يتواصل الحديث عن "طائرة زامبيا" التي أعلنت السلطات في لوساكا، العثور على ملايين الدولارات وكميات من الذهب داخلها، خصوصاً في مصر التي كانت آخر محطة لها، قبل أن يتم ضبطها في مطار كينيث كاوندا.

ورغم تأكيدات القاهرة التي نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، بأن الطائرة الخاصة ليست مصرية وخضعت لقواعد التفتيش المتبعة، إلا أن الإعلام التابع لجماعة الإخوان الإرهابية وجد في هذه الحادثة وجبة دسمة لمهاجمة السلطات، وتوجيه اتهامات لمسؤولين مصريين بالارتباط بالقضية، وهو ما دفع برلمانيين ومواطنين للرد.

أقول للكذابين ومروجي الشائعات ستسمعون خلال فتره وجيزه أخبارا تبدد أكاذيبكم وتكشف عن أن الحمله التي تستهدف مصر ، هي حمله ممنهجه تتزايد وتيرتها مع قرب إنتخابات الرئاسه ، لكن الرهان علي وعي الناس التي تعرف حقيقة أهدافكم التي لاتخفي علي أحد . لقد فقدتم مصداقيتكم منذ فترة طويله ،…

— مصطفى بكري (@BakryMP) August 17, 2023


ونقلت الوكالة عن مصدر قوله إنه يتم التنسيق على أعلى مستوى بين السلطات المصرية ونظيرتها الزامبية للوقوف على حقيقة وملابسات الواقعة، مضيفاً أن الطائرة الأخرى التي أشارت السلطات الزامبية إلى احتجازها لم تعبر الأجواء المصرية من الأساس.
وقالت تقارير إن الطائرة وصلت القاهرة قادمة من الأردن، إلا أن عمّان لم تعلق على القضية.

بداية القضية 

بدأت قصة الطائرة، بعدما أعلنت زامبيا الثلاثاء الماضي، ضبط طائرة خاصة حطت في مطار "كينيث كاوندا الدولي" الأحد، وعلى متنها 5.7 ملايين دولار، وكمية كبيرة من معدن يشتبه بأنها سبائك ذهبية، قبل أن يتم الإعلان عن أنها سبائك من معادن أخرى كالنحاس والقصدير، إضافة لأسلحة وذخائر.
وذكرت وسائل الإعلام الزامبية، أن السلطات اعتقلت 14 شخصاً بينهم 5 زامبيين و6 مصريين، لتبدأ فضائيات الإخوان وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي بمحاولات لإلصاق التهم بمسؤولين في القاهرة.
وكشفت وسائل إعلام محلية في البلد الإفريقي بينها "نيوز ديغرز و زامبيان أوبزرفر" أن الطائرة ليست مصرية ومسجلة لدى دولة أوروبية.
وأطلعت السلطات الأمنية الزامبية وسائل الإعلام الخميس على طائرتين محتجزتين في المطار، إحداهما التي كانت تحمل "الشحنة الغامضة"، فيما كانت الثانية مجهزة لنقل الأموال والذهب.
وذكرت تقارير أن الطيار الذي تم احتجازه في الطائرة القادمة من مصر يدعى "بارتيك كاوينيو" يملك معلومات يمكن أن تسهم بكشف القضية لكنه "اختفى".

عصابات ومجرمون

وقال موقع "نيوز ديغرز" الاستقصائي، إن السلطات في لوساكا تحقق بارتباط رجال أعمال زامبيين في قضية احتيال ذهب، بعدما أفاد المحتجزون بأن المبلغ المضبوط 5.7 مليون دولار، يمثل نصف المبلغ الذي كانت تحمله الطائرة.

وبحسب الموقع، فقد تم ذكر رجل أعمال جنوب إفريقي يدعى، مسبيزي ملونزي، باعتباره العقل المدبر وأحد المتهمين الرئيسيين في "الفضيحة".

#زامبيا.. التحقيقات بشأن الطائرة المحتجزة مستمرة https://t.co/6U0PaW9Ltd

— 24.ae (@20fourMedia) August 17, 2023


وملونزي هو الممثل المعلن للشركة الجنوب أفريقية المسماة (TFM) التي اتهمت وزيرة الصحة سيلفيا ماسيبو بطلب رشوة بعد أن ألغت الحكومة عقدها البالغ 100 مليون دولار لبناء مستشفيات.
وإلى جانب ملونزي، ذكر موقع "زامبيان أوبزرفر" أن السلطات الزامية ألقت القبض على شخص يدعى شادرك كاساندا، بتهمة الارتباط بالقضية، وهو "مجرم مطلوب لدول من بينها الصين بتهم احتيال".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني زامبيا مصر

إقرأ أيضاً:

صفورية التي كانت تسكن تلال الجليل مثل العصفور.. جزء من هوية فلسطين

اكتشفت على أرضها آثار عمرها سبعة آلاف سنة، وملامح مدينة عمرها أربعة آلاف سنة من بداية العهد الكنعاني، تمتد على مساحة ثمانين دونما.

صفورية قرية فلسطينية مُهّجَّرة، تقع شمال غرب مدينة الناصرة، وتتميز بموقعها المتوسط بين مدينتي حيفا والناصرة، وتتوسطُ عديد القرى والمدن ومنها: كفر مندا، رمانة، كفر كنا، المشهد، مدينة الناصرة، الرينة، عيلوط، غزالين، وخربة زرير.

وتشكل المنطقة المحيطة بصفورية مدخلا إلى الجليل الأسفل مما أكسبها لفترة زمنية طويلة أكبر وأهم قرية في منطقة الجليل، ومنحها موقعها هذا ميزة إستراتيجية عبر العصور.


                                           قرية صفورية في أربعينيات القرن الماضي

 تقدر مساحتها المبنية بنحو 102 دونم من مجمل مساحة أراضيها البالغة نحو 55378 دونم. وبلغ عدد سكان صفورية عام 1945 نحو 4330 جميعهم من العرب المسلمين .

وتميزت صفورية بتربتها الخصبة ومناخها المتوسطي المعتدل صيفا والبارد شتاء، إضافة إلى مساحة أراضيها الواسعة، ما جعل النشاط الاقتصادي متركزا على الزراعة، حيث عمل معظم الأهالي بالزراعة، وفي تربية قطعان الأغنام والماعز. ومن أهم المحاصيل الزراعية في القرية الزيتون، إضافة إلى كروم العنب وأشجار التين والتوت، والمحاصيلِ الموسمية كالقمح والشعير والعدس، وبعض الخضروات الأخرى.

وقد يعود سبب تسميتها إلى الاشتقاق من الكلمة السريانية "صفرة" أي "عصفور"، وربما كانت تلك إشارة إلى التل الذي تحط عليه كالطائر.

ويصعب تحديد الفترة الزمنية الدقيقة لتأسيس القرية غير أن غالبية الأبنية والموجودات الأثرية تدل على وجود مبان وأدوات تعود إلى العصرين البرونزي والعربي الكنعاني، إضافة إلى الأبنية التي لا تزال أجزاء منها قائمةً حتى اليوم كالقلعة والمسرح الروماني، ونبع مياهه "القسطل"، ولوحات فسيفسائية  أبرزها لوحة موناليزا الجليل، إضافة إلى دير القديسة حنة.

فتح المسلمون صفورية في عام 634 للميلاد، في أوائل أيام الفتح الإسلامي. ولم تزل لها مكانة بارزة في التاريخ اللاحق. وأطلق عليها الصليبيون الذين بنوا قلعة فيها "لو سيفوري"، وانتزعها صلاح الدين الأيوبي من أيديهم بعد معركة حطين في عام 1187. وقد أتى إلى ذكر صفورية عدد من الجغرافيين العرب والمسلمين، منهم البلاذري، وياقوت الحموي، وابن العماد الحنبلي .

في سنة 1745 شيد ظاهر العمر الزيداني حاكم فلسطين الشمالية، قلعة ذروة التل، الذي يعلو عن صفورية، وفي سنة 1880 بنيت كنيسة القديسة حنا في القرية على أنقاض كنيسة قديمة تعود إلى أواخر القرن السادس للميلاد، وفي بعض الروايات أن مكان الكنيسة كان منزلا لآل عمران والد السيدة مريم العذراء.

احتلت صفورية في تموز/يوليو عام 1948 تمهيدا للهجوم على مدينة الناصرة في سياق عملية "ديكل". وتشدد الروايات الإسرائيلية المتعلقة باحتلال صفورية على شهرتها بمقاومة القوات الصهيونية.

ويروي أهل القرية بأن ثلاث طائرات إسرائيلية قصفت القرية وألقت براميل مشحونة بالمتفجرات، فهرب أهل القرية إلى أماكن أمنة، وصمد المجاهدون وقاتلوا دفاعا عن بلدهم، ولأن المقاومة كانت شديدة قامت القوات الإسرائيلية بطرد أهل القرية وتسوية مبانيها بالأرض.

وكان احتلال صفورية على يد كتيبة مدرعة من "لواء شيفع" وكتيبتي مشاة من "لواء كرميلي" التي قصفت القرية بالطائرات التي أدت إلى قتل عدد من المواطنين وجرح أعداد أخرى.

لم يبق من القرية اليوم إلا بضعة منازل، أما باقي الموقعِ فتغطيه غابة صنوبر، ولا تزال قلعة ظاهر العمر ماثلة على قمة التل، إضافة إلى كنيسة للروم الأرثوذكس، وعلى الطريق الجنوبية المفضية إلى القرية، ثمة كنيس لليهود كان مقاما للمسلمين فيما مضى، وأنشأَ الصهاينة على أرضها مستعمرتي "تسيبوري" و"هسوليليم" في عام 1949، وفي زمن أحدث أُنشئت ثلاث مستعمرات على أراضي القرية: "ألون هغليل" عام 1980، "هوشعيا" عام 1981، و"حنتون" عام 1984.



بعد أن هجر أهالي صفورية عن قريتهم، اتجه بعضهم إلى لبنان وسوريا، في حين بقي آخرون داخل فلسطين، حيث يعيش اليوم في فلسطين ما بين 16 إلى 18 ألف نسم أصولهم من صفوريةَ، في حي مجاور لقريتهم في مدينة الناصرة، ويحمل الحي اسم، "الصفافرة"، ويقدر عدد أهالي صفورية في الشات بنحو 40 ألفا.


                       منظر عام لأراضي القرية وتظهر مدينة الناصرة في الخلف 2003.

لقد كان سر ازدهار صفورية عبر العصور يكمن في وفرة ينابيعها وآبارها إلى جانب الرزاعة والمراعي وتوفر مساحات الصيد، وهذا السر دفن معها بعد احتلالها في نكبة فلسطين وتشريد سكانها وإغراقها بالمستوطنات.

المصادر:

ـ  محمد أمين صفوري، "صفورية تاريخ وتراث وحضارة"، ج1، مكتب النورس للنشر، الناصرة، 2000.
ـ  مصطفى الدباغ، "بلادنا فلسطين"، الجزء السابع، القسم الثاني "في ديار الجليل"، 1991، دار الهدى.
ـ  وديع عواودة، "صفورية زاخرة بآثار من كل العصور"، الجزيرة نت، 21/8/2012.
ـ  زهير دوله، "صفورية..مدينة الفسيفساء والينابيع"، الإمارات اليوم، 26/8/2016.
ـ الموسوعة التفاعلية للقضية الفلسطينية.
ـ موقع فلسطين في الذاكرة.

مقالات مشابهة

  • بدرية طلبة: ياسمين عبد العزيز كانت هتبعت لي طائرة خاصة عشان احضر جنازة جوزي
  • هبوط اضطراري لطائرة فيديكس بعد اشتعال محركها في الولايات المتحدة (شاهد)
  • لوموند: كيف أثر السيسي على الدور الذي كانت تلعبه مصر في القضية الفلسطينية؟
  • عاجل | وسائل إعلام إسرائيلية: تأخير افتتاح جلسة عامة للكنيست بسبب اشتباكات بين عائلات أسرى ورجال الأمن
  • صفورية التي كانت تسكن تلال الجليل مثل العصفور.. جزء من هوية فلسطين
  • مفاوضات متقدمة لتصنيع طائرات إمبراير البرازيلية الضخمة بالمغرب
  • موعد مواجهتي طائرة الزمالك مع الأهلي في نصف النهائي بالدوري
  • شركة أمريكية تختبر سيارة طائرة.. هل تصبح الحل الفعلي لمشاكل الزحام؟
  • انفجار محرك طائرة “بوينغ” بعد إقلاعها في نيوجيرسي (فيديو)
  • شاهد..طائر يتسبب في اشتعال محرك طائرة