكاء الاصطناعي الصينية المتاحة في الأسواق، فإنها ما زالت قاصرة عن مثيلاتها الأميركية، وربما كان إطلاق "إيرني" نموذج الذكاء الاصطناعي لشركة "بايدو" في العالم الماضي مثالا حيا على هذا.

ولا ينبع قصور نماذج الذكاء الاصطناعي الصينية من غياب التقنيات أو الخوارزميات اللازمة لها ولا حتى لغياب المهارات والخبرات اللازمة، فجزء كبير من علماء الذكاء الاصطناعي وخبرائه صينيون، وهو الأمر الذي يحد من قدرة الولايات المتحدة على وضع قانون يمنع عملهم في شركاتها فضلا عن التبعات الأخلاقية لمثل هذا الحظر.

وتزيد هذه المعطيات من صعوبة تأمين نماذج الذكاء الاصطناعي الأميركية، وذلك لأنها مهمة تقع على عاتق الشركات المطورة لها، وهو الأمر الذي تدركه هذه الشركات تماما؛ لذا بدأت في الاستثمار في التقنيات الأمنية قبل تطوير نماذج الاصطناعي مثلما قال مات نايت رئيس قسم الأمان والتأمين في "أوبن إيه آي" ضمن حديثه مع "نيويورك تايمز"، وأتبع قائلا إن دورهم ليس فقط فهم ومعرفة التحديات الموجودة، بل محاولة وضع طرق لمقاومتها والتغلب عليها بدون خسارة العقول البارعة التي تعمل على هذه النماذج.

يمكن تزويد نموذج الذكاء الاصطناعي بمعلومات مغلوطة واستخدامه لنشر هذه المعلومات التي تذعذع من أمن الدولة المستهدفة (شترستوك) كيف يتطور الذكاء الاصطناعي ليصبح سلاحا؟

ربما لا توجد استخدامات سيئة مباشرة لنماذج الذكاء الاصطناعي العامة حاليا لأنها أقرب لمحركات البحث مثلما قالت أمودي سابقا، ولكن هذه المحركات تعتمد على المعلومات التي يتم تغذيتها بها، لذا إن تمت تغذية نموذج الذكاء الاصطناعي بمعلومات خاطئة، فإن هذا يعني ودون شك تقديم معلومات خاطئة.

ويمكن تزويد نموذج الذكاء الاصطناعي بمعلومات مغلوطة واستخدامه لنشر هذه المعلومات التي تذعذع من أمن الدولة المستهدفة، وذلك بدلا من إلقاء المنشورات من الطائرات كما فعل جيش الاحتلال في حرب غزة، فضلا عن تزويد نماذج الذكاء الاصطناعي المسؤولة عن توليد الصور والفيديو بمعلومات خاطئة أيضا.

في الماضي، كانت حروب المعلومات هي النوع الأكثر صعوبة بين جميع الحروب وكان لها تأثير كبير، ولكن الآن حتى تبدأ حرب المعلومات، لا يحتاج أي عدو إلا لاختراق نموذج ذكاء اصطناعي وتزويده بالمعلومات التي يرغب في نشرها.

مقالات مشابهة

  • هل تتحول مراكز البيانات إلى "غول" يلتهم موارد الطاقة لدينا؟
  • الذكاء الاصطناعي تريند أم ثورة؟
  • سرقة أسرار أوبن إيه آي تعزز المخاوف من الذكاء الاصطناعي
  • لـ حماية البيئة.. 10 نصائح مهمة للاستفادة من التكنولوجيا
  • «تريند مايكرو» تتعاون مع «إنفيديا » لتأمين مراكز البيانات المدعومة بالذكاء الاصطناعي بالمنطقة
  • آبل تتجه لدمج جيمينى لنظام التشغيل iOS 18
  • بعد البرازيل.. تحقيق قضائي إسباني بشأن ميتا على خلفية الذكاء الاصطناعي
  • البرازيل تأمر شركة ميتا بتعليق استخدام بيانات المستخدمين لتدريب الذكاء الاصطناعي
  • تحقيق قضائي إسباني ضد شركة "ميتا" على خلفية انتهاك الذكاء الاصطناعي حماية البيانات 
  • تحقيق قضائي إسباني بشأن "ميتا" بسبب الذكاء الاصطناعي