تحالف بريطاني سعودي متين.. حرب قذرة على اليمن
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
يمانيون/ تقارير
وجهت اليمن صفعة جديدة للمخابرات البريطانية، وأفشلت مخططاً استخباراتياً في العاصمة صنعاء، وتعرضت لندن لنكسة جديدة.
وأعلنت الأجهزة الأمنية الإثنين عن إحباط أنشطة عدائية لجهازي الاستخبارات البريطاني والسعودي، حيث عملت الشبكة على استهداف مقدرات البلاد الاستراتيجية، ورصد مواقع للقوة الصاروخية والطيران المسير، إضافة إلى رصد بعض المواقع العسكرية والأمنية، وذلك تحت إشراف ضباط من الاستخبارات البريطانية والسعودية.
وإذا ما تتبعنا مسار التدخل السعودي البريطاني في اليمن فهو قديم، يتجدد مع التطورات والمستجدات المتلاحقة، لكن القاسم المشترك بين البلدين (لندن، الرياض) هو السعي لتمزيق اليمن، وتفتيته، وتحويله إلى بلد هش، لا يمتلك الكثير من مقومات القوة.
وتصف جريدة “الرياض” السعودية العلاقات السعودية البريطانية بـ”العميقة والمتجذرة” منذ أن أرسى قواعدها ودعائمها الملك عبد العزيز آل سعود ورئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل في لقاء تاريخي جمعهما في 7 فبراير 1945م، كما تعد المملكة المتحدة ثاني أكبر مستثمر أجنبي في السوق السعودية بنحو 16 مليار دولار، ويعمل في المملكة أكثر من 1139 مستثمراً بريطانياً، كما افتتحت 52 شركة بريطانية مقرات إقليمية لها في الرياض.
وتؤمن بريطانيا أن استقرارها وأمنها يتطلب وجود “حلفاء أقوياء” لها في المنطقة العربية، ولهذا تحرص على استمرار علاقتها مع السعودية، التي تقوم بالدور المناسب في تأمين المصالح البريطانية في المنطقة، وتنساق مع خططها وأهدافها التدميرية للبلدان العربية.
لهذا، رأينا الانزعاج البريطاني السعودي من ثورة 21 سبتمبر عام 2014، لأنها لا تنسجم مع المبادئ والأهداف لكلا البلدين، ومن هنا كرست بريطانيا والسعودية كل الجهود للقضاء على الثورة الفتية، بغية إعادة اليمن إلى ما كان عليه في السابق كحديقة خليفة للسعودية، ومكاناً مناسباً للمشاريع الاستعمارية البريطانية والأمريكية.
تدريب لقوات سعودية وصفقات أسلحة
وعلى مدى سنوات العدوان السعودي الأمريكي على اليمن الذي بدأ في 26 مارس 2015م، اتسم التعاون البريطاني السعودي بالمتانة والصلابة، ولعبت بريطانيا دوراً محورياً في مساعدة الرياض في هذه الحرب التي وصفتها صحيفة “ديلي ميل” البريطانية بـ”القذرة”.
وبحسب تقرير نشرته الصحيفة في 2017م، فإن أكثر من 50 ضابطاً بريطانياً دربوا الجنود السعوديين بشكل سري على المهارات القتالية في العدوان على اليمن، إضافة إلى تقديم المشورة وصفقات الأسلحة، للدرجة التي عبر فيها النائب في البرلمان البريطاني والوزير السابق للتنمية الدولية البريطانية أندرو ميتشيل عن انزعاجه من دور بلاده في العدوان على اليمن، وقال إن “مشاركة الجيش البريطاني في الحرب على اليمن تعد جزءاً من التواطؤ المخجل لبريطانيا في معاناة الشعب اليمني”.
في تلك الفترة ظهرت صور على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) لمدرب بريطاني يقف أمام خريطة اليمن وهو يشرح استراتيجية هجوم محتمل، بحسب الصحيفة. لكن وزارة الدفاع البريطانية حاولت معالجة الأمر سريعاً، وقامت بعد 20 دقيقة بإزالة الصور.
وفي الشهر ذاته نشرت صحيفة الجارديان البريطانية تقريراً حول طبيعة الدور البريطاني في الحملة المسعورة على اليمن بقيادة السعودية، حيث أكد التقرير أن بريطانيا لا تدعم العدوان بالأسلحة فحسب، بل ترسل جنوداً وأفراداً لنقل الخبرات اللازمة لمواصلة الحرب، إذ نشرت حكومتها أفراداً من سلاح الجو الملكي البريطاني للعمل مهندسين، ولتدريب الطيارين السعوديين، بينما تؤدي شركة “بي أي إي”، أكبر شركة أسلحة بريطانية دوراً أكبر في هذا السياق، وتعاقدت الحكومة -في الخفاء- لتوفير الأسلحة والصيانة والمهندسين داخل السعودية.
ونقلت الصحيفة عن جون ديفيريل الملحق السابق لوزارة الحرب البريطانية قوله: “السعودية لم تكن لتتمكن من شن هذه الحرب دون بريطانيا”.
وكرر ذلك مسؤول في الشركة البريطانية للقناة الرابعة البريطانية حين قال: “من دوننا لن تتمكن طائرة نفاثة من الطيران في السماء خلال 7 إلى 14 يوماً”.
عمل استخباراتي مشترك
وإلى جانب الشراكة المتينة بين السعودية وبريطانيا في العديد من المجالات، فقد برز الدور المشترك بين البلدين من خلال تجنيد الخلايا، وزرع الجواسيس في اليمن.
وأعلنت الأجهزة الأمنية بصنعاء -لأول مرة- القبض على خلية تجسس بريطانية مكونة من 6 أشخاص عام 2021م، تم تجنيدهم وتأهيلهم وتدريبيهم من قبل الجهاز الاستخباراتي البريطاني في مختلف المحافظات اليمنية، فضلاً عن تجهيزهم وتزويدهم بوسائل الاتصال والتواصل والبرامج والتطبيقات الفنية المتطورة في مجال الرصد والتعقب وتحديد المواقع وتأكيد المعلومات ورفع الإحداثيات التي عملوا من خلالها على المساس بالأمن الوطني القومي للبلد خدمة لبريطانيا.
وفي التاسع من شهر يوليو 2021 حكمت المحكمةُ الجزائيةُ الابتدائية المتخصصة بأمانة العاصمة بإنزال عقوبة الإعدام تعزيراً بحق 5 من أفراد الخلية، وعقوبة الحبس لمدة 5 سنوات للمتهم السادس في الخلية، كما قضى منطوق الحكم في فقرته الأخيرةِ بالتصدي للضباط البريطانيين والأمريكيين المتواجدين في مطار الغيضة ومحافظة المهرة الذين أشير إلى أسمائهم في مِلف القضية، والتحقيق معهم في وقائع المساس باستقلال الجمهورية اليمنية وسيادتها.
وكان هؤلاء الجواسيس الستة قد اعترفوا بقيامهم برفع إحداثيات ومعلومات لمواقع وأماكنَ أمنية ومواقع عسكرية ومنشآت مدنية وتجارية في مختلف المحافظات، مقابل راتب شهريّ زهيد.
وعملت هذه الخليةُ تحت مسمى “كتيبة المهام الخَاصَّة” بقيادة المدعو فايز المنتصِر (فار من وجه العدالة)، وتلقوا تدريباتٍ عسكريةً، وأخرى حول كيفية رصد الإحداثيات والتصوير بالكاميرا، وغيرها من المهام، كما ركَّزت الخليةُ في مهامها على البحث عن الدفاعات الجوية للجيش اليمني والطيران المسيَّر، وغير ذلك من الأعمال التي تَمُسُّ السيادة اليمنية والقوات المسلحة.
مطار الغيضة وكر للتجسس البريطاني
ومنذ قدوم القوات السعودية إلى مدينة الغيضة مركز محافظة المهرة، في نوفمبر 2017م والمحافظة تشهد حراكاً شعبياً واسعاً رافضاً للوجود العسكري للمملكة، لكن الجيش السعودي لم يستجب للمطالب الشعبية اليمنية، وعمد إلى إدخال قوات أمريكية وبريطانية إلى المحافظة والتمركز في المطار، وتحويله إلى قاعدة عسكرية للمحتلين الجديد.
وفي منتصف أغسطس عام 2021 وصل فريق خاص من الجيش البريطاني إلى محافظة المهرة، متعذراً بأنه أتى لملاحقة “الإرهابيين” المدعومين من إيران الذين نفذوا هجوماً على الناقلة”ميرسر ستريت” في خليج عمان، أواخر يوليو من العام ذاته.
وعلى الرغم من عدم مصداقية الرواية البريطانية، إلا أن الهدف كان أكبر من ذلك، فالبريطانيون يطمحون بالعودة من جديد إلى حلمهم الاستعماري، ونهب ثروات اليمن وخيراته، وهذه المرة، فإن المساعد لهم في كل هذه التحركات هم السعوديون.
ومنذ وصول البريطانيين إلى المهرة، برزت الكثير من الأنشطة المشبوهة لهم في المحافظة، ومنها بناء وحدات تجسسية، متخصصة في رصد المعلومات، كما أكد ذلك وكيل محافظة المهرة السابق الشيخ القبلي علي بن سالم الحريزي.
ووفقاً للحريزي، فإن طائرات من دون طيار تابعة لبريطانيا تحلق في كافة أجواء المهرة، ما سبب إزعاجاً للمواطنين، متهماً بريطانيا بتدريب عناصر على التجسس لاستهداف الدولة ومؤسساتها ورجال القبائل في محافظة المهرة البوابة الشرقية لليمن.
فضائح التجسس في صدارة الصحف البريطانية
في المجمل، فإن الدور التجسسي لبريطانيا في اليمن ليس حدثاً استثنائياً، أو من باب الوشاية اليمنية على البريطانيين، فالصحف البريطانية ذاتها، نشرت أكثر من تقرير حول هذا الدور.
وعلى سبيل المثال كشفت صحيفة كريدل- The Cradle في شهر أبريل 2023م عن حصولها على وثائق مهمة خاصة بشبكة تجسس تسمى (ARK) بقيادة اليستير هاريس العضو المخضرم في وكالة المخابرات البريطانية MI6، وهذه الشبكة ظلت تعمل في سرية تامة لمدة 9 سنوات خلال العدوان السعودي الأمريكي على اليمن، حسبما ذكرت الصحيفة في تقريرها الذي جاء بالعنوان التالي (وثائق مسربة: دعاية بريطانية سرية في اليمن).
وضمت الشبكة عدداً من النشطاء والمنظمات المدنية – دون أن يكون لهم علم بأجندة الشبكة التي تقوم بدعمهم – ولها أنشطة في عدة محافظات يمنية، بعضها تخضع لحكومة صنعاء، وبعضها يتبع حكومة الفنادق، وقد بدأت الشبكة عملها في صنعاء وحجة ثم في حضرموت ومأرب ولحج وتعز. وبعد ذلك توسعت في محافظات أخرى.
وفي شهر مايو من العام ذاته 2023م، قامت الشرطة البريطانية باحتجاز الصحفي كيت كلارينبيرج كاتب التقرير الذي كشف عن هذه المعلومات، وذلك في مطار لوتون، بعد وصوله من بلغراد صربيا، وتم استجوابه والاستيلاء على بطاقاته المصرفية، وأجهزته الإلكترونية وبطاقات SD، وأخذت الشرطة بصمات أصابعه وصورته وحمضه النووي، وطبقت السلطات البريطانية في الصحفي قانون “مكافحة الإرهاب وأمن الحدود” لعام 2019.
أخيراً، وبحسب الدراسات، فإن للبريطانيين أطماعاً كثيرة في اليمن، فهم يخططون بإنشاء مستعمرة تمتد من الحديدة غربي اليمن إلى عدن جنوباً وتكون متصلة برياً عبر المخا، كما يخططون لمحاصرة اليمن وعزله عن البحر، وتوجيه تجارته إلى منفذ واحد يخضع لسيطرة الاحتلال.
نقلا عن موقع أنصار اللهالمصدر: يمانيون
كلمات دلالية: محافظة المهرة البریطانی فی على الیمن فی الیمن
إقرأ أيضاً:
صنعاء: القبض على عناصر تجسسية جديدة تابعة لجهاز الاستخبارات البريطاني(MI6) وجهاز الاستخبارات السعودي (التفاصيل كاملة)
الجديد برس| خاص|
أصدرت الأجهزة الأمنية التابعة لسلطة صنعاء، بيانا مهما حول إفشال أنشطة عدائية لجهاز الاستخبارات البريطانيMI6)) وجهاز الاستخبارات السعودي.
وجاء في البيان الذي نشرته وكالة سبأ التابعة لـ صنعاء (نص البيان)
بعون من الله وتوفيقه وتسديده ورعايته، تم إفشال أنشطة عدائية لجهاز الاستخبارات البريطاني MI6) ) وجهاز الاستخبارات السعودي، حيث تم خلال شهر ديسمبر 2024م الفائت إلقاء القبض على عناصر تتبع شبكة تجسسية بريطانية.
في ظل معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس وفشل ثلاثي الشر (أمريكا وبريطانيا وكيان العدو الإسرائيلي) في إيقاف العمليات اليمنية المساندة لغزة سعت الأجهزة الاستخباراتية لثلاثي دول الشر ومن تحالف معها إلى تكثيف أنشطتها العدائية لمحاولة إنشاء بنك أهداف، وفي هذا الإطار عمدت الاستخبارات البريطانية بالتعاون والتنسيق مع الاستخبارات السعودية إلى استقطاب وتجنيد وتدريب عناصر تجسسية بغرض تنفيذ أنشطة استخباراتية، تستهدف مقدرات البلاد الاستراتيجية أبرزها: رصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسير، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض قيادات الدولة.
العناصر التجسسية التي تم القبض عليها خضعت لاختبارات تقييمية وفنية في مرحلة الاستقطاب على يد الضباط البريطانيين والسعوديين في العاصمة السعودية الرياض، وبعد اختيارهم واعتمادهم تم إلحاقهم بدورات تدريبية في المراقبة والرصد وجمع المعلومات بغرض إكسابهم مهارات تجسسية وكذلك تدريبهم على استخدام البرامج والأجهزة والتقنيات التجسسية لتنفيذ المهام والأنشطة الاستخباراتية التي سيكلفون بها من قبل ضباط الاستخبارات البريطانية والسعودية بعد عودتهم إلى أراضي الجمهورية اليمنية.
قام ضباط الاستخبارات البريطانية بتزويد عناصر شبكة التجسس بوسائل الاتصال والتواصل والأجهزة والبرامج والتطبيقات الفنية والتقنية المتطورة والمتخصصة في مجال الرصد والتعقب وتحديد المواقع والمساعدة في تأكيد ورفع المعلومات والإحداثيات بعد تدريبهم على استخدامها.
وقد أكدت المعلومات التي تم الحصول عليها أن ضباط الاستخبارات البريطانية اتخذوا من الأراضي السعودية مركزاً لإدارة وتنفيذ الأنشطة الاستخبارية، كما قاموا بإرسال مهام وإحداثيات معينة بعد تكليف العناصر التجسسية عبر الضباط السعوديين والتوجيه بالتحرك إلى موقع المهمة أو الإحداثية لإجراء رقابة ثابتة أو متحركة في المواقع المحددة وجمع معلومات عنها والرفع بها أو زراعة أجهزة تعقب في بعض السيارات أو تصوير من على متنها بالإضافة إلى بعض المهام والأنشطة الاستخباراتية الأخرى.
وتفيد المعلومات التي تم الحصول عليها ممن تم القبض عليهم ومن خلال ما اعترفوا به قيامهم بتنفيذ مهام وأنشطة استخباراتية اسُندت إليهم من قبل الضباط البريطانيين والسعوديين من أبرزها تنفيذ عمليات رصد ومراقبة بعض الأماكن الحساسة والمواقع العسكرية والأمنية والمدنية وكذلك مراقبة بعض قيادات الدولة.
تؤكد الأجهزة الأمنية أنه بعون الله تعالى وتوفيقه وكما استطاعت كشف وإلقاء القبض على العناصر التجسسية التابعة لجهاز الاستخبارات البريطاني في العام 2020م، والعديد من الخلايا التجسسية فإنها لن تألوا جهداً في القيام بمسؤوليتها حالياً ومستقبلاً في تأمين الجبهة الداخلية، وتحصينها من أي محاولات اختراق لمخابرات العدو الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني وغيرها من مخابرات الدول المعادية.
وعليه يدعو جهاز الأمن والمخابرات كل من تورط وتعامل مع استخبارات العدو إلى المبادرة بتسليم أنفسهم إلى أجهزة العدالة، ويحذر المتورطين في الخيانة من أن الأجهزة الأمنية قادرة بعون الله وتوفيقه على الوصول إليهم أينما كانوا كما يحذر من خطورة العمل لصالح أجهزة المخابرات المعادية والتي تصل عقوبة ذلك إلى حد الإعدام.
وتشكر الأجهزة الأمنية الإخوة المواطنين الشرفاء على حرصهم وتعاونهم معها، وتدعو الجميع لليقظة والإبلاغ عن أي تحركات أو أنشطة مشبوهة والتواصل على الرقم المجاني (100).
وتلفت الأجهزة الأمنية إلى أنها سترفع السرية عن بعض التفاصيل الأخرى للرأي العام عبر مادة إعلامية سيتم بثها عبر وسائل الإعلام المختلفة.
وصدق الله العلي العظيم القائل (وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ).