شهدت مكتبة الإسكندرية اليوم ندوة للدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء الأسبق، تحت عنوان "رومانسية وطن"، أدارها الدكتور أحمد عبد الله زايد، مدير المكتبة، بحضور نخبة من المفكرين والمثقفين.

واستهل الدكتور أحمد زايدةحديثه  بالندوة بشكر الدكتور عصام شرف لإلقاء محاضرته في المكتبة، مشيرًا إلى تاريخه المتميز وسيرته العلمية المشرقة في مجال هندسة النقل، حيث يعد من أبرز المتخصصين بهذا المجال على مستوى العالم.

 واستطرد "زايد" حديثه عن "شرف"  بأنه شغل مناصب سياسية بارزة، منها وزير النقل عام 2004 ورئيس مجلس الوزراء عام 2011، مشيدًا بارتباطه العميق بالوطن وسعيه الدائم لتقديم الحلول التي تدفعه نحو التقدم.

وتناول  عصام شرف مفهوم الوطن بوصفه قيمة عليا لا تتأثر بالأشخاص أو الظروف، مشبهًا حب الوطن بشعور الأمومة، ومؤكدًا أن "رومانسية الوطن" تقوم على العطاء بلا حدود والتضحية الفائقة، مستعرضًا ما أسماه بـ "حالة أكتوبر"، التي وصفها بحالة وطنية فريدة من الانتماء والتكاتف ظهرت بين عامي 1967 و1973، حيث اندمجت مؤسسات الدولة لتحقيق الكرامة الوطنية، متجسدة في تضحيات مذهلة وروح جمعيّة متماسكة.

وتحدث "شرف" عن "مشروع الوطن"،  موضحًا أنه يعتمد على تعزيز مفهوم المواطنة والهوية الوطنية بمشاركة الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني، مع التركيز على قطاعات التعليم والإعلام والفنون، وأكد أن المشروع يستند إلى قوة الداخل وتفعيل التفكير العقلاني والمنطقي، لمواجهة التحديات الداخلية والإقليمية والدولية.

واختتم "شرف" حديثه بالتأكيد على أهمية التفكير المستقبلي والنقل الحضاري، ودور العقل في الارتقاء بالقيمة الإنسانية، مشيرًا إلى أن تعزيز قوة الداخل هو السبيل لمواجهة أي تهديدات.

وجدير بالذكر أن الدكتور عصام شرف تولى منصب وزير النقل من يوليو 2004 حتى ديسمبر 2005، وشغل منصب رئيس مجلس الوزراء في الفترة من مارس إلى نوفمبر 2011.

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: أحمد عبد الله الإسكندرية اليوم الهوية الوطنية الحكومة والقطاع الخاص الدكتور عصام شرف الدكتور أحمد زايد القطاع الخاص المتخصصين المستقبلي المواطن الوطنية جلس الوزراء هندسة النقل رئيس الوزراء الأسبق رئيس مجلس الوزراء عام 2011 مؤسسات الدولة مجلس الوزراء مكتبة الاسكندرية مفهوم المواطنة عصام شرف

إقرأ أيضاً:

مدير مكتبة الإسكندرية: يجب أن نربى الأجيال الجديدة على ثقافة التعددية وقبول الآخر

 أكد الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، أن الأوضاع التي يعيشها العالم أجمع مخيفة وأصبحت التأثيرات سريعة وقوية وعميقة مما يجعل متابعتها ودراستها، غاية في الصعوبة، لذا فمن الضروري التركيز على الأجيال الجديدة للحفاظ على الهوية المصرية والثقافة بمفهومها الشامل.


جاء ذلك خلال استضافته في ندوة "دور الثقافة في بناء الإنسان" التي نظمها نادي سبورتنج الرياضي، بحضور رئيس مجلس الإدارة، ولفيف من أعضاء النادي.


وشدد زايد على أن الثقافة هي أساس تكوين المجتمعات حتى وإن كانت في منطقة نائية، مشيرًا إلى أن الثقافة مقولة عمومية لا تقتصر على فئة من الفئات وهي ما تميز الإنسان عن باقي الكائنات.


وأضاف زايد أن كلمة ثقافة في اللغة العربية تدل على هذا المعنى المشتق من كلمة ثقف وهو ما يعني تهذيب الشيء، فالإنسان عندما يحمل الثقافة يصبح سلوكه أكثر تهذيبًا عن سلوك الحيوان، وبقدر تنمية هذه الثقافة بقدر الابتعاد عن العنف والتناحر، وبقدر امتلاك الانسان العلم والمعرفة يصبح سلوكه أكثر رقيا.


وأوضح أن المجتمعات المعاصرة شهدت مشكلات دفعت العالم أجمع إلى التساؤل حول أهمية الثقافة، بعدما أصبحت هناك صورًا قاسية وغليظة للثقافة وتفسيرات دينية عنيفة، وأصبح من يمتلك القوة والسلاح يمارس البطش على من لا يملكه، وهذا شكل من أشكال الانحراف الثقافي الذي ينزع الإنسان من هويته وتجعله يتخذ سلوكًا منحرفًا.


وأكد زايد أن الثقافة بالمعنى المثالي أصبحت غير موجودة في عالم اليوم حيث شهدت حالة من الإرباك وأصبح الإنسان لا يعرف ما هي المخططات التي يتبعها، وهو ما خلق خوفا من الجيل الأكبر على الجيل الأصغر، لذا لابد أن نستخدم ما لدينا من أطر ثقافية حتى يصبح لدينا جيل قادر عن بناء المجتمع.


وتحدث مدير مكتبة الإسكندرية عن مراحل بناء ثقافة الإنسان والتي تتضمن بناء المعارف والاتجاهات والوعي والأخلاق، موضحًا أن بناء المعرفة يبدأ بالتعليم والذي بدوره ينقل إلى التعمق في القراءة وإلغاء المعارف المشوهة، والأمرهنا لا يقتصر على المعرفة التعليمية ولكن المعرفة المصاحبة لها التي تخلق مواطن صالح قادر على التمييز.


وتابع: هناك أشياء نتعلمها بالسليقة في البيت مثل الدين فكل إنسان يستطيع أن يتعلم الدين ويميز بين الحق والباطل، وتعلم السلوك الراقي والمحب في المجتمع.


وقال أن المرحلة الثانية من بناء الإنسان هي الإيمان بأن كل إنسان مهما بلغ مستوى وضعه الاقتصادي والتعليمي، لديه مخططات ثقافية يتبعها، لذا فإن احترام الآخر أحد المبادئ التي يجب ان نربي أبناءنا عليها، وأن يكون لدينا جميعًا إيمان بالتعددية في الاتجاهات. 


وعن المرحلة الثالثة وهي "تكوين الوعي"، أشار زايد إلى أن العقل البشري يدرك من خلال المعارف التي يكونها ومن خلال الأفعال التي يقوم بها أن هناك خيط يفصل بين الشخصي والعام، والوعي يعني أن يكون الإنسان ناصع الرؤية والسريرة والنفس والعقل، تجعله يغلب المصلحة العامة على الشخصية.


وعن المرحلة الرابعة وهي بناء الأخلاق، أكد مدير مكتبة الإسكندرية، أن الدين إذا فهم بشكل صحيح يصل بالإنسان إلى بناء ذاته الأخلاقية، مشيرًا إلى وجود عوامل تؤدي إلى الوهن الأخلاقي، ففي مصر على سبيل المثال تسببت الظروف التاريخية بداية من عصر محمد علي والدخول إلى العصر الحديث بمنظوماته الحديثة في حدوث كثير من التقلبات السياسية والتدخلات العسكرية من استعمار وثورات وتغيير في الطبقات وخلل التعليم.


وشدد زايد على أن ثروة الأمة تنقسم إلى، مادية بشكلها المعروف، وبشرية وهي ما يجب أن ينصب عليها الاهتمام لإعداد إنسان قادر على العطاء لخدمة وطنه ولا يصبح عالة عليه، وثروة أخلاقية وتعني أن يكون الإنسان لديه مجموعة من القيم تدفعه للمساهمة في تقدم مجتمعه. 


واختتم زايد بالتشديد على أن المرأة هي القائمة على الضبط الأخلاقي في المجتمع لأنها القائمة على تعليم الأطفال وتربيتهم أكثر من الرجال الذين ينشغلون بأعمالهم.

أدار الندوة أحمد حسن رئيس مجلس الإدارة و رانيا الجندي رئيسة اللجنة الثقافية بنادي سبورتنج وبحضور المهندس ممدوح حسني نائب رئيس مجلس الإدارة والأستاذة دينا المنسترلي والأستاذة شاهيناز شلبي أعضاء المجلس واللواء رمزي تعلب المدير التنفيذي.

وفي نهاية الندوة قام  أحمد حسن رئيس مجلس إدارة نادي سبورتنج بتكريم الدكتور زايد وإهدائه درع النادي.

مقالات مشابهة

  • مكتبة الإسكندرية تحتفل بنهاية برنامج الطفل لعام 2024
  • مد الترشح لجائزة مكتبة الإسكندرية العالمية 3 أشهر.. قيمتها مليون
  • تمديد الترشح لجائزة مكتبة الإسكندرية العالمية حتى نهاية أبريل
  • مكتبة الإسكندرية تنظم فعالية “الديسلكسيا" لمساعدة الطلاب على القراءة.. صور
  • "الشورى" يناقش 5 مشروعات قوانين واتفاقيات مُحالة من الحكومة.. الأحد والإثنين
  • عمرو الورداني: عملوا أولادكم الانتماء وحب الوطن
  • مدير مكتبة الإسكندرية: الهجرة غير الشرعية أبرز التحديَّات الشائكة التي تواجه المجتمع الدولي
  • مدير مكتبة الإسكندرية: يجب أن نربى الأجيال الجديدة على ثقافة التعددية وقبول الآخر
  • مجلس الوزراء يوافق على مشروع تعزيز القدرات التعليمية بجامعة بني سويف التكنولوجية
  • الوزراء يوافق على قرار مهم بشأن تعزيز القدرات التعليمية وربط الجامعات بالصناعة