◄ كهلان الخروصي: كتاب الله يجب أن يتوسط ميادين الحياة بسطًا للعدل وتهذيبًا للطباع

 

مسقط- العُمانية

 

بتكليفٍ سامٍ من حضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المُعظّم- حفظهُ اللهُ ورعاهُ- رعى معالي الدكتور خميس بن سيف الجابري رئيس وحدة متابعة تنفيذ رؤية عُمان 2040، أمس حفل تكريم الفائزين بمسابقة السُّلطان قابوس للقرآن الكريم في دورتها الـ 32 بقاعة المحاضرات في جامع السُّلطان قابوس الأكبر.

وقال راشد بن حميد الدغيشي مدير دائرة الشؤون الثقافية بمركز السُّلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم في كلمة المركز إنّ مسابقة السُّلطان قابوس للقرآن الكريم، منذ انطلاقتها تسير بخطى ثابتة وواثقة، واليوم في نسختها الـ32، تواصل المسابقة تحقيق أهدافها التي أريد لها منذ تأسيسها، مؤكّدًا أنّ ما تلقاه المسابقة من دعم وتوجيه من حضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظهُ اللهُ ورعاهُ- لدليلٌ عناية وحرص على نشر هذا النور الرباني وتشجيع أبناء سلطنة عُمان على حفظه والاستفادة من معينه العذب. وأضاف أنّ عدد المتقدّمين لهذا العام في المسابقة بلغ 1790 متسابقًا ومتسابقة، ويقوم مركز السُّلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم- الجهة المشرفة على هذه المسابقة- بمراجعة سنوية لكل ما يتعلق بالمسابقة والعمل على تجويدها وتذليل كل الصّعاب أمام المتنافسين. وأفاد بأنّ ذلك تمثّل في توسيع مراكز التصفيات الأولية، فقد كانت في بداياتها تُجرى في مركزين اثنين فقط أحدهما في مسقط والآخر في صلالة، ثم أضيفت إليها ثلاثة مراكز، أحدها في صحار والآخر في نزوى والثالث في إبراء، إلى أن وصل عددها إلى 25 مركزًا في مختلف الولايات بمحافظات سلطنة عُمان.

من جانبه ألقى فضيلة الشيخ كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام لسلطنة عُمان كلمة هنّأ فيها الفائزين الذين حازوا شرف حفظ كتاب الله عزّ وجل داعيًا لهم بمزيد من النجاح والعناية بكتاب الله عز وجل حكمًا وفهمًا وتدبرًا. وأعرب فضيلته عن شكره لمركز السُّلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم على قيامه بشأن هذه المسابقة رعاية وإشرافًا وإعدادًا وتدبيرًا وتنظيمًا عامًا بعد عام، وهذه الجهود الطيبة المتضافرة المتكاملة إنما تنعكس من رعاية سامية يوليها حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظّم- حفظه الله ورعاه- للقرآن الكريم في سلطنة عُمان.

وقال فضيلتُه إنّ كتاب الله عز وجل ما أُنزل علينا إلّا أن يتوسط ميادين الحياة بسطًا للعدل وتهذيبًا للطباع والأخلاق وتوضيحًا للرؤية والهدف وإقامة للخلق القويم ورفعًا لمعاني العزة والكرامة والخير والرشد والهدى والنور في هذه البسيطة، وهذه الثلة المباركة من حفظة كتاب الله عز وجل بما انتدبوا أنفسهم إليه إنما يحققون جانبًا من حفظ كتاب الله عز وجل بتواتره المنقول جيلًا بعد جيل فما أحراهم أن يزدلفوا من حفظ تواتره إلى تدبر معانيه وإقامته مثالا حيًّا في واقع حياة الناس.

وأضاف فضيلته: "لأن مجتمعاتنا اليوم في أمسّ الحاجة إلى استلهام معاني النور والحكمة والرشد والخلق القويم وإلى إعادة السلامة إلى هذه الفطر التي ابتليت بما لا يخفى من غلواء الفتن والماديات والشهوات التي يُراد بها أن تُطيح بهذا الإنسان بعيدًا عن الصراط المستقيم ولذلك فإن الانضمام إلى شرف حفظ كتاب الله عز وجل وكلنا ننال من هذا الشرف ولو جزءًا يسيرا يُحتم علينا واجب أن نؤدي رسالة القرآن فينا، وأن نبلغها للعالم أجمع لأن نلتف حول وحي الله تبارك وتعالى حول مقاصده وأحكامه وحكمه وتشريعاته وأن نقدم من كلام الله عز وجل في واقع حياة الناس الحلول لمشكلات التي يواجهونها".

وفي الختام قام معالي الدكتور خميس بن سيف الجابري رئيس وحدة متابعة تنفيذ رؤية عُمان 2040 راعي المناسبة بتكريم الفائزين الثلاثة الأوائل في المستويات السبعة في مسابقة السُّلطان قابوس للقرآن الكريم في دورتها الـ32، إضافة إلى لجنة التحكيم والأسرة القرآنية والمشاركين من الأشخاص ذوي الإعاقة.

يُشار إلى أنّ مسابقة السُّلطان قابوس للقرآن الكريم تهدف إلى حثّ العُمانيين على حفظ القرآن الكريم، والسير وفق منهجه، وعلى هدي تعاليمه، وتربية جيلٍ قرآني حامل لكتاب الله، وإيجاد قارئين مُجيدين للقرآن متقنين لأدائه، وفق ما اصطلح عليه العلماء، إضافة إلى تعزيز حضور سلطنة عُمان في المسابقات القرآنية الدوليّة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

كتاب الإمام راشد بن سعيد في اجتماع كلمة أهل عُمان

شغلت قضية عزل الإمام الصلت بن مالك (237-272هـ) حيزًا واسعًا من تفكير العلماء والفقهاء، وأخذت بذلك بُعدًا آخر عدا السياسة، فكُتِبت حولها السِّيَر وصُنِّفَت الكتب في قالب حجاج كلامي بين فريقين عُرفا بالرستاقية والنزوانية. وتنقل لنا الوثيقة التي نتعرض لها أنه في سنة 443هـ أي بعد نحو 170 سنة من الحادثة اجتمع الإمام راشد بن سعيد اليحمدي (425-445هـ) مع نفر من العلماء بقرية سُونِي، وكتب الإمام ميثاقًا باجتماع الكلمة ورأب الصدع الذي أحدث شرخًا كبيرًا في الوسط العماني بطول تلك السنين، وقد نُقِل نص الميثاق في كتاب بيان الشرع، ونصه:

«قد اجتمَعَتْ بِحَمْدِ الله ومَنِّه كلمةُ أهلِ عُمان على أمرٍ واحد، ودِينٍ قيم، وهو دين الله الذي أرْسَلَ به رسولَه مُحمّدًا صلى الله عليه وسلم. فمنهم مَنْ تولَّى الصلتَ بن مالك رحمه الله، وبَرِئ من موسى بن موسى وراشد بن النظر. ومنهم مَنْ تَوَلَّى الصلتَ بن مالك، وَوَقَفَ عن موسى بن موسى وراشد بن النظر. ومنهم مَنْ تَوَلَّى المسلمين على ولايتهم الصلت بن مالك رحمه الله وبَراءَتِهِمْ من موسى بن موسى وراشد بن النظر. واجتَمَعَ رأيُهم على الدَّينونة بالسؤال فيما يجب عليهم السؤال فيه؛ عند أهل الحق الذين يَرَوْنَ السؤال واجبًا. واجتَمَعَ رأيُهم على أنَّ مَنْ دان بالشك فهو هالِك. وكذلك اتفقوا على أنَّ مَنْ عَلِمَ من مُحْدِثٍ حَدَثًا، وجهل الحكم في حدثه؛ أنَّ عليه السؤال فيه، وإنْ عَلِمَ الحَدَثَ والحُكْمَ فيه كان عليه البراءة منه؛ إذا كان حَدَثُه ذلك مِمَّا تَجِبُ به البراءة من فاعله. والحمدُ لله حَقَّ حمده، وصلى الله على خيرته من خلقه؛ محمد النبي وآله وسلم. وكَتَبَ هذا الإمامُ راشد بن سعيد بخط يده. وكان ذلك بِمَحْضَر: أبِي علي الحسن بن سعيد بن قريش القاضي، وأبي عبدالله مُحمّد بن خالد، وأبي حمزة المختار بن عيسى القاضي، وأبي عبدالله محمّد بن تَمّام، وأبي النظر راشد بن القاسم الوالي. وحَضَرَ أيضًا هذا الكتاب: أبو علي موسى بن أحمد بن محمد بن علي، وأبو الحسن علي بن عمر، وأبو بكر أحمد بن محمد بن أبي بكر. وعُرِضَ هذا الكتابُ على جَمِيعِهِمْ، واتَّفَقُوا عليه، ولَمْ يَختلفوا في شيء فيه، والسَّلام. وكانَ ذلك يوم الخميس؛ لأربعَ عَشْرَةَ ليلةً إن بَقِينَ من شهر شوال، من سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة. وكان ذلك بقرية سُونِي في المنزل الذي يَنزل فيه الإمامُ راشد بن سعيد نصره الله بالحق ونَصرَ الحقَّ به. والحمد لله، وصلى الله على رسوله محمد النبي وآله، وسَلَّمَ تسليمًا».

ولعل هذا الميثاق من بين أبرز مآثر الإمام راشد بن سعيد، وهو من الأئمة المتمكنين في الحكم والسياسة الشرعية، وقد عُثِر في جامع بهلا التاريخي على نقود فضية سَكَّها الإمام راشد بن سعيد من فئتي الدراهم وأسداس الدراهم، ضُرِبت سنة 444هـ، وله آثار وسِيَر وعهود أبرزها «السيرة المضيئة إلى أهل المنصورة من بلاد السند»، وقد نُشِرت عن مركز ذاكرة عمان بتحقيق الباحث سلطان بن مبارك الشيباني، وله أيضًا رسائل أخرى عَرَّف بها محقق السيرة المضيئة في مقدمته.

مقالات مشابهة

  • جلالة السلطان يتلقى شكر خادم الحرمين
  • نوّه بدعم القيادة الرشيدة للقرآن وأهله محافظ وادي الدواسر يكرم أكثر من 280 حافظاً وخاتماً للقرآن الكريم
  • جلالة السلطان يهنئ رئيس وزراء كندا الجديد
  • كتاب الإمام راشد بن سعيد في اجتماع كلمة أهل عُمان
  • المغربي إلياس مهياوي يتوج بجائزة الإمارات الدولية للقرآن الكريم
  • محافظ القليوبية يكرم الفائزين في مسابقة القرآن الكريم.. الأربعاء
  • شيخة الجابري تكتب: المرأة في مسلسلات رمضان
  • كتاب أبي الحواري إلى أبي زياد ومحمد بن مكرم
  • لؤي بن غالب يكرم الفائزين في مسابقة القرآن الكريم بنخل
  • تكريم الفائزين بمسابقة راشد بن محمد آل مكتوم للقرآن لطلبة المدارس