خبير جامعي يحلل نفسية بنكيران: شخصية نرجسية تعيش تناقضاً داخلياً ويوظف المظلومية لاستمالة الجماهير
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
زنقة 20 | الرباط
يعتبر إدريس الفينة، جامعي رئيس المركز المستقل للدراسات الإستراتيجة، أن عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة الأسبق، من أكثر الشخصيات السياسية المثيرة للجدل في المغرب ، بسبب أسلوبه المباشر وصراحته اللامتناهية ما أكسباه تأييدًا شعبيًا كبيرًا في فترات معينة، لكنه في الوقت نفسه جعل منه هدفًا للانتقاد اللاذع.
بنكيران بحسب الفينة، لا يُعرَف كرجل دين بالمعنى التقليدي، يعتمد على خلفية دينية في خطابه السياسي، مما يجعله يجمع بين التوجه الإصلاحي الديني والنشاط السياسي الحاد.
خطاب بنكيران الشعبي والبسيط الذي يخاطب الفئات العريضة من المجتمع، أتاح له بحسب الخبير المغربي، قاعدة جماهيرية واسعة، غير أن هذا الخطاب نفسه تحول أحيانًا إلى سيف ذي حدين، عندما استخدم لغة هجومية تجاه خصومه السياسيين وحتى زملائه السابقين.
و سجل الفينة ، أن هجمات بنكيران الأخيرة التي طالت رئيس الحكومة الحالي ووزراء بارزين، بمن فيهم وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، أثارت جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والشعبية. وزير الأوقاف رد على بنكيران برسالة مفتوحة تحمل عنوان “شكوى إلى الله”، تعبيرًا عن استيائه من تصريحات رأى أنها تفتقر إلى الحكمة واليقين.
بنكيران بحسب الخبير المغربي ، ليس رجل دين تقليديًا، لكنه يوظف الدين كجزء من هويته السياسية. هذا الأسلوب يتطلب فهمًا أعمق لجذور شخصيته، حيث يظهر كرجل يخلط بين الدعوة الدينية والممارسة السياسية. هذا التناقض يعكس صراعًا داخليًا بين شخصية ترى في نفسها حاميًا للقيم الدينية والمجتمعية، وشخصية سياسية براغماتية تسعى إلى فرض رأيها بأي وسيلة كانت.
على مستوى التحليل النفسي، يقول الفينة أنه يمكن اعتبار بنكيران شخصية نرجسية إلى حد ما، يرى في نفسه القائد المُلهم القادر على توجيه الناس نحو ما يراه الحق ، و خطابه يعتمد بشكل كبير على إثارة المشاعر واستحضار الدين كأداة لتحفيز الجماهير.
في الوقت ذاته، يضيف الفينة، فإن بنكيران يعاني من شعور بالمظلومية، حيث يقدم نفسه كضحية لمؤامرات سياسية أو ظروف قاسية، وهو عنصر نفسي شائع لدى السياسيين الذين يعتمدون على الخطاب الشعبوي.
عند النظر في مرجعية بنكيران الفكرية، يمكن ملاحظة تأثر غير مباشر بفكر ابن تيمية. ابن تيمية كان يدعو إلى العودة إلى أصول الدين ومواجهة الانحرافات، وهو ما يتقاطع مع خطاب بنكيران الذي ينتقد بشدة ما يراه انحرافًا عن القيم الإسلامية أو الوطنية. ومع ذلك، فإن بنكيران لا يقدم خطابًا فكريًا عميقًا، بل يعتمد أكثر على العاطفة والرمزية الدينية في استمالة الجماهير، مما يجعله أقرب إلى الزعامة الشعبية منه إلى القيادة الفكرية بحسب الخبير المغربي.
و يخلص الفينة ، الى أن بنكيران ليس رجل دين قادمًا من السياسة، بل سياسي يوظف الدين كجزء من أدواته السياسية. شخصيته هي مزيج من الجرأة والشعبوية والتناقض الداخلي، مما يجعله شخصية معقدة يصعب تصنيفها بشكل تقليدي.وبينما يراه البعض قائدًا شجاعًا وصوتًا معارضًا، يراه آخرون شخصية صدامية مثيرة للجدل، لا تتردد في استخدام أساليب هجومية قد تتجاوز حدود اللباقة السياسية.
المصدر: زنقة 20
إقرأ أيضاً:
طالب جامعي يهرب من المطار بعد توقيفه متلبسا بتهريب ” كاشيات” في علب الزبدة
تفتح الغرفة الجزائية الأولى لدى مجلس قضاء الجزائر، قضية شاب جامعي يدعى “ع.م أمين”. تم توقيفه بمطار هواري بومدين متلبسا بحيازة كمية من المؤثرات العقلية، من نوع “إكستازي” بغرض تهريبها إلى الخارج، ضمن الرحلة الجويّة التي كانت مبرمجة الى دولة الإمارات العربية المتحدة .
لتكشف التحريّات بعد توقيف المتهم الحالي، بولاية قسنطينة في نفس اليوم من فراره، وهو على متن سيارته الشخصية، أن عملية الهروب كانت مدبرة وبتواطؤ داخلي من المطار وبمقابل تلقي رشوة قدرت ب150 أورو، لتطيح التحقيقات ب8 جمركيين من بينهم إطارات تم ايداعهم الحبس المؤقت من طرف قاضي التحقيق الغرفة الرابعة، ثم محاكمتهم في ملف جزائي بتهم تلقي مزايا غير مستحقة وإساءة استغلال الوظيفة، قبل شهرين من الآن، حيث تم إدانتهم بأحكام متفاوتة العقوبة، فيما أُدين المتهم الرئيسي وهو المتهم في قضية الحال ” ع.م. أمين” ب5 سنوات حبسا نافذا، لتخفض له العقوبة في المحاكمة الاستئنافية إلى 3 سنوات حبسا نافذا.
وفي تفاصيل القضية فان الوقائع تعود الى أوائل شهر فيفري لعام 2024، أين ضبط أعوان الجمارك 300 قرص مهلوس من نوع ” أكستازي” مخبأة بإحكام بين أمتعة المتهم ” ع.محمد أمين ” 24 سنة الذي تنحدر أصوله من ولاية قسنطينة، حيث تم العثور على المنوعات بداخل علبة الزبدة، بغرض التمويه وتسهيل تهريبها الى دولة الإمارات العربية أين يقيم المتهم هناك بغرض الدراسة.
بحيث وخلال توقيف المتهم للتحقيق معه حول حيازته حوالي 300 قرص كبسولة، من المؤثرات العقلية، وقبل استكمال إجراءات التحقيق الداخلي بالمطار، تمكن من الفرار بتواطؤ جمركية التي تسلمت منه مبلغ من العملة الصعبة يقدر ب150 أورو، أما العون زميلها ” س.ص.حسين” فتبين أنه تلقى مبلغ 7 ملايين سنتيم- حسب تصريحات المتهم أمام قاضي التحقيف، وهذا بغرض تسهيل مهمة فراره للافلات من المتابعة الجزائية.
ولدى التفطن لحادثة فرار المتهم بعد بضعة ساعات من مغادرته المطار، على متن سيارته، توسعت التحقيقات إلى خارج العاصمة، فتم توقيفه بقسنطينة مسقط رأسه.
وثبت من خلال التحقيق في قضية الحال، أن المتهم الموقوف “ع.م.أمين ” تمكن من الفرار من مطار الجزائر مستغلا بقاءه بالأماكن عن طريق التسلّل من دورة المياه، في الوقت الذي كان أعوان الجمارك، منهمكين في تحرير محضري حجز العملة الصعبة والمؤثرات العقلية محل الجريمة.
وعليه تم فتح تحقيق إبتدائي بأمر من نيابة محكمة الدار البيضاء، في القضية أين كللت التحريات بالاطاحة بأعوان واطارات جمركيين بالمطار، واقتيادهم للتحقيق، خول واقعة فرار المتهم.
كما أثبتت الخبرة الإلكترونية بعد تفتيش هاتف المتهم، وجود إتصالات هاتفية ورسائل صوتية بينه وبين صديقه الذي سلمه المبلغ المالي والمؤثرات العقلية تحضيرا للسفرية نحو دولة دبي.