فساد بلا حدود.. عندما تتحول الشرعية إلى عبء على اليمنيين
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
في ظل الأزمات المتراكمة التي يعاني منها اليمن، حيث يقاسي الشعب ويلات الحرب والفقر والجوع، كُشف النقاب عن منظومة فساد معقدة، عابرة للحدود، تجذرت في أروقة الحكومة الشرعية التي تقيم خارج البلاد بعد أن كان معلولاً عليها أن تستعيد مؤسسات الدولة المنهوبة بيد مليشيا الانقلاب الحوثي، مما يجعل الواقع أكثر قتامة مما قد يتصوره البعض.
الحقائق التي أزاحت الستار عنها تقارير رقابية رسمية حديثة وتحقيقات مستقلة، ترسم صورة قاتمة عن مصير الموارد العامة، حيث يبدو أن المصلحة الوطنية باتت رهينة الأطماع الشخصية والصفقات المشبوهة.
تقرير النائب العام كشف عن فساد صادم، تمثل في رفض محافظ سابق المثول أمام القضاء، رغم تجميد نحو 27 مليار ريال من أرصدته في البنوك، وهو مبلغ يوازي 13.5 مليون دولار أمريكي. هذه الأموال، التي يُعتقد أنها اختُلست عبر ممارسات فساد ونهب المال العام، تعكس مستوى التجاوزات التي باتت واقعًا مألوفًا في الحكومة الشرعية.
أما قطاع النفط، العمود الفقري للاقتصاد اليمني، ليس بمنأى عن هذه الفوضى، حيث تشير التقارير إلى أن عوائد مبيعات النفط تُدار بطريقة غامضة، حيث أصبح التلاعب في العقود والأسعار سمة بارزة.
في محافظة حضرموت، على سبيل المثال، تثير شركة "بترومسيلة" جدلاً واسعًا بسبب عدم توريد عوائد النفط إلى خزينة الدولة، في حين تكشف صفقات مشبوهة عن تورط قيادات حكومية في تقديم تخفيضات لمليشيا الحوثي.
وفي محافظة مأرب، التي تعد من أبرز المناطق النفطية، لم تسلم هي الأخرى من سوء الإدارة والفساد. ويشير خبراء اقتصاديون إلى غياب الرقابة الفاعلة، ما جعلها بيئة خصبة للتلاعب بالموارد، وسط تساؤلات عن غموض العوائد وطرق إنفاقها.
وكشفت التقارير الرقابية النقاب عن فساد امتد ليشمل السلك الدبلوماسي، فقد أظهرت التقارير تجاوزات مالية في السفارات والقنصليات اليمنية في الخارج، تحديدًا في مصر والسعودية والأردن، ما يؤكد أن الفساد لم يترك زاوية إلا ووصل إليها، مما يطرح تساؤلات حول كيفية إدارة الشؤون الدبلوماسية وسط هذه الظروف.
وفي السياق، تداول ناشطون وثائق صادرة عن النائب العام كشفت عن تجاوزات كبيرة في هيئة الطيران المدني في عدن، بعد أن تشعبت التجاوزات من تعطيل مشاريع استراتيجية إلى تضارب المصالح. الأمر الذي يبدو أن قطاع الطيران أصبح أداة أخرى لتحقيق المصالح الشخصية على حساب الصالح العام.
ويرى مراقبون أن قضايا الفساد في الحكومة الشرعية ليس مجرد حالات فردية، بل هو منظومة متشابكة، مؤكدين أن الإصلاح يبدأ بتفعيل الشفافية والمساءلة، مع تمكين منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام من مراقبة الفساد وكشفه.
واختتموا حديثهم بأنه في ظل الأزمة الإنسانية والاقتصادية التي تعصف باليمن وتدهور الأوضاع في مختلف الجوانب يومًا بعد يوم، فإن أنجع الحلول هو التخلص من هذه الشبكة المعقدة من الفساد، وهو السبيل الوحيد لتحرير البلاد واستعادة الدولة، فهذا الإصلاح ليس خيارًا، بل ضرورة وجودية لليمن واليمنيين.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
إقرأ أيضاً:
طرح فيلم الرعب "SCREAMBOAT" في دور العرض المصرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ينطلق اليوم فيلم الرعب "Screamboat"، في صالات السينما، الفيلم من إخراج ستيفن لامورت، ويأتي كعمل دموي ساخر يوازن بين الحنين لأيقونات الطفولة والذوق الدموي لمحبي أفلام الرعب الحديثة، حيث يسخر من الشخصيات الكرتونية التراثية وهو امتداد لنجاح موجة أفلام الرعب المستوحاة من شخصيات الطفولة، مثل "Winnie-the-Pooh: Blood and Honey"، ويتم توزيع الفيلم بواسطة Four Star Films.
تدور أحداث الفيلم خلال رحلة ليلية عادية على متن عبارة في نيويورك، تتحول إلى كابوس حي حين يتعرض فأر صغير لتحوّل مرعب، ويصبح مخلوقًا قاتلًا ينشر الرعب بين الركّاب. بينما تتصاعد وتيرة العنف، يجد الناجون أنفسهم في مواجهة مباشرة مع وحش لا يرحم في محاولة يائسة للنجاة من هذا الفخ العائم. يمزج الفيلم بين التوتر والرعب والكوميديا السوداء، في قصة تسخر من ثقافة الـ"ديزني" بجرأة، وتعيد تقديم شخصيات مألوفة في سياق دموي مفاجئ.
يضم الفيلم مجموعة مميزة من النجوم، على رأسهم تايلر بوزي، جيسي كوف، وديفيد هوارد ثورنتون، الذي يجسد الفأر القاتل، بعد أن عرفه الجمهور في شخصية "Art the Clown" من سلسلة "Terrifier". كما يشارك في الفيلم براين كوين، مايكل ليڤي، وجيسي بوزي، وتقدم أليسون بيتل شخصية "سلينا"، الفتاة التي تتحول من مصممة أزياء مغمورة إلى بطلة تحارب من أجل البقاء.