"آليات تنمية الوعي المجتمعي في مواجهة الشائعات".. ندوة لمجمع إعلام بنها
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نفذ اليوم مجمع إعلام بنها بالتعاون مع هيئة الشبان العالمية بالقليوبية ندوة تثقيفية، تحت عنوان (آليات تنمية الوعى المجتمعي فى مواجهة الشائعات)، وذلك في إطار الحملة الإعلامية ( اتحقق .. قبل ماتصدق ) التي أطلقها قطاع الإعلام الداخلي بالهيئة العامة للاستعلامات من خلال مراكز الإعلام الداخلي المنتشره بجميع محافظات الجمهورية في الفتره من 15 ديسمبر 2024 حتى نهايه شهر يناير 2025.
جاءذلك تحت إشراف الدكتور أحمد يحيى رئيس قطاع الإعلام الداخلي للتوعية بمخاطر الشائعات وضروره مواجهتها، حيث تستهدف الإضرار بالدولة المصرية واستقرارها ومنجزاتها والمساس بوحدة الشعب وتماسكه وثقته في مؤسساته الوطنية.
حاضر في الندوة فضيلة الشيخ ياسر حلمى غياتى وكيل وزارة الأوقاف بالقيوبية، أميمة رفعت وكيل وزارة التضامن الاجتماعى بالقليوبية، الدكتور وليد الفرماوى وكيل وزارة الشباب والرياضة بالقليوبية، .د/ حسام النحاس استاذ دكتور بقسم الإعلام بكلية الاداب بجامعة بنها.
بدأ اللقاء بكلمة ريم حسين مدير مجمع إعلام بنها، مؤكدة أن الدولة المصرية شهدت على مدار العقد الماضي تصاعدًا لافتًا وممنهجًا في عمليات إطلاق الشائعات والأكاذيب الهادفة إلى التشكيك في كل ما يتم تحقيقه من تطوير أو إنجاز على أرض الواقع.
وتابعت: “ الأمر الذي أثر بالسلب على ثقة المواطنين في كل ما يدور حولهم، وأن الأمر ازداد سوءا مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعى، التى اصبحت بيئة خصبة لنشر الشائعات دون التأكد من صحة المعلومات”.
وأشارت إلى أن الشائعات هى جزء من التحديات التى تواجهها أى دولة تستهدف استقرار المجتمع و زرع البلبله بين الناس، وهنا يأتى دور الوعى فهو السلاح الحقيقي الذى يجعلنا نميز بين الحقيقة والكذب، ونحافظ على استقرار أى مجتمع فالشائعات يطلقها الجبناء ويصدقها الأغبياء، ويستفيد منها الاذكياء ومن هنا يأتى دور واهمية الاتصال المباشر بالناس لتوعيتهم والاستماع لهم وتقبل ملاحظاتهم.
كما أكد الدكتورحسام النحاس، على أنه من اهم ادوار ومسؤوليات الإعلام رصد الشائعات والرد عليها، حيث أن الدوله المصرية تتعرض لحملة شرسة خلال الفتره الماضية، أطلق خلالها سيلا من الشائعات والأكاذيب حول الوضع الداخلي والأزمات في الشرق الاوسط، خاصه عبر منصات التواصل الإجتماعي.
ولفت إلى أن نشر الشائعات يعد من أهم أسلحه حروب الجيل الرابع والخامس التي تستخدم ضد الدول، ولابد من دعم آليات المواجهة، وذلك من خلال رصد الشائعات والرد عليها وتفنيدها بما يعزز دور الإعلام، ويضمن وصول المعلومات سليمه للمواطن ويزيد وعيه.
كما أكد على أنه مع انتشار الشائعات والحرص على تزييف المعلومات تتزايد الحاجة إلى إعلام موثوق قادر على التصدي لتلك الموجات وإبراز الحقيقة بدقة وموضعية؛ فالإعلام اليوم ليس مجرد ناقلًا للأحداث، وإنما يعد حارسًا أمينًا يحمي المجتمع من التضليل، ويكشف الحقيقه كخطوه أولى نحو مجتمع أكثر وعيا واستقرارا.
كما أكد أن وسائل الاعلام تلعب دورًا بارزًا فى مواجهة الشائعات، وكشف مصدرها، فالإنترنت يمكنه إرسال الشائعة عبر مصادر مختلفة ومجهولة الهوية، ولهذا لابد من أن يكون لوسائل الإعلام الرسمية دور فى كشف الشائعات ومعرفة مصدرها.
فيما تحدثت أميمة رفعت أن الشائعات تنهار منها المجتمعات، وتعد أخطر ما يواجه المجتمع فهى تستهدف اثارة الفتنه وهدم الأمة وزعزعة استقرارها وتعطيل عجلة التنمية، وإثارة البلبلة فيما يسمى بحروب الجيل الرابع والخامس والحروب النفسية التى تعتمد على نشر الشائعات كسلاح أساسي لتدمير المجتمعات.
كما دعت الشباب لضرورة تحرى الدقة والتأكد من صحة ما يتناقلونه عبر وسائل التواصل الاجتماعى والسعى للوصول لمصادر موثوق منها لمعرفة المعلومات الصحيحة والدقيقة وأكدت ان من ضمن أدوات مواجهة حروب الشائعات هى جهود الدولة عبر وزارة التضامن الاجتماعى فى التمكين الاقتصادى والاجتماعي للفئات الأولى بالرعاية والمرأة المعيلة والايتام وكبار السن ومحاولة توفير حياة كريمة لهذه الفئات ومساعدة الافراد وتقديم المساعدات لتحقيق الاستقلالية المالية والاكتفاء الذاتي.
إلى جانب توفير فرص عمل وكذلك قروض ميسرة، بالاضافة الى تطوير قدرات ومهارات الافراد ودمجها في وحدات انتاجية في الصناعات الحرفية واليدوية، وأن هذه الإجراءات من شأنها تعميق روح الولاء والانتماء للوطن ورفض كل محاولات الهدم والتدمير.
كما تحدث د/ وليد الفرماوى مؤكدا بأن الشباب هم ركيزة أى امة وأساسُ الإنماء والتّطور فيها، كما أنّهم بُناةُ مجدها وحَضارتها وحُماتها وان حرب الشائعات التى تتعرض لها مصر فى الاوانه الاخيرة هى حرب لا مثيل لها تستهدف التأثير على وعى المواطن وبث مشاعر الاحباط واليأس مؤكدا على ضرورة مواجهتها والتصدى لها ووضع حدًا لآثارها السلبية.
ولهذا قامت وزارة الشباب والرياضة باطلاق البرنامج القومى لمواجهة الشائعات وتأثيره على الأمن القومى فى ضوء توجيهات فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية والخاصة بضرورة تفعيل دور الشباب فى مواجهة التحديات التى تواجه الوطن وفى مقدمتها الشائعات والمعلومات المغلوطة التى يقوم البعض بتداولها عبر مختلف الوسائط الإعلامية ومنصات التواصل الإجتماعي تحت شعار "تصدوامعنا" وذلك في إطار حرص الدولة على تعزيز الوعي لدى الشباب بأهمية مكافحة الشائعات والأخبار الزائفة التي تهدد أمن المجتمع واستقراره وتمكينه من اكتساب المهارات اللازمة لمواجهة التحديات المعاصرة والتمييز بين الحقيقة والشائعة وبناء مجتمع معلوماتي واعي.
فيما تحدث فضيلة الشيخ ياسر غياتى معرفا الشائعات على انها تدويرٌ لخبرٍ مختَلَقٍ لا أساس له من الصحة او يحتوي على معلومات مضلِّلة بهدف المبالغة والتهويل في سرده واثارة الفتنة واحداث البلبلة بين الناس من اجل التأثير النفسي في الرأي العامّ تحقيقًا لأغراض خفية وقد حرَّم الإسلام نشر الشائعات وترويجها، وتوعَّد فاعلها بالعقاب الأليم في الدنيا والآخرة؛ فقال تعالى: ﴿إنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾
واعتبر فضيلته الشائعات أخطر اشكال الكذب الذى يستخدمه الاعداء لتدمير الشعوب ويسمونه بأسماء کثيرة منها حرب الأعصاب والحرب النفسية وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «کَفَى بِالْمَرْءِ کَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِکُلِّ مَا سَمِعَ 》 لذا لابد من مواجهتها و ضرورة التصدي لها، والتخطيط لاستئصال جرثومتها، حتى لا تقضي على البقية الباقية من تماسك المجتمع، وتلاحم أفراده.
وأكد غياتى على ان من اهم اسباب انتشار الشائعة أهمية الموضوع وقلة انتشار المعلومات الصحيحة عنه مؤكدا انه لا ينبغي إغفال دور وسائل الاتصال الحديثة فهى تقوم بدورٍ كبيرٍ في سرعة انتشار الشائعة ووصولها لقطاعٍ عريضٍ من الناس.
وفى سياق متصل اكد فضيلته على أن الدين الاسلامي ألزم المسلمين بالتحقق من الأخبار قبل الحكم عليها وترك الرد لأولى الأمر والعِلم قبل التحدث فيها كما نهانا عن نشر وترويج الأكاذيب وأمرنا بحسن الظن بالغير.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الإعلام الداخلى بالهيئة العامة للاستعلامات الشباب والرياضة بالقليوبية مواجهة الشائعات وزارة الشباب والرياضة بالقليوبية مواجهة الشائعات نشر الشائعات إعلام بنها IMG 20250108
إقرأ أيضاً:
ليبيا.. إعلام مهاجر من جديد..!
عايشت ليبيا ما يعرف اصطلاحا بإعلام المهجر أو الإعلام المهاجر منتصف السبعينيات، فبعد سيطرة نظام القذافي على الحكم في ليبيا وإغلاقه كافة الصحف الخاصة والإبقاء فقط على الصحف والإذاعات التي تدور في فلك نظامه، اضطر العديد من الصحفيين والمعارضين إلى مغادرة البلاد في سبعينيات القرن الماضي وإنشاء صحف معارضة في الخارج، بينها تجربة وحيدة لإذاعة مسموعة لم تستمر طويلا وصولا إلى المواقع والصحف الإلكترونية.
غير أن الحديث هنا لا يتركز حول قِدم أو حداثة الإعلام المهاجر في البلاد، بل حول أسباب عودة هذه الظاهرة بعد ثورة كان من المفترض أنها أزالت كل أسباب وجودها.
ليبيا لم تشهد ثورة وانتفاضة على المستويين السياسي والاجتماعي فحسب، بل حتى على المستوى الإعلامي الذي عاش تطورا ملحوظا؛ إذ استفاد من مناخ الحرية خصوصا الذي انتشر خلال العامين الأوليين من الثورة، حيث شهدت فورة إعلامية كبيرة وظهر العديد من الصحف والقنوات المسموعة والمرئية على اختلاف توجهاتها، في مسعى لتأسيس تجربة إعلامية مهنية تعددية قادرة على تغيير نمط الإعلام بعد أربعة عقود من الإعلام الشمولي السلطوي.
بيئة عصيبة
بعد سقوط نظام معمر القذافي، واكب الإعلام الليبي سنوات من الحروب الأهلية التي لم تتوقف في مدينة إلا واندلعت في أخرى، وهذه الحروب المحلية التي ساندتها أطراف إقليمية ودولية، خلّفت آثارا اجتماعية واصطفافا بين مختلف القوى الاجتماعية، والإعلام المحلي نال جزءا منها وصار ترسا ضمن تروس هذه الوضعية في البلاد، وهذا لا يعني بحال من الأحوال أن كل وسائل الإعلام المحلية الليبية وقعت في فخ هذه التجاوزات، فهناك وسائل -وإن قلّ عددها- التزمت الحد الأدنى من المعايير الأخلاقية للمهنة.
ومع هذه الأحداث والتحولات شهدنا تراجعا للزخم الثوري وتمددا للثورة المضادة وتأثيرها على الحريات، وهو ما اضطر عددا من وسائل الإعلام الداعمة للثورة إما إلى الإغلاق نهائيا أو إلى العمل من خارج البلاد لتعود الأمور إلى شبه ما كانت عليه قبل عام 2011، وبات من الصعب القيام بأنشطة إعلامية مؤيدة للثورات؛ ورافضة للأنظمة الاستبدادية.
صحيح في ليبيا لم يكن الأمر كما حدث في مصر وسوريا، فالثورة المضادة لم تسيطر بالكامل، بل تحولت البلاد إلى معسكرين مختلفين في الأفكار والأهداف، غير أن البيئة لم تكن مناسبة وكما هو الحال في معظم النماذج أو التجارب المشابهة عبر التاريخ المعاصر، فإن المعارضة اتجهت إلى إنشاء منصات إعلامية في الخارج، وكانت في معظمها قنوات فضائية، وقد فرضت تلك القنوات نفسها على المشهد الإعلامي.
إعلام "الشتات"
وبرزت ظاهرة إعلام "المهجر" أو "المنفى" أو "الشتات" أو الإعلام المهاجر في العالم العربي مع الحالة الفلسطينية بعد العام 1948، وأدت صحافة المقاومة في الخارج دورا كبيرا في حشد الجماهير الفلسطينية وتوعيتها من خلال عشرات الصحف والمجلات والنشرات العلنية والسرية، وخلال عقدي الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين بدأت حركات معارضة في عدة دول عربية تدشين منابر إعلامية تُبث من خارج الوطن.
أفرزت أحداث الربيع العربي مشهدا إعلاميّا جديدا؛ وباتت بعض القوى والحركات الثورية تمتلك وسائل إعلام خاصة، ما لبثت أن انتقلت للعمل في الخارج بعد تمكن الثورة المضادة إما من العودة إلى السلطة أو زعزعة الأوضاع وخلق حالة من عدم الاستقرار كما هو الحال في ليبيا، لذا جرى التحول إلى نمط "الإعلام المعارض في المهجر"؛ حيث هاجر عدد كبير من الإعلاميين المؤيدين للثورات والمناهضين للأنظمة الحالية إلى خارج البلاد لإنشاء وسائل إعلامية موجهة إلى الداخل.
زوابع أمنية
في ليبيا ونتاجا طبيعيا للوضع الأمني ما بعد الثورة، تعرض العديد من وسائل الإعلام إلى الاعتداءات المتكررة، وأغلق بعضها وانتقلت أخرى للبث من خارج البلاد، ولقد أجبر عددا من الصحفيين على ترك المهنة، وبعضهم غادر البلاد من الأساس، عقب تعرضهم للتهديد والابتزاز والخطف وتعرض زملاء لهم للقتل أيضا. وقد سجَّل المركز الليبي لحرية الصحافة 384 حالة اعتداء بحق الصحفيين ووسائل الإعلام بين عامي 2012 و2015 فقط.
وبالإضافة إلى أسباب الفوضى الأمنية والمخاطر التي تواجه العاملين في مجال الصحافة، يرجع البعض توجه القنوات الفضائية الليبية للعمل في الخارج إلى هشاشة البنية التحتية للإعلام، وضعف المهارات المهنية للصحفيين الليبيين.
حاليا في ليبيا باتت أبرز القنوات الفضائية تبث من خارج البلاد، قناة ليبيا الأحرار من الدوحة ثم انتقلت إلى إسطنبول، وقناة المسار من العاصمة الأردنية عمان، وكانت سبقتها كل من قناة ليبيا إتش دي وقناة 218 أيضا من عمّان، وكانت قناة النبأ قبل أن تتوقف عن البث قد انتقلت من طرابلس إلى إسطنبول، وجرى تأسيس قناتي سلام وفبراير خارج البلاد، في إسطنبول بالتحديد، قبل الانتقال إلى طرابلس حيث توقفت فبراير عن البث بعد فترة وجيزة، وقبلها توقفت قناة بانوراما عن البث لأسباب مالية، وكذلك تأسست قناة الوسط في تونس، ولم يتبق في البلاد إلا القنوات ذات التأثير الضعيف سواء كانت تابعة للدولة، أو تلك التي لها توجهات ثابتة لا تتغير مع الجهات التي تمولها وتحميها كقناة "الحدث" في بنغازي التي تدعم البرلمان واللواء خليفة حفتر.
مخاوف أخرى
حتى مع وجود إعلام معارض في الخارج، فهناك مخاوف من وضعية هذا الإعلام في حد ذاته، لا سيما تلك المتعلقة بالتمويل ومدى تأثيره، وهنا خشية من أن تجد القنوات الإعلامية في المهجر نفسها أمام خيارين؛ إما الخضوع لرغبة الممول وتوجيهات الملاك والجهات الداعمة؛ أو الإغلاق لعدم المقدرة على مواصلة الإنفاق، ناهيك عن الضغوط السياسية "أحيانا" التي تمارسها الدول المستضيفة لتلك القنوات على أراضيها، لا سيما إن كانت تلك الدول نفسها تعاني انعدام "الحريات" و"الديمقراطية".
ولا يمكن أن نغفل عن الصعوبات التي ترافق تأسيس القنوات والصحف والمواقع الإلكترونية في الخارج، من حيث قلة الدعم، وافتقار الكوادر المدربة، وصعوبة الانتقال والعيش في مكان جديد، حيث يواجه العاملون ضغوطا تتمثل في الظروف المعيشية في بيئة جديدة، ومحدودية التطور المهني خصوصا لمن هو غير مختص في مجال الإعلام، بالإضافة إلى صعوبة الوصول إلى المعلومة نتيجة العمل بعيدا عن عين المكان.
أهمية رغم الصعوبات
رغم كل ذلك فإن إعلام المهجر يعد جزءا مهما في هذه المرحلة حيث بات نافذة للصوت المعارض، ويتميز بقدرته على مناقشة موضوعات لا يستطيع الإعلام التابع للحكومة أو الموالي لها الاقتراب منها خصوصا فيما يتعلق في مجال الحقوقي، كما هو الحال في ليبيا عند فتح ملفات السجون السرية وقضايا المهاجرين غير الشرعيين مثلا، والتي يصعب الحديث عنها من داخل ليبيا ليس فقط بسبب السلطات الحاكمة هناك شرقا وغربا، بل في أحيان كثيرة تجد نفسك في مواجهة جهات عسكرية ومليشيات ذات نفوذ، قد يضعها طرحك لهذه الملفات في قفص الاتهام.
كما تكمن أهمية إعلام المهجر في تزويد الجمهور بالمعلومات والمعطيات عن الشأن الداخلي من وجهة نظر مختلفة عن السلطة، حيث تلعب دورا في تحقيق نوع من التوازن مع إعلام السلطة الأحادي الصوت والرؤية.
ومع كل ذلك توجد مطالب بضرورة زيادة تحلي المؤسسات الإعلامية في المهجر بالمهنية، والارتقاء بالمستوى، وأن تقدم الحلول للمشاهدين وعدم الاكتفاء بعرض المشاكل والتجاوزات مع تجنب تكرار ما يقوله الإعلام الرسمي والاكتفاء بروايته فقط في الأحداث المهمة.
لا شك في أن الحديث عن تأسيس إعلام -محلي أو في المهجر- يقترب من الموضوعية والحرفية ليس بالأمر اليسير، خصوصا في ثقافة وممارسات سائدة تتسم بالعنف تجاه كل من يراه هذا المجتمع خصما كما هو الحال للأسف في ليبيا، فالأمر يتطلب جملة من الأعمال التوعوية للمثقفين والإعلاميين وصولا إلى السياسيين قبل العامة من الناس، عبر تنمية مهارات تتيح للفرد تبني اللاعنف كموقف إنساني وعدم تسويغ أيّ عنف، وبالتأكيد الامتناع عن ظاهرة التسويق للأشخاص التي باتت منتشرة بشكل غريب، حينها يمكننا الحديث عن فكرة إنشاء وتأسيس إعلام يتسم على الأقل بأدنى نسبة من الحيادية والموضوعية.
ختاما، فإن ظاهرة الإعلام العربي في المهجر تحتاج إلى المزيد من الدراسات ليس على الصعيد الإعلامي فقط، ولكن على الصعيد السوسيولوجي والاقتصادي والسياسي أيضا، فهي حالة معقدة تتأثر بعوامل متشابكة، كما أن لها تأثيرات لا يستهان بها على الواقع المعيشي للشعوب؛ الأمر الذي يستدعي إجراء أبحاث عابرة للتخصصات تسعى للإحاطة بجوانب الظاهرة المختلفة.