صحيفة الأيام البحرينية:
2024-09-17@04:46:14 GMT

ليلى عبد المجيد.. المرأة الحديدية

تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT

في هذه الحلقة الخامسة من سلسلة علماء الاتصال اكتب فيها عن الشخصية التاسعة من علماء الإعلام والاتصال العرب وهي الدكتورة ليلى عبد المجيد الأستاذ بإعلام القاهرة وعميد الكلية الأسبق، التي اقتربت منها وشرفت بالعمل معها لمدة تزيد عن 15 عاما وزادني شرفا ما ربطني بها وبزوجها الراحل الدكتور محمود علم الدين علاقه وثيقه مدة تزيد على 30 عاما كطالب علم فى مدرستهما الأكاديمية المرموقة ،هي سيدة تستحق بحق لقب المرأة الحديدية، فرغم ممارستها عملها فى الآونة الأخيرة من فوق كرسي متحرك وتقدم السن -اطال الله عمرها- إلا أن عطاءها مستمرا بالقدر نفسه حين كانت في الثلاثينات من عمرها ، لذلك أبهرت لجنة الجودة والاعتماد الدولي الالمانية بـادارتها للجنة الجودة و خبرتها الكبيرة و ودقتها في العمل، إلى أن حصلت كليتها على الاعتمادية الدولية كأول كلية اعلام تنال هذا التقييم المرموق.


ما ان تجلس معها فى مكتبها بالدور الأول بالكلية إلا وتشاهد كرمها العربي يناله الحاضرون جميعهم ،وما من حفل يقام بقسمها الأكاديمي إلا وينتظر الجميع صينية الحلوى المصرية الشهيرة (ام على) التي تتقن صناعتها بيديها ، وما أن تبدأ حوارك معها ، إلا وتسالك عن أحوالك وصحتك واسرتك ، ناهيك عما تتميز به من دبلوماسية التعامل وفكر التسامح، وتواضع العالم وانسانية غير محدودة فى علاقتها بالآخرين .تلك مرتكزات أساسية تلمسها في شخصيتها ، حيث لا تضع توقيعها على رسالة او ورقة الا وترفقه بكلمتين هما ( مع خالص المودة والمحبة ) لانهما سمتان أساسيتان في شخصيتها وهذا هو مفتاحها لقلوب الجميع قدمت د. ليلي تجربة ادارية ناجحة قامت على الاستفادة من خبرة الكبار وتكاملها مع حماس ونشاط الشباب، وهي بينهما كانت رمانة الميزان . ولذلك حين تعمل معها تتعلم منها الكثير وهي نفسها رغم مكانتها لا تخجل من ان تتعلم وتجلس في الصفوف الاولى في الندوات والمؤتمرات تناقش وتتعلم فهذه شيم الكبار يطلبون العلم ولا يرون انفسهم اعلى من الاخرين
لم تتوقف ليلى عبد المجيد عن الإنتاج العلمي، فلا يمر عام إلا وتجد دراسة جديدة او كتاب جديد أو مشاركة في مؤتمر علمي ناهيك عن الإشراف العلمي على الرسائل العلمية للماجستير والدكتوراه، بجانب حرصها على الالتزام الشديد في محاضراتها لطلابها رغم ظروفها الصحية ، لتقدم معنى مختلف للسن هو أنه لا يعني سوى أرقام نعدها وليس مجهود نبذله تخرجت أجيال كثيرة من الإعلاميين والصحفيين على يديها ومن مدرستها الاكاديمية ، فما أن تطأ قدمك اي مؤسسة اعلامية ، إلا وتجد اسمها حاضرا ومقامها عاليا وسيرتها محمودة، من كل العاملين في هذا المجال، وما ان يذكر اسمها إلا وتجد التحية والتقدير وكلمات الثناء والمودة أمانة يحملونك اياها للدكتورة ليلى حين تلتقي بها
بعد توليها منصب وكيل كلية الإعلام لشئون المجتمع بمدة قصيرة ، لفتت الأنظار بنشاطها واخلاصها لعملها ، فكانت كالنحلة في خليتها حركه ونشاط وخدمة للجامعة والمجتمع ، وربطت بحق الجامعة بالمجتمع، شخصيات سياسية ذات مناصب مرموقة دخلت الكلية على يديها ، وإعلاميون وصحفيون كثر من كل البلدان العربية قدموا ليعلموا الطلاب و ينقلون لهم خبراتهم ، ويفتحون لهم أبواب مؤسساتهم الإعلامية للتدريب والعمل ، كل ذلك من خلالها وعلى يديها حيث استطاعت بالفعل ان تربط الجامعة بالمجتمع وسوق العمل . حين تولت عمادة الكلية استطاعت أن تحول الكلية لمؤسسة بحثية كبرى بجانب وظيفتها التعليمية ، ساهمت الكلية من خلالها في حل كثير من مشكلات الإعلام عبر عقد العديد من الاتفاقيات مع كبرى المؤسسات الإعلامية والصحفية التي مولت هذه المشاريع البحثية التي أنجزتها الكلية ، حيث قدمت هذه البحوث نتائج مهمة أمام متخذي القرار الإعلامي الساعين للتطوير تزخر المكتبة الإعلامية بإسهاماتها العلمية المتنوعة ، ما بين دراسات تجاوز عددها الخمسين، ومؤلفات علمية تربو على العشرين مؤلفا ، ارتادت من خلالها كل مجالات العمل الصحفي والاعلامي، ما بين التحرير الصحفي او مناهج البحث او التشريعات الإعلامية واخلاقياتها وقضايا المرأة ، وغيرها من المجالات الإعلامية، حيث أضحى إنتاجها العلمي ركنا اساسيا في اي مكتبة إعلامية عربية ، وكان أهم ما يميز هذا الإنتاج العلمي الرصين هو الاهتمام بالأخلاقيات على القدر نفسه من الاهتمام بالمهنية الإعلامية شكلت هي ورفيق عمرها المغفور له الدكتور علم الدين ثنائيا علميا فريدا، وضع أسس التكامل العلمي لا للتنافس بين الزوجين والدعم لا الهدم ، والمساواة لا إعلاء جنس على آخر، الامر الذي أبهر أبناء جيلهم ،وكان مجال تساؤل على مدى 40 عاما .. هو: من منهما يدعم الآخر ومن منهما له الأسبقية؟ والغريب أن السؤال ظل حائرا في أذهان مردديه الي ان أدركوا السر بعد رحيل زوجها وهو أن كل منهما يكمل الآخر ويدعمه عرفت ليلى عبد المجيد بخطها السياسي المعتدل الداعم للدولة المصرية في كل مراحلها فقد كانت شاهدا على الحراك المجتمعي فى كل مراحله بتياراته الفكرية المتنوعة منذ السبعينات والي الان ، وخلال هذه الرحلة لم تبخل يوما في عطائها لوطنها ، وحرصت دائما ان تكون جنديا فى معسكرات الداخل، تدافع عن وطنها وتحمي ثراه وهويته بأسلوبها الخاص، باستخدام قلمها وعلمها، وتوعية الأجيال الجديدة بالاستنارة والاعتدال والتسامح بعيدا عن أي مغالاة فكرية رغم ظروفها الصحية فما زالت تعمل من فوق كرسيها المتحرك تصعد للدور الخامس في كليه الاعلام وتجوب به أرجاء جامعة القاهرة العريقة ، تقدم لطلابها علمها وتناقش اطروحاتهم العلمية ، لترسم على وجوههم فرحة النجاح وتساعدهم على فتح أبواب جديدة للرزق والمكانة الاجتماعية والوظيفية وتقدم القدوة والمثل للجميع في أن عدم حركة الأرجل لا تعني عدم حركة الذهن او اللسان او العمل أو الانجاز، أطال الله عمر ليلى عبد المجيد ومتعها بموفور الصحة، لكي تستمر في تقديم القدوة للشباب والكبار، بالإيمان بالقدر خيره وشره والصبر على الابتلاء ، وأن الإنسان القوي هو من ينتصر على الظروف ويتحدى عقبات الحياة فهي بحق المرأة الحديدية التي لم تعرف اليأس أو الضعف

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا

إقرأ أيضاً:

أين وصلت مراجعة ساعات العمل بقطاع التعليم التي وعدت بها الوزارة كجزء من الاتفاق؟

أخبارنا المغربية - عبد المومن حاج علي

تُعتبر مراجعة ساعات العمل في قطاع التعليم من بين أهم الملفات التي تضمنها اتفاقا 10 و26 دجنبر 2023، الذي جمع بين وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة والنقابات التعليمية. جاءت هذه النقطة استجابة لمطالب الأساتذة والمعلمين الذين يطالبون بتحسين ظروف عملهم، بما في ذلك مراجعة ساعات العمل، لتتناسب مع متطلبات الجودة التعليمية وظروف التدريس الحديثة.

وكانت تقارير صحفية قد تحدثت بداية شهر أبريل الماضي عن شروع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة في تدارس تعديل ساعات التعلم في المؤسسات التعليمية عبر إجراء دراسة ميدانية استطلاعية في مرحلة أولى، تهم تدبير الزمن المدرسي والإيقاعات المدرسية. تهدف الدراسة إلى رصد مدى ملاءمة وفعالية الزمن المدرسي لاحتياجات وقدرات المتعلمين، وإجراء دراسة مقارنة لنماذج الزمن المدرسي في بعض الأنظمة التربوية المعاصرة، ودراسة سبل مراجعة عدد ساعات الدراسة الأسبوعية للمتعلمين وتقديم مقترحات لملاءمة الزمن المدرسي مع المستجدات التربوية.

وأكدت التقارير، اعتمادًا على وثيقة تقنية اطلعت عليها "أخبارنا"، أن العمل بهذه الدراسة الميدانية سينطلق ابتداءً من منتصف أبريل عبر 4 مراحل تنتهي برفع تقرير الدراسة للوزير الوصي على القطاع قبل متم شهر يونيو الماضي، غير أن الوزارة لم تصدر أي تفاصيل حول الإجراءات المتعلقة بمراجعة ساعات العمل، كما أنها لم تفصح عن نتائج هذه الدراسة.

وشددت وزارة بنموسى في عدة مناسبات على أنها ستعمل بجدية على دراسة هذا الملف بالتشاور مع مختلف الشركاء الاجتماعيين، بما في ذلك النقابات التعليمية التي تمثل الأساتذة والعاملين في القطاع، مع الحرص على خلق توازن بين تحسين ظروف العمل للأساتذة وتلبية متطلبات الجودة في التعليم، بهدف الوصول إلى نظام ساعات عمل يراعي التوازن بين الحياة المهنية والشخصية للعاملين، مع الحفاظ على استمرارية التعليم وتحقيق نتائج تعليمية أفضل.

وأوردت التقارير ذاتها أن الوزارة تفكر بشكل جدي في خفض عدد ساعات العمل الرسمية مع التركيز على تنظيمها بشكل أفضل، مما قد يتطلب إعادة هيكلة الفصول الدراسية وتوزيع الحصص بشكل مرن وأكثر فعالية، وهو ما دفع المكتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم (FNE) للتعبير عن رغبته في تنفيذ خطوات أسرع وأكثر وضوحاً، مع التركيز على أن تكون هذه المراجعة جزءاً من إصلاحات أوسع تشمل تعميم التعويض التكميلي بأثر رجعي منذ 1/1/2024 على أساتذة الابتدائي والإعدادي والأطر المختصة، وصرف التعويض الخاص للمساعدين التربويين المنصوص عليهما في اتفاقي 10 و26 دجنبر 2023، والإفراج عن قرار تقليص ساعات العمل في أسلاك التدريس خاصة أساتذة الابتدائي والإعدادي، وإرجاع الاقتطاعات من أجور المضربين.

وتنص المادة 68 من النظام الأساسي لموظفي وزارة التربية الوطنية على أن مدة التدريس الأسبوعية لأطر التدريس تُحدد بقرار للسلطة الحكومية المكلفة بالتربية الوطنية، وذلك بعد استطلاع رأي اللجنة الدائمة لتجديد وملاءمة المناهج والبرامج، المحدثة طبقاً لأحكام المادة 28 من القانون-الإطار رقم 51.17، فيما يتعلق بمراجعة البرامج والمناهج الدراسية وأثرها على تخفيف الزمن الدراسي والإيقاعات الزمنية. وإلى حين صدور القرار المشار إليه بالجريدة الرسمية، يستمر العمل بمدد التدريس الأسبوعية بمختلف الأسلاك التعليمية، المعتمدة قبل دخول هذا المرسوم حيز التنفيذ.

وينتظر العاملون في قطاع التعليم صدور قرارات رسمية حول هذا الملف، وسط توقعات بأن تكون هناك إعلانات مهمة في هذا الخصوص قريباً، مع بروز عدة أسئلة مفتوحة حول مدى التزام الأطراف بمواصلة الحوار والتفاوض من أجل الوصول إلى حلول ترضي الجميع وتحقق الجودة، وتساهم في تحقيق الاستقرار في قطاع التعليم، الذي يعد من أهم ركائز التنمية في البلاد.

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • لأول مرة.. دراسة ترصد التغيرات التي تطرأ على دماغ المرأة أثناء الحمل
  • "بلدي البريمي" يستعرض تطورات العمل في مشروع السكك الحديدية
  • شرطة دبي تعزز مهارات موظفيها الإعلامية
  • نادية زخاري: المرأة تمثل %50 من العاملين بالبحث العلمي في مصر
  • المرأة الجديدة تناقش سياسات الحماية من العنف بين قانون العمل واتفاقية 190
  • وزيرة البحث العلمي الأسبق: الدولة تقدر المرأة الرائدة في عملها
  • السفارة المصرية في طشقند تنظم ورشة عمل تدريبية للأئمة والدعاة الأوزبك
  • أين وصلت مراجعة ساعات العمل بقطاع التعليم التي وعدت بها الوزارة كجزء من الاتفاق؟
  • الإعلامية مها منصور: أرفض الصداقة بين الجنسين قطعيا في أي مجال..فيديو
  • ما هي الدولة الأوروبية التي تتمتع بأفضل توازن بين العمل والنوم؟