كيف تنعكس زيادة الرواتب 400% على معيشة السوريين؟
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
دمشق- قال وزير المالية السوري محمد أبازيد، في تصريحات للجزيرة مطلع الأسبوع، إن الحكومة ستزيد رواتب العديد من موظفي القطاع العام 400% الشهر المقبل بعد استكمال إعادة الهيكلة الإدارية للوزارات لتعزيز الكفاءة والمساءلة.
وقدر أبازيد كلفة زيادة الرواتب بما يربو على 1.65 تريليون ليرة سورية (127 مليون دولار) وستُمول من خزانة الدولة الحالية، ومساعدات إقليمية واستثمارات جديدة، ومن خلال الجهود الرامية إلى فك تجميد الأصول السورية الموجودة حاليا بالخارج.
وتقول الموظفة في المصرف التجاري هنادي ديوب (41 عاما)، إنها سعيدة بهذه الزيادة لأنها جاءت في وقتها كون كل الموظفين بحاجة إليها؛ فالراتب، على ما هو عليه اليوم (نحو 20 دولارا)، غير كاف أبدا لتغطية الاحتياجات الأساسية والضرورية لمعظم السوريين.
وتضيف لـ (الجزيرة نت): "إن تم صرف هذه الزيادة فسنصبح قادرين على تلبية احتياجاتنا الأساسية على الأقل، سواء أكان تأمين المحروقات التي انخفضت أسعارها اليوم، أو تأمين تكاليف العلاج للمرضى. وصحيح أن الزيادة لن تغطي كل شيء لكن من المحتمل أن تتحسن الأمور، والزيادة الحالية جيدة كخطوة أولى".
زيادة رواتب وانخفاض أسعارمن جهته، يقول طارق بارودي، موظف في مرآب محافظة دمشق، إن الزيادة مهما بلغ قدرها فإنها ستكون "حتما أفضل من الوضع السابق"، لكن في الوقت نفسه فإن الزيادة بنسبة 400% لن تكون كافية لتغطية كل الاحتياجات ما لم تنخفض الأسعار بشكل أكبر خاصة الخبز والغاز.
إعلانويتابع الرجل الخمسيني في حديث لـ(الجزيرة نت): "أسرتي تحتاج 3 ملايين ليرة (256 دولارا) شهريا بالحد الأدنى لمصاريف المعيشة، هذا ولم نحسب بعد إيجار المنزل، والطوارئ الصحية، وما نحتاجه من محروقات للتدفئة في ظل انقطاع الكهرباء".
ويضيف: "بالمجمل فإن الراتب السابق لم يكن يسد إلا إيجار الشقة، حتى وأني كنت أضطر إلى دفع 15 ألف ليرة إضافية على راتبي البالغ 330 ألفا لأدفع إيجار الشقة البالغ 345 ألفا (30 دولارا)، ولتأمين ما تبقى من الاحتياجات كنت ألجأ للعمل في دوام مسائي بعد انتهاء دوامي الرسمي".
وتشهد أسعار السلع الأساسية والبضائع في أسواق دمشق وريفها انخفاضا ملحوظا بالتوازي مع تحسن قيمة الليرة السورية أمام الدولار والذي بلغ سعر صرفه، أمس الثلاثاء، 11 ألفا و500 ليرة للدولار الواحد بدلا من 17 ألفا في 7 ديسمبر/كانون الأول الماضي، أي قبل يوم واحد من سقوط النظام السابق.
وسجّل سعر كيلو السكر، على سبيل المثال، 8 آلاف و500 ليرة بدلا من 18 ألفا الشهر الماضي، في حين بلغ سعر كيلو الأرز 18 ألفا بدلا من 30 ألفا، بينما بلغ سعر لتر الزيت النباتي 18 ألفا بدلا من 27 ألفا قبيل سقوط النظام السوري الشهر الماضي.
وانسحب هذا الانخفاض في الأسعار، كذلك، على الخضروات التي سجلت أسعارها تراجعا كبيرا بلغ معه سعر كيلو البطاطا 3 آلاف ليرة بدلا من 12 ألفا، وسعر الطماطم 8 آلاف بدلا من 14 ألفا في مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وفي وقت ارتفع فيه سعر بعض المواد الأساسية، مثل ربطة الخبز التي ارتفع سعرها من ألف ليرة في مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي إلى 4 آلاف ليرة اليوم، وجرة الغاز المنزلي التي كانت تبلغ 28 ألف ليرة (دولارين) وأصبح ثمنها اليوم 215 ألفا (18 دولارا).
سوق تنافسيةوتقول المحاسبة التابعة لوزارة الثقافة أميرة حسن، إنها لمست فرق الأسعار بشكل واضح، وتمكنت من شراء العديد من البضائع الأجنبية المستوردة المنتشرة في الأسواق نظرا لانخفاض أسعارها مقارنة بالمنتجات المحلية.
إعلانوتضيف: "ومع وصول البضائع الأجنبية من ملابس وأدوات كهربائية، أصبح بالإمكان أن نكتسي للشتاء ونشتري المدافئ الكهربائية بأقل التكاليف مقارنة بالماضي، إذ كانت أسعار البضائع في الأسواق خيالية وغير متناسبة إطلاقا مع الرواتب".
ومنذ الأيام الأولى لسقوط نظام بشار الأسد في 8 من ديسمبر/كانون الأول الماضي، انتشرت في ساحات العاصمة وشوارعها وأسواقها البضائع الأجنبية المستوردة من تركيا وعموم الدول الأوروبية لتنتشر في الأسواق بأسعار تنافسية جذبت إليها آلاف السوريين بغرض التبضع، أو بسبب الفضول إذ لم يكن النظام يسمح باستيراد هذه البضائع لأسباب تتعلق بحماية "الصناعة الوطنية" حد تعبير مسؤولين سابقين في النظام.
وأكد باعة في أسواق دمشق ممن التقتهم الجزيرة نت أن دخول البضائع الأجنبية، وانقراض ظاهرة الإتاوات التي كانت تفرضها الحواجز العسكرية للنظام السابق على البضائع، وتحسن سعر صرف الليرة، كلها عوامل انعكست على قيمة البضائع بشكل ملحوظ، إذ انخفضت أسعار معظمها بنسب تتراوح بين 20 و50%.
تمويل الزيادةويرى الخبير الاقتصادي السوري كرم الشعار أن الزيادة كان يجب أن تتم بشكل مدروس وعلى دفعات، أي ألا تكون 4 أضعاف دفعة واحدة، وإنما أن تتم على مرحلتين أو 3؛ وذلك للحد من الآثار التضخمية، وليتمكن الموظف من الاستفادة منها بشكل فعلي.
ويؤيده في هذا الخبير الاقتصادي السوري أيمن عبد النور، الذي اعتبر أن هذه الزيادة بالمفهوم الاقتصادي "كبيرة جدا"، وستؤدي إلى طرح كميات هائلة من النقد والسيولة في السوق ما سيشغّل عجلة الاقتصاد، لكن يؤدي بدوره إلى رفع الأسعار، وزيادة الطلب على بعض المواد المستوردة، وبالتالي انخفاض قيمة الليرة السورية.
وأضاف في حديث لـ(الجزيرة نت): "لذا يجب أن تترافق هذه الزيادة مع سياسة نقدية تقوم على أساس سحب هذا الفائض الاقتصادي، وإيجاد إغراءات محلية داخلية كرفع الفائدة من أجل امتصاص جزء من الفائض في المصارف".
إعلانوحول تمويل الحكومة السورية لهذه الزيادة، يقول الشعار للجزيرة نت، "إن الحكومة حاليا بانتظار وصول الدعم المالي من الخارج؛ لأن الخزانة السورية في الوقت الراهن لا تسمح بتمويل هذه الزيادة من دون أن يكون لها أثر تضخمي كبير، فالحكومة بحاجة إلى نقد أجنبي مكافئ لتغطية زيادة الرواتب، وبالتالي فإن الدعم المالي سيأتي، والمسألة مسألة وقت فحسب".
ولكن عبد النور يعارض الشعار في هذه المسألة، ويشير إلى أن الحكومة لا تملك ما يكفي من النقد أو الأوراق النقدية اللازمة حتى الآن من أجل تسديد هذه الرواتب والمعاشات بهذه النسبة الكبيرة.
من جهته، أشار وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال السورية محمد أبازيد، في تصريحات قبل أيام، إلى أن الزيادة ستُمول من:
خزينة الدولة. مساعدات إقليمية. مشاريع استثمارية. تحرير الأصول السورية المجمدة في الخارج. القطاع الخاصوفيما يتعلق برواتب الموظفين في القطاع الخاص، يؤكد الشعار أنها سترتفع تلقائيا تجاوبا مع الارتفاع في رواتب الموظفين في القطاع العام؛ وذلك "لأننا نتحدث عن سوق عمل واحد".
ويعارض أيمن عبد النور هذا الرأي؛ لأن موظفي القطاع العام يشكلون نحو 30% من الموظفين في عموم سوريا، ومن المحتمل أن ينخفض إلى 25 أو 20% بعد فصل العديد من الموظفين في السلك العسكري والأمني وغيرهما أو تسريحهم، بالتالي سيتناقص عدد الموظفين في القطاع العام مقابل بقاء الجزء الأكبر من الموظفين في القطاع الخاص.
بذلك سيتم الضغط على أرباب العمل من أجل زيادة رواتب موظفيهم، ولذا يعتقد عبد النور أنه من الصعب جدا على القطاع الخاص أن يرفع الرواتب بنسبة 400%، وعليه "سنكون أمام خلل في الأشهر الأولى، وننتظر لنرى كيف سيتم تداركه".
أما عن أثر هذه الزيادة على الاقتصاد ومعيشة السكان، يشير عبد النور إلى أنها ستنعكس بشكل إيجابي على الاقتصاد، وستحرّك عجلته؛ لأنه سيحدث ضخ كتل نقدية كبيرة ستُمكِّن الناس من شراء احتياجاتهم وهذا الشيء إيجابي، وفق قوله.
إعلانلكن، حسب تقدير عبد النور، فإن ذلك قد يؤدي إلى التضخم وزيادة الأسعار، لذا فالأمر يحتاج إلى سياسات نقدية ومالية مرافقة للزيادة حتى يتمكن الناس من الاستفادة الفعلية من هذه الأجور بقيمتها الحقيقة.
وبحسب عبد النور، فإن الأثر الإيجابي لا تحدده الزيادة بل السياسات الأخرى المرافقة لها "بمعنى هل ستتم مثلا زيادة الفوائد في المصارف؟ وهل سيتم إصدار سندات خزينة من أجل امتصاص الفائض المالي؟ وهل سيتم طرح مشاريع؟ وهل ستطرح سوق الأوراق المالية أسهما من أجل سحب جزء من الفائض المالي لدى الأسر؟".
وقال وزير المالية السوري، في تصريحاته قبل أيام، إن هذه الزيادة "خطوة أولى باتجاه الحل الإسعافي للواقع الاقتصادي في سوريا"، مضيفا أن رواتب موظفي القطاع العام عن الشهر الماضي ستصرف هذا الأسبوع.
وتشكل هذه الإجراءات جزءا من إستراتيجية أوسع لحكومة تصريف الأعمال في سوريا لتحقيق الاستقرار في اقتصاد البلاد بعد صراع وعقوبات امتدا لنحو 14 عاما.
وعانت سوريا من أزمة اقتصادية في السنوات الماضية ناجمة عن الصراع والعقوبات الغربية الصارمة، ذلك فضلا عن شح العملة لأسباب من بينها الانهيار المالي، وخسارة حقول النفط في شمال شرق البلاد.
ودفع انخفاض قيمة الليرة السورية الحاد معظم السوريين إلى ما دون خط الفقر في ظل ضعف أجور القطاع العام وانهيار عدد من الصناعات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دیسمبر کانون الأول الماضی الموظفین فی القطاع البضائع الأجنبیة فی القطاع العام القطاع الخاص هذه الزیادة الجزیرة نت فی الأسواق عبد النور بدلا من من أجل
إقرأ أيضاً:
التموين: بدء صرف الزيادة على البطاقات التموينية اليوم الإثنين
بدأت وزارة التموين والتجارة الداخلية صرف الزيادة في الدعم على بطاقات التموين في إطار الحزمة الاجتماعية الجديدة، التي أقرها الرئيس عبدالفتاح السيسي، للمواطنين، اليوم الإثنين 10 رمضان، حيث بدأ الموطنون الحصول على سلع زيادة ضمن مقررات شهر مارس بقيمة 125 جنيها للبطاقة 3 أفراد و250 جنيها للبطاقة 4 أفراد.
وكان وزير المالية، أحمد كجوك، قد أعلن تفاصيل الحزمة الاجتماعية الجديدة والتي تأتي تنفيذًا لتوجيهات الرئيس السيسي، بتوفير دعم استثنائي للمواطنين خلال الشهر الكريم وعيد الفطر، إلى جانب إجراءات دائمة تشمل المعاشات والأجور.
وتواصل وزارة التموين والتجارة الداخلية صرف 30 سلعة بأسعار مخفضة، على البطاقات التموينية في رمضان ضمن مقررات دعم شهر مارس 2025. وفيما يستعرض صدى البلد أسعار السلع التموينية المخفضة على البطاقات التموينية خلال شهر رمضان.
30 جنيهاً للعبوة سعة 800 مللي
سعر المسلى الصناعي في التموين36 جنيهاً للعبوة زنة 800 جرام
سعر السكر المعبأ في التموين12.60 جنيه للكيلوجرام
سعر الدقيق المعبأ في التموين18 جنيهاً للكيلوجرام
سعر المكرونة في التموين- 15.50 جنيه للعبوة زنة 800 جرام
- 7.75 جنيه للعبوة زنة 400 جرام
سعر الفول المعبأ في التموين9 جنيهات للعبوة زنة 500 جرام
سعر العدس المجروش في التموين21 جنيهاً للعبوة زنة 500 جرام
سعر اللبن الجاف في التموين25.50 جنيه للعبوة زنة 125 جرام
سعر الجبنة تتراباك في التموين- 7.50 جنيه للعبوة سعة 250 جرام
- 14 جنيهاً للعبوة سعة 500 جرام
سعر التونة المفتتة في التموين18 جنيهاً للعبوة زنة 140 جرام
سعر ملح الطعام في التموين1.25 جنيه للكيس زنة 300 جرام
سعر الشاي الناعم في التموين5 جنيهات للعبوة زنة 40 جرام
سعر القهوة سريعة الذوبان في التموين4 جنيهات للعبوة زنة 18 جرام
سعر المربى في التموين16 جنيهاً للعبوة زنة 350 جرام
سعر الخل في التموين6 جنيهات للزجاجة سعة 900 مللي
سعر الطحينة البيضاء في التموين3.75 جنيه للظرف زنة 140 جرام
سعر صلصة الطماطم في التموين8 جنيهات للعبوة زنة 300 جرام
سعر مرقة الدجاج في التموين6 جنيهات للعبوة المكونة من 8 مكعبات
سعر بار الحلاوة الطحينية في التموين3 جنيهات للعبوة زنة 40 جرام
سعر البسكويت في التموين- بسكويت تومورو (جميع الأنواع): 3 جنيهات
- بسكويت بوو (جميع الأنواع): 3.75 جنيه
- بسكويت يويوز سادة: 1.50 جنيه
- بسكويت يويوز ويفر (جميع الأنواع): 2.75 جنيه
سعر مسحوق الغسيل في التموين- العادي اليدوي: 16 جنيهاً للعبوة زنة 800 جرام
- الأوتوماتيك: 25 جنيهاً للعبوة زنة 800 جرام
سعر صابون التواليت في التموين7.50 جنيه للقطعة زنة 125 جرام
سعر صابون الغسيل في التموين3 جنيهات للقطعة زنة 125 جرام
سعر سائل غسيل الأواني في التموين3 جنيهات للكيس زنة 80 جرام
تتوفر هذه السلع في جميع المنافذ التموينية والمجمعات الاستهلاكية بمختلف محافظات الجمهورية.
يرجى تحديث بيانات بطاقة التموين لضمان استمرار الحصول على الدعم.