100 ألف نازح جراء المعارك في الكونغو
تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT
أحمد شعبان (القاهرة، كينشاسا)
أخبار ذات صلة المبعوث الألماني إلى سوريا لـ «الاتحاد»: ضرورة تنسيق الجهود الدولية لدعم العملية السياسية في سوريا تحذير أممي من «أخطاء» تعرقل الانتقال السياسي في سورياندّدت الأمم المتّحدة، أمس، بالمعارك التي اندلعت الأسبوع الماضي في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية بين الجيش ومتمرّدي حركة إم-23 وأدّت لنزوح أكثر من 100 ألف شخص، مطالبة الحركة بالتزام اتفاق هدنة أبرمته الصيف الماضي وتسليم سلاحها.
وقال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية «أوتشا»: إنّه «بين 1 و3 يناير 2025، أدّت اشتباكات عنيفة بين الجيش الكونغولي وجماعة مسلّحة غير حكومية في مركز ماسيسي بمقاطعة شمال كيفو، إلى نزوح حوالي 102 ألف شخص، وفقاً للمعلومات المحلية».
وحركة إم-23 هي فصيل مسلح سيطر السبت الماضي، على ماسيسي، وهي بلدة رئيسية في شرق الكونغو الديمقراطية.
وحذر خبراء في الشأن الأفريقي والإرهاب الدولي من تنامي العمليات الإرهابية في وسط أفريقيا خلال العام الحالي، وتحديداً في الكونغو الديمقراطية التي شهدت عمليات إرهابية مع بداية 2025.
ويرى نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الأفريقية، السفير الدكتور صلاح حليمة، أنه، بعد انسحاب قوات الأمم المتحدة والقوات الفرنسية والأميركية من القارة السمراء، أصبح الأفق أوسع للتنظيمات الإرهابية لممارسة أنشطتها، ليس فقط في منطقة الساحل، وإنما امتدت إلى وسط أفريقيا، ومنها الكونغو الديمقراطية، مشيراً إلى أن هذه الانسحابات تركت فراغاً أمنياً كبيراً.
وأوضح السفير حليمة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الكونغو تعاني مشاكل تتعلق بنشاط حركة «إم 32» والقوات الديمقراطية المتحالفة المتمردة، التي تأسّست في منتصف تسعينيات القرن الماضي في الكونغو الديمقراطية وأوغندا، وتتلقيان دعماً من التنظيمات الإرهابية، لافتاً إلى أن الجماعتين استغلتا الفراغ الأمني وصعدتا من عملياتهما الإرهابية.
وكشف تقرير لمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، عن زيادة العمليات الإرهابية وسط أفريقيا بمعدل 75% خلال نوفمبر 2023، واحتلت الكونغو الديمقراطية المركز الأول، إذ شهدت 3 عمليات، أدت إلى مقتل 28 شخصاً، وشنت التنظيمات في وسط أفريقيا 4 عمليات، أسفرت عن سقوط 75 قتيلاً وجريحاً.
ومن جهته، قال الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي منير أديب، إن تنظيم داعش قام بتنفيذ عدد من العمليات النوعية في اليوم الأول من هذا العام في عدد من العواصم الأفريقية، ومنها الكونغو الديمقراطية، مستغلاً معاناة هذه الدول اقتصادياً وسياسياً.
وأوضح أديب، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن تنظيم داعش الإرهابي بدأ يتمدد بصورة كبيرة داخل أفريقيا خاصة في وسط القارة صورة متنامية، ويقوم بعمليات إرهابية في الكونغو بسبب ضعف الأجهزة الأمنية التي لا تستطيع مواجهة التنظيمات الإرهابية العابرة للحدود والقارات.
وشدد على أن تهاون المجتمع الدولي والمؤسسات الإقليمية في التعامل مع هذه التنظيمات الإرهابية، وعدم تقديم العون الكامل الذي تحتاجه العواصم الأفريقية، بالإضافة إلى الحروب والصراعات التي ضربت العالم، أدت إلى قوة وانتشار الإرهاب بصورة كبيرة وتحديداً في وسط أفريقيا.
وطالب أديب المؤسسات الدولية بدعم الأنظمة السياسية لتلك الدول، وتقديم الدعم لمواجهة التنظيمات الإرهابية وتفكيكها.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الأمم المتحدة الكونغو الكونغو الديموقراطية أوتشا الکونغو الدیمقراطیة التنظیمات الإرهابیة وسط أفریقیا فی الکونغو فی وسط
إقرأ أيضاً:
ملاوي تغادر وبوروندي تعزز وجودها في الكونغو الديمقراطية
أعلن رئيس ملاوي لازاروس تشاكويرا، بدء الاستعدادات لسحب قوات بلاده من مهمة حفظ السلام في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وذلك عقب تصاعد القتال هناك، في حين تواصل بوروندي تعزيز قواتها هناك.
وأكد تشاكويرا في بيان رسمي، أن القرار يأتي احتراما لإعلان وقف إطلاق النار من قبل الأطراف المتحاربة، مشددًا على أن الانسحاب سيسهم في تمهيد الطريق لمفاوضات سلمية تهدف إلى تحقيق سلام دائم في المنطقة.
وتُعد القوات الملاوية جزءا من البعثة العسكرية التابعة للكتلة الإقليمية لجنوب أفريقيا (SAMIDRC)، التي نُشرت لدعم الحكومة الكونغولية في مواجهة الجماعات المسلحة.
ورغم تمديد مهمتها في أواخر العام الماضي، فإن مقتل عدد من أفراد قوات حفظ السلام، بينهم 14 جنديا من جنوب أفريقيا و3 من ملاوي، خلال الهجوم الأخير الذي شنته حركة "إم 23" على مدينة غوما، زاد من الضغوط على الرئيس الملاوي لسحب قوات بلاده.
ووفقا لوزير الإعلام الملاوي موسى كونكويو، جاء قرار الانسحاب استجابة للتوجهات الإقليمية، بعدما دعت قمة لزعماء جنوب أفريقيا في تنزانيا، الأسبوع الماضي، إلى وقف إطلاق النار تمهيدا لمفاوضات سلمية.
ورغم ذلك، لم تحدد ملاوي موعدا دقيقا للانسحاب، لكنها أكدت أن الإجراءات العملياتية جارية، مع إبلاغ الحكومة الكونغولية وكتلة جنوب أفريقيا بالقرار.
إعلان بوروندي تعزز وجودهاوبينما قررت ملاوي سحب قواتها، تواصل بوروندي تعزيز وجودها العسكري في الكونغو الديمقراطية، حيث نشرت نحو 10 آلاف جندي منذ توقيع اتفاقية التعاون العسكري في سبتمبر 2023.
وأرسل الجيش البوروندي، أحد الحلفاء الرئيسيين للكونغو، قوات إضافية لتعزيز خطوط الدفاع، مما رفع عدد الكتائب المنتشرة في المنطقة إلى نحو 16 كتيبة، تشمل وحدات متخصصة تعمل في المناطق الحدودية لمواجهة التهديدات العسكرية المباشرة.
وحذَّر الرئيس البوروندي إيفاريست ندايشيميي، من تصاعد الصراع في شرق الكونغو، متهما رواندا في خطاب ألقاه يوم 31 يناير/كانون الثاني، بالتحضير "لشيء ضد بوروندي"، مؤكدا أن بلاده "لن تسمح بذلك".
وفي إطار التحركات الدبلوماسية الإقليمية لاحتواء أزمة الكونغو الديمقراطية، تُعقد قمة جديدة في تنزانيا، السبت المقبل، تجمع قادة دول الكتلة الإقليمية لجنوب أفريقيا (سادك) ورؤساء دول شرق أفريقيا.
ومن المتوقع أن يشارك في القمة الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي والرئيس الرواندي بول كاغامي، حيث تركز المناقشات على سبل وقف التصعيد وتعزيز الجهود السلمية، في ظل تصاعد التحركات العسكرية على الأرض.
من جانب آخر، أعلنت حركة "إم 23" مؤخرا استيلاءها على بلدة نيابيبوي في إقليم جنوب ولاية كيفو، في إطار سعيها لتوسيع سيطرتها لتشمل مناطق جديدة، من بينها العاصمة بوكافو. ومع تصاعد التوتر، لجأت الحكومة الكونغولية إلى تجنيد مئات المتطوعين المدنيين للدفاع عن المدينة.
ورغم الجهود الدولية والمحلية لتهدئة الوضع، واصلت حركة "إم 23" تصعيد عملياتها العسكرية. فقد نظمت لأول مرة منذ سيطرتها على غوما تجمعًا جماهيريًا في المدينة، حيث ألقى زعيمها، كورنيل نانجا، خطابًا أمام الحشود في ملعب الوحدة. في المقابل، أصدرت المحكمة العسكرية في كينشاسا مذكرة اعتقال بحقه، متهمة إياه بالخيانة وارتكاب جرائم حرب.
إعلان