في مشهد مؤسف، تعرض أكثر من 80 منزلًا لمسيحيين و19 كنيسة للتخريب في ولاية البنجاب بباكستان، عندما اجتاح المئات حيًا مسيحيًا في مدينة جارانوالا الأربعاء الماضي، بعد انتشار أخبار عن قيام مسيحيين بتدنيس القرآن.

وحسب وكالة الأنباء الفرنسية، قال أحد رجال الدين لأتباعه أنه "من الأفضل أن تموت إذا كنت لا تهتم بالإسلام".

ومن هنا اقتحمت حشود منطقة جارانوالا، واضطرت عائلات إلى الفرار إثر هجوم شنّه مئات السكّان المسلمين على المنطقة، حيث أحرقوا وخربوا كنائس ومنازل.

تخريب أكثر من 19 كنيسة

وذكرت الشرطة الباكستانية أمس الجمعة أنه في حصيلة لأعمال العنف التي شهدتها مناطق في ولاية البنجاب على خلفية اتهام مسيحيين بتدنيس القرآن، تم تخريب أكثر من 80 منزلا لمسيحيين و19 كنيسة.

وصرح قائد شرطة ولاية البنجاب عثمان أنور لوكالة "فرانس برس" بأن "الأحداث التي وقعت كانت مأساوية. عنف مثل هذا لا يمكن تبريره أبدا". مضيفًا أنه سيسافر إلى مدينة جارانوالا غدًا الأحد للتعبير عن تضامنه مع المسيحيين.

وأضاف أنه قام بنفسه باستجواب شقيقين مسيحيين اتهما بتدنيس القرآن، "لتجنب اتهامات التعذيب".

وذكرت الشرطة أنه تم اعتقال 128 شخصًا إضافيًا بسبب أعمال العنف، مشيرًا إلى أن الشرطة تقوم بحراسة 3200 كنيسة في أنحاء ولاية البنجاب لطمأنة المسيحيين.

ولفت "كان على رجل الدين هذا أن يفهم أنه عندما تجمع الناس في مثل هذه البيئة المشحونة ... في بلد كان الناس فيه بالفعل حساسين للغاية بشأن التجديف، فإن الأمر يشبه إضافة الوقود إلى النار".

من جانبه، عبر أنوار الحق كاكار، رئيس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال، عن صدمته إزاء هذه الأعمال، داعيًا إلى اتخاذ إجراء صارم ضد المسؤولين عن أعمال العنف.

ومنذ عام 1990، قُتل ما لا يقل عن 85 شخصًا في ما يتعلق بادعاءات التجديف، بحسب ما نقلته “يورو نيوز"، حيث كان من بين القتلى أناس ينتمون إلى الأقليات الدينية وسياسيون بارزون وطلاب ورجال دين ومرضى نفسيون.

وتم إحراق هؤلاء حتى الموت أو شنقهم من قبل غوغاء، أو قتلهم رميا بالرصاص في قاعات المحاكم أو ضربهم حتى الموت.

طمأنة المسلمين جيرانهم المسيحيين

ومع انتشار الذعر والفوضى في المكان، نزل سكان مسلمون لمساعدة وطمأنة جيرانهم المسيحيين.

ونقلت "فرانس برس" عن سكان من الحي الذي تعرض للهجوم أن "الجيران المسلمين علّقوا بسرعة آيات قرآنية على أبواب منازل جيرانهم المسيحيين على أمل تجنب حدوث أعمال عنف".

وقال رسول، وهو رجل مسلم يبلغ 58 عاما "كانت امرأتان تركضان. فتحت لهما باب منزلي وتركتهما تدخلان. كانتا قلقتين جداً لكنّني أرحتهما".

من جانبه، استنكر الأزهر الشريف الاعتداءات التي قام بها البعض على عدد من الكنائس شرقي باكستان.

وأكد رفضه القاطع لمثل هذه الجرائم المنبوذة، لافتًا إلى أن القرآن الكريم الذي يُعتدى عليه من بعض المتطرفين المجرمين -في ظل تخاذل بعض الحكومات- هو ذاته الذي يأمر بالحفاظ على دُور العبادة للمسلمين وغير المسلمين وحرم التعدي عليها بأي شكل من الأشكال.

ودعا الأزهر الجميع إلى الاحتكام لصوت العقل ولغة الحوار، والرجوع إلى سماحة الشرائع السماوية التي تدعو إلى تقبل الآخر، وتسعى إلى نشر التسامح والأخوة الإنسانية بين بني البشر؛ لتسود ثقافة السلام بين الشعوب.

كما أعرب مجلس حكماء المسلمين، عن رفضه لما تم تداوله من قيام بعض المتطرفين بالإقدام على تدنيس نسخ من المصحف الشريف، وما تبعه من قيام بعض المتطرفين أيضا بالاعتداء على عدد من الكنائس في باكستان.

وأكد الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين المستشار محمد عبد السلام، أن مثل هذه الأعمال الإجرامية تتنافى مع تعاليم الأديان السماوية والقوانين والأعراف الإنسانية التي تدعو لاحترام مقدسات الآخر وعدم الاعتداء على دور العبادة.

وأوضح أن القرآن الكريم قد أكد ضرورة الحفاظ على دور العبادة وعدم الاعتداء عليها، موجهًا نداء عاجلا للحكماء من الطرفين لضرورة وأد الفتنة ومواجهة خطابات التعصب والكراهية بالدعوة إلى الحوار والتسامح والتعايش المشترك والأخوة الإنسانية، سائلا المولى عز وجل أن يحفظ باكستان وشعبها من كل مكروه وسوء.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: تدنيس القرآن كنيسة ولاية البنجاب باكستان الاعتداءات

إقرأ أيضاً:

مليار دولار.. القصة الكاملة للعقل المدبر وراء أضخم عملية سطو إلكتروني

في سرقة رقمية مذهلة أحدثت صدمة كبيرة في عالم العملات المشفرة، نفذت مجموعة لازاروس Lazarus، الكورية الشمالية سيئة السمعة أكبر عملية سرقة لها حتى الآن، حيث استولت على مليار دولار من عملة إيثريوم، لتصبح بذلك أحدث الهجمات الإلكترونية التي تشنها كوريا الشمالية.
 

في قلب هذا الهجوم، يقف “بارك جين هيوك”، العقل المدبر والمثير للجدل، الذي اكتسب شهرة سيئة لدوره في تنظيم هجوم Wannacry لعام 2017 الذي أثر على 150 دولة حول العالم، حيث قام هو وفريقه بتنفيذ واحدة من أضخم عمليات السطو الإلكتروني الأكثر تطورا حتى الآن.

من هم فريق العاصفة المظلمة؟.. قراصنة تمكنوا من اختراق إكسالعقل المدبر وراء أضخم عمليات السطو الإلكتروني
 

تخرج بارك جين هيوك، من جامعة كيم تشايك، ولد في كوريا الشمالية في تاريخ بين 1981 و1984 وسافر بعدها إلى الصين، ويعمل حاليا مبرمج حاسوب وأحد الأعضاء البارزين في مجموعة قراصنة Lazarus، والمعروفة أيضا باسم APT38، والتي تقف وراء العديد من الاختراقات والسرقات لاسيما قطاع العملات المشفرة.

بارك جين هيوك

يملك بارك جين هيوك سجل حافل من الاختراقات التي طالت دولا وشركات عديدة، وقد وجهت له اتهامات بالمشاركة في مؤامرة إجرامية نفذتها مجموعة قراصنة RGB التابع لحكومة كوريا الشمالية، إلى جانب العديد من الهجمات الشهير التي استهدفت كيانات كبري من بينها:

1. حادثة سوني: وجهت الحكومة الأمريكية إلى بارك اتهاما باختراق شركة Sony خلال عام 2014، حيث طلب من الشركة آنذاك سحب فيلم يدعي The Interview، الذي يسيء فيه إلى زعيم كوريا الشمالية “كيم جونغ أون” ويصوره بطريقة ساخرة وهو يحتضر.

2. هجوم WannaCry: تسبب هجوم WannaCry خلال عام 2017، في تشفير بيانات ما لا يقل عن 75 ألف حاسوب في 99 دولة حول العالم، وطلبت برامج الفدية 300 دولار من عملة البيتكوين لفك تشفير الملفات.

3. هجمات على شركة دفاع أمريكية: تتهم وزارة العدل الأمريكية بارك بأنه وراء الهجمات الإلكترونية التي طالت شركة الدفاع Lockheed Martin عام 2011، وهي شركة تصنع طائرات مقاتلة وسفنا حربية وأسلحة بمليارات الدولارات تباع في جميع أنحاء العالم.

4. سرقة بنك بنغلاديش: أسفرت عملية سرقة بنك بنغلاديش، التي تم نسبها إلى بارك خلال عام 2016، عن سرقة 81 مليون دولار، من خلال الاتصال بشبكة SWIFT الدولية.

العقل المدبر في قراصنة لازروس

أفاد مكتب التحقيقات الفدرالي بأن بارك جين هيوك عضو بارز في مجموعة لازروس التي تسببت في خسارات فادحة لشركات عالمية، آخرها كانت منصة Bybit خلال الشهر الماضي، والتي تعرف بأنها أكبر عملية سرقة عملات مشفرة في التاريخ.

وفي عام 2018 سرق مجموعة لازروس ما يقارب 533 مليون دولار من العملة المشفرة NEM من منصة CoinCheck اليابانية.


فيما نسب مكتب التحقيقات الفدرالي اختراق شبكة Ronin إلى قراصنة لازروس، ففي عام 2022 أعلنت الشبكة بأنها تعرضت لاختراق تسبب في سرقة 173 ألفا و600 من عملة إيثريوم أي ما يقارب 615 مليون دولار.


وفي عملية اختراق أخرى، أسفرت عن  سرقة 100 مليون دولار، أكد مكتب التحقيقات الفدرالي أن مجموعة لازروس، قامت باختراق شبكة Horizon التابعة لشركة هارموني خلال عام 2022.

مقالات مشابهة

  • الخلاف بين نتنياهو ورئيس الشاباك: القصة الكاملة 
  • القصة الكاملة للاعتداء على ضابط داخل محل بقنا.. والداخلية تصدر بيانا عاجلا
  • «حكماء المسلمين» ينشر قيم السلام والتعايش
  • مليار دولار.. القصة الكاملة للعقل المدبر وراء أضخم عملية سطو إلكتروني
  • القصة الكاملة لاعتــ.داء مدير مدرسة البحيرة على طالبتين بفناء المدرسة
  • وزير داخلية باكستان يدين انفجارا بإقليم "بلوشستان" تسبب في مقتل وإصابة العشرات
  • 30 قضية وأحكام 100 سنة.. القصة الكاملة للقبض على صاحب السراج مول
  • القصة الكاملة لـ حريق المعامل المركزية.. 3 ساعات لإطفاء النار
  • ليلة رعب في قلب القاهرة.. القصة الكاملة لحريق "المعامل المركزية"
  • القصة الكاملة لـ صلح مرتضى منصور وأحمد شوبير ..هل انتهت الخلافات؟