لجريدة عمان:
2025-02-08@19:40:28 GMT

«الشراكة».. الهُوية التي نذهب بها نحو العالم

تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT

«الشراكة».. الهُوية التي نذهب بها نحو العالم

أبرز أمرين في تدشين الهوية الترويجية الموحدة لسلطنة عمان اليوم تمثلا في أن يدشن الهُوية حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- بنفسه؛ وفي ذلك تقدير كبير واهتمام من جلالته بالمشروع والدور المنوط به في رسم صورة ذهنية إيجابية عن سلطنة عمان. وهذا المشروع هو جزء من استراتيجية تم تطويرها لتقود المنظومة الترويجية المتكاملة لسلطنة عمان.

أما الأمر الثاني، وهو لا يقل أهمية عن الأمر الأول، فيتعلق بالمواطنين والمقيمين على أرض سلطنة عُمان أو من صوتوا من خارجها حيث إنهم اختاروا الهُوية التي تشير إلى دلالة «الشراكة» وفي هذا تأكيد جديد على أن العمانيين يحتفون «بالشراكة» مع الآخر ويقدرون العلاقات الاستراتيجية القائمة على فكرة الشراكة المنبثقة من أصولهم الحضارية، ولكن الساعية نحو مستقبل أكثر حداثة ووضوحا. والمثير في الأمر أن يصوت غير العمانيين لهذا الشعار في إشارة إلى الصورة المتشكلة في أذهانهم عن عُمان أنها بلد «الشراكة» وبلد «التسامح» و«تقبل الآخر».. وهذا أمر مبشر بالخير للهُوية نفسها وقبول الآخر لها حيث إن نجاحها بدأ من لحظة التصويت عليها وعلى القائمين على الأمر والمعنيين بموضوع رسم الصورة الذهنية في وعي الآخر عن عُمان أن ينطلقوا من هذا النجاح.

والموضوع برمته متأصل في الثقافة العمانية، فالعمانيون شعب يملك قيم الترابط والاندماج مع شعوب العالم، بل هو شعب قادر على التأثير المقبول في الآخر لأسباب تتعلق بالشخصية والثقافة العمانيتين وأصولهما الحضارية.

وإذا كانت الهوية الجديدة معنية في المقام الأول بالترويج التجاري والاستثماري إلا أن هذا لا يتحقق عبر الخطاب الاقتصادي أو الاستثماري وحده ولكن يتحقق عبر كل الخطابات بما في ذلك الخطاب السياسي والدبلوماسي والثقافي، وهذه الخطابات الأخيرة يمكن أن تنضوي تحت مصطلح «القوة الناعمة» التي شكلها العمانيون عبر قرون طويلة وحان الوقت لتحويلها إلى قيمة مضافة للمسارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

ومن الصعب النظر إلى مشروع الهوية الترويجية الموحدة لسلطنة عُمان في معزل عن جهود كبيرة وعميقة تبذل في سلطنة عمان ليس من أجل بناء صورة ذهنية عن عُمان فقط، ولكن -وهذا مهم جدا- من أجل بناء صورة عُمان الجديدة الدولة الحديثة ولكنها المتمسكة بأصولها الحضارية، الدولة المنفتحة على الآخر ولكن دون أن تنْبتَّ عن قيمها ومبادئها السياسية والثقافية، الدولة الذاهبة لبناء علاقات استراتيجية مع العالم ولكن القائمة في الوقت نفسه على مبدأ الشراكة التي تعود بالنفع على الوطن والمواطنين.

ومع تنامي هذا الجهد وبدء بروزه شامخا فوق السطح بفضل الفكر والجهود التي يقودها حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم بنفسه سيستطيع العالم أن يعيد رسم الصورة الذهنية عن عُمان عبر تجميع الكثير من المقولات والصور والمبادئ والسرديات التاريخية والثقافية والسياسية التي ستشكل مجتمعة الصورة التي هي نحن، والقصة التي هي قصتنا، والسردية التي تمثل أمجاد قرون من العمل الإنساني الحضاري. وحين ذاك، وهو قريب لا شك، سيعرف العالم عُمان الجديدة القادمة من أصولنا الحضارية والذاهبة باطمئنان نحو المستقبل الذي نريده.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: عن ع مان

إقرأ أيضاً:

أسيل ستنحسر.. ولكن استعدوا الأمطار عائدة في هذا الموعد

لا يزال لبنان تحت تأثير العاصفة "أسيل" المصحوبة بكتل هوائية باردة، والتي تحمل معها  أمطارا غزيرة أحيانا، رياحا قوية وانخفاضا ملموسا بدرجات الحرارة و ثلوجا على ارتفاع  800 متر بخاصة شمال البلاد.

وسيخف تأثيرها تدريجيا مع بقاء التقلبات الجوية والبرودة الشديدة بخاصة في المناطق الجبلية والداخلية حتى صباح يوم السبت، فيستقر الطقس نسبيا مع ارتفاع بسيط بدرجات الحرارة.

ومن المتوقع أن يتحول الطقس مجددا الى ماطر اعتبارا من بعد ظهر الأحد.

إلى ذلك أفاد الأب ايلي خنيصر المتخصص بالأحوال الجوية ان الثلوج لامست في كفردبيان على ارتفاع 1950 متر ما يقارب 90 سنتمترا ومع نهاية المنخفض مساء اليوم الجمعة سوف تتراوح التراكمات الثلجية في هذا المكان بين 110 و 135 سنتمترا اي ما بين 1900 و 2300 متر وذلك بسبب كثافة الثلوج المرتقبة اليوم الجمعة.


مقالات مشابهة

  • دار الإفتاء: لا مانع من صيام يوم بعد الآخر من شهر شعبان
  • لا ينقصنا التنفيذ.. ولكن
  • المهدوي: لا أوراق ضغط بيد بريطانيا على الفرقاء الليبيين بل مصالح مشتركة
  • المجتمع المتماسك ركيزة التنمية والنهضة الحضارية في الإمارات
  • التباين والتوازن المجتمعي مع الدكتور مجدي إسحق
  • أسيل ستنحسر.. ولكن استعدوا الأمطار عائدة في هذا الموعد
  • ليفربول يصعق توتنهام ويضرب موعداً مع نيوكاسل
  • مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم الحلقة 3
  • رابطةُ العالم الإسلامي تعزي في ضحايا حادثة إطلاق النار التي وقعت في مدينة أوربرو بمملكة السويد
  • «إذا وعد أخلف».. كيف كشفت القضية الفلسطينية الوجه الآخر لـ ترامب؟!