خبراء يكشفون دلالات القمة المصرية القبرصية اليونانية
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
خلال الساعات القليلة شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم في أعمال القمة الثلاثية العاشرة بين مصر وقبرص واليونان التي عُقدت في قصر الاتحادية بالقاهرة، حيث صدر إعلان مشترك يعكس التزام الدول الثلاث بالعمل المشترك لتعزيز السلام والاستقرار والتنمية المستدامة في منطقة المتوسط والشرق الأوسط.
وأكد الإعلان أهمية احترام السيادة الإقليمية وحل النزاعات وفقًا للقانون الدولي، مع الدعوة لتبني حل الدولتين لإنهاء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
كما شدد البيان على ضرورة احترام سيادة سوريا وإطلاق عملية سياسية شاملة دون تدخل أجنبي.
وأشاد قادة قبرص واليونان بجهود مصر في إدارة الأزمات الإقليمية، مؤكدين أهمية التعاون الثلاثي لتحقيق الأمن والازدهار الاقتصادي للمنطقة.
دلالات القمةقال الدكتور محمد عبد العظيم الشيمي، أستاذ العلاقات الدولية، إن أن القمة الثلاثية التي تجمع بين مصر واليونان وقبرص تعكس تحالفًا استراتيجيًا يهدف إلى مواجهة التحديات المشتركة في منطقة شرق المتوسط.
أضاف الشيمي في تصريحات خاصة لـ "الفجر" أن هذه القمم، التي بدأت منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم، تمثل إطارًا مهمًا لتنسيق الرؤى وتعزيز التعاون بين الدول الثلاث في مختلف المجالات مشيرًا إلى أن مصر تسعى من خلال هذه القمم إلى تأسيس تحالف استراتيجي لا يقتصر على القضايا الطاقوية فقط، بل يمتد ليشمل أبعادًا استراتيجية أوسع.
كما أكد أن هذا التحالف يهدف إلى التصدي لمشاريع الهيمنة الإقليمية التي تنفذها بعض القوى، مثل تركيا بمشروعها التوسعي في شرق المتوسط، وإسرائيل التي تعمل على إعادة تشكيل المنطقة عبر سياسات استيطانية وهيمنة استراتيجية لافتًا إلى أن الدول الثلاث تواجه تحديات مشتركة، لا سيما في ظل الظروف الاقتصادية العالمية، موضحًا أن هناك اهتمامًا مشتركًا بقضايا الغاز والطاقة، خاصة مع تداعيات الحرب الروسية-الأوكرانية، والتي أظهرت أهمية تنويع مصادر الطاقة والعمل على استقرار الإمدادات.
وأشار إلى أن توقف ضخ الغاز الروسي إلى أوروبا ألقى بظلاله على أهمية تعزيز التعاون في مجال الطاقة بين مصر واليونان وقبرص، بما يحقق الاستفادة المثلى من موارد الغاز في شرق المتوسط، مؤكدًا أن القمة تعكس رؤية مصرية واضحة تهدف إلى تهدئة الأوضاع في المنطقة وتعزيز الاستقرار كركيزة أساسية للتعاون.
نوه بـ أن مصر تسعي إلى قيادة الجهود المشتركة للتعامل مع التحركات الإقليمية المختلفة، سواء من الجانب التركي أو الإسرائيلي، والعمل على تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة البحر الأحمر وشرق المتوسط.
واختتم أستاذ العلاقات الدولية أن استمرار هذه القمم يعكس أهمية التعاون المشترك بين الدول الثلاث لمواجهة التحديات الاقتصادية والاستراتيجية، بما يضمن تحقيق مصالح شعوب المنطقة واستقرارها على المدى الطويل.
الطاقة والتعاون الاقتصاديمن جانبه أوضح عمرو حسين المحلل السياسي، أن العلاقات المصرية-اليونانية-القبرصية شهدت تطورًا غير مسبوق في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث تم ترسيم الحدود البحرية بين الدول الثلاث، مما انعكس إيجابًا على اقتصاداتها وجعلها مراكز رئيسية للطاقة في منطقة شرق المتوسط.
أضاف حسين في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن القمة الثلاثية التي تعقد اليوم في القاهرة، والتي تجمع الرئيس السيسي مع رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس، ورئيس قبرص نيكوس خريستودوليديس، تُعد من القمم الهامة التي ستشهد توقيع عدة اتفاقيات تعزز التعاون المشترك بين الدول الثلاث.
أكمل حديثه قائلا:" أن الشراكة بين الدول الثلاث أسفرت عن مبادرات استراتيجية تربط بين أوروبا وإفريقيا، من أبرزها مشروع الربط الكهربائي الذي يهدف إلى إنشاء كابل بحري يربط شبكات الكهرباء بين مصر وقبرص واليونان ويمتد هذا الكابل على مسافة 1396 كيلومترًا وبسعة إجمالية تبلغ 2000 ميجاوات، ليعمل كقناة حيوية لتبادل الطاقة بين القارتين".
وأكد أن التعاون المصري-اليوناني يشمل أيضًا مشروع "GREGY" الذي يهدف إلى إنشاء كابل بحري بقدرة 3000 ميجاوات ويمتد لمسافة تقارب 950 كيلومترًا، مما يسهل تبادل الطاقة الخضراء بين البلدين ويعزز من كفاءة استخدام الطاقة وتكلفتها.
أشار إلى أن تلك القمة تسلط الضوء على الأهمية الاقتصادية والاستراتيجية للعلاقات الثلاثية، حيث تُعد مصر واليونان وقبرص محاور أساسية للتعاون في مجال الطاقة والبنية التحتية، بما يعزز من مكانتها كمراكز إقليمية للطاقة ويدعم استقرار المنطقة.
واختتم المحلل السياسي حديثه بأن هذه الشراكة تمثل نموذجًا للتعاون الإقليمي الذي يعزز من التكامل الاقتصادي والتنمية المستدامة، ويؤكد التزام الدول الثلاث بمواجهة التحديات المشتركة واستغلال الفرص المتاحة لتحقيق مستقبل أفضل لشعوبها.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: دلالات القمة المصرية القبرصية اليونانية القمة المصرية القبرصية اليونانية السيسي مصر قبرص اليونان بین الدول الثلاث شرق المتوسط یهدف إلى فی منطقة بین مصر إلى أن
إقرأ أيضاً:
خبير سياسي يكشف دلالات توقيت القمة المصرية القبرصية اليونانية (فيديو)
قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية، أن القمة الثلاثية المصرية-اليونانية-القبرصية عكست درجة عالية من التوافق بين الدول الثلاث، وهو ما يظهر من خلال اللقاءات المستمرة التي تعزز التعاون الإقليمي والدولي بينها.
الرئيس السيسي: القمة الثلاثية تجسد العلاقات التاريخية بين شعوبنا الاربعاء.. اطلاق القمة الثلاثية للغرف المصرية بمشاركة 270 شركة قبرصية يونانية ومصرية مصر بوابة للقارة الإفريقية والعالم العربيوأضاف الدكتور إكرام بدرالدين، خلال مداخلة هاتفية مع قناة "إكسترا نيوز"، مساء اليوم، أن لكل من مصر، واليونان، وقبرص دورًا استراتيجيًا مميزًا؛ فمصر تُعد بوابة للقارة الإفريقية والعالم العربي، بينما تمثل اليونان وقبرص جسراً للاتحاد الأوروبي.
وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن التعاون بين هذه الدول يحمل أهمية كبرى على المستويين الإقليمي والدولي، حيث تناولت القمة العديد من القضايا ذات الأبعاد السياسية والاقتصادية، مما يعكس حرص الأطراف الثلاثة على تعزيز الشراكات والتنسيق في مختلف المجالات.
ورحب الرئيس عبدالفتاح السيسي برئيس قبرص ورئيس وزراء اليونان في مصر في القمة العاشرة للآلية الثالثة بين مصر واليونان وقبرص، متابعًا: “القمة تجسد الروابط القوية التي تجمع بين شعوبنا ودولنا، وأصبحت نموذجا رفيعا في التعاون الإقليمي المتكامل”.
وأضاف “السيسي”، في كلمته خلال قمة مصرية قبرصية يونانية، المُذاع عبر شاشة “إكسترا نيوز”، “لقد أثبتت السنوات الماضية، أن هذه الآلية ليست مجرد أداة لبحث قضايا إقليمية بل شراكة راسخة تهدف إلى تعزيز الاستقرار في منطقتنا التي تعتمد بشكل أساسي على تعاوننا المشترك في مواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية”.
وكان استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، رئيس الوزراء اليوناني "كيرياكوس ميتسوتاكيس"، وذلك على هامش أعمال القمة العاشرة للآلية الثلاثية بين مصر وقبرص واليونان.
وقد صرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الاجتماع قد شهد تأكيد الجانبين على عمق وقوة العلاقات التاريخية التي تربط بين مصر واليونان، واعتزامهما الاستمرار في مسيرة العمل المشترك لتعزيز الشراكة القائمة بينهما.
وأوضح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أنه تم خلال الاجتماع مناقشة سبل تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، ولا سيما في المجال الاقتصادي، حيث أكد الجانبان على ضرورة تكثيف التعاون في إطار منتدى غاز شرق المتوسط، والعمل على تنفيذ مشروع الربط الكهربائي بين البلدين.
كما تم الاتفاق على أهمية استمرار التعاون في مجالات الهجرة واستقدام العمالة الموسمية، مع التأكيد على ضرورة توسيع نطاق التعاون الثنائي ليشمل كافة المجالات ذات الاهتمام المشترك.