تداولت وسائل إعلامية خلال الأيام الماضية، أخبارا متناقضة بشأن موقف الإدارة الأمريكية الجديدة من الضفة الغربية في فلسطين المحتلة، فبينما رجحت مصادر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بصدد اعتماد تسمية ” يهودا والسامرة ” بدل ” الضفة الغربية ” في المراسلات الخارجية، زعمت مصادر مرتبطة بالسلطة الفلسطينية أن رئيسها محمود عباس تلقى تطمينا شفهيا بهذا الخصوص من الرئيس الأمريكي الجديد.

ويطرح السؤال نفسه، ما الذي يجعل الصهاينة يرفضون مسمى الضفة الغربية، ويجتهدون في إقرار تسميتها بـ ” يهودا والسامرة “؟.

لا جرم أن المسألة ليست مرتبطة بالشكل أو بالمسمى ذاته، ولكن غاية المشروع الصهيوني هي السيطرة على المزيد من الأراضي الفلسطينية تحت مزاعم دينية كما هو معروف.

فالضفة الغربية في نظر المتطرفين الصهاينة هي أرض الميعاد، وهي لا تقل قداسة عن القدس وما يسمونه بالهيكل، وهذا ما أكدت عليه المبادئ التوجيهية للحكومة اليهودية الحالية، التي تدعي أن للشعب اليهودي حقا حصريا لا جدال فيه في جميع أنحاء أرض “إسرائيل”، بما يشمل الجليل والنقب، والجولان، ويهودا والسامرة.

ومنذ مشاركتهم في الحكومة يعمل ساسة اليمين المتطرف على المزيد من الاستيطان في الضفة الغربية، من منطلق أن المجيء الثاني للمسيح عليه السلام لن يتحقق إلا بسيطرة اليهود على كل يهودا والسامرة، ولن يكون ذلك متاحا إلا بتهجير كل الفلسطينيين من الضفة الغربية.

المسيحية الصهيونية هي الأخرى مسكونة بمسؤولية دعم هذا المشروع الاستيطاني الخبيث، ولذا لا غرابة أن نجد في الصهاينة الأمريكيين من هو متحمس للمخطط اليهودي أكثر من اليهود أنفسهم، وآخر هؤلاء مايك هاكابي، والذي أكد في أول تصريح له بعد أن أعلن ترامب ترشيحه سفيرا لأمريكا لدى إسرائيل، استعداد واشنطن لدعم الحكومة الإسرائيلية إذا حاولت ضم الضفة الغربية، وأعاد للأذهان الخطوات التي أقدم عليها ترامب في فترة ولايته السابقة، وكانت كلها تصب في مصلحة المشروع التوسعي للكيان الصهيوني، ومنها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل مقر السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، والاعتراف بالجولان المحتلة كجزء من الدولة اليهودية.

وكان لافتا أن هابي استخدم في تصريحاته مصطلح يهودا والسامرة في حديثه عن الضفة الغربية.!

وزير المالية في حكومة نتنياهو سموتريش، وبعد إعلان فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة، كان قد صرح أيضا أن العام 2025، سيكون عام ضم الضفة الغربية واحتلاها من جديد، بينما قال الوزير بن غفير أن هذا هو قت السيادة في يهودا والسامرة.

وهكذا تتلاقى المشاريع اليهودية مع السياسة الأمريكية الصهيونية في فلسطين المحتلة، ما يقود إلى مزيد من التساؤلات حول الأوهام العربية التي تعمل الرياض على تسويقها لدى الرأي العام العربي والدولي، تحت عنوان الدولة الفلسطينية، أو ” حل الدولتين “، فما الذي سيتبقى من أرض لهذه الدولة، ما دامت إسرائيل ماضية في ضم الضفة الغربية ومستوطناتها، والعمل على تفريغ سكانها الفلسطينيين منها؟.

وكيف يمكن المواءمة بين هذه الوعود الأمريكية لربيبتها إسرائيل، وبين ما يناقضها من تطمينات تقوم ذات الإدارة بتوزيعها على العرب والفلسطينيين، وهي التي كانت طوال أكثر من سبعين عاما إلى صف اليهود ودولة الكيان الغاصب على حساب العرب وحقوق الشعب الفلسطيني؟.

وما هي أوراق وأدوات الضغط التي بيد العرب، يمكنهم أن يستخدموها مستقبلا، وقد ظهروا على هذا النحو المهين من العجز والخذلان لغزة وهي تذبح من الوريد إلى الوريد ؟.

 

6-1-2025

المصدر: الوحدة نيوز

كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا انصار الله في العراق ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي

إقرأ أيضاً:

خبير: إسرائيل تعتبر الضفة الغربية منطقة دينية وجيوسياسية

قال بشير عبدالفتاح الخبير الاستراتيجي، إن الضفة الغربية في فلسطين لها أهمية دينية وروحية، موضحا أن الصهاينة يعتبرون الضفة الغربية، منطقة دينية وجيوسياسية، كما يسكنها آلاف الإسرائيليين.

وتابع عبدالفتاح، خلال لقائه مع الإعلامية فاتن عبدالمعبود ببرنامج صالة التحرير المذاع على قناة صدى البلد، أن إسرائيل لا تنوي أن تتنازل عن الضفة الغربية، موضحا أن المستوطنين لا يزالون يعتدون ويقتلون الفلسطينيين بشكل يومي.

وأشار الخبير الاستراتيجي، إلى موقف مصر والسعودية والأردن، القوي لدعم القضية الفلسطينية، موضحا أن الدول العربية ترفض بشكل كامل التطبيع.

وأوضح أن مواطني شمال سوريا يتعاملون بعملة الليرة التركية مع الاعتماد بشكل كامل على شركات الاتصالات التركية، معلقا: شمال سوريا أقرب إلى السيطرة التركية.

مقالات مشابهة

  • حركة فتح تكشف سبب تكثيف إسرائيل هجماتها في الضفة الغربية (فيديو)
  • متحدث فتح: إسرائيل تشن هجماتها مستمرة في الضفة الغربية
  • متحدث «فتح»: إسرائيل تسعى لتجريد الضفة الغربية من مقومات الحياة
  • «فتح»: إسرائيل تسعى لتجريد الضفة الغربية من مقومات الحياة
  • أستاذ علاقات دولية: إسرائيل تسعى لتحقيق حلم الاستيطان وضم الضفة الغربية (حوار)
  • المتحدث باسم «فتح»: إسرائيل تسعى لتجريد الضفة الغربية من مقومات الحياة
  • دبلوماسي سابق يكشف لـ«الأسبوع» مخطط إسرائيل في الضفة الغربية
  • "أطباء بلا حدود" تدين تصعيد هجمات إسرائيل بالضفة الغربية
  • بشير عبدالفتاح: إسرائيل لن تتنازل عن الضفة الغربية
  • خبير: إسرائيل تعتبر الضفة الغربية منطقة دينية وجيوسياسية