أكد محمد المبشر، رئيس مجلس أعيان ليبيا، أن المشكلة الحقيقية في مسار المصالحة الوطنية لا تقتصر على صياغة قانون المصالحة فحسب، بل تكمن في وجود الإرادة الحقيقية والآليات الكفيلة بتنفيذه بما يحقق أهدافه.

وأشار المبشر، في منشور له بفيسبوك، إلى أن التحدي الأكبر يتعلق بمن يتولى تطبيق هذا القانون، وكيفية استثمار نتائجه لتعزيز السلم المجتمعي وبناء دولة المؤسسات.

وشدد المبشر على أن نجاح المصالحة الوطنية يتطلب قيادة وطنية واعية ومستقلة تعمل على بناء الثقة بين الأطراف، وتضمن العدالة الانتقالية، وتحفز الجميع على تقديم تنازلات متبادلة.

وأوضح أن الحل الأمثل يستدعي وضع آليات رقابة ومتابعة تضمن التنفيذ الفعلي للقانون، بحيث تتحول المصالحة إلى مشروع وطني يدفع عجلة التنمية المستدامة ويعزز استقرار ليبيا بشكل حقيقي.

وختم المبشر بالتأكيد على أن المصالحة الوطنية هي السبيل الوحيد لتحقيق مستقبل أفضل للوطن، داعياً كافة الأطراف للعمل معاً بروح المسؤولية الوطنية.

 

المصدر: صحيفة الساعة 24

إقرأ أيضاً:

غضب إسرائيلي من تصريحات المبعوث الأمريكي عن المقاومة الفلسطينية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أبدت تل أبيب غضبها من اللهجة التي استخدمها المبعوث الأمريكي لشؤون الأسرى، آدم بولر، خلال مباحثاته مع حركة حماس، إذ اتهمته بأنه رفع سقف توقعات المقاومة الفلسطينية، ما دفعه إلى التراجع عن بعض تصريحاته لاحقًا.
هذا التطور يعكس المعضلة التي تواجهها الولايات المتحدة في محاولتها لعب دور الوسيط في الملف الفلسطيني-الإسرائيلي، خاصة في ظل تباين المصالح بين الطرفين. فمن جهة، تحاول واشنطن إبقاء قنوات التواصل مفتوحة مع جميع الأطراف لتحقيق تقدم في ملف الأسرى، ومن جهة أخرى، لا تريد إغضاب إسرائيل التي تعتبر حماس كيانًا معاديًا.
محادثات غير معلنة

أحد أبرز جوانب هذه القضية هو أن محادثات بولر مع حماس تمت دون علم إسرائيل، وهو ما يعكس تغيرًا نسبيًا في طريقة تعامل واشنطن مع الملف الفلسطيني. عادة، تلعب الولايات المتحدة دور الداعم غير المشروط لإسرائيل، لكن هذه الخطوة قد تعكس محاولة أمريكية لاستكشاف حلول بديلة بعيدًا عن الضغوط الإسرائيلية المباشرة.
كما كشف بولر عن أن حماس عرضت صفقة شاملة تشمل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين لديها، ونزع سلاحها، وعدم التدخل في السياسة، مقابل وقف إطلاق نار طويل الأمد يتراوح بين 5 إلى 10 سنوات. هذه الصفقة، في حال صحتها، تمثل تحولًا جذريًا في مواقف حماس، لكنها في الوقت نفسه تثير التساؤلات حول مدى جدية الأطراف في تنفيذها، خاصة في ظل انعدام الثقة المتبادل بين حماس وإسرائيل.
بولر في موقف حرج
ما زاد من التوتر هو التصريحات التي أدلى بها بولر في مقابلة مع قناة سي إن إن، حيث قال:
"الأشخاص الذين جلست معهم من حماس ليسوا شياطين بقرون على رؤوسهم، إنهم رجال مثلنا، إنهم أشخاص ودودون للغاية."
هذه التصريحات أثارت غضبًا كبيرًا داخل إسرائيل، حيث اعتبرتها تل أبيب محاولة لتبييض صورة حماس. وجاء رد بولر لاحقًا بالتأكيد على أن واشنطن ليست وكيلًا لإسرائيل، وأنها تتعامل مع هذه القضية من منظور المصالح الأمريكية المباشرة، وليس كخدمة لإسرائيل فقط.
تصريحات بولر تعكس رؤية جديدة نسبيًا داخل بعض دوائر صنع القرار في واشنطن، والتي ترى أن التعامل مع حماس يجب أن يكون أكثر واقعية، بدلًا من الاكتفاء باعتبارها "منظمة إرهابية" دون السعي لفهم توجهاتها واستراتيجياتها السياسية.
دلالات اللقاء
يبدو أن الاجتماع مع حماس، رغم كونه غير معلن، يأتي ضمن سياق أوسع لإعادة تقييم النهج الأمريكي في الشرق الأوسط. فمع تصاعد التوترات الإقليمية وتزايد الضغوط على إدارة بايدن لإيجاد حلول للأزمات المستمرة، قد يكون فتح قنوات تواصل مع جميع الأطراف، بما في ذلك حماس، جزءًا من استراتيجية جديدة تهدف إلى تخفيف التصعيد في المنطقة.
 

مقالات مشابهة

  • أهداف ترامب الحقيقية من التصعيد ضد المكسيك
  • الحوار في زمن القتل
  • غضب إسرائيلي من تصريحات المبعوث الأمريكي عن المقاومة الفلسطينية
  • أنقرة ومصالحها في شمال العراق.. الأسباب الحقيقية لبقاء القوات التركية
  • ما مستقبل اتفاق السلام في دولة جنوب السودان؟
  • شوبير: هذه هي القصة الحقيقية لإعارة الشيبي وإبراهيم عادل لـ الأهلي
  • الإمارات: إعمار غزة يتطلب أفقاً سياسياً يؤمن حلاً مستداماً للصراع
  • أحمد موسى يتغزل في محمد صلاح: الأسطورة الحقيقية
  • بيان مشترك عن البطاركة في سوريا: دعوة إلى وقف العنف وتحقيق المصالحة الوطنية
  • الهلال.. «ثنائية المصالحة»