د. محمد بشاري يكتب: الأخلاق في عملية الإفتاء: تكامل الفقه والقيم
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
تُعَدُّ الفتوى من أهم الأدوات الفقهية في الإسلام، حيث تهدف إلى بيان الحكم الشرعي للمستفتي، سواء كان ذلك بناءً على سؤال محدد أو لتوضيح حكم نازلة مستجدة. يتولى هذه المهمة المفتى، الذي يجب أن يكون عالمًا بالأحكام الشرعية والمستجدات، وقادرًا على استنباط الحكم الشرعي من أدلته وتطبيقه على الواقع. لذلك، تُعتبر الفتوى توقيعًا عن رب العالمين وبيانًا لمراده في أحكام التشريع.
تتطلب عملية الإفتاء مراعاة القيم الأخلاقية لضمان تحقيق العدالة والرحمة والمصلحة العامة. فالأحكام الفقهية ليست مجرد قواعد قانونية جامدة، بل هي وسائل لتحقيق مقاصد الشريعة التي تشمل حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال. وهذه المقاصد لا يمكن تحقيقها إلا من خلال مراعاة القيم الأخلاقية في عملية الإفتاء.
التعليل الأخلاقي للأحكام الفقهية يُعزِّز من فهم المقاصد الشرعية ويُسهِم في تحقيق التوازن بين النصوص الشرعية والواقع المعاصر. فالمقاربة الأخلاقية تُعَدُّ مدخلاً مهمًا لإبراز التكامل والتداخل المعرفي بين الأخلاق والفقه وأصوله، مما يُسهم في تطوير الاجتهاد الفقهي ليواكب المستجدات الحديثة وتعقيداتها.
في ظل التطورات العلمية والتقنية الحديثة، أصبح من الضروري أن يتبنى الاجتهاد الفقهي مقاربة تكاملية تشمل المعرفة الفقهية والعلوم الإنسانية. هذا التكامل يُسهم في ترشيد الاجتهاد وتوجيهه نحو تحقيق المقاصد الشرعية بفعالية، مع مراعاة الأبعاد الأخلاقية في العملية الاجتهادية.
إن التكامل بين الفقه والأخلاق في عملية الإفتاء والاجتهاد يُعزِّز من فعالية الأحكام الشرعية في تحقيق مقاصد الشريعة. مراعاة الأبعاد الأخلاقية في الإفتاء تضمن توافق الفتاوى مع القيم الإسلامية، وتُسهم في بناء مجتمع متوازن يسوده العدل والرحمة. لذا، فإن تعزيز هذا التكامل يُعَدُّ ضرورة ملحة في مواجهة التحديات المعاصرة، لضمان استمرارية الشريعة الإسلامية في تحقيق مصالح العباد في كل زمان ومكان.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الإفتاء المصلحة العامة المزيد عملیة الإفتاء
إقرأ أيضاً:
فريق طبي وتمريضي يجري عملية دقيقة بمراكش لإعادة زرع يد مبتورة
زنقة 20. الرباط
تمكن فريق طبي وتمريضي متعدد التخصصات بمستشفى الرازي التابع للمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش،مؤخرا، من إجراء عملية جراحية دقيقة لإعادة زرع يد مبتورة كللت بالنجاح.
وأفاد بلاغ للمركز، بأن العملية أجريت لرجل يبلغ من العمر 52 سنة تعرض لبتر كامل على مستوى رسغ اليد اليمنى، جراء حادث شغل بواسطة منشار كهربائي.
وأضاف المصدر ذاته، أن هذا التدخل الجراحي المعقد والدقيق استغرق حوالي سبع ساعات من العمل المتواصل، تلاه أكثر من عشرة أيام من المراقبة الطبية الدقيقة لضمان استعادة اليد المبتورة وظائفها وحيويتها.
وأكد البلاغ أن المريض يوجد حاليا في حالة صحية جيدة، ولا يزال يرقد بمصلحة جراحة العظام والمفاصل بمستشفى الرازي، حيث يتلقى العلاجات والرعاية اللازمة، بما في ذلك حصص الترويض الطبي لضمان أفضل تعاف ممكن.
وخلص البلاغ إلى أن هذا الإنجاز يأتي ليعزز سلسلة النجاحات التي يحققها المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، تأكيدا على كفاءة وخبرة أطره الطبية والتمريضية والتقنية، والتزامه بتقديم رعاية صحية متقدمة وفق أعلى المعايير.