اجتماعا لمجلس الأمن الأممي حول الوضع في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
تترأس الحزائر اجتماعا لمجلس الأمن الأممي حول الوضع في الشرق الأوسط
.المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
برج ترامب في غزة
عندما عاد دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة الأميركية في يناير/ كانون الثاني، نشر توماس فريدمان، الصحفي المخضرم في الشؤون الخارجية بصحيفة نيويورك تايمز والمستشرق البارز، مقالًا يوجه فيه نصيحة للرئيس الأميركي قائلًا: "الرئيس ترامب، يمكنك إعادة تشكيل الشرق الأوسط إذا تجرأت".
وعلى الرغم من أن إعادة تشكيل المنطقة عبر التدخلات الإمبريالية العقابية كانت دائمًا جزءًا من السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، فإن ترامب أخذ هذا التحدي إلى مستوى جديد تمامًا.
ففي يوم الثلاثاء، أعلن أن الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على قطاع غزة وتمتلكه، في الوقت الذي أدى فيه العدوان الإسرائيلي إلى إبادة أكثر من 62,000 فلسطيني منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، رغم أن الحصيلة الحقيقية قد تكون أعلى بكثير، حيث تحول معظم القطاع إلى أنقاض.
خطة ترامب: احتلال وتحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"بغض النظر عن حقيقة أن ترامب لا يبدو مدركًا حتى لموقع غزة على الخريطة، إلا أنه التقى برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض ليعلن رسميًا:
"ستتولى الولايات المتحدة السيطرة على قطاع غزة، وسنقوم بعمل جيد فيه أيضًا. سنمتلكه".
وبحسب ترامب، فإن هذا "الموقف طويل الأجل من الملكية" سيشمل التهجير القسري للجزء الأكبر من السكان الفلسطينيين إلى "دول أخرى تهتم بالإنسانية"، وذلك حتى يمكن تحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".
إعلانولإزالة أي شكوك حول شرعية استيلاء الولايات المتحدة على أرض تبعد عنها أكثر من 10,000 كيلومتر، أكد ترامب أن:
"كل من تحدثت معه يعشق فكرة أن تمتلك الولايات المتحدة هذه الأرض، وأن تقوم بتطويرها وخلق آلاف الوظائف عبر مشروع سيكون رائعًا".
لكن، من قال إن التطهير العرقي ليس مشروعًا رائعًا؟
التهديد باستخدام القوة العسكرية
وفي حال لم يوافق الفلسطينيون على هذا المخطط، فإن ترامب لم يستبعد إمكانية نشر القوات الأميركية لحسم المسألة، قائلًا:
"بالنسبة لغزة، سنفعل ما هو ضروري. إذا لزم الأمر، فسنقوم بذلك".
ترامب والفرص الاقتصادية في غزة
بالطبع، ليس من المفاجئ أن الملياردير والرئيس السابق لعقارات ترامب يرى في قطاع غزة فرصة استثمارية مربحة، خصوصًا مع موقعه المتميز على ساحل البحر الأبيض المتوسط، والذي تعرض لعمليات تدمير واسعة النطاق على يد الجيش الإسرائيلي، بمساعدة مباشرة من الرئيس الأميركي السابق جو بايدن.
فهل تصبح غزة يومًا ما موقعًا لأحد أبراج ترامب؟
إستراتيجية ترامب الإمبريالية تتجاوز غزة
في الواقع، مقاربة ترامب القمعية تجاه غزة تمتد إلى أجزاء أخرى من العالم أيضًا. فقد سبق له أن أعاد تسمية "خليج المكسيك" إلى "خليج أميركا"، وهدد بالاستيلاء على قناة بنما، وألمح إلى إمكانية ضم كندا وغرينلاند، باستخدام القوة العسكرية إذا لزم الأمر.
هل بايدن والديمقراطيون أفضل؟
من الواضح أن بايدن وحزبه الديمقراطي لم يكونوا أقل وحشية، فقد استمروا في دعم إسرائيل في إبادة الفلسطينيين. ولكن، مشروع ترامب للاستيلاء على غزة يمثل مستوى غير مسبوق من الهوس الاستعماري، حيث يسعى إلى إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط بقرار فردي.
هل نعيش في عصر استعماري جديد؟
تهجير الفلسطينيين من غزة لإفساح المجال أمام "ريفييرا الشرق الأوسط" لا يعدو كونه استمرارًا لسياسات الإبادة الجماعية. فوفقًا لاتفاقية منع الإبادة الجماعية، فإن أي أفعال تهدف إلى تدمير شعب أو جماعة عرقية أو دينية بالكامل أو جزئيًا تعتبر إبادة جماعية.
إعلانورغم أن إفراغ غزة من سكانها الفلسطينيين هو مثال واضح على ذلك، فإن ترامب يرى أن "إمكانات غزة غير معقولة" ما دام أنه "لم يعد الفلسطينيون إليها"، حيث صرح:
"لا أعتقد أن الناس يجب أن يعودوا إلى غزة.. لقد سمعت أن غزة كانت غير محظوظة لهم. إنهم يعيشون وكأنهم في الجحيم".
هل هناك حل؟ أم أن الخراب مستمر؟
كان بالإمكان تفادي هذا الجحيم لو لم يتم خلقه منذ البداية. فمنذ عقود، والولايات المتحدة تمول وتدعم آلة القتل الإسرائيلية، حيث لم يتغير هذا النهج حتى مع دخول الإبادة الجماعية مرحلة جديدة بعد أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
والآن، عاد ترامب ليعكس الحظر المؤقت الذي فرضه بايدن على تسليم بعض أنواع القنابل الثقيلة لإسرائيل، مما يزيد من حدة الكارثة.
إمبريالية أميركية بلا حلول
كالعادة، تقدم الإمبريالية الأميركية حلولًا كارثية لمشاكل ساهمت في خلقها. ومخطط ترامب لا يعدو كونه محاولة لصرف الأنظار عن الأزمات الداخلية في الولايات المتحدة، مثل سيطرة المليارديرات الفاسدين على البلاد.
في النهاية، ترامب أعلن أنه يريد "تنظيف" غزة بالكامل، وهو خطاب فاشيّ واضح يلقى ترحيبًا من نتنياهو وحلفائه.
وكما هو متوقع، فإن ترامب يرى في إعادة تشكيل خريطة الشرق الأوسط خطوة ستجلب "استقرارًا عظيمًا" لتلك المنطقة، وربما للعالم كله".
لكننا لم نكن لنتوقع أقل من هذا من الرئيس الذي يصف نفسه بأنه "عبقري مستقر للغاية".
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline