وجهاء دروز إدلب يوجهون رسائل إلى أبناء طائفتهم في السويداء
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
إدلب– وجّه وجهاء الطائفة الدرزية في جبل السماق شمال غرب إدلب، عبر الجزيرة نت، رسائل إلى امتداد طائفتهم الدينية في محافظة السويداء، وإلى شيخ عقل الدروز في المحافظة، الشيخ حكمت الهجري، بعد الخلافات التي حدثت بين الإدارة السورية الجديدة في دمشق والفصائل العسكرية في المحافظة الواقعة جنوبي البلاد.
وبعد إقدام فصائل مسلحة درزية محلية على اعتراض رتل تابع للأمن العام التابع للحكومة الجديدة في دمشق ومنعه من دخول المحافظة مطلع الشهر الجاري، كشف الهجري عن أن الحادثة وقعت بسبب عدم التنسيق.
وقال الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في السويداء، الذي منح انضمامه للانتفاضة الشعبية التي اشتعلت في أغسطس/آب 2023 بالمحافظة ضد النظام المخلوع، زخما نوعيا، إن تسليم السلاح بالسويداء مرفوض لحين تشكيل الدولة وكتابة الدستور الذي يضمن حقوقهم وحقوق الجميع، متحدثا عن هواجس لديهم من الوضع القائم "إذا لم تتم مشاركة الجميع في صياغة مستقبل سوريا".
واستجاب الرتل التابع لوزارة الداخلية السورية وعاد أدراجه على الفور، إلا أن الحكومة لم تدل بأي تعليق حتى الآن بشأن الحادثة، بينما تجري وزارة الدفاع مشاورات مكثفة مع الفصائل العسكرية بهدف نزع سلاحها ودمجها في الجيش السوري الجديد.
إعلانوفي وقت لاحق، أعلن أكبر فصيلين عسكريين في محافظة السويداء، وهما لواء الجبل ورجال الكرامة، استعدادهما للاندماج ضمن جسم عسكري يكون نواة لجيش وطني جديد، والانفتاح على الحوار مع كافة الأطراف السورية، رافضين أي مشروع انفصالي أو فئوي، ومؤكدين أن دمشق ستبقى العاصمة الأبدية لسوريا.
ويقطن نحو 10 آلاف نسمة من أتباع الطائفة الدرزية موزعين على 14 قرية في جبل السماق شمال غربي إدلب بالقرب من الحدود السورية التركية، وكانوا حتى سقوط النظام السوري المخلوع يخضعون لحكم حكومة الإنقاذ السورية منذ عام 2017، بعد سنوات من الفوضى في المنطقة.
من جهته، قال عطا مرعي، أحد وجهاء الطائفة الدرزية من قرية كوكو في جبل السماق، في حديث خاص للجزيرة نت إن الشيخ حكمت الهجري هو "رجل عاقل، ولكن التخوف لديه غير واقعي، وربما نقلت له صورة خاطئة عما يحدث لنا كطائفة درزية في إدلب، ولا يعلم كيف نعيش في حرية تامة دينيا واجتماعيا، إذ قال لنا الجولاني (أحمد الشرع)، خلال زيارته لجبل السماق، إنه لا إكراه في الدين، وهذا ما نعيشه واقعا".
وأوضح أن "تجربتنا مع حكومة الإنقاذ بدأت منذ ما يقارب 9 سنوات، حصلنا من خلالها على كامل حقوقنا التي أخذت منا في جبل السماق بوقت سابق من قبل بعض الفصائل، ومن بينها جبهة النصرة سابقا".
إعادة الحقوقومع اندلاع الثورة السورية عام 2011، هاجر من القرى الدرزية عدد من سكانها، وسيطرت فصائل المعارضة على بعض ممتلكاتهم من منازل وأراض، وبقي الحال على ذلك حتى تشكيل حكومة الإنقاذ السورية التي بدأت بإعادة الحقوق لهم.
وأضاف مرعي، في رسالة توجه بها إلى الرئيس الروحي للدروز في السويداء، أن تخوف الهجري ربما يكون مبنيا لديه على التصرفات القديمة، ولكن بعد تشكيل حكومة الإنقاذ تغير الوضع بشكل كامل، وقال "أعطانا الجولاني الحرية الدينية، وحاسب من يتكلم بالطائفية أو يضيق على أبناء الطائفة، وأعاد لنا الحقوق، ووجه الدعم إلى الجبل على جميع الأصعدة الخدمية والتعليمية والصحية والإغاثية".
إعلانوشهدت قرى جبل السماق بعد عام 2017 تطورا في البنية التحتية والمرافق من خلال مد شبكة الماء والكهرباء ودعم عملية التعليم والصحة، كما وُجهت المنظمات الإنسانية للدعم الإغاثي وتوزيع الزكاة على الفقراء من قبل هيئة الزكاة العامة.
بدوره، وجّه عصام الداهوك، من قرية قلب لوزة، وأحد وجهاء الطائفة الدرزية في إدلب، رسالة من جبل السماق إلى أهالي السويداء "الذين خرجوا في ساحة الكرامة وتظاهروا مطالبين بالحرية وإسقاط الأسد ونادوا بأن الشعب السوري واحد، وتميزت ساحتهم بمشاركة النساء التي تدل على الحكمة والوعي لديهم، أن يمدوا يد العون لهذه السلطة الجديدة التي نثق بها من خلال تجربتنا معهم على مدى سنوات".
ولفت إلى أن الخوف من التدخل في شؤون الطائفة غير موجود لديهم، مؤكدا أن "هذا ما لعب عليه نظام الأسد باستغلال الأقليات بحجة حمايتهم لاستخدامهم ضد الأكثرية، ولكن مع سيطرة حكومة الإنقاذ على منطقة إدلب أصبحنا جزءا من المكونات الشعبية فيها وحصلنا على حقوقنا، ولم نعان من أي تضيق، بل على العكس، كان هناك اهتمام خاص بنا من قبل أحمد الشرع".
وكان الشرع قد زار جبل السماق عام 2022، واجتمع مع الوجهاء، واستمع لمطالبهم وللشكاوى التي لديهم، وعين مسؤولا خاصا للتواصل معهم، وحلّ كل القضايا والمطالب الخاصة بهم.
من جهته، دعا المرعي أبناء السويداء لزيارة إدلب ومعاينة كيف يعيش أهالي جبل السماق والحرية التي يتمتعون بها، وبأنهم جزء لا يتجزأ من المكونات الاجتماعية في إدلب ولهم من الحقوق والواجبات والرأي كما لباقي سكان إدلب، من دون أي مضايقات، مؤكدا أن "حكومة الإنقاذ هي من تحفظ حقوقهم وواجباتهم".
ونصح المرعي أبناء السويداء بإعطاء فرصة للحكومة الجديدة، فالتجربة معهم لم تكن وليدة يوم أو يومين، فأبناء جبل السماق يعيشون هذه التجربة منذ 9 سنوات مضت، وتتحسن أكثر وأكثر في كل سنة.
إعلانوقال الداهوك إن سوريا لكل السورين، وهم اليوم يعيشون زمن الحرية، إذ لكل إنسان الحق في التعبير عن الرأي، مشددا على أن رسالتهم لأهل السويداء "أن يكون الخطاب لديهم خطابا وطنيا، فسوريا واحدة أرضا وشعبا، وليس هناك أي تخوف من أي تدخل في الحياة الشخصية، وهذا من خلال تجربتنا الشخصية في إدلب، بالإضافة للاهتمام الملموس الذي نعايشه بأنفسنا".
ونصح في هذه المرحلة بالابتعاد عن الأشخاص "الذين يصطادون بالماء العكر من خلال الخطابات التي تطالب بالانفصال أو بإقامة فدرالية. فسوريا للجميع والسوريون يد واحدة، والشعب السوري يحل أي مشكلة من خلال النقاش والحوار، فجميعنا أبناء وطن واحد".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الطائفة الدرزیة حکومة الإنقاذ فی إدلب من خلال
إقرأ أيضاً:
تعزيزات عسكرية من إدلب إلى اللاذقية .. وقطع الاتصالات في درعا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
وصلت تعزيزات عسكرية كبيرة من إدلب إلى اللاذقية، اليوم الاحد، في وقت لا تزال العمليات الأمنية مستمرة في طرطوس وجبلة واللاذقية.
كما تم إرسال تعزيزات إضافية إلى منطقة القدموس بريف طرطوس، حسب ما أعلنته وزارة الداخلية السورية.
وفي اللاذقية، كشف مصدر أمني أن القوات الأمنية تمكنت من إفشال هجوم شنته فلول النظام على شركة "سادكوب" للمحروقات، وفقاً لما نقلته وكالة سانا.
في نفس السياق، أثار انقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت في محافظتي درعا والسويداء بعض التساؤلات، حيث أوضح المهندس أحمد الحريري، مدير فرع اتصالات درعا، أن انقطاع الكابل الضوئي الرابط بين درعا ودمشق هو السبب وراء توقف هذه الخدمات في المحافظتين. وأشار إلى أن هذه الحادثة تأتي نتيجة تعديات متكررة على البنية التحتية للاتصالات، مما أدى إلى قطع الكابل الحيوي الذي يربط المحافظتين بمراكز الاتصالات الرئيسية. وأكد الحريري أن فرقاً تعمل على إصلاح الأعطال بشكل مستمر، وأن عودة الخدمة تعتمد على توفر المواد اللازمة لإتمام عملية الإصلاح بالكامل.
ومنذ يوم الخميس الماضي، شهدت عدة مناطق في الساحل السوري اشتباكات وتوترات، خاصة في المناطق التي يقطنها أغلبية من الطائفة العلوية، حيث بدأت الأحداث بعد محاولة مجموعة أمنية توقيف أحد المطلوبين الذي رفض تسليم نفسه. تبع ذلك قيام مجموعات من فلول النظام بنصب كمائن للقوات الأمنية في هذه المناطق، ما أدى إلى اندلاع مواجهات واسعة.
وقد أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل أكثر من 700 مدني من الطائفة العلوية، ليرتفع بذلك إجمالي عدد القتلى إلى أكثر من 1018 شخصاً، بينهم 273 من عناصر الأمن والمسلحين الموالين للرئيس السابق بشار الأسد أو ممن يُسمون بفلول النظام.