بوابة الوفد:
2025-01-09@10:02:30 GMT

جحيم ترامب وسياسة الضغط

تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT

فى عام 2016، قبل أن يصبح ترامب رئيسًا فى ولايته الأولى، صرح بأن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات حاسمة ضد إيران إذا لم يتم الإفراج عن الرهائن المحتجزين فى إيران. فى ذلك الوقت، كانت التوترات بين الولايات المتحدة وإيران قد تصاعدت بشكل كبير، وكان ترامب يتبنى سياسة الضغط ضد إيران، خصوصًا فيما يتعلق ببرنامجها النووى.

وقد تضمنت تصريحاته تهديدًا مباشرًا بإمكانية أن يتحول الشرق الأوسط إلى جحيم إذا لم تفرج إيران عن الرهائن.

تصريحات ترامب كانت جزءًا من استراتيجية الضغط التى استخدمها ضد إيران، والتى شملت أيضًا انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووى الإيرانى فى عام 2018 وهو الاتفاق الذى وقعته إدارة الرئيس أوباما.

سياسة ترامب فى التعامل مع إيران كانت تتسم بالعنفوان، حيث كانت تهديدات الحرب والتصعيد العسكرى حاضرة فى خطابه طوال فترة رئاسته، ولم يكن هذا التصريح الوحيد من نوعه، بل كان يتماشى مع سياسة الضغط القصوى التى كانت تهدف إلى إجبار إيران على التراجع فى عدد من القضايا الإقليمية والدولية.

ومنذ أيام أطلق ترامب وقبيل تنصيبه أيضا أرسل تحذيرًا شديد اللهجة، مؤكدًا «أنه إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه فى 20 يناير 2025، فإن الجحيم سوف يندلع فى الشرق الأوسط».

بالرغم من أن تصريحات ترامب حول تحويل المنطقة إلى «جحيم» فى المرتين قد يكون مبالغًا فيها، إلا أن هذا النوع من الخطابات يعكس أسلوبه الهمجى الغريب فى التعامل مع السياسة الدولية. ترامب اعتاد استخدام أسلوب الاستفزاز والتهديدات العلنية كوسيلة لتحقيق أهدافه السياسية، سواء كانت متعلقة بالرهائن أو بالتحولات الجيوسياسية فى المنطقة، وكأن أحدا لا يجرؤ على معارضته.

لقد تعرضت إسرائيل منذ تأسيسها لانتقادات واسعة من المجتمع الدولى بسبب سياستها تجاه الفلسطينيين وسياسة الاستيطان فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، بما فى ذلك القدس الشرقية، والتى تعد خرقًا لقرارات الأمم المتحدة التى تؤكد أن هذه الأراضى تعتبر أراضى محتلة بحسب القانون الدولى والاستيطان فى الأراضى المحتلة يعتبر غير قانونى، لكن إسرائيل استمرت فى توسيع مستوطناتها فى تحدٍ غريب ومريب على الرغم من الانتقادات الدولية.

وارتكبت إسرائيل جرائم مروعة بحق الفلسطينيين، وانتهاكات لحقوق الإنسان فى الأراضى الفلسطينية، مثل الاعتقالات التعسفية، واستخدام القوة المفرطة ضد المدنيين، وفرض الحصار على غزة، ما أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل كبير. ولم يعاقب أحد دولة الاحتلال ولم يتدخل أحد لوقف هذه الانتهاكات، والسبب هى الولايات المتحدة الحليف الرئيسى لإسرائيل، والتى دائمًا ما تستخدم الفيتو فى مجلس الأمن الدولى لحماية إسرائيل من أى محاسبة دولية.

ليس غريبًا على الولايات المتحدة أن تحمى الكيان الصهيونى من أية مساءلة، فهى الأخرى متهمة بانتهاك العديد من القوانين الدولية، ولعلنا لم ننس التدخل العسكرى فى مناطق مثل العراق وأفغانستان. ثم غزو العراق فى عام 2003، بحجة وجود أسلحة دمار شامل، رغم أن قرارها لم يكن مدعومًا بقرار من مجلس الأمن الدولى، ما جعله يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولى. ورغم أن التحقيقات أثبتت عدم وجود أسلحة دمار شامل، استمرت الولايات المتحدة فى تبرير تدخلاتها العسكرية فى المنطقة.

إن غياب المساءلة القانونية الفعالة للممارسات الإسرائيلية والأمريكية يعزز الفوضى، ويزيد من الاحتقان السياسى ويعمق من الاستقطابات العالمية وتعزيز الأحلاف والمعسكرات المتحفزة لبعضها.

وتبقى تصريحات ترامب بشأن تحويل المنطقة إلى جحيم لو لم يتم الإفراج عن الرهائن مثالًا على سياسة البلطجة والاستعلاء. وتظل القضية الفلسطينية، وصراعات الشرق الأوسط، والتدخلات العسكرية الأمريكية، تمثل تحديات كبيرة للعدالة الدولية التى يفتقرها العالم أو تلك الغابة التى نعيش فيها.

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: هوامش خالد إدريس يصبح ترامب حاسمة الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

ترامب: فرص استثمارية هائلة تنتظر الولايات المتحدة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

استعرض الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، رؤيته المستقبلية للإدارة الجديدة وتوجهاتها الاقتصادية والسياسية.

وأكد أن الولايات المتحدة ستشهد تحولات كبيرة في المناخ الاستثماري، مشيرًا إلى العمل على تعزيز الظروف التي تجعل البلاد وجهة مفضلة للمستثمرين، مع وجود إمكانيات ضخمة لتحقيق النمو الاقتصادي.  

وقال ترامب في تصريحات بمنزله في مار إيه لاجو بولاية فلوريدا، إن هناك  خططًا لمعالجة التحديات المتعلقة بآلية الانتخابات، من خلال تحسين النظام الانتخابي وضمان تحقيق الشفافية الكاملة في العملية الديمقراطية.

وأوضح أن هذه الخطوات تأتي استجابة لرغبة المواطنين في رؤية إصلاحات تعزز الثقة بالنظام السياسي.  

وتحدث الرئيس المنتخب عن الجهود الجارية لتخفيض تكاليف الطاقة، مبينًا أن تحسين الاقتصاد يتطلب تخفيف الأعباء عن الأسر والشركات، مما يعزز الإنتاجية والتنمية.

كما كشف عن مشاريع ضخمة يجري الإعداد لها في مجال الذكاء الاصطناعي، والتي ستُنفذ في عدد من الولايات لتكون بداية لعصر جديد من التقدم التكنولوجي.  

وفيما يخص الوضع الذي ورثته الإدارة الجديدة، وصف ترامب التركة التي تركتها إدارة الرئيس السابق جو بايدن بالصعبة، مع تأكيده على أن فريقه يعمل بجد لإيجاد حلول تتناسب مع حجم التحديات الراهنة.

مقالات مشابهة

  • ترامب يثير الجدل بخريطة توحد الولايات المتحدة مع غرينلاند وكندا
  • وسط ضغوط داخلية وخارجية.. إيران تستعد لمواجهة ترامب بفتح الملفات الشائكة وزيادة تدريباتها العسكرية
  • أستاذ اقتصاد: رغم تباطؤ الاستثمارات العالمية لكنها بمصر مستقرة
  • بعد كندا وجرينلاند.. ترامب يهدد بضم دول أخرى إلى الولايات المتحدة 
  • استفزاز أم مناورة؟..ترامب يرد على ترودو بـ"ضم" كندا إلى الولايات المتحدة
  • تصريح ترامب عن جحيم بالشرق الأوسط إذا لم تسلم حماس الرهائن قبل تنصيبه يشعل تفاعلا
  • ترامب: فرص استثمارية هائلة تنتظر الولايات المتحدة
  • «ترامب»: هناك فرص هائلة للاستثمار في الولايات المتحدة الأمريكية
  • الولايات المتحدة تكشف عن أسلحة سرية كانت مدفونة لعقود