محمد محسن الجوهري
لأن اليهود يمثلون شرًا مطلقًا، وهم وراء العديد من الجرائم في العالم بشهادة الشرق والغرب، أمرنا الله بعدائهم ومنعهم من الوصول إلى مشروعهم الشيطاني المعادي للبشرية كافة. جعلت السنن الإلهية الحق والنصر لمن يعادي اليهود، بينما جعلت المودة والتقرب منهم خزياً وعاراً، ليس بسبب اسمهم “يهود”، بل بسبب أفعالهم الإجرامية وسوء نيتهم تجاه الإنسانية.
ولعل أكبر شاهد على ما ذكرنا هو ما نراه اليوم في الساحة العربية من سقوطٍ أخلاقي لأنظمة العمالة والتطبيع، وكيف بدت صغيرة في نصرتها للإنسانية المضطهدة في غزة. بات الجميع يرى فيها العداء للإسلام والمسلمين، ويشعر مواطنوها بالخجل من مواقف حكامهم ويتبرؤون منها علانية. خير مثال على ذلك هو دولة الإمارات التي سقطت في أعين الجميع، وصار اسمها مرادفًا للخيانة والعمالة، وكذلك الحال للنظام السعودي وسائر الدول المطبعة.
في المقابل، فإن العداء لليهود ومواجهتهم يجلب الفخر والعزة للدول وشعوبها. وما نراه اليوم في بلادنا، اليمن، هو خير شاهد على عظمة الموقف الذي نحن عليه، وصوابية المسار الذي اتخذته القيادة، حيث ساندها الشعب بقوة وحزم ضد جرائم الكيان الصهيوني، ونصرة إخوتنا في غزة بأقصى ما يمكن.
هذا أيضًا دليل على عظمة الدين الإسلامي الذي أمرنا بذلك، وكيف أن التوجيهات الإلهية كلها تعكس العزة والكرامة، وتُعد خيرًا للبشرية جمعاء. وما على الشعوب إلا الالتزام بالخط القرآني الداعي لمعاداة اليهود منذ 1400 سنة، والذي وضح للأمة تفاصيل مؤامراتهم ونفسياتهم الدنيئة والخبيثة تجاه الآخرين، وخاصةً العرب، حيث يؤمن اليهود بأن لا سبيل عليهم في كل ما يرتكبونه من عدوان وإجرام.
ولو افترضنا أن نظامًا سياسيًا أراد أن ينتهج الطريق القويم، فإن ذلك مشروط بمعاداة اليهود، وإلا فإنه سيبقى في خانة الاتهام حتى يعلن موقفه منهم. لذا، فإن عقيدة البراءة في الإسلام واجبة وعلنية. يجب على كل مسلم أن يجاهر بعدائه لليهود، لأن ذلك يبعد النفاق ويقربه إلى الإسلام. ولا خير في من يتحرج أو يتخاذل عن البراءة منهم.
وكم كان السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- محقًا وعظيمًا حين تبنى شعار البراءة من اليهود، وأعلن للأمة مسارًا صحيحًا لمواجهة الخبث اليهودي، وطريقًا مختصرًا للنصر. بهذه الطريقة، وضع الجميع في زاوية حرجة: إما البراءة أو العمالة. وقد تجلت مصاديق الصرخة بشكلٍ كبير في الواقع، وفضحت الأيام أعداء المسيرة وأثبتت أن اليهود بالولاء والفعل. لولا الصرخة لاستمروا في مزاعمهم السياسية المتاجرة بالدين وثوابت الأمة كافة.
ولولا الصرخة أيضًا، لما خسرت الأطراف العميلة المعركة وسقطت أخلاقيًا أمام الشعب اليمني. وها هي اليوم تستجدي النصرة من العدو الصهيوني الذي خذلها في الكثير من المواقف، وكانت ستضطر إلى ذلك لولا التزام الشعب اليمني بمنهج البراءة من اليهود وإعلان معاداتهم في كل جمعةٍ واجتماع.
* المقال يعبر عن رأي الكاتب
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
من لوكربي إلى سوق الجمعة: رحلة الأمين افحيمة من الاتهام إلى البراءة
تقرير: الحياة بعد البراءة.. تفاصيل عودة الأمين خليفة افحيمة إلى وطنه بعد قضية لوكربي
رصد حياة افحيمة بعد تبرئته
ليبيا – تناول تقرير إخباري أميركي نشره موقع “سبورتسكيدا” حياة المواطن الليبي الأمين خليفة افحيمة، المتهم الثاني في قضية “تفجير لوكربي”، بعد تبرئة ساحته من القضاء الأسكتلندي وعودته إلى وطنه. التقرير الذي ترجمته صحيفة “المرصد” ركّز على المحطات الرئيسية في حياة افحيمة، بدءًا من اتهامه بالضلوع في التفجير، وصولًا إلى براءته وإقامته الحالية.
من الاتهام إلى البراءة
اتهم افحيمة، الذي كان يعمل في وكالة الخطوط الجوية الليبية بمطار لوكا الدولي في مالطا، بالضلوع في تفجير طائرة “بان آم الرحلة 103″، الذي أودى بحياة 270 شخصًا في مدينة لوكربي الأسكتلندية. تم محاكمته في هولندا أمام لجنة من القضاة الأسكتلنديين، ولكن ثبتت براءته بعد تقديم أدلة تؤكد وجوده في السويد وقت وقوع الحادث. عاد افحيمة إلى منزله في منطقة سوق الجمعة بطرابلس في فبراير 2001، حيث يعيش حتى اليوم مع أسرته.
استجوابات ومزاعم مثيرة
أشار التقرير إلى استجواب افحيمة بجانب عبد الباسط المقرحي، المواطن الليبي الآخر المتهم في القضية، حيث وُجّهت له اتهامات بناءً على شهادة عبد المجيد جعاكة، عميل وكالة الاستخبارات الأميركية “سي آي أي”، الذي ادعى ارتباطه بملف القنبلة المستخدمة في التفجير. كما وردت مزاعم عن تقديم افحيمة بطاقات طيران إلى مالطا للمقرحي قبل 6 أيام من التفجير، وهو ما أثار محاولات لاحقة لإعادة فتح القضية.
وفي 31 يناير 2001 صدر الحكم في 82 صفحة بعد 12 سنة وقعت المرافعات فيها في 85 يوما، وتم الاستماع إلى 230 شاهدًا، وبلغت الوثائق المعروضة أمام المحكمة 10 آلاف صفحة. وفي هذا الحكم تمت تبرئة الأمين فحيمة وسجن المقرحي سجنًا مؤبدًا.
تحديات ما بعد التبرئة
كشف التقرير عن المعاناة التي واجهها افحيمة بعد فقدانه لوظيفته في مالطا واضطراره لبيع مزرعته لإعالة أسرته. كما أشار إلى استيائه من قلة الدعم الذي حصل عليه من العقيد الراحل معمر القذافي، رغم إعلان الأخير براءته من “تفجير لوكربي” واستقباله له فور عودته إلى ليبيا.
ترجمة المرصد – خاص