"المربع المفقود".. المفتاح السري لحياة مليئة بالرضا
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
د. خلود بنت أحمد العبيدانية **
هل أنت منهم؟ هل تجد نفسك تُركِّز على ما ينقصك في حياتك بدلًا من تقدير ما لديك؟!
إذا كانت الإجابة نعم، فأنت لست وحدك. نظرية المربع المفقود، التي وضعها العالم الأمريكي دينيس براجر، تُعنى بفكرة التركيز على النواقص في حياتنا بدلًا من التركيز على الإيجابيات، وتُظهر كيف يُمكن أن يُؤثر هذا التركيز على سعادتنا ورضانا عن الحياة.
وتتجلى هذه النظرية في العديد من جوانب الحياة اليومية، مثل الحياة الزوجية، حيث يبدأ كل طرف بالتركيز على السلبيات أو الأمور المفقودة عند الطرف الآخر، متناسيًا الإيجابيات الأخرى، مما يُمكن أن يؤدي إلى توتر العلاقة الزوجية. وفي الصداقات، قد تنتهي بعض الصداقات بسبب التركيز على مواطن الضعف أو النقص في العلاقة، بالرغم من وجود العديد من المواقف الجيدة التي تكفي لاستمرار الصداقة.
أما في العلاقة مع الذات، يمكن أن يؤثر التركيز على النواقص الشخصية، مثل الشكل أو الظروف المادية، على ثقة الإنسان بنفسه ورضاه عن حياته. ومن الأمثلة الواقعية على ذلك، في العمل، قد يركز الموظف على عدم حصوله على ترقية مُعينة، متجاهلًا النجاحات والإنجازات الأخرى التي حققها في وظيفته، وفي التعليم، يمكن للطالب أن يركز على درجة منخفضة في مادة معينة، متجاهلًا الدرجات العالية التي حصل عليها في مواد أخرى. يمكن أن يؤدي التركيز على المربع المفقود إلى عدم الشعور بالرضا وانعدام الثقة بالنفس، مما يسبب الفشل في عدة أمور في الحياة، سواء كان ذلك في العلاقات أو العمل، كما يمكن أن يؤدي إلى التفكك الأسري والمجتمعي بسبب عدم تقدير الإيجابيات في الآخرين.
ورغم تفشي هذه النظرية في حياة الكثيرين، إلا أن الوعي بها يمكن أن يساعد في تجاوزها، حيث يجب على الأفراد تعلم التركيز على الإيجابيات وتقدير النعم الموجودة في حياتهم، مما يعزز الشعور بالرضا والسعادة. نظرية المربع المفقود تذكرنا بأهمية التركيز على الإيجابيات في حياتنا وتقدير ما لدينا بدلًا من التركيز على النواقص.
تطبيق نظرية المربع المفقود في الحياة اليومية يمكن أن يكون له تأثير كبير على تحسين جودة حياتنا وعلاقاتنا. ويمكنك البدء بتخصيص وقت يومي لتدوين 3 أشياء تشعر بالامتنان لها، والتركيز على الإيجابيات في المواقف الصعبة بدلًا من السلبيات. وفي علاقاتك مع الآخرين، حاول التركيز على الصفات الإيجابية وأثنِ عليها لتعزيز العلاقات وتقليل التوتر. وعندما تجد نفسك تفكر في شيء مفقود، حاول تحويل تفكيرك إلى شيء إيجابي أو ممتن له. وتحقيق توازن بين العمل والحياة الشخصية من خلال تخصيص وقت للأنشطة التي تستمتع بها، يمكن أن يساعدك على تقدير الجوانب الإيجابية في حياتك. وبدلًا من التركيز على الأخطاء أو الفشل، حاول أن تتعلم منها وتعتبرها فرصًا للنمو والتطور. ممارسة التأمل واليقظة يمكن أن تُساعدك على التركيز على الحاضر وتقدير اللحظة الحالية بدلًا من القلق بشأن ما ينقصك.
بتطبيق هذه الأساليب، يمكنك تحويل تركيزك من النواقص إلى الإيجابيات، مما يعزز شعورك بالرضا والسعادة في حياتك اليومية.
وأخيرًا.. إنَّ تحويل تركيزنا مما ينقصنا إلى ما نملكه بالفعل، يُساعدنا على بناء علاقات أفضل، وزيادة الثقة بالنفس، وتحقيق نمو شخصي مستدام. لذا.. دعونا نبدأ بتقدير النعم الصغيرة والكبيرة في حياتنا، ونعيش حياة مليئة بالامتنان والشكر لله عزَّ وجل.
** باحثة تربوية في مجال علم النفس والإرشاد، وعضو المجلس الاستشاري الأسري العُماني
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
"الأونروا": نقص الأدوية الحاد في غزة تهديد خطر لحياة المرضى
أكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، اليوم /الأربعاء/، أن النقص الحاد في الأدوية والإمدادات الطبية في قطاع غزة يشكل تهديدًا خطيرًا على حياة المرضى.
وأشارت الوكالة - في بيان على موقعها الرسمي، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) - إلى أن نظام الرعاية الصحية في غزة بأكمله، ومنذ بداية العدوان، تحت الهجوم، مطالبة برفع الحصار المستمر الذي تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي على غزة، وتجديد وقف إطلاق النار.
وفي السياق ذاته، قالت منظمة "أطباء بلا حدود"، في تقرير نُشر اليوم، إن قطاع غزة أصبح مقبرة جماعية للفلسطينيين ولمن يساعدهم.
وأضافت المنظمة أن منع وصول المساعدات الأساسية عمدًا يدمر حياة الفلسطينيين مرة أخرى بشكل ممنهج، داعية إلى رفع الحصار عن غزة فورًا، وحماية أرواح الفلسطينيين والعاملين في المجالين الإنساني والطبي، واستعادة وقف إطلاق النار والحفاظ عليه.