قالت دار الإفتاء المصرية إن الدعاء عبادة مشروعة ومستحبة؛ لِما فيه من التضرع والتذلّل والافتقار إلى الله تعالى، وقد حثَّنا الله تعالى عليه وأوصانا به؛ حيث قال سبحانه: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ [البقرة: 186]، وقال أيضًا عزَّ وجلَّ: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً﴾ [الأعراف: 55].

فضل الدعاء في السنة النبوية

وأضافت الإفتاء أنه ورد في السنة النبوية المطهرة فضل الدُّعاء؛ فجاء عن النعمان بن بشيرٍ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ» ، ثم قرأ: «﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60]» رواه أصحاب "السنن".

قال الإمام المناوي في "فيض القدير" (3/ 542، ط. المكتبة التجارية): [قال الطيبي:.. فالزموا عباد الله الدعاء، وحافظوا عليه، وخصَّ عباد الله بالذكر؛ تحريضًا على الدعاء وإشارةً إلى أن الدعاء هو العبادة؛ فالزموا واجتهدوا وألحوا فيه وداوموا عليه؛ لأن به يُحاز الثواب ويحصل ما هو الصواب، وكفى به شرفًا أن تدعوه فيجيبك ويختار لك ما هو الأصلح في العاجل والآجل] اهـ.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنَ الدُّعَاءِ» أخرجه الترمذي وابن ماجه في "سننيهما".

الدعاء في أيام محددة

قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري" (3/ 69، ط. دار المعرفة): [وفي هذا الحديث على اختلاف طرقه دلالةٌ على جواز تخصيص بعض الأيام ببعض الأعمال الصالحة، والمداومة على ذلك] اهـ.

وقال الإمام أبو العباس القرطبي في "المفْهِم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم" (3/ 510، ط. دار ابن كثير): [وفي إتيانه صلى الله عليه وآله وسلم قباء كلَّ سبتٍ: دليلٌ على جواز تخصيص بعض الأيام ببعض الأعمال الصالحة، والمداومة على ذلك] اهـ.

وقال الحافظ بدر الدين العيني في "عمدة القاري" (7/ 259، ط. دار إحياء التراث العربي): [وفيه دليل على جواز تخصيص بعض الأيام بنوع من القُرب، وهو كذلك إلا في الأوقات المنهي عنها؛ كالنهي عن تخصيص ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي أو تخصيص يوم الجمعة بصيام من بين الأيام] اهـ.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الدعاء الدعاء عبادة حكم الدعاء دعاء

إقرأ أيضاً:

شروط المغفرة ومفاتيحها وموانعها في شهر رمضان

وفي الحلقة بتاريخ 2025/3/10 من برنامج "حكم وحكمة" تناول الشيخ عمر عبد الكافي مع ضيوفه موضوعاً يتناسب مع أجواء شهر رمضان الكريم، وهو "المغفرة الإلهية" حيث قدم شرحاً وافياً عن شروط المغفرة وموانعها وكيفية تحقيقها.

وبدأ الشيخ عمر حديثه بتأكيد أن المغفرة من الله عز وجل مضمونة إذا طرق العبد باب الله بإخلاص، مشيراً إلى أن هناك مفاهيم خاطئة لدى كثير من الناس عن المغفرة.

وأوضح أن استغفار العبد من الذنب مضمون عند الله إذا كان صادقاً في توبته.

وشدد الشيخ على أركان التوبة الصحيحة، قائلاً "الإقلاع عن الذنب، الندم على ما فات، العزم على عدم العودة، ورد الحقوق إلى أصحابها، وهذا الشرط الرابع هو ما يغفل عنه كثيرون" مشددا على أن من أهم موانع المغفرة عدم رد الحقوق إلى أصحابها، موضحاً "لا يجوز لإنسان أن يقول يغفر لي، وأنا أخذت قطعة أرض من أخي، أو اغتصبت بيتاً من عمي، أو لم أعط إنساناً حقه، أو نظرت إلى أخواتي البنات فاغتصبت حقهن في الميراث".

وأشار الشيخ إلى أن الله قد يعفو في حقه، لكن حقوق العباد لابد من ردها و"قضية المغفرة واضحة المعالم، الله يغفر الذنوب إذا أعدنا الحقوق إلى أهلها".

القلب السليم

كما تطرق الشيخ عمر إلى مسألة القلب السليم، مؤكداً أنه الوسيلة الوحيدة للتقرب إلى الله عز وجل، فيقول سبحانه في محكم التنزيل "يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم" وأي وسائط نحو الله عز وجل لا تصلح إلا القلب السليم.

إعلان

وحذر من أن القلب المشرك لا يقبل الله عليه، قائلاً "العمل المشرك أصلاً لا يقبله الله، لأن فيه رياء. فأكبر مانع لأن ينال الإنسان مغفرة أن يكون هذا القلب إما قلباً غير سليم، أو قلباً سقيماً، أو قلباً قد أمرضته الذنوب حتى مات".

وفي جلسة أسئلة وأجوبة مع الحضور، أجاب الشيخ عن استفسار حول مدى مغفرة الله للذنوب مهما كبرت، فقال "يا عبد الله، لو بلغت ذنوبك عنان السماء وجئت مستغفراً موحداً، لا تشرك بالله، فرب العباد سبحانه وتعالى يأتيك بقراب الأرض مغفرة".

وأضاف "الله لا يعطي العبد على قدر دعائه فقط، ولو أعطى الله العبد على قدر دعائه فقط لتوقفت حياتنا" مشيراً إلى أن الله يعطي العبد الإجابة دون أن يسأل.

وفي سؤال آخر حول تخفيف ثقل الذنوب على القلب، أكد الشيخ أن الذي لا يُغفر له هو "الذي يستغفر وهو ينوي أن يعود إلى الذنب" مضيفاً أن الشعور بثقل الذنب دليل على محبة الله "لأنه مستحٍ من الله، ولأنه شعر أن الذنب ثقيل عليه".

كما أجاب عن سؤال حول كيفية توبة من ترك الصلاة لفترة طويلة، موضحاً وجهتي نظر العلماء في المسألة: إما قضاء ما فات، أو الاكتفاء بالتوبة والإكثار من النوافل.

واختتم الشيخ عمر الحلقة بالتأكيد على أن الله يحب العبد المنيب، ويحب العبد العواد إليه، وأن الله يغفر للجميع إلا من شرد وأبى.

الصادق البديري10/3/2025

مقالات مشابهة

  • مفتي الجمهورية: الله منح الإنسان العقل وأنزل إليه الرسل حتى تقوم عليه الحجة
  • شروط المغفرة ومفاتيحها وموانعها في شهر رمضان
  • أفضل سورة قبل صلاة الفجر للرزق واستجابة الدعاء في رمضان
  • هل يجوز لـ مرضى الزهايمر والنفسيين الصيام؟
  • هل يُقبل صيام المرأة غير المحجبة؟.. دار الإفتاء تجيب
  • أمراض تبيح الفطر.. هل الصداع منها؟ | الإفتاء تجيب
  • متى يُستجاب الدعاء؟ وأفضل وقت له
  • المفتي: الصلاة على النبي ليست مجرد ذكر مستحب بل ضرورة حياتية
  • ما حكم صيام شهر رمضان.. وحكم من أفطر فيه متعمدا.. الإفتاء توضح
  • اتبع هذه الخطوات لاستجابة الدعاء بسرعة.. واحذر من 5 أخطاء تجعلك دعاءك غير مقبول