DW عربية:
2024-11-22@10:42:27 GMT

الذكاء الاصطناعي .. صديق أم عدو للبيئة؟

تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT

توقعات بزيادة أنشاء مراكز البيانات في المستقبل

يوما بعد يوم، يزداد استخدام  الذكاء الاصطناعي  مع تنامي تطبيقاته، فيما يرجع الفضل في ذلك إلى الضجة الإعلامية التي رافقت  إطلاق روبوت المحادثة "شات جي بي تي" الذي ابتكرته شركة "اوبن ايه آي".

مختارات الشرطة الألمانية أمام معضلة قانونية بسبب برمجيات المراقبة "شات جي بي تي".

. أوروبا وتحدي تنظيم أدوات الذكاء الاصطناعي! قصائد ولوحات بالذكاء الاصطناعي.. خطر داهم على الإبداع الإنساني؟ الذكاء الاصطناعي.. تحذيرات من خطرٍ محدق "إذا لم تتم السيطرة"! الذكاء الاصطناعي قد يكشف كلمات السر لديك.. كيف؟

الذكاء الاصطناعي يمكنه أن يعرف الكثير عنك، ومن ذلك كلمات السر، وليس بالضرورة اختراق جهازك، بل مجرد الإنصات لصوت لوحة المفاتيح!

أنا وقريني الرقمي - كيف يكسب الذكاء الاصطناعي الوعي "البصمة الكربونية".. إلى أي حد أنت مسؤول كفرد عن تغير المناخ؟ التغير المناخي... كيف تقلص البصمة الكربونية لطعامك؟

ومنذ تدشينه، استحوذ تطبيق "شات جي بي تي" على اهتمام الكثيرين حول العالم وحاز على إعجابهم، خاصة قدرته على التحدث والكتابة وحتى تأليف الشعر والمقالات بطريقة تحاكي البشر.

وقد أشعل ذلك صراعا وسباقا بين عمالقة التكنولوجيا لإطلاق تطبيقات مماثلة من فئة روبوتات المحادثة ما أدى إلى زيادة ضخ الاستثمارات في مجال الذكاء الاصطناعي بشكل كبير، إذ تقدر حاليا قيمة السوق العالمية للذكاء الاصطناعي بقرابة 142.3 مليار دولار، فيما يتوقع أن تصل إلى ما يقرب من تريليوني دولار بحلول عام 2030.

وبمرور الوقت، احتلت أنظمة الذكاء الاصطناعي جزءا كبيرا من حياتنا، فقد باتت تقدم يد العون للحكومات والشركات وحتى الأشخاص العاديين لمساعدتهم على العمل بشكل أكثر كفاءة واتخاذ أفضل القرارات التي تعتمد بشكل كبير على البيانات.

بيد أن هذا لا يعني أن ثورة الذكاء الاصطناعي ليس لها جوانب سلبية.

الذكاء الاصطناعي والبصمة الكربونية

يقول نشطاء إن تطبيقات الذكاء الاصطناعي تتسبب في بصمة كربونية كبيرة ما يعني أنها تلحق  أضرارا بالبيئة والمناخ  رغم الدعوات والمؤتمرات والقمم الداعية إلى محاربة ظاهرة الاحتباس الحراري، خاصة مع تكرار ظواهر الطقس المتطرفة.

ولتوضيح ذلك بمثال عملي فإن نماذج الذكاء الاصطناعي تحتاج إلى معالجة كم كبير من البيانات، فعلى سبيل المثال من أجل التعرف على صورة سيارة فإن الخوارزميات تحتاج إلى معالجة ملايين صور السيارات، فيما يتعين تغذية تطبيق شات جي بي تي بقواعد بيانات نصية ضخمة من الإنترنت حتى تتعلم كيفية التعامل مع لغة البشر.

ويُطلق على المنشأة التي يتم فيها معالجة هذه البيانات الكبيرة اسم "مراكز البيانات"، وهي تتطلب الكثير من أجهزة الكمبيوتر والحوسبة ما يعني استهلاكا أكبر للطاقة.

وفي ذلك، قالت آن مولين، الباحثة في منظمة Algorithmwatch البحثية، غير الحكومية ومقرها برلين، إن البنية التحتية لأحد مراكز البيانات وشبكات إرسال البيانات "تمثل ما بين 2 إلى 4 بالمائة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية. لا يتعلق الأمر فقط بالذكاء الاصطناعي، ولكن الذكاء الاصطناعي جزء كبير من ذلك على قدم المساواة مع انبعاثات قطاع الطيران".

وقد وجد باحثون من جامعة "ماساتشوستس أمهيرست" الأمريكية أن تدريب نموذج للذكاء الاصطناعي يتطلب انبعاث قد تصل إلى 284 ألف من مكافئ ثاني أكسيد الكربون أي ما يقرب من خمسة أضعاف الانبعاثات التي تسبب فيها السيارة على مدار حياتها بما في ذلك مرحلة التصنيع.

بدورها، قالت بينيديتا بريفيني، الأستاذة في جامعة سيدني بأستراليا ومؤلفة كتاب "هل الذكاء الاصطناعي يصب في صالح كوكب الأرض؟" إنها  شعرت بالصدمة عندما قرأت النتائج التي خلص إليها باحثو جامعة "ماساتشوستس أمهيرست".

وأضافت "إذا قام الشخص بالسفر جوا من لندن إلى نيويورك، فإن انبعاثات الكربون الخاصة سوف تصل إلى 986 كيلوغرامًا. لكن تعليم خوارزمية واحدة يتطلب انبعاث 284 ألف كيلوغرام".

وتساءلت عن السبب وراء عدم إجراء مناقشات حيال سبل تقليل الانبعاثات الكربونية الصادرة عن تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

ويشار إلى أن دراسة جامعة ماساتشوستس ركزت على نموذج ذكاء اصطناعي كثيف الطاقة بشكل خاص، لكن قد يعمل أحد تطبيقات الذكاء الاصطناعي على جهاز كمبيوتر محمول ما يعني أنه سوف يستهلك طاقة أقل.

بيد أن تقنية "التعلم العميق" التي تعمل على تطوير شبكات عصبية صناعية تحاكي أسلوب عمل الدماغ البشري مثل شات جي بي تي، في حاجة إلى قوة حوسبية كبيرة.

ولا يتوقف الأمر على ذلك بل عقب معالجة البيانات يجرى إطلاق انبعاثات في مرحلة التطبيق العملي وهو ما يتكرر مرات عديدة، خاصة مع استخدام تطبيقات الترجمة أو الاستعانة بروبوتات المحادثة.

وفي ذلك، قالت مولين إن "مرحلة التطبيق تمثل ما يصل إلى 90٪ من الانبعاثات الصادرة في دورة حياة الذكاء الاصطناعي".

يقول خبراء إن الانبعاثات الصادرة عن الطائرات ربما تقترب من الانبعاثات التي تصدرها مراكز البيانات

كيف يمكن مواجهة الأمر؟

وإزاء ذلك، طرح خبراء عدة حلول لتقليل البصمة الكربونية التي تتسبب فيها تطبيقات الذكاء الاصطناعي فيما شددت بريفيني على أنه يتعين أخذ قضايا البيئة في عين الاعتبار في هذا المجال.

وأضافت: "نحن بحاجة إلى النظر في سلاسل الذكاء الاصطناعي بشكل كامل وأيضا كافة المشاكل البيئية المرتبطة بهذه السلاسل، خاصة استهلاك الطاقة والانبعاثات الكربونية وأيضا ما تخلفه من مواد سامة و نفايات إلكترونية".

بدورها، تقترح مولين أن تُقدم الشركات على إنشاء مراكز بيانات صغيرة من أجل ضمان استهلاك مصادر طاقة أقل مع إمكانية نقل مراكز البيانات إلى المناطق التي تعتمد على مصادر الطاقة المتجددة ولا تتطلب كميات هائلة من المياه للتبريد مثل إيسلندا.

وقالت مولين إنه عند التطرق إلى الحديث عن مصادر الطاقة المتجددة، فإن كبرى شركات التكنولوجيا تأخذ الأمر بعين الاعتبار، مشيرة إلى أن غوغل أعلنت صفرية بصمتها الكربونية وسوف تكون خالية من الكربون تماما بحلول 2030.

أما شركة مايكروسوفت فقد أعلنت أنها تخطط للتحول إلى الطاقة المتجددة بنسبة 100% بحلول عام 2025 مع التعهد بأن تكون خالية من الكربون بحلول عام 2030.

بيد أن استهلاك الطاقة ليس الهاجس الوحيد إذ يمتد الأمر إلى استهلاك المياه داخل مراكز البيانات لمنع ارتفاع درجة حرارة مرافقها؛ ما أثار مخاوف وبخاصة في المناطق التي تعاني من الإجهاد المائي مثل سانتياغو، عاصمة  تشيلي.

يقول مولين إن مركز البيانات التابع لشركة غوغل في سانتياغو "يؤدي إلى تفاقم الجفاف مع احتجاجات ضد مركز البيانات وضد إنشاء مراكز بيانات جديدة".

الطاقة ليست المشكلة الوحيدة

ويقول خبراء إنه حتى إذا اقدمت شركات التكنولوجيا الكبيرة على تقليل استهلاك الطاقة في مجال الذكاء الاصطناعي، فإن هذا لا يعني أن المشكلة قد انتهت؛ إذ إن هناك مشكلة أخرى أكثر إضرارا بالبيئة.

 وفي ذلك، قال ديفيد رولنيك، الأستاذ المساعد في كلية علوم الكمبيوتر بجامعة ماكجيل الكندية وأحد مؤسسي منظمة Climate Change  غير الربحية، إنه يتعين التركيز بشكل أكبر على الطريقة التي يتم من خلالها استخدام الذكاء الاصطناعي لتسريع الأنشطة التي تساهم في تفاقم ظاهرة تغير المناخ.

وكانت منظمة "غرينبيس" (السلام الأخضر) قد انتقدت إبرام اتفاقيات بين شركات الوقود الأحفوري من جهة وأمازون ومايكروسوفت وغوغل لاستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أن عمالقة شركات النفط مثل "شل" و "بريتيش بتروليوم" و "إكسون موبيل" تستخدم الذكاء الاصطناعي لتوسيع عملياتها في مجال النفط والغاز وخفض التكاليف وزيادة الإنتاج.

وشددت المنظمة على أن مثل هذا الاتفاقيات "تقوض تنفيذ الالتزامات المناخية التي تعهدت بها كبرى شركات التكنولوجيا".

وجدير بالذكر أن شركة غوغل قد أعلنت أنها لن تقوم باستحداث أدوات ذكاء اصطناعي مخصصة لمساعدة الشركات على استخراج الوقود الأحفوري.

يقول خبراء إن مركز البيانات تفاقم من ظاهرة الجفاف في المناطق التي تعاني من فقر مائي

تشريعات ملزمة

ورغم المخاوف البيئية، إلا أن ما بات من المؤكد هو أن استخدامات الذكاء الاصطناعي سوف تزداد في المستقبل وهو الأمر الذي دفع رولنيك إلى الدعوة إلى سن تشريعات لضمان استدامة مجال تطوير الذكاء الاصطناعي.

يشار إلى أنه حتى الوقت الراهن، لا يوجد قانون على مستوى الاتحاد الأوروبي ينظم استخدام الذكاء الاصطناعي في منتجات مثل السيارات الذاتية القيادة أو التكنولوجيا الطبية أو أنظمة المراقبة، إذ ما زال البرلمان الأوروبي يناقش تشريعا اقترحته المفوضية الأوروبية قبل عامين.

بموجب التشريع، فإن البرامج التي سيتم تصنيفها "عالية المخاطر" أو "ذات مخاطر محدودة" سوف تخضع لقواعد خاصة فيما يتعلق بتوثيق الخوارزميات والشفافية والكشف عن استخدام البيانات. وفي المقابل سيتم حظر التطبيقات التي تسجل وتقيم السلوك الاجتماعي للأشخاص للتنبؤ بإجراءات معينة.

ناتالي مولر و نيل كينج / م. ع

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي شات جي بي تي ChatGPT غوغل شركة مايكروسوفت دويتشه فيله الذكاء الاصطناعي شات جي بي تي ChatGPT غوغل شركة مايكروسوفت دويتشه فيله تطبیقات الذکاء الاصطناعی مراکز البیانات شات جی بی تی یعنی أن فی ذلک إلى أن

إقرأ أيضاً:

فيرتف تستشرف ملامح دعم وتمكين وتنظيم الذكاء الاصطناعي

من المتوقع أن يشهد العام القادم تطورات نوعية في تقنيات الطاقة والتبريد لأجهزة الذكاء الاصطناعي والتركيز على إدارة استهلاك الطاقة وتقليل الانبعاثات لتحقيق الاستدامة

 يواصل الذكاء الاصطناعي إعادة تشكيل صناعة مراكز البيانات، وهو ما ينعكس بوضوح في التوقعات الخاصة باتجاهات مراكز البيانات لعام 2025 التي قدمتها شركة فيرتف- Vertiv، والمزود لحلول البنية التحتية الرقمية الحيوية وحلول استمرارية الأعمال؛ ويتوقع خبراء فيرتف أن تشهد الصناعة مزيداً من الابتكار والتكامل لدعم الحوسبة عالية الكثافة، إلى جانب تعزيز التدقيق التنظيمي على تقنيات الذكاء الاصطناعي، مع زيادة التركيز على جهود الاستدامة وتعزيز الأمن السيبراني.

وقال جيوردانو ألبرتازي، الرئيس التنفيذي لشركة "فيرتف": لقد توقع خبراؤنا بدقة الانتشار الواسع لتقنيات الذكاء الاصطناعي والحاجة إلى التحول نحو استراتيجيات أكثر تعقيدًا في التبريد السائل والهوائي كأحد الاتجاهات الرئيسية لعام 2024. ومن المتوقع أن تتسارع هذه الأنشطة وتتطور بشكل أكبر في عام 2025. ومع دفع الذكاء الاصطناعي كثافات الأحمال داخل الحاويات إلى مستويات تتراوح بين ثلاثة وأربعة أرقام بالكيلوواط، تبرز الحاجة الملحّة إلى حلول متقدمة وقابلة للتطوير لتزويد تلك الحاويات بالطاقة وتبريدها، وتقليل أثرها البيئي، ودعم مصانع الذكاء الاصطناعي الناشئة. . نحن نتوقع تقدمًا كبيرًا في هذا المجال خلال عام 2025، وهو ما يتطلبه عملاؤنا."

وفقاً لخبراء فيرتف، إن الاتجاهات الأكثر احتمالاً للظهور في صناعة مراكز البيانات بحلول عام  2025 هي على الشكل التالي:

1. إبتكار بنية الطاقة والتبريد لمواكبة تكثيف الحوسبة: في عام 2025، سيزداد تأثير الأحمال الحاسوبية المكثفة وستقوم الصناعة بإدارة هذا التغيير المفاجئ بطرق متعددة. ستستمر الحوسبة المتقدمة في الانتقال من المعالج المركزي (CPU) إلى معالج الرسوميات (GPU) للاستفادة من القدرة على الحوسبة المتوازية للـ GPU والنقطة الحرارية العالية للرقائق الحديثة. سيؤدي ذلك إلى مزيد من الضغط على أنظمة الطاقة والتبريد الحالية، مما يدفع مشغلي مراكز البيانات نحو حلول التبريد باستخدام الألواح الباردة والتبريد بالغمر التي تزيل الحرارة على مستوى الأرفف. ستتأثر مراكز البيانات المؤسسية بهذا الاتجاه، حيث يتوسع استخدام الذكاء الاصطناعي ليشمل مزودي السحابة والمراكز المشتركة بعد أن كان مقتصرًا على مقدمي الخدمات في المراحل الأولى.
• ستحتاج رفوف الذكاء الاصطناعي إلى أنظمة وحدات الطاقة غير المنقطعة (UPS) والبطاريات، ومعدات توزيع الطاقة، ووصلات مفاتيح كهربائية ذات كثافات طاقة أعلى للتعامل مع أحمال الذكاء الاصطناعي التي يمكن أن تتقلب من 10% في وضع الخمول إلى 150% في حالة التحميل الزائد في لمح البصر
• ستتطور أنظمة التبريد الهجينة التي تشمل تكوينات سائل إلى سائل، وسائل إلى هواء، وسائل إلى مبرد، في نماذج رفوف تركيبية، ومحطات محيطية، وأرفف قائمة على الصفوف، التي يمكن نشرها في التطبيقات الحديثة أو الجديدة.
• ستُدمج أنظمة التبريد السائل بشكل متزايد مع أنظمة UPS المخصصة لها وعالية الكثافة لضمان التشغيل المستمر.
• الخوادم مع البنية التحتية اللازمة لدعمها، بما في ذلك أنظمة التبريد السائل المدمجة في المصانع، مما سيسهم في تحسين كفاءة التصنيع والتجميع، وتسريع عملية النشر، وتقليص المساحة المطلوبة للمعدات، فضلاً عن زيادة كفاءة الطاقة في الأنظمة.

2. مراكز البيانات تعطي الأولوية للتحديات المتعلقة بتوفر الطاقة: تسببت الشبكات الممتدة بشكل مفرط والطلبات المتزايدة على الطاقة في تغيير الطريقة التي تستهلك بها مراكز البيانات الكهرباء. على الصعيد العالمي، تستخدم مراكز البيانات ما معدله ١-٢٪ من إجمالي استهلاك الطاقة في العالم، لكن الذكاء الاصطناعي يدفع باتجاه زيادة الاستهلاك، ومن المرجح أن يصل ذلك إلى ٣-٤٪ بحلول عام ٢٠٣٠. من المتوقع أن تضع هذه الزيادات ضغوطًا على الشبكة الكهربائية قد لا تتمكن العديد من شركات الطاقة من تحملها، مما سيجذب اهتمامًا تنظيميًا من الحكومات في جميع أنحاء العالم – بما في ذلك احتمال فرض قيود على بناء مراكز البيانات واستخدام الطاقة – وارتفاع التكاليف والانبعاثات الكربونية التي تسابق منظمات مراكز البيانات للسيطرة عليها. هذه الضغوط تجعل المنظمات تركز أكثر من أي وقت مضى على كفاءة الطاقة والاستدامة.

في عام ٢٠٢٤، توقعنا اتجاهًا نحو البدائل الطاقوية ونشر شبكات الطاقة الصغيرة (الميكروجريد)، وفي عام ٢٠٢٥ نلاحظ تسارعًا في هذا الاتجاه، مع تحركات فعلية نحو إعطاء الأولوية للبحث عن حلول طاقة أكثر كفاءة وبدائل طاقوية جديدة في هذا المجال. أصبحت خلايا الوقود والكيميائيات البديلة للبطاريات متاحة بشكل متزايد كخيارات طاقة لشبكات الميكروجريد. وعلى المدى الطويل، تعمل العديد من الشركات على تطوير مفاعلات نووية صغيرة مخصصة لمراكز البيانات والمستهلكين الكبار للطاقة. ومن المتوقع أن تصبح هذه المفاعلات متاحة في نهاية العقد الحالي. يظل التطور في هذا المجال محل متابعة دقيقة خلال العام ٢٠٢٥.

3. شركاء الصناعة يتعاونون لدفع تطوير "مصانع الذكاء الاصطناعي": لقد كانت كثافة الأرفف تتزايد بشكل مستمر على مدار السنوات الماضية، ولكن بالنسبة لصناعة كانت تدعم كثافة متوسطة تبلغ 8.2 كيلو واط في عام 2020، فإن التوقعات بوجود أرفف لمصانع الذكاء الاصطناعي تتراوح بين 500 إلى 1000 كيلو واط أو أكثر قريبًا ستمثل اضطرابًا غير مسبوق. نتيجة لهذه التغيرات السريعة، سيزيد تعاون مطوري الرقائق والعملاء، ومصنعي البنية التحتية للطاقة والتبريد، والمرافق، وأصحاب المصلحة الآخرين في الصناعة لتطوير ودعم خرائط طريق شفافة تُمكن من تبني الذكاء الاصطناعي. يمتد هذا التعاون ليشمل أدوات التطوير المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتسريع الهندسة والتصنيع للتصاميم القياسية والمخصصة. وفي العام المقبل، سيعمل مصنعو الرقائق، ومصممو البنية التحتية، والعملاء على التعاون بشكل أكبر والتوجه نحو شراكات تصنيع تتيح تكاملًا حقيقيًا بين تكنولوجيا المعلومات والبنية التحتية.

4. الذكاء الاصطناعي يجعل الأمن السيبراني أكثر صعوبة – وأسهل في نفس الوقت: إن الزيادة المستمرة في تكرار وشدة هجمات برامج الفدية تستدعي إعادة تقييم شاملة لعمليات الأمن السيبراني، ودور مجتمع مراكز البيانات في الوقاية من هذه الهجمات. في العام الماضي، شكلت هجمات الفدية أو الابتزاز ثلث الهجمات التي استهدفت مختلف الأنظمة، واليوم يعتمد المهاجمون على أدوات الذكاء الاصطناعي لزيادة فعالية هجماتهم، وتوسيع نطاق استهدافهم، وتطبيق أساليب أكثر تطورًا. وأصبح من الشائع أن تبدأ الهجمات باختراقات مدعومة بالذكاء الاصطناعي لأنظمة التحكم، والأجهزة المدمجة، والأجهزة المتصلة بالبنية التحتية، التي قد لا تكون مصممة دائمًا لتلبية نفس معايير الأمان المطلوبة من مكونات الشبكة الأخرى. وإذا لم يتم اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة، فإن حتى أكثر مراكز البيانات تطورًا قد تصبح عرضة للتحويل إلى أنظمة غير قابلة للاستخدام.

مع استمرار استخدام المجرمين الإلكترونيين للذكاء الاصطناعي لزيادة وتيرة الهجمات، يصبح من الضروري على خبراء الأمن السيبراني ومديري الشبكات ومشغلي مراكز البيانات أن يتطوروا باستمرار من خلال ابتكار تقنيات أمنية متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي. ورغم أن المبادئ الأساسية وأفضل ممارسات الدفاع لا تزال كما هي، إلا أن التغير المستمر في طبيعة الهجمات ومصادرها وتواترها يضيف تحديات جديدة تتطلب استراتيجيات حديثة لمواكبة تطورات الأمن السيبراني.

5. عامل الهيئات التنظيمية الحكومية والصناعية مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي واستخدامات الطاقة: بينما كانت توقعاتنا لعام ٢٠٢٣ تركز على التشريعات الحكومية المتعلقة باستخدام الطاقة، فإننا نتوقع في عام ٢٠٢٥ أن تتوسع هذه التنظيمات لتشمل بشكل متزايد تنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي نفسه. تسابق الحكومات والهيئات التنظيمية في جميع أنحاء العالم لتقييم تداعيات الذكاء الاصطناعي وتطوير آليات الحوكمة الخاصة باستخدامه. يكتسب الاتجاه نحو الذكاء الاصطناعي السيادي – الذي يشمل تحكم أو تأثير الدول في تطوير ونشر وتنظيم الذكاء الاصطناعي – أهمية خاصة في إطار قانون الذكاء الاصطناعي للاتحاد الأوروبي، وقانون الأمن السيبراني الصيني (CSL)، وإطار حوكمة أمان الذكاء الاصطناعي.

 

مقالات مشابهة

  • مستقبل التعليم في عصر التكنولوجيا.. الذكاء الاصطناعي واستخدام البيانات الضخمة
  • فيرتف تستشرف ملامح دعم وتمكين وتنظيم الذكاء الاصطناعي
  • استشاري علاج نفسي: الاعتماد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي يؤدي للعزلة وافتقاد الأمان
  • مدبولي: مصر بالتصنيف أ في تصنيع تطبيقات الذكاء الاصطناعي والدخول للمجال الرقمي
  • رئيس الوزراء: مصر بالتصنيف «أ» دوليا في تطبيقات الذكاء الاصطناعي
  • رئيس الوزراء: تصنيف مصر ضمن الفئة "A" عالميًا في تطبيقات الذكاء الاصطناعي
  • هواوي تستعرض تأثير الذكاء الاصطناعي على مراكز البيانات
  • البيانات في عصر الذكاء الاصطناعي: قوة محركة لصنع السياسات وتعزيز الابتكار"
  • ضمن مناقشات مؤتمر AIDC حول توطين الذكاء الاصطناعي.. كيف ستعيد مراكز البيانات تشكيل الاقتصاد؟
  • كيف ستعيد مراكز البيانات تشكيل الاقتصاد؟