مطالب نتنياهو من ترمب .. خارطة طريق إسرائيلية للهيمنة الإقليمية
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
سرايا - مع اقتراب تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب؛ كشفت تقارير إعلامية متعددة، أبرزها تقرير لمجلة يسرائيل ديفينس ، عن نية رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو تقديم قائمة مطالب استراتيجية خلال أول قمة تجمعه بترمب، وذلك في سياق التوترات الإقليمية المتصاعدة، ومحاولة إسرائيل تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية جوهرية بدعم أمريكي.
وتتصدر قائمة مطالب نتنياهو قضية الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية في غزة، حيث يسعى لاستغلال الزخم السياسي للضغط على الإدارة الأمريكية للمساعدة في إعادتهم.
وقد أشار الكاتب في مجلة يسرائيل ديفينس دان أركين إلى أن نتنياهو سيطلب من ترمب ممارسة نفوذه الدولي لتحقيق الإفراج عن الأسرى، مستغلًا العلاقات الوثيقة بينهما، في محاولة لاستثمار الملف لتحسين صورته الداخلية، والظهور كمدافع عن حقوق الإسرائيليين.
أما المطلب الثاني؛ فيتمحور حول مواجهة إيران وبرنامجها النووي، حيث يتوقع أن يطالب نتنياهو الإدارة الأمريكية بتبني موقف أكثر تشددًا، بما في ذلك إعادة فرض عقوبات مشددة والتهديد بإجراءات عسكرية.
ويُعد التوتر مع إيران جزءًا من استراتيجية إسرائيلية دائمة، تهدف لحرمان طهران من أي قدرة على تطوير سلاح نووي، رغم الانسحاب الأمريكي السابق من الاتفاق النووي خلال إدارة ترمب. وسيشير نتنياهو في قمته المفترضة مع ترمب إلى ضرورة تفعيل التنسيق الأمني مع حلفاء مثل الولايات المتحدة والسعودية لتحقيق ضغط مشترك على طهران.
وفيما يتعلق بالشق العسكري؛ يسعى نتنياهو إلى تعزيز القدرات العسكرية لجيش الاحتلال من خلال طلب تزويده بأسلحة متقدمة، أبرزها طائرات التزود بالوقود من طراز KC-46 التي تستخدم في العمليات البعيدة المدى، وطائرات مقاتلة متطورة من طراز F-15IA و F-35.
إضافة إلى ذلك؛ تشمل المطالب تزويد إسرائيل بقنابل بعيدة المدى بوزن يصل إلى طنين، تم تجميد تسليم بعضها خلال إدارة الرئيس جو بايدن، في إشارة واضحة إلى نية إسرائيل توجيه ضربات محتملة ضد أهداف بعيدة مثل إيران.
وعلى الصعيد السياسي؛ يسعى نتنياهو لاستغلال العلاقة الوثيقة مع ترمب للضغط باتجاه تطبيع العلاقات مع السعودية، حيث يراهن على رغبة ترمب في تحقيق إنجازات دبلوماسية كبرى في الشرق الأوسط، خصوصًا مع الإشارة إلى أن تطبيعًا من هذا النوع قد يواجه معارضة داخلية قوية داخل إسرائيل بسبب مطالب الفلسطينيين. كما أن تحقيق تطبيع كامل مع السعودية يمكن أن يمثل انتصارًا سياسيًا لنتنياهو، يساهم في تعزيز مكانته الداخلية.
كما تتضمن المطالب الإسرائيلية دعوة الولايات المتحدة لزيادة الضغط على الحوثيين في اليمن، حيث يعتبر نتنياهو أن الجماعة تشكل تهديدًا إقليميًا بسبب هجماتها على السفن التجارية في البحر الأحمر، والتي أدت إلى ارتفاع أسعار البضائع عالميًا.
ومن المتوقع أن يشير نتنياهو إلى الحاجة لمشاركة الأسطولين الخامس والسادس الأمريكيين في عمليات عسكرية أوسع نطاقًا لردع الحوثيين، مما يعكس اهتمام إسرائيل المتزايد بالتهديدات البحرية وتأثيراتها الاقتصادية.
من الواضح أن هذه المطالب تهدف لتحقيق تفوق إسرائيلي مطلق في المنطقة، حيث تتلاقى المصالح الإسرائيلية مع استراتيجية ترامب الداعمة للنهج الصارم تجاه إيران. كما أن التشديد على قضايا الأمن الإقليمي واستهداف الحوثيين يتماشى مع أجندة أوسع تهدف لخلق تحالف إقليمي لمواجهة النفوذ الإيراني.
وختامًا، تعكس قائمة المطالب المتوقع أن يقدمها نتنياهو لترامب أولويات إسرائيل الاستراتيجية على مختلف الأصعدة، سواء العسكري منها أو السياسي، حيث يظهر التركيز على تعزيز التفوق العسكري الإسرائيلي، وتقويض النفوذ الإيراني، والضغط لتحقيق مزيد من اتفاقيات التطبيع، في وقت تحاول فيه حكومة الاحتلال استغلال العلاقة الوثيقة مع ترامب لدفع هذه الأجندة قدمًا، إضافة إلى الرغبة الإسرائيلية في استمرار الدعم الأمريكي غير المشروط لتحقيق الهيمنة الإقليمية.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 1343
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 08-01-2025 06:12 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
انتقادات إسرائيلية قاسية لحكومة نتنياهو وللجيش بسبب التخبط في غزة
وجه بروفيسور إسرائيلي انتقادات قاسية لحكومة بنيامين نتنياهو والجيش الذي يخوض حربا في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر لعام 2023، وسط تخبط وفشل وإخفاقات متكررة على مدار شهور من القتال، عقب الضربة "المروعة" التي تم تنفيذها على يد مقاتلي حركة حماس في 7 أكتوبر.
وقال البروفيسور إيال زيسر خبير شؤون الشرق الأوسط وأفريقيا ونائب رئيس جامعة تل أبيب، في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" وترجمته "عربي21"، إنّ "الجيش يخوض حربا ضد حماس في غزة منذ خمسة عشر شهرا، لكنه لا يزال بعيدا عن هزيمتها".
وتابع زيسر قائلا: "يبدو أن صورة النصر أصبحت أبعد فأبعد، مع استمرارنا في التخبّط دون هدف، رغم أنه كان ممكناً تبرير الصعوبات، وحتى الإخفاقات التي واجهناها في الأسابيع والأشهر الأولى من الحرب في غزة، بالضربة المروعة التي تلقيناها على يد حماس في السابع من أكتوبر".
وأضاف أن "هجوم حماس المفاجئ الذي لم نتوقعه، ولم نكن مستعدين له، دفع الإسرائيليين لفقدان السيطرة على أنفسهم، وانهيار الأنظمة على المستويين السياسي والعسكري، وجعل من الصعب اتخاذ القرارات بشأن أهداف الحرب، وكيفية إدارتها، ولكن بعد كل هذه المدة، فإن حماس لا تزال في ذروة قوتها، فيما وجدت تل أبيب نفسها تقاتل على سبع جبهات، وتحت وابل من الضغوط على الساحة الدولية".
وأكد أنه "من بين العديد من المسؤولين، وعلى رأسهم رئيس الوزراء نتنياهو، تولّد لديهم خوف من أن الجيش لن يكون قادرا على القيام بهذه المهمة، وأن القتال في غزة سيتسبّب بوقوع خسائر لن يكون الجمهور قادرا على تحمّلها، ولهذا السبب دخلنا في الحرب، من خلال حملة متواصلة لعدة أشهر دون أهداف واضحة، ودون خطة تشغيلية كبرى تُفصّل ما يجب القيام به من البداية إلى النهاية".
وأوضح أننا "شهدنا بدلاً من ذلك تجميعاً عشوائياً للعمليات التي كانت في معظمها غير مترابطة، ولم تؤد لتحقيق أهداف الحرب، ولذلك بدأ القتال في مدينة غزة، ثم في خان يونس، ثم في رفح، ثم العودة مرة أخرى، ولكن يبدو أن كل شيء يبدأ وينتهي بتحديد أهداف الحرب منذ البداية بطريقة شاملة وغامضة، دون تحديد كيفية تحقيق الجيش لهذه الأهداف على الأرض، وبات القضاء على القدرات العسكرية لحماس شعار فارغ، وليس خطة عمل عسكرية منهجية تتضمن أهدافاً ملموسة يجب تحقيقها".
وأشار إلى أن "الهدف الذي انطلق الجيش بسببه للحرب للقضاء على جميع مقاتلي حماس تحقق من خلال قيام الحركة بسهولة بتجنيد الشباب والشابات ليحلوا محل من تم اغتيالهم خلال الحرب، وإن تعلق الأمر بالقضاء على قدرتها الصاروخية، فإننا مرة أخرى نشهد إطلاق الصواريخ كل يوم تقريبا تجاه المستوطنات من غزة المحاصرة، وبدأ "تنقيط" الصواريخ يعود بقوة كبيرة، صحيح أن رد الجيش يكون بإخلاء سكان غزة من مناطق إطلاقها، لكنهم يعودون إليها بعد يوم أو يومين".
وأضاف أن "هذه الدوّامة جعلتنا ندخل في حرب مستمرة، يحتل الجيش فيها الأراضي الفلسطينية، ثم يخليها من أجل إعادة احتلالها، مع وقف إطلاق النار بين الحين والآخر، ذهابًا وإيابًا، مع أنه كان ممكناً أن نتوقع، أن تعود الدولة لرشدها، وتتعلم من إخفاقات الماضي، وتتبنّى نهجا مختلفا، خاصة ما يتعلق باحتلال القطاع، أو على الأقل مناطق واسعة منه، أو بدلا منه تعزيز اتفاق سياسي يضمن إخراج حماس من القطاع، والتوصل لصفقة لإطلاق سراح جميع المختطفين".
ولفت إلى أن "أي شيء من هذا لم يحدث، وما زال الاسرائيليون يسيرون على طريق مسدود، لا يقربهم من هدفهم، ولذلك فإن حرب الأشهر الخمسة عشر ستُذكر في كتب التاريخ باعتبارها حرباً فاشلة، أولاً بسبب الطريقة التي اندلعت بها، ولكن أيضاً وبالأساس بسبب الطريقة التي أُديرت بها منذ ذلك الحين، وقبل كل شيء من قِبَل المستوى السياسي، الذي يبدو أنه لا يريد أن يحسم الحرب، ويكسبها، ويُنهيها، بل يفضّلها حرباً بلا نهاية، مع أنه لا يوجد سبب لهذا اليوم، فقد تغيرت القيادة العليا للجيش، ولا يمكن اتهامها بالافتقار للروح القتالية".
وأوضح أن "إدارة ترامب تمنح إسرائيل حرية التصرف كما يراها مناسبة، وحتى بعض الدول العربية استنتجت منذ فترة طويلة أنه من الأفضل للجميع هزيمة حماس، وبالتالي فهي تمنح تل أبيب الضوء الأخضر للعمل في غزة، لكنه لا يزال عالقا في مكانه، يتجنب اتخاذ القرارات، ويفتقر للرؤية وخطة العمل، وفي النهاية، عندما يرى الأميركيون أنه غير قادر على اتخاذ القرار والانتصار، وخائف من اتخاذ القرار، فسيقرّرون عنا وفقاً لخريطة مصالحهم، وعندها لن نلوم إلا أنفسنا".
وختم بالقول إنه "كفى للدولة حالة المماطلة والتخبط في رمال غزة، كفى من التردد والخوف من اتخاذ القرارات، فقد حان الوقت لتغيير المسار، والخروج من الدائرة المفرغة التي ندور فيها منذ 15 شهراً، هكذا سنحقق أهداف الحرب، ونعيد المختطفين من أيدي حماس".