لوبوان تكشف خفايا اعتقال المؤثرين الجزائريين في فرنسا
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
نشرت مجلة "لوبوان" الفرنسية، تقريرا، سلّطت من خلاله الضوء على اعتقال ثلاثة مؤثرين جزائريين بتهمة تهديد المعارضة الجزائرية، وهي الحادثة التي عمّقت التوترات القائمة بالفعل بين الجزائر وباريس.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنّ: "اعتقال كل من زازو يوسف، الذي سيُحاكم في نهاية شباط/ فبراير، في بريست، بتهمة التحريض على الإرهاب، وعماد ولد إبراهيم، المعروف باسم تان تان، الذي مثّل السادس من كانون الثاني/ يناير أمام القضاء بتهم من بينها، التحريض المباشر على عمل إرهابي، وتوقيف مؤثر آخر في مونبلييه بتهم من بينها التحريض على الكراهية، حادثة كانت محط اهتمام إعلامي كبير".
وأضافت المجلة أنّ: "بعض الأوساط الجزائرية تُعتبر هذه الاعتقالات ذات صبغة -سياسية بامتياز-، خاصة وأن من أعلن عنها هو وزير الداخلية المعروف بمواقفه اليمينية المتشددة، برونو ريتايو".
وفي أحد تغريداته على موقع التواصل الاجتماعي "إكس"، أعاد وزير الداخلية الفرنسي، نشر تغريدة لشوقي بن زهرة، الذي يعرّف نفسه كلاجئ سياسي في فرنسا وهو ملاحق قضائيًا في الجزائر على خلفية الحراك الشعبي لسنة 2019، إذ أبلغ عن رسائل عماد تان تان ومؤثرين آخرين دعوا إلى استخدام العنف ضد أي شخص يتظاهر في فرنسا أو الجزائر، ضد السلطات الجزائرية.
وأعلن شوقي بن زهرة، تلقّيه عبر وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي آلاف التهديدات بالقتل من جزائريين مقيمين في فرنسا أو الجزائر، مؤكدا خوض النظام الجزائري حربًا هجينة على الأراضي الفرنسية.
"زعزعة استقرار الجزائر"
في منتصف كانون الأول/ ديسمبر أطلق معارضون وسم: "مانيش راضي" استخدمه أشخاص ينتقدون السلطات الجزائرية، ويطالبون بتغيير سياسي ويشجبون الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في البلاد في معظم تصريحاتهم.
جرّاء ذلك، تمّت الدعوة إلى تنظيم احتجاجات في الأول من كانون الثاني/ يناير داخل الجزائر وخارجها، مباشرة بعد صلاة الفجر، رغم حظر المظاهرات في البلاد.
واستهدفت الرسائل التي تدعو إلى العنف من قبل المؤثرين الذين تم اعتقالهم في فرنسا، تحديدًا الأشخاص الذين دعوا إلى التظاهر في الجزائر أو فرنسا، في اليوم الأول من السنة الجديدة، واصفين إياهم بـ"الخونة" و"العملاء الذين يريدون زعزعة استقرار الجزائر".
وقال زازو يوسف، على سبيل المثال: "يجب إطلاق النار عليهم، كما حدث في تسعينيات القرن الماضي"؛ فيما اتهمت وسائل إعلامية موالية للسلطات الجزائرية وبعض المؤثرين ما أسموه "ذبابًا إلكترونيًا مغربيًا" بالوقوف وراء هذه الحملة التي تضمنت، في بعض رسائلها، مقارنات بين النظام السوري السابق بقيادة بشار الأسد، الذي أطيح به نهاية السنة الماضية والوضع الحالي في الجزائر.
وسم مضاد
يتّهم موقع "تي إس إي" الجزائري، المغرب، بالوقوف وراء إطلاق العديد من المغاربة وسم "مانيش راضي" من خلال استغلال حسابات وصفحات وصفت بـ"الوهمية" منسوبة للجزائريين.
ورافق اكتساح وسم "مانيش راضي" مواقع التواصل الاجتماعي إطلاق حملة أخرى داعمة للجزائر، نفّذها صحفيون ومؤثرون وجمعيات رياضية عن طريق إطلاق وسم مضاد "أنا مع بلادي". تم نشر هذا الشعار من قبل الإذاعة العامة وعُرض بشكل مستمر على شاشات قنوات التلفزيون.
وأخذ الصدى الذي أحدثه كل من وسم "مانيش راضي" و"أنا مع بلادي" بعدًا كبيرًا لدرجة أن الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، تناول الموضوع في 24 كانون الثاني/ ديسمبر، قائلًا: "سنحمي هذا البلد الذي يحمل شعبه دماء الشهداء في عروقه. من يعتقد أن الجزائر فريسة يمكن الاستيلاء عليها من خلال هاشتاغ واهم".
حملة اعتقالات
أشار الناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي إلى اعتقال العديد من الأشخاص معظمهم من فئة الشباب بسبب نشرهم مقاطع فيديو احتجاجية تضمنت وسم "مانيش راضي".
تعليقا على ذلك، قال الوزير السابق والدبلوماسي الأسبق، عبد العزيز رحابي، على حسابه بـ"إكس": "الجزائريون، سواء كانوا راضين أم لا، يشكلون نفس الشعب. يتعين على الدولة تهدئة الوضع وتوحيد الآراء المختلفة نحو مصير مشترك. تاريخياً وعلى المدى الطويل، لم تحل سياسة الأمن الشامل أي مشكلة، لا عندنا ولا في بلدان أخرى".
وأوردت المجلة أن: "المستجدات الأخيرة تأتي في إطار التوتر القائم بين الجزائر وباريس منذ تبني فرنسا الموقف المغربي بشأن الصحراء في صيف 2024. كما من المرجح تصاعد الخلافات، بعد حملة الاعتقالات الأخيرة التي طالت مؤثرين جزائريين في فرنسا".
"التي لم تعد فقط تطرح مسألة تنفيذ تدابير "الوجوب بمغادرة الأراضي الفرنسية" بل تبدو بالنسبة لبعض المسؤولين السياسيين دليلا على وجود عملية لتقويض الاستقرار وحرب هجينة تُشن من قبل الجزائر ضد فرنسا" تابعت المجلة.
"تصعيد جديد"
على إذاعة "أوروبا 1"، قال نائب رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية، سيباستيان شينو، الإثنين، إن: "هؤلاء المؤثرين لديهم نفس النبرة ويحملون نفس الخطاب. من الواضح أن هناك حملة لتقويض استقرار فرنسا".
وبالنسبة للصحيفة الجزائرية "الشروق"، تمثل هذه الاعتقالات "تصعيدًا جديدًا" في التوترات بين البلدين بعد تصريحات وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، الأحد، جاء فيها: "نلاحظ مواقف وقرارات السلطات الجزائرية التي تجعلنا نشكّك في نية الجزائر الالتزام بخطة الطريق الموقعة في 2022 بين تبون وماكرون لأن تنفيذ الخطة يتطلب تعاون الطرفين".
وفي ختام التقرير نقلت المجلة عن صحيفة "هوريزون" الجزائرية، قولها: "على الرغم من الأدلة والحقائق التي لا يمكن دحضها حول نية فرنسا الإضرار بالجزائر، فإنها استمرت في محاولة فحص نوايا الجزائر تجاهها، وهو اختبار اكتشفنا خلاله أنها رصدت شكوكًا".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية التواصل الاجتماعي فرنسا فرنسا التواصل الاجتماعي المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التواصل الاجتماعی فی فرنسا
إقرأ أيضاً:
المُفاوضات المُباشرة بين واشنطن وحماس .. خفايا وكواليس: ترامب يُريد هدية مجانية بالإفراج عن أمريكيين
سرايا - تُعقد الاتصالات الأمريكية مع قنوات في حركة حماس بطريقة محددة وبمباركة “الوسيط القطري” ووسط تأكيدات من الدوحة بجاهزيتها لأن تفعل في سياق تلك الاتصالات ما سبق أن فعلته وساعدت به بين واشنطن وحركة طالبان الأفغانية.
آخر المعطيات تشير إلى أن الاتصالات تتطور ويتم خلالها تبادل المعطيات وأبلغ الجانب الفلسطيني أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شخصيا يُتابع هذه الاتصالات ويرغب لتخفيف الضغط على أهل غزة بـ”هدية خاصّة” من حركة حماس لإظهار الاحترام لدور إدارته في وقف الحرب.
مبعوث ترامب نقل عنه احترامه لأن حركة حماس لا تطلب مالًا مقابل الإفراج عن مواطنين أمريكيين.
ورغم أن الهدف المعلن لهذه الاتصالات هو تكرار طلب أمريكي سبق أن طولبت به قيادة حماس منذ نحو شهرين بالإفراج على أساس خطوة لحسن النية عن نحو 6 من الأسرى الأمريكيين الاسرائيليين لأغراض الاستقطاب والتقارب مع إدارة الرئيس دونالد ترامب إلا أن مسألة الثمن مقابل هؤلاء الأسرى يبدو أنها لاقت صعوبة في حوارات ونقاشات جرت خلف الستائر بين أقطاب المقاومة وفصائلها.
وجدّد الأمريكيون طلبهم بالإفراج عن من يحملون الجنسية الامريكية وعددهم الباقي 6 أشخاص على الاقل وإن كانت المقاومة لا تصرح بذلك.
وبدا أن حركة حماس تناقش وجهتي نظر في هذا السياق.
الأولى تحذر من الفصل بين الأسرى والرهائن بهذه الطريقة ومن كلفة الإستغناء عن 6 أسرى حاجة الإدارة الأمريكية لهم لا تقل عن حاجة إسرائيل لهم.
بالتالي إغراق المقاومة وأجنحتها العسكرية بالفصل بين مسارات الإفراج عن الأسرى.
هذه وجهة نظر عدد لا يُستهان بها من قادة حركة حماس على الاقل قيلت قبل شهرين ووجهة النظر الثانية تقترح التفاعل مع الأمريكيين بخصوص الأسرى الذين يرغبون بالافراج عنهم من رعاياهم وعقد لقاءات مفصلة ثم الانتقال لخطوة أو تفاهم من هذا النوع على هذا الملف الجزئي إلى ما هو أبعد وأعمق بما في ذلك العودة لمربع المراحل في وقف إطلاق النار وتفكيك سعي نتنياهو لتجاهل ما اتفق عليه.
تقدر أوساط قيادية في حركة حماس بأن التفاوض المباشر مكسب مهم مرحليا لكن ثمنه المطلوب كبير للغاية ما لم يؤدي إلى خارطة طريق محددة توقف العملية الحربية برمّتها وتسمح بإدخال كمية كبيرة جدا من المساعدات والإغاثة.
وما شعر به الخبراء المراقبون في الدوحة تحديدا أن حركة حماس تُريد استقطاب مبعوث ترامب لشؤون الرهائن وخوض تفاصيل صفقة جزئية معه على أن يتبع ذلك نقاشات بمجمل ملف في قطاع غزة والرغبة في الانتقال لما يسمى بالمرحلة الثانية من وقف إطلاق النار.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #قيادة#ترامب#غزة#الاقل#الفصل#الرئيس#موسكو
طباعة المشاهدات: 1056
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 08-03-2025 10:33 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...