تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في المناظر الطبيعية التي مزقتها الحرب في السودان، حيث أصبح الموت والدمار هو القاعدة، تتكشف مشاهد مروعة يوميًا. إن دفن محمد عبد السلام، وهو عامل بناء معروف باسم "بندوق"، إلى جانب طفل يبلغ من العمر شهرين في مقبرة أحمد شافي بأم درمان، يجسد الواقع القاتم لأمة على حافة الهاوية.

كان وزن عبد السلام، الذي تعرض للتعذيب والتجويع في سجن قوات الدعم السريع، انخفض بشدة قبل وفاته، مما جعله رمزًا للمعاناة الإنسانية العميقة في هذه الحرب التي تم تجاهلها.
منذ اندلاع الحرب في أبريل ٢٠٢٣، عانى السودان من دمار غير مسبوق. لقد أدت الحرب إلى مقتل ١٥٠ ألف شخص، ونزوح ١١ مليون شخص، وترك ٢٦ مليون شخص في حاجة ماسة إلى المساعدات.
ومع ذلك، كان رد الفعل الدولي خافتًا بشكل صادم. فقد أعرب الدكتور جمال الطيب محمد، مدير مستشفى النو في أم درمان، عن الغضب واليأس الذي يشعر به العديد من السودانيين. وقال: "لا أعتقد أن المجتمع الدولي يهتم"، مسلطًا الضوء على تدمير ٧٠٪ من المرافق الطبية في البلاد وانهيار إنتاجها الدوائي.


الخسائر الإنسانية


في المستشفيات التي تكافح من أجل العمل، فإن المعاناة ملموسة. لا يرحم إطلاق النار أحدًا صغيرًا كان أو كبيرًا. في مستشفى النو، ترقد غيثا البالغة من العمر ست سنوات مصابة، كما قُتل شقيقها بقصف قوات الدعم السريع. قصص مثل قصتها شائعة بشكل مأساوي.
في غضون ذلك، دفع نقص الغذاء البلاد نحو المجاعة، حيث تأثر بالفعل ٥٠٠ ألف شخص في شمال دارفور. ولا يزال نداء الأمم المتحدة للحصول على مساعدات بقيمة ٢.٧ مليار دولار غير ممول بشكل كافٍ، حيث لم يتلق سوى ٥٧٪ من الأموال اللازمة بحلول نهاية عام ٢٠٢٤.


نسيج الأمة يتفكك


لم يدمر الصراع في السودان بنيته التحتية فحسب، بل أدى أيضًا إلى تعميق أزمته الإنسانية. وقد دفعت هذه الأزمة المبعوث الأمريكي الخاص توم بيرييلو إلى التحذير من انحدار السودان إلى دولة منقسمة أو فاشلة.
في أم درمان، أصبح كبير المتعهدين عابدين ديرما رمزًا قاتمًا للصمود. بعد أن كان يدفن شخصين إلى ثلاثة أشخاص يوميًا، يشرف الآن على ١٥ إلى ٥٠ دفنًا يوميًا. "إن هذه الحرب تقتل الناس بالآلاف، بطرق مختلفة كثيرة"، حسبما قال وهو يقف بين القبور المحفورة حديثًا.
يعكس عمل ديرما الضرورة المروعة لإيجاد الرحمة في الموت. غالبًا ما يتم دفن الأطفال مع البالغين، مما يوفر رفقة رمزية في الحياة الآخرة. وقد توسعت المقبرة نفسها ثلاثة أضعاف، وامتدت إلى مواقف السيارات السابقة وجوانب الطرق.


نظرة قاتمة


لا تظهر الحرب أي علامات على التراجع. أفادت كلية لندن للصحة والطب الاستوائي بزيادة بنسبة ٥٠٪ في معدلات الوفيات في ولاية الخرطوم منذ بدء الحرب، مع عدم تسجيل ٩٠٪ من الوفيات. وعلى الرغم من تجاوز المساعدات الأمريكية ٢ مليار دولار والتزام المملكة المتحدة بزيادة المساعدات، فإن الاستجابة تتضاءل مقارنة بحجم الأزمة.
إن حرب السودان مأساة ذات أبعاد ملحمية تم تهميشها إلى هامش الاهتمام العالمي. ومع استمرار قصف القذائف وتشديد الجوع قبضته، فإن تقاعس المجتمع الدولي يحتاج إلى مجلدات. وعلى حد تعبير الدكتور محمد، "إن الفقراء والضعفاء يخسرون كل شيء. وكل شيء حولنا يتعرض للتدمير".

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الحرب السودان حرب السودان أحداث السودان

إقرأ أيضاً:

مدبولي يستقبل رئيسة الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

استقبل الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم الثلاثاء، كيت فوربس، رئيسة الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر، وذلك بحضور الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، والسفير محمد منير، نائب مساعد وزير الخارجية للشئون الإنسانية الدولية.

وفي مستهل اللقاء، رحّب رئيس الوزراء بـ كيت فوربس، والوفد المرافق لها، مُعربًا عن تقديره للشراكة المهمة التي تجمع مصر مع الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر في تقديم المساعدات الإنسانية.

وأعرب الدكتور مصطفى مدبولي عن حرص مصر على استمرار التعاون مع الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر، أكبر شبكة للمنظمات الإنسانية، والتي تضم أكثر من 190 جمعية وطنية في العالم و16 مليون متطوع.

وفي غضون ذلك، أعرب رئيس الوزراء عن تطلعه إلى التعاون مع الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر في خطة التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة التي اعتمدتها القمة العربية التي استضافتها القاهرة مؤخرًا.

وأضاف رئيس الوزراء أن مصر ستظل ملتزمة بتوفير المساعدات اللازمة لسكان قطاع غزة، مُعربًا عن أسفه للممارسات الإسرائيلية التي تمنع دخول المساعدات، قائلًا: إن سكان قطاع غزة في أمس الحاجة الآن لهذه المساعدات في ظل نقص احتياجاتهم الأساسية، لاسيما خلال شهر رمضان الكريم.

وتابع الدكتور مصطفى مدبولي أنه رغم التحديات التي يفرضها الجانب الإسرائيلي بإغلاق المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، تمكنت مصر من إدخال أكثر من 7 آلاف شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة منذ بدء اتفاق وقف إطلاق النار في 19 يناير الماضي وحتى 2 مارس 2025؛ علماً بأن 70% من هذه المساعدات جاءت من مصر منذ بداية الأزمة في أكتوبر 2023.

وأعرب رئيس الوزراء عن تطلعه إلى مشاركة شبكة الجمعيات التابعة للاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر في تنفيذ خطة التعافي المبكر وإعادة الإعمار، أخذاً في الاعتبار أن مرحلة التعافي المبكر ستمتد خلال الأشهر الستة الأولى من الخطة.

وتطرق الدكتور مصطفى مدبولي إلى جهود مصر في استقبال الأشقاء السودانيين وتوفير ظروف معيشية لائقة لهم، مشيرًا إلى أن الهلال الأحمر المصري أنشأ 5 نقاط خدمة إنسانية على طول الحدود مع السودان والطرق المؤدية إلى القاهرة.

كما تحدث عن الأوضاع الإنسانية في سوريا، مؤكدًا حرص مصر على سيادة سوريا ووحدتها وأمنها واستقرارها.

بدورها، أعربت  كيت فوربس، رئيسة الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر، عن تقديرها للتعاون القائم بين الاتحاد والحكومة المصرية على مدار الأعوام الماضية.

وقالت "فوربس" إن مصر لعبت الدور الأبرز فيما يتعلق بإدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، مشيرة إلى أن أنها تطرقت إلى هذا الأمر خلال لقائها بالأمس مع كل من الدكتور بدر عبدالعاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين في الخارج، والدكتورة/ مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي.

وأشارت إلى أن الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر يتطلع إلى التعاون مع مصر في الشق الإنساني بخطة التعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، معربة عن تطلع الاتحاد الدولي إلى زيادة التعاون مع مصر من خلال توسيع أنشطته إقليمياً انطلاقاً من مصر.

كما أشادت  كيت فوربس بالدور المصري المهم لدعم السودانيين في الأزمة التي تواجه بلادهم حاليًا.

وخلال اللقاء، أعربت الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، عن شكرها وتقديرها للدعم الكبير الذي يقدمه رئيس الوزراء لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وتوجيهه بإزالة أي تحديات تواجه عملية نقل هذه المساعدات إلى معبر رفح، وفقاً لتوجيهات رئيس الجمهورية في هذا الصدد، معربة عن تطلعها إلى التعاون مع الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر في الشق الإنساني بخطة التعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • اليونيسيف تحذر من كارثة إنسانية بسبب تفاقم معاناة أطفال الروهينجا
  • الإمارات تنفذ مبادرة إنسانية لدعم قطاع التعليم في غزة
  • مصر: قطع الكهرباء عن قطاع غزة خرق جديد للقانون الدولي الإنساني
  • مدبولي يستقبل رئيسة الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر
  • نتيجة الحرب .. 300 مليون دولاراً أضرار وخسائر جامعة الجزيرة وسط السودان
  • الصليب والهلال الأحمر: قرارات الاحتلال تدفع بقطاع غزة إلى حالة طوارئ إنسانية حادة
  • كارثة إنسانية.. انتشال جثث 15 مهاجراً غرقوا قبالة السواحل اليمنية
  • كارثة كبرى تلوح في الأفق بعد تحرك أكبر جبل جليدي في العالم (صور)
  • قطاع غزة المُحاصر يعيش أسوأ كارثة إنسانية مع تعثر دخول المساعدات
  • كارثة تلوح في الأفق .. تحرك أكبر جبل جليدي في العالم A23a يثير المخاوف