دراسة تزعم أن الفلورايد قد يقلل نسبة الذكاء لدى الأطفال
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
قد يؤثر الفلورايد الذي يُضاف إلى مياه الشرب في بلدان كثيرة، منها الولايات المتحدة، على نسبة الذكاء لدى الأطفال، حسب ما أفادت به دراسة علمية نُشرت الاثنين وبدأت تلقى انتقادات، مما أعاد إحياء جدل علمي وسياسي ساخن في أميركا الشمالية.
والدراسة التي أجراها باحثون من معهد "إن آي إي إتش إس" الحكومي الأميركي، هي عبارة عن تحليل تلوي لـ74 دراسة أجريت في 10 دول، بينها الصين وكندا، وليست الولايات المتحدة ضمن هذه البلدان.
ولاحظت الدراسة انخفاضا في معدل الذكاء لدى الأطفال الذين تعرضوا لمستويات معينة من الفلورايد في المياه الجارية في 54 بلدا.
ويقول معدو الدراسة في بيان تلقته وكالة الصحافة الفرنسية "لكل زيادة بمقدار 1 ملغم/لتر من الفلورايد في البول (…) يُسجل انخفاض بـ1,63 نقطة في معدل الذكاء لدى الأطفال".
وقد شكك عدد من الخبراء في نتيجة هذه الدراسة التي نُشرت في مجلة "جاما بيدياتريكس"، وأشاروا تحديدا إلى ثغرات في المنهجية وأخطاء كبيرة في الدراسات الأساسية.
وأكد آخرون في المقابل أن الدراسة هي "أكثر تحليل تلوي دقيق يُجرى على الإطلاق"، ودعوا إلى "إعادة تقييم المخاطر المحتملة للفلور خلال النمو المبكر للدماغ".
إعلانلكن مع اقتراب تولي دونالد ترامب منصبه رسميا، يخشى بعض العلماء من أن تؤدي الدراسة إلى تراجع ثقة الجمهور بالمؤسسات الصحية، إذ إن ترامب يدعم روبرت كينيدي جونيور (المعارض الشرس لإضافة الفلورايد إلى المياه) لتولي وزارة الصحة.
العتبة التي يُصبح فيها ساماالفلورايد موجود بشكل طبيعي في المياه الجوفية في دول عدة تحديدا، في أفريقيا وآسيا، لكن بتركيزات يمكن أن تتجاوز الحد الصحي الذي توصي به منظمة الصحة العالمية وهو 1,5 ملغم/لتر. وقد يكون وجود الفلورايد في المياه الجارية ناجما عن تلوث صناعي.
ثمة مناطق قليلة في الولايات المتحدة تحتوي مياهها بشكل طبيعي على الفلورايد. ومنذ خمسينيات القرن الماضي، تضيف السلطات الصحية في بقية أنحاء البلاد، مع بعض الاستثناءات، الفلورايد إلى مياهها، مما يساعد على الوقاية من تسوس الأسنان.
وحسب موقع حكومي، يحصل 200 مليون أميركي على مياه مُضاف إليها الفلورايد عام 2022.
ومع أن الجميع يجمعون على خطورة المعدلات العالية من الفلورايد، تنقسم الأوساط العلمية بشأن "العتبة التي تُصبح فيها هذه المادة سامة".
وفي الدراسة، يشير الباحثون -مستندين إلى عدد صغير من الدراسات- إلى أن معدلا أقل من 1,5 ملغم/لتر (الحد الأدنى الذي توصي به منظمة الصحة العالمية) قد يؤثر على معدل الذكاء لدى الأطفال.
ويلفت الأستاذ في معهد أيوا لصحة الفم ستيفن ليفي إلى أن "كل الدراسات تقريبا أُجريت في بيئات تحتوي على ملوثات أخرى"، مشيرا إلى التلوث بالفحم في الصين مثلا.
وتوصلت دراسات أخرى -شملها التحليل- إلى نتائج معاكسة. ولا تزال توجد "ضبابية" بشأن تأثيرات هذا التركيز، حسب معدي التحليل.
ويشير هؤلاء إلى عدم وجود "بيانات كافية" لتحديد إذا ما كان مستوى 0,7 ملغم/لتر، الذي توصي به السلطات الأميركية للفلور المُضاف، يؤثر على معدل الذكاء.
من جهته، يقول ديفيد إيتون، الأستاذ الفخري في جامعة واشنطن والرئيس السابق للجمعية الأميركية لعلم السموم، "ببساطة، ليست هناك بيانات كافية" تتيح تحديدا مؤكدا للعتبة التي يُصبح فيها الفلورايد ساما.
إعلان نجاح عظيمويتفق معدو الدراسة والعلماء الذين قابلتهم وكالة الصحافة الفرنسية على نقطة واحدة: الحاجة إلى إجراء دراسات أخرى لتقييم آثار التركيزات المنخفضة من الفلورايد على التطور المعرفي.
وعلى نطاق أوسع، تتساءل الأوساط العلمية عن الحاجة إلى الاستمرار في إضافة الفلورايد إلى مياه الشرب، وهي ممارسة تتم الإشادة بها على اعتبارها نجاحا عظيما في مجال الصحة العامة.
وبما أن ثمة مصادر أخرى للفلور لا سيما معجون الأسنان، ينبغي إعادة تقييم فوائد هذه الممارسة من خلال دراسة التأثيرات التي لوحظت بعد "وقف إضافة الفلورايد إلى المياه في مناطق عدة"، على قول الباحث في الصحة العامة للأسنان فرناندو هيوغو.
وفي أيلول/سبتمبر، دعا قاضٍ فيدرالي، مستندا على وثيقة وضعها معدو الدراسة، السلطات الأميركية إلى النظر في الموضوع.
يؤكد المدافعون عن إضافة الفلورايد إلى المياه أن هذه الخطوة تساعد في تقليص الفوارق الاجتماعية والاقتصادية، إذ إن السكان الفقراء عاجزون عن رعاية أسنانهم بشكل كاف.
بيد أن منتقدي إضافة الفلورايد يشيرون إلى أن هذه المجتمعات نفسها قد تكون أكثر عرضة لخطر الآثار السلبية للفلورايد مثل انخفاض معدل الذكاء لدى الأطفال.
ويقول ديفيد إيتون إن "التوقف عن إضافة الفلورايد إلى المياه من دون إجراء تقييم واضح للفوائد الحالية، سيكون خطأ فادحا، لأن هذه الخطوة كان لها بلا شك تأثير إيجابي كبير على الصحة العامة في الماضي"، مشددا على أن الدراسة لا تتناول سوى مخاطر الفلورايد.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
دراسة: تناول أوميجا-3 يبطئ الشيخوخة
كشفت دراسة تحليلية أجريت على 777 من كبار السن، أن تناول أوميجا 3 يوميًا يمكن أن يبطئ الشيخوخة البيولوجية بشكل معتدل، حيث أظهرت التدخلات المشتركة أقوى التأثيرات على الشيخوخة والوقاية من الأمراض.
تكشف دراسة حديثة نشرت في مجلة Nature Aging أن أوميجا 3 قد يؤخر الشيخوخة البيولوجية بشكل معتدل عبر عدة ساعات وراثية بما يصل إلى أربعة أشهر.
وتقدم الدراسة أيضًا أدلة تدعم الفوائد الوقائية من الشيخوخة المرتبطة بالتركيبات المضافة من أوميجا 3 وفيتامين د وممارسة التمارين الرياضية.
تعتبر الشيخوخة البيولوجية هي التدهور التدريجي للوظائف الفسيولوجية في الكائنات الحية، وقد أجريت مجموعة كبيرة من الدراسات على الحيوانات والبشر لفهم عملية الشيخوخة وتحديد التدخلات التي تهدف إلى إبطاء الشيخوخة البيولوجية.
وسلطت الدراسات الرصدية والتجارب التجريبية الصغيرة الضوء على فعالية مكملات فيتامين د وأوميجا 3 وممارسة التمارين الرياضية في إبطاء الشيخوخة البيولوجية. ومع ذلك، لا يزال هناك ندرة في التجارب السريرية الأكبر التي تختبر هذه العلاجات بشكل فردي أو مجتمعة على البشر.
وشملت الدراسة 777 مشاركًا سويسريًا من تجربة DO-HEALTH، الذين كانت بيانات مثيلة الحمض النووي لديهم متاحة في بداية التجربة وخلال فترة المتابعة لمدة ثلاث سنوات.
كانت تجربة DO-HEALTH عبارة عن تجربة عشوائية متعددة المراكز مصممة لدعم طول العمر الصحي، وكان هدفها الأساسي هو التحقيق في تأثير مكملات فيتامين د وأوميجا 3 وممارسة الرياضة، إما بشكل فردي أو مجتمعة، على مدى ثلاث سنوات.
واستخدم الباحثون ثلاث ساعات وراثية من الجيل الثاني وساعة وراثية من الجيل الثالث لحساب معدلات الشيخوخة البيولوجية لدى هؤلاء المشاركين، الذين تناولوا 2000 وحدة دولية من فيتامين د يوميا، وتناولوا جراما واحدا من أوميجا 3 يوميا، وشاركوا في برنامج تمارين منزلية لمدة 30 دقيقة ثلاث مرات في الأسبوع، إما بشكل منفصل أو مجتمعة، على مدى فترة التجربة التي استمرت 3 سنوات.
قام الباحثون بتحليل عينات دم مأخوذة من المشاركين لأربع ساعات وراثية ووجدوا أن تناول مكملات أوميجا 3 اليومية يقلل بشكل معتدل من الشيخوخة البيولوجية لثلاث من أصل أربع ساعات بما يصل إلى أربعة أشهر.
وقاموا بالتحكم في المتغيرات المحتملة في التحليل ووجدوا أن هذه التغييرات في مقاييس ميثلة الحمض النووي للشيخوخة البيولوجية لا تعتمد على عمر وجنس ومؤشر كتلة الجسم (BMI) للمشاركين.
جدير بالذكر أنهم وجدوا فوائد إضافية للجمع بين أوميغا 3 وفيتامين د وممارسة التمارين الرياضية من حيث إبطاء الشيخوخة البيولوجية لساعة وراثية واحدة. وعلى وجه التحديد، لاحظوا أن الجمع بين هذه التدخلات الثلاثة له التأثير الأكبر في خفض خطر الإصابة بالسرطان ومنع الضعف على مدى ثلاث سنوات.
توفر دراسة DO-HEALTH Bio-Age هذه أدلة حول تأثير ثلاث تدخلات (أوميغا 3، وفيتامين د، والتمارين الرياضية) على أربعة مقاييس لمثيلة الحمض النووي للجيل التالي من الشيخوخة البيولوجية (الساعات فوق الجينية) على مدى ثلاث سنوات.
توصلت الدراسة إلى تأثير وقائي صغير لمكملات أوميغا 3 في إبطاء الشيخوخة البيولوجية على مدار ثلاث سنوات عبر عدة ساعات وراثية. وعلاوة على ذلك، وجدت الدراسة أن هذه التدخلات الثلاثة مجتمعة لها التأثير الأكبر في الحد من خطر الإصابة بالسرطان ومنع الضعف على مدار ثلاث سنوات.
يشير التأثير الواضح لمكملات أوميغا 3 التي لوحظت في الدراسة إلى استجابة وراثية بارزة ويسلط الضوء على التأثير الوراثي للتدخلات الغذائية على عملية الشيخوخة البيولوجية.
وتوصلت الدراسة إلى أن المشاركين الذين كانت مستويات أوميجا 3 لديهم أقل في البداية أظهروا تحولات وراثية أكبر، مما يشير إلى أن الحالة الغذائية الأساسية قد تعدل مدى الاستجابة الوراثية، وتسلط هذه الملاحظة الضوء على أهمية أوميجا 3 كتدخل مستهدف للتأثير على الشيخوخة البيولوجية.
ومن بين الساعات الجينية التي تم تحليلها، وجدت الدراسة التأثير الأقوى على ساعتين من الجيل الثاني وساعة واحدة من الجيل الثالث، وهو ما يتفق مع دراسات سابقة تبحث في تأثيرات عوامل نمط الحياة على الشيخوخة البيولوجية.
وأكد الباحثون أن أحد القيود الرئيسية للدراسة هو عدم وجود مقياس موحد للشيخوخة البيولوجية وأنهم اختاروا الساعات الجينية الأكثر صحة المتاحة.
ويذكرون أيضًا أن قياسات مثيلة الحمض النووي لا توفر سوى رؤية جزئية للتغيرات البيولوجية المرتبطة بالشيخوخة وتأتي مع بعض القيود التقنية.
المصدر: news-medical.