الشباب في قارة أفريقيا.. قنبلة موقوتة تحتاج لمن ينزع فتيلها
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
نشرت مجلة "جون أفريك" الفرنسية، تقريرا، تحدّثت فيه عن الواقع الصعب الذي يعيشه الشباب الإفريقي، بسبب تجاهل قضاياه وعجز الحكومات عن تغيير واقعه، ما يجعله يفكر في الهجرة بحثا عن واقع أفضل، أو اللجوء إلى ما وصف بـ"حلول راديكالية لتحقيق مطالبه".
تساءلت المجلة في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، عمّا إذا كانت سنة 2025 ستضع حدا لمقولة "كن شابًا واصمت"، بما تحمله من أبعاد ثقافية واجتماعية خانقة فُرضت منذ زمن طويل على قارة يبلغ متوسط أعمار سكانها 19 سنة.
قنبلة موقوتة
اعتبرت المجلة أن ارتفاع معدلات التضخم وتدهور الأوضاع المعيشية وعجز الحكومات عن التخفيف من آثار تباطؤ النمو، شجع الشباب الإفريقي في 2024 على الخروج في حركات احتجاجية في كل من كينيا وأوغندا وغانا وأنغولا وكوت ديفوار، ولعب الشباب دورًا حاسمًا في انهيار نظام ماكي سال في السنغال.
وأضافت المجلة أنّ: "الأحزاب التي كانت تنتمي إلى حركات التحرر في جنوب القارة، مثل المؤتمر الوطني الأفريقي (جنوب إفريقيا) وجبهة تحرير موزمبيق (موزمبيق) والمنظمة الشعبية لجنوب غرب أفريقيا (ناميبيا)، أصبحت تُتّهم بخيانة مبادئها بشكل يهدد استمرارها في الحكم".
وحسب المجلة، فإن حالة الاستياء الشعبي في الدول الإفريقية تغذيها معدلات البطالة المرتفعة بين الشباب من حاملي الشهائد ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين يشعرون بخيبة الأمل بسبب عدم تحقق أحلامهم وتطلعاتهم، ويرون أن السبب في واقعهم البائس هو سوء الحوكمة والإنفاق الحكومي غير الرشيد والفساد والتهميش وعدم المساواة وتجاهل الحكام لقضاياهم.
وفي السياق نفسه، تفيد بعض التقارير، أن الحكومات مطالبة بخلق 15 مليون وظيفة سنويًا في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، بينما لا يوجد سوى 4 ملايين وظيفة فقط لاستيعاب الخريجين الجدد.
وأوضحت المجلة أنّ: "العديد من قادة الدول الإفريقية أصبحوا يدركون أن هذه فئة الشباب باتت قنبلة موقوتة، لكنهم عاجزون عن نزع فتيلها، ويكتفون بتقديم وعود وإطلاق تصريحات لا تغير من الواقع شيئا".
الهروب من الواقع الصعب
أكدت المجلة أن توفير الكهرباء يعد من القضايا المحورية بالنسبة للشباب في إفريقيا، لأنها ضرورية لدعم النمو الاقتصادي، وهي ترمز إلى الفارق الشاسع بين الطموحات والواقع.
وأضافت أنه من المفترض أن تكون 2025 السنة التي يتمتع فيها 50 في المئة من سكان إفريقيا بالكهرباء بشكل ثابت. ولكن في ظل تزايد عدد السكان بشكل مستمر، سيظل أكثر من 700 مليون إفريقي هذه السنة دون خدمات كهرباء، مع ضعف الاستثمارات في الطاقات البديلة لتوفير الطاقة الكهربائية.
وحسب المجلة، فإن إفريقيا تعج بالشباب المبدع الذي يتحين الفرص لتحقيق طموحاته، لكن الواقع المتردي لا يشجع إلا على الهروب والهجرة بحثا عن آفاق أرحب.
كذلك، يسلّط أحدث "استطلاع لرأي الشباب في إفريقيا"، والذي تعدّه مؤسسة "إيشيكويتز" من خلال آراء جيل زد في حوالي خمسة عشر دولة إفريقية، الضوء، بشكل صارخ على الرغبة الجامحة في الهجرة.
ووفقا للاستطلاع، يخطط 3 من كل 5 شباب أفارقة للبحث عن فرص للهجرة في السنوات الثلاث المقبلة، خصوصًا في دول الساحل غرب إفريقيا.
وترى المجلة أن هذه الأرقام تُظهر أن الخطاب المعادي للغرب الذي انتهجته السلطات الانقلابية في تلك المنطقة لم يؤدِّ إلى أي تطور اقتصادي أو اجتماعي، والدليل هو أن عدد المهاجرين الذين وصلوا عبر البحر إلى جزر الكناري الإسبانية بين كانون الثاني/ يناير وحزيران/ يونيو 2024، ارتفع بنسبة 154 في المائة مقارنة بسنة 2023.
حلول راديكالية
اعتبرت المجلة أن الشجاعة والجرأة التي يتحلى بها الشباب الإفريقي عند اجتياز المسالك الصعبة في سبيل الهجرة يكشف عن حجم الخسائر التي تتكبدها القارة بعد مغادرة السكان الأكثر إنتاجية وطاقة.
وأكدت أنه يتعين على الحكومات الإفريقية تجاوز حالة الجمود السياسي والعمل بأقصى جهودها على وقف نزيف الهجرة الجماعية للشباب.
وأضافت أنه من بين 12 انتخابات رئيسية أُجريت في القارة سنة 2024، قد أسفرت واحدة فقط عن تغيير حقيقي على مستوى القيادة السياسية، حيث تم استبعاد أي محاولة لإعادة انتخاب القادة السابقين في الانتخابات السنغالية.
ورأت المجلة أن جميع المؤشرات تدل على أن الانتخابات التي ستُجرى في الكاميرون وكوت ديفوار خلال السنة الحالية، لن تسفر عن أي تغيير إذا ما قرر الرئيس الكاميروني بول بيا (91 عاما)، والإيفواري الحسن واتارا (83 عاما)، الترشح لولاية جديدة.
وقالت المجلة إنه: "بغض النظر عن نتائج الانتخابات، يتعين على أي فائز أن يدرك أن معظم الشباب يقاطعون الانتخابات، حيث تظهر الأرقام انخفاض معدلات التسجيل بين الناخبين الذين تقل أعمارهم عن 25 عامًا".
وكما كان الحال في 2024، من غير المنتظر أن يلعب "جيل زد" دورا محوريا في استحقاقات 2025، لأنه يؤمن أن صناديق الاقتراع لم تعد الوسيلة الفعالة لتغيير مصيره. ويعتقد 64 في المئة من الشباب الذين شملهم "استطلاع رأي الشباب في إفريقيا" أن إحداث التغيير يتطلب تنفيذ احتجاجات غير سلمية.
وختمت المجلة بأن سنة 2025 ستكون حاسمة بالنسبة للطبقة السياسية الحاكمة في أرجاء القارة الإفريقية، إذ ستكون مطالبة بأن تولي أهمية كبيرة لقضايا الشباب قبل أن تختار هذه الفئة تغيير واقعها بأسلوب راديكالي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية كينيا أفريقيا أفريقيا غانا كينيا أوغندا الشباب الافريقي المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی إفریقیا المجلة أن
إقرأ أيضاً:
فورين بوليسي: ترامب يعود لممارسة أقصى الضغوط على إيران
وصفت مجلة فورين بوليسي التوجيهات التي أصدرها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤخرا لأجهزة الدولة بالعودة إلى ممارسة أقصى الضغوط على إيران، بأنها أصبحت نمطا متبعا في كل تصرفاته، من الحرب في أوكرانيا إلى حروبه التجارية المفتعلة.
وأفادت في تقرير لاثنين من مراسليها أن المذكرة التوجيهية التي وقّعها ترامب في الرابع من فبراير/شباط الحالي، تهدف إلى حرمان النظام الإيراني من الأموال كوسيلة للحد من أعماله غير المشروعة في المنطقة وكبح برنامجه النووي.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2موقع روسي: ماذا ينتظر العراق بعد تغيير السلطة في سوريا؟list 2 of 2صحف عالمية: خطة ترامب لغزة قد تسبب اضطرابات في المنطقة وانتفاضة بالضفةend of listورغم ذلك، فإن المجلة ترى أن تصريحاته الأخيرة تشي بأنه منفتح على المحادثات مع إيران، غير أنه ليس من الواضح ما الذي يريده الرئيس بالفعل، وكيف ينوي الوصول إلى ما يريد وإلى أي مدى.
على الورقوكان ترامب قد وقّع مذكرة رئاسية يوم الثلاثاء تهدف إلى تصعيد الضغوط على طهران من خلال فرض مزيد من العقوبات، وذلك بهدف حرمان إيران من الأسلحة النووية والحد من برنامجها للصواريخ الباليستية ووقف دعمها للجماعات المسلحة في المنطقة.
ووفق تقرير فورين بوليسي، فقد اتخذ البيت الأبيض، على الورق، موقفا متشددا دون هوادة ضد إيران مع صدور مذكرة رئاسية سلطت الضوء على كل ما وصفت بأنها أمور سيئة ترتكبها إيران، وأمرت أجهزة الدولة والوزارات بفعل شيء حيالها.
إعلانومع ذلك -تستدرك المجلة- كان ترامب نفسه يمد غصن الزيتون إلى إيران، مقترحا التوصل إلى سلام عبر التفاوض. وعند توقيعه المذكرة التوجيهية، قال ربما "يمكن للجميع أن يعيشوا سوية"، مؤكدا على أنه لا يرغب في استخدام الصلاحيات الجديدة الواردة في المذكرة التي وقّعها للتو.
لا نوويوقد كرر ذلك في اليوم التالي على منصته للتواصل الاجتماعي (تروث سوشيال) عندما قال "أريد أن تكون إيران دولة عظيمة وناجحة، ولكن لا يمكن أن تمتلك سلاحا نوويا". وأضاف أنه يود أن يرى "اتفاق سلام نوويا يمكن التحقق منه".
وقد أثارت هذه الرسائل "المتضاربة" بعض الارتباك، بحسب المجلة الأميركية التي نقلت عن غريغوري برو، الخبير في الشؤون النفطية والإيرانية في مجموعة أوراسيا، القول إنه بات من الواضح الآن أن ترامب يريد التحدث مع طهران.
وأشار الخبير إلى أن "المذكرة الرئاسية تحدد موقفا أشد صرامة بكثير مما قاله"، إذ أنها تعرض جميع الحيثيات التي تجعل إدارة ترامب تعتقد أنه يجب فرض عقوبات أشد على إيران، بدءا – كما تفعل جميع الإدارات الأميركية – من إشعالها الثورة عام 1979، ومرورا بدورها في زعزعة استقرار الشرق الأوسط وبرنامجها النووي.
مجرد شعاربيد أن المجلة تقول في تقريرها إن المذكرة لم تحدد أي خطوات ملموسة أو عقوبات أو تدابير أخرى من شأنها أن تحوّل الضغط الأقصى من مجرد شعار إلى سياسة.
وذكرت أن الإشكالية تكمن بشكل خاص في صادرات إيران من النفط التي تصل إلى حوالي 1.7 مليون برميل يوميا، يذهب أكثر من 90% منها إلى الصين، وهي بمثابة شريان حياة للجمهورية الإسلامية.
وقال الخبير غريغوري برو إنه ما لم تُتْبع المذكرة بفرض عقوبات جديدة ومبتكرة للحد من صادرات النفط إلى الصين، فلن يكون لهذا الأمر وزن كبير، على حد تعبيره.
ومضت فورين بوليسي إلى القول إنه لا يوجد حتى الآن أي دليل يثبت أن إيران قد قررت الإسراع بتصنيع القنبلة النووية، لكن كثيرا من الشخصيات "الأكثر تشددا" في حكومتها طالبت مؤخرا بإعادة تقييم العقيدة النووية للبلاد.
إعلان