خلال الساعات القليلة شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم في أعمال القمة الثلاثية العاشرة بين مصر وقبرص واليونان التي عُقدت في قصر الاتحادية بالقاهرة، حيث صدر إعلان مشترك يعكس التزام الدول الثلاث بالعمل المشترك لتعزيز السلام والاستقرار والتنمية المستدامة في منطقة المتوسط والشرق الأوسط.

وأكد الإعلان أهمية احترام السيادة الإقليمية وحل النزاعات وفقًا للقانون الدولي، مع الدعوة لتبني حل الدولتين لإنهاء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

كما شدد البيان على ضرورة احترام سيادة سوريا وإطلاق عملية سياسية شاملة دون تدخل أجنبي.

وأشاد قادة قبرص واليونان بجهود مصر في إدارة الأزمات الإقليمية، مؤكدين أهمية التعاون الثلاثي لتحقيق الأمن والازدهار الاقتصادي للمنطقة.

دلالات القمة

قال الدكتور محمد عبد العظيم الشيمي، أستاذ العلاقات الدولية، إن أن القمة الثلاثية التي تجمع بين مصر واليونان وقبرص تعكس تحالفًا استراتيجيًا يهدف إلى مواجهة التحديات المشتركة في منطقة شرق المتوسط.

أضاف الشيمي في تصريحات خاصة لـ "الفجر" أن هذه القمم، التي بدأت منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم، تمثل إطارًا مهمًا لتنسيق الرؤى وتعزيز التعاون بين الدول الثلاث في مختلف المجالات مشيرًا  إلى أن مصر تسعى من خلال هذه القمم إلى تأسيس تحالف استراتيجي لا يقتصر على القضايا الطاقوية فقط، بل يمتد ليشمل أبعادًا استراتيجية أوسع.

كما أكد أن هذا التحالف يهدف إلى التصدي لمشاريع الهيمنة الإقليمية التي تنفذها بعض القوى، مثل تركيا بمشروعها التوسعي في شرق المتوسط، وإسرائيل التي تعمل على إعادة تشكيل المنطقة عبر سياسات استيطانية وهيمنة استراتيجية لافتًا إلى أن الدول الثلاث تواجه تحديات مشتركة، لا سيما في ظل الظروف الاقتصادية العالمية، موضحًا أن هناك اهتمامًا مشتركًا بقضايا الغاز والطاقة، خاصة مع تداعيات الحرب الروسية-الأوكرانية، والتي أظهرت أهمية تنويع مصادر الطاقة والعمل على استقرار الإمدادات.

وأشار إلى أن توقف ضخ الغاز الروسي إلى أوروبا ألقى بظلاله على أهمية تعزيز التعاون في مجال الطاقة بين مصر واليونان وقبرص، بما يحقق الاستفادة المثلى من موارد الغاز في شرق المتوسط، مؤكدًا أن القمة تعكس رؤية مصرية واضحة تهدف إلى تهدئة الأوضاع في المنطقة وتعزيز الاستقرار كركيزة أساسية للتعاون.

نوه بـ أن مصر تسعي إلى قيادة الجهود المشتركة للتعامل مع التحركات الإقليمية المختلفة، سواء من الجانب التركي أو الإسرائيلي، والعمل على تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة البحر الأحمر وشرق المتوسط.

واختتم أستاذ العلاقات الدولية أن استمرار هذه القمم يعكس أهمية التعاون المشترك بين الدول الثلاث لمواجهة التحديات الاقتصادية والاستراتيجية، بما يضمن تحقيق مصالح شعوب المنطقة واستقرارها على المدى الطويل.

الطاقة والتعاون الاقتصادي 

من جانبه أوضح  عمرو حسين المحلل السياسي، أن العلاقات المصرية-اليونانية-القبرصية شهدت تطورًا غير مسبوق في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث تم ترسيم الحدود البحرية بين الدول الثلاث، مما انعكس إيجابًا على اقتصاداتها وجعلها مراكز رئيسية للطاقة في منطقة شرق المتوسط.

أضاف حسين في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن القمة الثلاثية التي تعقد اليوم في القاهرة، والتي تجمع الرئيس السيسي مع رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس، ورئيس قبرص نيكوس خريستودوليديس، تُعد من القمم الهامة التي ستشهد توقيع عدة اتفاقيات تعزز التعاون المشترك بين الدول الثلاث.

أكمل حديثه قائلا:" أن الشراكة بين الدول الثلاث أسفرت عن مبادرات استراتيجية تربط بين أوروبا وإفريقيا، من أبرزها مشروع الربط الكهربائي الذي يهدف إلى إنشاء كابل بحري يربط شبكات الكهرباء بين مصر وقبرص واليونان ويمتد هذا الكابل على مسافة 1396 كيلومترًا وبسعة إجمالية تبلغ 2000 ميجاوات، ليعمل كقناة حيوية لتبادل الطاقة بين القارتين".

وأكد أن التعاون المصري-اليوناني يشمل أيضًا مشروع "GREGY" الذي يهدف إلى إنشاء كابل بحري بقدرة 3000 ميجاوات ويمتد لمسافة تقارب 950 كيلومترًا، مما يسهل تبادل الطاقة الخضراء بين البلدين ويعزز من كفاءة استخدام الطاقة وتكلفتها.

أشار إلى أن تلك القمة تسلط الضوء على الأهمية الاقتصادية والاستراتيجية للعلاقات الثلاثية، حيث تُعد مصر واليونان وقبرص محاور أساسية للتعاون في مجال الطاقة والبنية التحتية، بما يعزز من مكانتها كمراكز إقليمية للطاقة ويدعم استقرار المنطقة.

واختتم المحلل السياسي حديثه بأن هذه الشراكة تمثل نموذجًا للتعاون الإقليمي الذي يعزز من التكامل الاقتصادي والتنمية المستدامة، ويؤكد التزام الدول الثلاث بمواجهة التحديات المشتركة واستغلال الفرص المتاحة لتحقيق مستقبل أفضل لشعوبها.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: دلالات القمة المصرية القبرصية اليونانية القمة المصرية القبرصية اليونانية السيسي مصر قبرص اليونان بین الدول الثلاث شرق المتوسط یهدف إلى فی منطقة بین مصر إلى أن

إقرأ أيضاً:

تعاون أكاديمي بين جامعة السويس المصرية والسودان

استقبل الدكتور أشرف حنيجل، رئيس جامعة السويس، اليوم الأربعاء، وفد السفارة السودانية بالقاهرة برئاسة السفير عمر الفاروق، نائب السفير السوداني، بهدف متابعة مسئولي السفارة لأوضاع الطلاب السودانيين في جامعة السويس والاطمئنان على أحوالهم الأكاديمية والمعيشية.
جاء ذلك بحضور الدكتور أعصم حسن علي، المستشار الثقافي للسفارة، والدكتور عز الدين حسيني جاد، القائم بعمل نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب.

وأكد رئيس الجامعة، عمق العلاقات التاريخية بين مصر والسودان، مشيرًا إلى أن الطلاب السودانيين لا يعتبرون ضيوفًا، بل هم في بلدهم الثاني، مصر، مؤكدا حرص الجامعة على مد جسور التعاون مع الأشقاء من مختلف الدول العربية، وضرورة توطيد العلاقات مع كافة الأشقاء في مختلف المجالات لاسيما المجالات الأكاديمية.

واستعرض حنيجل، البرامج الأكاديمية التي تقدمها الجامعة، والتي تهدف إلى مواكبة متطلبات سوق العمل وتناسب مختلف الثقافات والدول في المحيط الإقليمي، مؤكدا استعداد الجامعة لمزيد من التعاون مع مختلف المؤسسات الأكاديمية في السودان، وذلك وفقا للاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، التي تشجع على الانفتاح على مختلف الثقافات والمؤسسات البحثية والأكاديمية في شتى الدول.

المصري
/  

مقالات مشابهة

  • وزير الاتصالات يشارك في قمة "العمل في مجال الذكاء الاصطناعي" بباريس
  • خبراء يؤكدون على أهمية تكامل السياسات الاقتصادية لمكافحة التغير المناخي بدول المجلس
  • خبراء يكشفون الوقت المثالي لتناول الغداء وشراب يحمي قلوب مرضى السكري
  • ماذا تعرف عن المحكمة الجنائية الدولية التي عاقبها ترامب؟
  • مقتل 10 جنود في كمين بالنيجر
  • ما هي الخطوة التالية للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا بعد مغادرة ثلاثة أعضاء؟
  • "الأرصاد الجوية" تستقبل وفدا من هيئة الطاقة الذرية المصرية
  • “مجموعة لاهاي” تحرص على معاقبة إسرائيل وحكامها على المجازر التي ترتكبها في حق الشعب الفلسطيني
  • تعاون أكاديمي بين جامعة السويس المصرية والسودان
  • ما هي الدول الأوروبية التي تعاني أكثر من غيرها من مشاكل التركيز والذاكرة؟