عقد الرئيس الكيني ويليام روتو سلسلة من الاجتماعات مع عدد من القادة الأفارقة، وذلك ضمن زيارته إلى العاصمة الغانية أكرا للمشاركة في مراسم تنصيب الرئيس الجديد جون دراماني ماهاما.

وقد أقيمت مراسم التنصيب في ساحة "النجم الأسود" الشهيرة أمس، الثلاثاء، حيث تعهد الرئيس ماهاما عقب أدائه اليمين الدستورية بجعل غانا وجهة جاذبة للأعمال والاستثمار، مع الوعد بتطبيق نظام ضريبي أكثر شفافية وعدالة لتحفيز النمو الاقتصادي.

 

كما أشار إلى خططه لتحويل اقتصاد غانا إلى اقتصاد يعمل على مدار الساعة.

وخلال زيارته إلى أكرا، عقد الرئيس روتو اجتماعات ثنائية مع كل من رئيس توجو فور غناسينغبي، ورئيس بوتسوانا جيديون بوكو، ونائب رئيس غينيا الاستوائية تيودورو نغيما أوبيانغ مانغي. 

وركزت المناقشات على قضايا التكامل الإقليمي، وتعزيز التجارة، والاستثمار في الزراعة، والسياحة، والطاقة.

وأكد روتو في تصريحاته أن مستقبل أفريقيا يعتمد على الحوار الشامل بين جميع الأطراف لتعزيز تحول القارة. 

وشدد على أهمية إصلاح الاتحاد الأفريقي ودور القطاع الخاص في التنمية الاقتصادية، خاصة في ظل اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، والتي تهدف إلى إنشاء سوق مشتركة تضم 700 مليون شخص، طبقا لبيان رسمى صادر عن الرئاسة الكينية.

وأشار إلى أن تنفيذ منطقة التجارة الحرة الثلاثية، التي تشمل الكوميسا، ومجموعة شرق أفريقيا، ومجموعة تنمية الجنوب الأفريقي، يمكن أن يعزز النمو الاقتصادي ويوفر فرص عمل جديدة ويخفف من معدلات الفقر في القارة.

كما أكد أن الاستثمار في الزراعة يمثل إحدى الركائز الأساسية لتحقيق الأمن الغذائي في أفريقيا، بما يتماشى مع إعلان مالابو، مشيرًا إلى أن الاستثمار في قطاعات السياحة والتجارة يعزز التنمية الاقتصادية ويمكن القارة من تحقيق إمكاناتها الكاملة.

وعلى هامش الزيارة، اجتمع الرئيس روتو مع وزير المملكة المتحدة لشئون أفريقيا اللورد كولينز، حيث أشاد بالدعم البريطاني لجهود القارة في تعزيز السلام والأمن، لا سيما في منطقة البحيرات العظمى.

واختتم الرئيس الكيني تصريحاته بالتأكيد أن تحقيق إمكانات التجارة البينية الأفريقية يعتمد على خلق بيئة ملائمة للأعمال، مشددًا على أهمية الاستقرار والسلام لضمان نجاح التكامل الاقتصادي بين دول القارة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مراسم التنصيب القادة الأفارقة الرئيس الكيني ويليام روتو العاصمة الغانية المزيد

إقرأ أيضاً:

ماكرون يهاجم الزعماء الأفارقة في منطقة الساحل وينتقد الجزائر

باريس- عاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى إثارة الجدل مجددا بتصريحاته الأخيرة خلال انعقاد المؤتمر السنوي للسفراء -الاثنين في باريس– حيث بحث أولويات سياسته الخارجية لهذا العام في مواجهة "الاضطرابات العالمية" التي يجسدها "إضعاف القواعد الدولية".

وفي سياق تصريحاته، هاجم بشكل مباشر الزعماء الأفارقة، معلنا أن "فرنسا كانت على حق في التدخل عسكريا في منطقة الساحل ضد الإرهاب منذ عام 2013، لكن القادة الأفارقة نسوا أن يقولو شكرا، وأن لا أحد منهم يستطيع إدارة دولة ذات سيادة من دون تدخل" حسب قوله، وأضاف مازحا "لا يهم، سيأتي مع الوقت".

وبتطرقه إلى اعتقال الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال (75 عاما)، يكون ماكرون قد كتب فصلا جديدا يضاف إلى سلسلة التوترات التي تعرفها باريس والجزائر في الفترة الأخيرة.

وفي تفاصيل خطابه أيضا، أشار ماكرون إلى أن "دونالد ترامب يعرف أن لديه حليفا قويا في فرنسا"، أما فيما يتعلق بالدفاع الأوروبي، فقد شدد على ضرورة التحرك "بشكل أسرع وأقوى" لتعزيز الصناعة الدفاعية في مواجهة التهديدات المتزايدة.

استفزاز علني

انتقدت مديرة معهد دراسات العلاقات الدولية والإستراتيجية في باريس ليزلي فارين ما وصفته بـ"محاولات ماكرون المتكررة في تغيير الحقائق، لتحويل الإخفاقات إلى نجاحات"، مستبعدة أن يكون انتهاء مصالح فرنسا في منطقة الساحل أحد الأسباب التي دفعته إلى هذا الهجوم والاستفزاز.

إعلان

وأضافت فارين في حديثها للجزيرة نت أنه "في أفريقيا، وبالنظر إلى التاريخ الماضي والحديث، فإن هذه النغمة التي يتم إرسالها تعد بمثابة صب الزيت على النار، بدلا من تخفيف التوترات، لأن الرئيس الفرنسي لا يستطيع مواجهة فشله في منطقة الساحل"، معتبرة أن السياسة الخارجية التي يتبعها تمثل استمراره في إضعاف فرنسا.

أما عن توقيت هذه التصريحات، فتعتقد أنه من الصعب تقديم تحليل واضح لذلك، "لأنها صدرت من رئيس الدولة بدون تفكير في العواقب، إلى درجة دفعت تشاد والسنغال إلى الرد بشكل قاسٍ، وخلفت حريقا من الصعب إخماده على مواقع التواصل الاجتماعي" حسب قولها.

بدوره، قال الكاتب الصحفي في جريدة "موند ديبلوماتيك" بيير دوم للجزيرة نت إن "تصريحات ماكرون تأتي في سياق تاريخي مثير للاهتمام، لأن الدول من المستعمرات السابقة في جنوب الصحراء الكبرى تضرب بقبضتها على الطاولة للقول: كفى لقد طفح الكيل"، بعد نحو 60 عاما من قبولها شكلا من أشكال الولاء ما بعد الاستعماري، وهو ما يرفض ماكرون تقبله بشكل واضح.

جنود فرنسيون من قوة برخان في فايا لارجو شمال تشاد في يونيو/حزيران 2022 (الفرنسية) ردود فعل

لم ترُقْ تصريحات الرئيس الفرنسي لزعماء الدول الأفريقية، وجاءت ردودهم على الفعل سريعة، حيث أعربت تشاد عن "قلقها العميق" إزاء "الموقف المزدري تجاه أفريقيا الأفارقة"، مذكرة أن "القادة الفرنسيين يجب أن يتعلموا احترام الشعب الأفريقي"، وفقا لبيان صحفي أصدره وزير الشؤون الخارجية عبد الرحمن كلام الله.

وفي هذا الإطار، تعتبر فارين التي نشرت كتابا بعنوان "إيمانويل ماكرون في منطقة الساحل: رحلة الهزيمة" أن خطاب الرئيس الفرنسي "خالٍ من أي طابع دبلوماسي، وهو ما يدل على عدم فهمه للقضايا المتعلقة بأفريقيا وعدم اهتمامه بمسألة الحفاظ على الاحترام في العلاقات الثنائية، بما في ذلك المصالح والثقافات الخاصة بكل بلد".

إعلان

أما حزب "فرنسا الأبية" اليساري الراديكالي، فقد أعلن -في بيان صحفي- أن تصريحات رئيس الدولة "تعكس عمى يصل إلى حد الجنون" وتكشف عن "الأبوية الاستعمارية الجديدة التي لا يمكن التسامح معها"، مضيفا أن "مثل هذه التعليقات غير متسقة سياسيا وغير مسؤولة على الإطلاق دبلوماسيا، وتزيد من إضعاف علاقاتنا مع دول غرب أفريقيا".

كما أدى خطاب ماكرون أمام السفراء إلى حدوث ضجة بين باريس ودكار، حيث شكك رئيس الوزراء السنغالي عثمان سونكو في أن الانسحاب المعلن للجنود الفرنسيين من بلاده كان من شأنه أن يؤدي إلى مفاوضات بين البلدين، مؤكدا أنه "لم يتم إجراء أي نقاش أو مفاوضات حتى الآن، والقرار الذي اتخذته السنغال نابع من إرادتها الوحيدة، كدولة حرة ومستقلة وذات سيادة".

وجدير بالذكر أن فرنسا أشرفت على عملية برخان العسكرية التي بدأت عام 2014، وضمت ما يصل إلى 5 آلاف جندي في منطقة الساحل الأفريقي، قبل أن تعلن عن توقفها في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني عام 2022.

انتقاد الجزائر

وفي تفاصيل صب ماكرون الزيت على النار في علاقاته مع دول أفريقيا، اعتبر الرئيس الفرنسي أن الجزائر "تسيء لنفسها" بعدم إطلاق سراح الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال، المعتقل منذ منتصف نوفمبر/تشرين الثاني بالجزائر العاصمة.

وردّت الخارجية الجزائرية على ذلك -في بيان نشرته على حسابها على منصة "إكس"- بالتأكيد على أن "هذه التصريحات لا يمكن إلا أن تكون موضع استنكار ورفض وإدانة، لما تمثله من تدخل سافر وغير مقبول في شأن جزائري داخلي".

ومن وجهة نظر حرية التعبير، يرى المؤرخ المتخصص في قضايا تاريخ فرنسا الاستعماري بيير دوم أن اعتقال الكاتب "فضيحة من جانب السلطات الجزائرية، وإذا كانت هناك قوانين في الجزائر تمنع قول ما قاله صنصال عن الحدود بين المغرب والجزائر، فهذا يعني أن القوانين الجزائرية مقيدة بشكل فاضح".

وأشار المتحدث إلى أنه كان ضحية القانون الذي صدر عام 2005 في الجزائر، والذي يحظر على أي صحفي التحقيق أو كتابة أي شيء عن الحرب الأهلية في التسعينيات، قائلا "آخر مرة ذهبت فيها إلى الجزائر لإعداد تقرير في عام 2017، بعد 20 عاما من الصدمات التي خلفتها هذه الحرب بين المدنيين داخل البلاد، تم اختطافي من قبل المخابرات التابعة للجيش الجزائري".

وأضاف الصحفي الفرنسي "لو لم أكن فرنسيا فقط ـأي لو كان لدي جواز سفر جزائري أيضاـ لكنت بالتأكيد قد عانيت مما عاناه صنصال، لقد تم طردي من البلد، ولا أزال ممنوعا أن تطأ قدمي هناك مرة أخرى حتى اليوم".

إعلان

في المقابل، اعتبر دوم أن جعل هذا الكاتب بطلا لحقوق الإنسان والديمقراطية ـكما يفعل بعض المسؤولين الفرنسيين- يعد فضيحة كذلك، "لأنه منذ عدة سنوات دخل في موجة من الصحبة لأفكار اليمين المتطرف في فرنسا، وهذا تلاعب، لكن لم يكن ماكرون هو من اختار التوقيت، بل السلطات الجزائرية" بحسب تعبيره.

ويصف المؤرخ الفرنسي ما حدث بـ"جزء من سلسلة من المشاحنات الدائمة بين باريس والجزائر"، موضحا أن هناك 3 نقاط جيوسياسية أساسية لهذه المشاحنات، وهي مكافحة مخاطر الهجمات الإرهابية، وأسعار الطاقة، وحسن النية الفرنسية في إصدار التأشيرات.

كما تطرق دوم في تصريحاته إلى التعاون الوثيق بين أجهزة المخابرات الفرنسية والجزائرية لمطاردة الإرهابيين منذ الحرب الأهلية في التسعينيات، معتقدا أن الجهازين سيستمران في التعاون "حتى لو استمرت خلافات الرئيسين ماكرون وتبون".

مقالات مشابهة

  • ماكرون يهاجم الزعماء الأفارقة في منطقة الساحل وينتقد الجزائر
  • روتو يعقد سلسلة اجتماعات مع قادة أفارقة في أكرا لحضور تنصيب رئيس غانا الجديد
  • العلمي وبوريطة يحضران حفل تنصيب رئيس غانا الجديد
  • نائب وزير الخارجية يشارك فى مراسم تنصيب رئيس غانا الجديد
  • تنصيب جون ماهاما رئيساً لغانا
  • بعد قطع علاقاته مع البوليساريو.. الطالبي العلمي و بوريطة يمثلان جلالة الملك في حفل تنصيب رئيس غانا
  • للمرة الثالثة.. تنصيب «جون ماهاما» رئيسا لدولة غانا
  • تباطؤ النمو الاقتصادي في كينيا لأدنى مستوى له منذ أربع سنوات
  • بحث سبل التعاون الاقتصادي والاستثماري بين السلطنة ومصر