خالد بن حمد الرواحي

في ورقة بحثية نشرت لنا في شهر ديسمبر 2024، بعنوان "دور الحوكمة في تعزيز الشفافية والكفاءة في المؤسسات" في مجلة "أتلانتس" المغربية العلمية المُحكمة، سعينا إلى تسليط الضوء على أهمية الحوكمة في تعزيز الشفافية والمساءلة ورفع الكفاءة في المؤسسات.

وورد في الورقة البحثية أن الحوكمة تُعتبر إحدى الركائز الأساسية لتعزيز الشفافية والكفاءة في المؤسسات، حيث تسهم في تنظيم العلاقات بين الأطراف المختلفة وضمان استخدام الموارد بأعلى قدر من الفعالية لتحقيق الأهداف الاستراتيجية.

يبرز دور الحوكمة من خلال تعزيز معايير المساءلة وتحقيق النزاهة والحد من الفساد الإداري، وهو ما يجعلها عنصرًا حاسمًا في نجاح المؤسسات على المستويات المحلية والدولية. وتُعرّف الحوكمة بأنها مجموعة من القواعد والمعايير التي تهدف إلى توجيه وإدارة المؤسسات بطريقة تضمن تحقيق الأهداف بشفافية وعدالة. ووفقًا للدراسات، تلعب الحوكمة دورًا هامًا في تحسين الأداء المؤسسي من خلال رفع مستوى الشفافية والاعتماد على تقارير مالية دقيقة تُظهر بوضوح الوضع المالي والإداري للمؤسسة. وتشير دراسة الشلفان (2021) إلى أن الحوكمة تمثل إطارًا تنظيميًا شاملاً يُسهم في تعزيز الشفافية المالية وتقليل الفساد الإداري، حيث تمثل الشفافية والمساءلة أساسًا لتحقيق الثقة بين الأطراف المعنية داخل المؤسسة.

وقد أظهرت دراسات دولية عديدة أن الحوكمة تُسهم في تحسين الكفاءة المؤسسية. على سبيل المثال، أكدت دراسة (Armstrong et al., 2016) أن الإفصاح المالي الشفاف يُعزز من مستوى الثقة بين المستثمرين وأصحاب المصلحة، مما يؤدي إلى اتخاذ قرارات مستنيرة وتحقيق نمو اقتصادي مستدام. كما أشارت دراسة (Nguyen & van Dijk, 2012) إلى أن الالتزام بمبادئ الحوكمة يحد من ممارسات الفساد داخل المؤسسات العامة والخاصة. وفي السياق المحلي، أظهرت دراسات أُجريت على البنوك التجارية في المملكة العربية السعودية أن تطبيق معايير الحوكمة أدى إلى تحسين جودة التقارير المالية وزيادة الشفافية، مما ساهم في تعزيز الكفاءة المؤسسية بشكل عام. (شحور وتكرورت، 2021) ويُعد الفساد الإداري من أكبر التحديات التي تواجه المؤسسات في سعيها لتحقيق الكفاءة والشفافية. وقد أثبتت الدراسات أن تطبيق معايير الحوكمة يُسهم بشكل كبير في مكافحة هذه الظاهرة. فعلى سبيل المثال، وجدت دراسة (Kim, 2023) أن الحوكمة تُعزز من المساءلة والشفافية في العمليات المالية والإدارية، مما يحد من إساءة استخدام السلطة ويضمن توزيعًا عادلًا للموارد.

وعلى الرغم من الفوائد الواضحة للحوكمة، إلا أنَّ هناك تحديات تواجه تطبيقها، أبرزها نقص الوعي بأهميتها، وضعف الأنظمة الرقابية، وصعوبة تحقيق التوازن بين مصالح الأطراف المختلفة. وتشير الدراسات إلى ضرورة توفير برامج تدريبية تُعزز من فهم العاملين لمبادئ الحوكمة وآليات تنفيذها. كما أن تبني التكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي يمكن أن يُسهم في تحسين آليات الحوكمة وزيادة كفاءتها. ولتعزيز دور الحوكمة في المؤسسات، توصي الدراسات بتعزيز الشفافية والإفصاح المالي من خلال تقديم تقارير مالية دقيقة ومنتظمة تُظهر كافة التفاصيل المتعلقة بالأداء المالي. بالإضافة إلى ذلك، يجب تفعيل نظم المساءلة عبر وضع آليات رقابية صارمة لضمان التزام الإدارات بمعايير الحوكمة. كما يجب تطوير القدرات البشرية من خلال توفير برامج تدريبية لتعزيز فهم العاملين لمبادئ الحوكمة وآليات تنفيذها. ولا يمكن إغفال دور التكنولوجيا الحديثة التي تسهم الأدوات التكنولوجية مثل أنظمة إدارة البيانات والذكاء الاصطناعي في تعزيز الشفافية وتحسين الكفاءة.

وعليه فإنَّ الحوكمة تُعد وسيلة فعّالة لتحقيق الشفافية والكفاءة في المؤسسات. إنها ليست مجرد إطار تنظيمي؛ بل نهج شامل يُسهم في تحقيق التنمية المستدامة، وتقليل الفساد، وبناء الثقة بين الأطراف المعنية. ومع تصاعد التحديات الاقتصادية والإدارية في العالم، تزداد الحاجة إلى تطبيق معايير الحوكمة بفعالية لضمان تحقيق الأهداف المؤسسية بأقل تكلفة وأعلى جودة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

حمدان بن محمد: شراكة دبي مع القطاع الخاص راسخة وفي ازدهار لارتكازها على قاعدة صلبة من الشفافية والثقة المتبادلة

 

 

دبي – الوطن:
أكد سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، أن الشراكة المتينة التي طالما جمعت بين دبي والقطاع الخاص الذي وجد فيها الشريك الأمثل الذي يراعي مصالحه، هي شراكة راسخة وفي نمو وازدهار لكونها ترتكز على قاعدة صلبة من الشفافية والثقة المتبادلة، ومراعاة المصالح المشتركة، والرؤية الواضحة لمتطلبات التطوير لريادة المستقبل.
جاء ذلك خلال استقبال سموّه مجموعة من التجّار ورجال الأعمال في دبي أمس الثلاثاء في مجلس زعبيل، بحضور سموّ الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، وسمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس دبي لأمن المنافذ والحدود، وسمو الشيخ محمد بن راشد بن محمد بن راشد آل مكتوم، وعددٍ من الوزراء ومديري الدوائر الحكومية في دبي.
وأكّد سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم أهمية مثل تلك اللقاءات التي تمثل فرصة للاستماع إلى أفكار ورؤى شركاء دبي في مسيرة نجاحها من التجّار ورجال الأعمال والمستثمرين، وضمن مختلف القطاعات، وهو النهج الذي طالما تبعته دبي منذ عهد المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيّب الله ثراه، وسيراً على خطى صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في توطيد دعائم الشراكة النموذجية مع القطاع الخاص، والاستماع إلى كل رأي ومقترح يسهم في دفع مسيرة التطوير قُدماً بما يعود بالخير على مجتمع الأعمال ويعزز نجاحه ويسهم في تعزيز قدرات المنظومة الاقتصادية الكلية للإمارة. .
وتبادل سموّ ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي الحديث مع الحضور حول المستهدفات التنموية الطموحة لدبي للمرحلة المقبلة، في ضوء أجندتها الاقتصادية D33، والدور المهم للقطاع الخاص في تحقيقها، وحرص حكومة دبي على توفير كافة التسهيلات اللازمة لتمكين هذه الشراكة من مواصلة الازدهار والتطور بما يعود بالفائدة على طرفيها، ويخدم أهداف التنمية الشاملة المستدامة، مؤكداً سموّه أن دبي لا تتردد في اتخاذ التدابير اللازمة وتهيئة الظروف الملائمة لتعزيز فرص النجاح والتوسُّع لشركائها من مجتمع الأعمال.
من جانبهم، أبدى التجّار ورجال الأعمال المشاركون في اللقاء عميق الشكر والتقدير لسموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم لدعمه المستمر، ولما توليه القيادة الرشيدة من اهتمام بالتواصل الفعّال مع مجتمع الأعمال لتبادل الأفكار والمقترحات بما يدعم الحركة الاقتصادية ويدفعها قدماً، ولكل ما يلقونه من دعم وتحفيز وتسهيلات نابعة من عمق ورسوخ الشراكة المثالية بين القطاعين الحكومي والخاص في الإمارة، معربين عن التزامهم بالقيام بأدوارهم على النحو الذي يواكب تطلعات دبي لمستقبل التنمية ضمن مختلف مساراتها، ومؤكدين اعتزازهم بمشاركتهم في ترسيخ مكانة دبي كإحدى أكثر مدن العالم ديناميكية ومرونة وجاهزية للمستقبل بقدرات استثنائية تتيح لها التكيّف مع مختلف المتغيرات المحيطة وتضمن ريادتها في تبنّي مقومات الابتكار والتطوير.


مقالات مشابهة

  • ندوة حوارية لمرصد الحوكمة الرشيدة والمواطنة في الجامعة الأميركية ومُلتقى التأثير المدني
  • حمدان بن محمد: فخورون بالمستوى العالي من الكفاءة والجاهزية لقواتنا المسلحة
  • الصحة: وضع خطط تطوير لتعزيز الكفاءة والابتكار في إدارة المنشآت الصحية
  • حمدان بن محمد: شراكة دبي مع القطاع الخاص راسخة وفي ازدهار لارتكازها على قاعدة صلبة من الشفافية والثقة المتبادلة
  • الصحة: فريق الحوكمة يواصل حملات المرور الميداني لتحسين الخدمات الطبية بالقليوبية| صور
  • بالتعاون مع “نزاهة”.. أمانة الشرقية تحقق نسبة 97% بمشروع تقييم وتحسين الحوكمة والالتزام
  • إطلاق 3 خدمات جديدة عبر منصة عمان للأعمال لتسهيل الإجراءات وتعزيز الشفافية
  • مناقشة تعزيز نمو المؤسسات الصغيرة والمتوسطة عبر نظام «إسناد»
  • رئيس الوزراء يؤكد التزام الحكومة بمكافحة الفساد وتعزيز الشفافية