المنتدى الاقتصادي العالمي يعلن نتائج تقرير مستقبل الوظائف العالمي
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
أطلق المنتدى الاقتصادي العالمي صباح اليوم تقرير مستقبل الوظائف العالمي لعام 2024، والذي يعد الخامس من نوعه على مستوى العالم، والإطلاق الثاني لمصر ضمن سلسلة من التقارير التي بدأ المنتدى نشرها لأول مرة في عام 2016؛ وذلك بهدف تقييم الوضع الحالي لأسواق العمل العالمية، والتنبؤ بالتحولات المتوقع حدوثها على مدى السنوات الخمس المقبلة 2025-2030.
ويأتي إطلاق هذا التقرير في مصر بالتعاون مع المركز المصري للدراسات الاقتصادية، وهوالشريك البحثي الوحيد للمنتدى في مصر، والذي تولى جمع البيانات الخاصة بسوق العمل فيها.
يتضمن تقرير مستقبل الوظائف لهذا العام 55 دولة من مختلف الأقاليم، وتتنوع نتائجه بين 22 قطاعا ويشمل آراء وتوقعات 1000 شركة مختلفة الأحجام بالقطاع الخاص، يعمل بها نحو 14 مليون موظف.
ويلقي التقرير الضوء على أهم الاتجاهات في سوق العمل العالمي، والتي جاءت بشكل أساسي على إثر التحولات الاقتصادية والتكنولوجية، بالإضافة إلى التطورات الجيوسياسية، مما يؤثر بشكل مباشر على هيكل الوظائف والمهارات المطلوبة من ناحية، واستراتيجيات تطوير العمالة التي تعتزم الشركات اتباعها للحصول على هذه المهارات، من ناحية أخرى.
وأظهرت أهم نتائج التقرير الخاصة بأسواق العمل العالمية، أن أصحاب العمل يرون أن أهم اتجاه تحويلي في مجال التوظيف والمهارات هو التحول التكنولوجي، بينما يشكل الانقسام الجغرافي الاقتصادي، والتحول الأخضر، والتحولات الديموغرافية، وعدم اليقين الاقتصادي عوامل محركة مهمة أخرى في هذا الصدد.
ويتوقع أصحاب العمل أن يصبح النفاذ الرقمي Boarding digital access أهم اتجاه تحويلي في جميع القطاعات، حيث يرى 60% منهم أنه سيعمل على تغيير الشروط الوظيفية والمهارات المطلوبة في أعمالهم، وتشكل مجالات الذكاء الاصطناعي، والروبوتكس، وتخزين الطاقة energy storage، وتوليد الطاقة المتجددة، أهم التخصصات المطلوبة من وجهة نظرهم.
ويشكل ارتفاع تكلفة المعيشة عاملا مؤثرا آخر؛ حيث يتوقع 50% من أصحاب العمل أن يؤدي إلى إحداث تغيرات في أعمالهم. ومن المتوقع أن يؤثر التغير المناخي ومحاولات تخفيف تأثيره على الوظائف المطلوبة في نحو 47% من الشركات، في ظل تزايد الطلب على المهندسين والفنيين المتخصصين في مجال الطاقة المتجددة. ومن المتوقع أن يؤثر الانقسام الجغرافي والاقتصادي والتوترات الجيوسياسية على نحو 34% من الشركات؛ حيث أشار أصحاب العمل إلى تزايد القيود التي تواجه التجارة والاستثمار.
كما من المتوقع أن تؤدي التحولات الديموغرافية إلى تغيير أسواق العمل؛ فبينما يتناقص حجم السكان في سن العمل في البلدان مرتفعة الدخل، من المتوقع أن يرتفع في البلدان منخفضة الدخل، وبوجه عام، يتوقع التقرير أن تؤدي هذه التحولات إلى خلق 170 مليون وظيفة جديدة بحلول عام 2030 (14% من إجمالي الوظائف الحالية)، وإحلال 92 مليون وظيفة (8% من إجمالي الوظائف الحالية)؛ مما سينتج عنه نمو صافي في عدد الوظائف قدره 78 مليون وظيفة، وذلك في المجالات التالية: الوظائف الأمامية frontline roles مثل سائقي التوصيل، وعمال البناء، والعاملين في مجال الرعاية الاجتماعية، والعاملين في المزارع، بالإضافة إلى الوظائف التقنية مثل المتخصصين في مجالات البيانات الضخمة big data، والتعلم الآلي، والهندسة البيئية/ الخضراء.
ويتوقع التقرير أن يشهد الطلب على الوظائف الكتابية، مثل الكاشيرات cashiers وموظفو حجز التذاكر، أكبر انخفاض، كما يتوقع أصحاب العمل تغير 39% من المهارات الأساسية والعامة بحلول عام 2030:
ووفق التقرير جاء التفكير التحليلي كأكثر المهارات الأساسية طلبا، يليه المرونة والقدرة على التكيف، وجاء الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة Big Data أكثر المهارات العامة طلبا، يليهما الأمن السيبراني ومعرفة التكنولوجيا.
وفيم يتعلق اتجاهات سوق العمل في مصر؛ يتوقع التقرير أن يتأثر سوق العمل في مصر بصورة كبيرة جراء تزايد النفاذ الرقمي وانخفاض تكلفة المعيشة، وهو ما يتسق بوجه عام مع الاتجاه العالمي المتوقع خلال الخمس سنوات القادمة.
وأعرب أصحاب العمل في مصر (55%) عن تفاؤلهم حيال قدرتهم على إعادة تشكيل مهارات العاملين لديهم لكي تلبي معايير المهارات المطلوبة خلال الخمس سنوات القادمة؛ مقابل متوسط عالمي قدره 29%.
وتحتل مصر المركز الأول بين 55 دولة في الحاجة إلى إعادة تشكيل مهارات قوة العمل بها، حيث من المتوقع تغير 48% من مهارات قوة العمل بها خلال الخمس سنوات القادمة، مقابل 39% على المستوى العالمي.
وأفاد أصحاب العمل في مصر أن رفع مستوى مهارات العاملين لديهم هو أكثر استراتيجية فعالة لتلبية الاحتياجات من العمالة بدلا من إحلالها، ويرى نحو 43% من أصحاب العمل المصريين الحاجة إلى مهارات إدارة الموارد والتشغيل، بينما يرى 24% من أصحاب العمل على المستوى العالمي ذلك.
وتحتل مصر المركز الأول من بين 55 دولة في توظيف العمالة منخفضة الدخل (56%) ومن أصحاب الهمم (24%). كما تأتي في المرتبة الثالثة في توظيف الأشخاص من الأقليات العرقية أو الدينية (27%).
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المنتدي المنتدى الاقتصادي المنتدى الاقتصادي العالمي مستقبل الوظائف العالمي أسواق العمل العالمية من المتوقع أن العمل فی مصر أصحاب العمل من أصحاب
إقرأ أيضاً:
رغد الغامدي: الذكاء الاصطناعي سيخلق فرص وظيفية جديدة في سوق العمل
كتب – عبدالرحمن الغامدي
التطور السريع في الذكاء الاصطناعي صار حديث الجميع، وبدأ يغير شكل الوظائف في كل القطاعات، لكن السؤال اللي يطرح نفسه: هل الذكاء الاصطناعي سيستبدل البشر بالآلة؟ وهل سيخلق فرص وظيفية جديدة للذين يطورون من مهاراتهم؟ عرضنا هذه التساؤلات على رغد الغامدي، اخصائي اقتصادي، وناقشناها لمعرفة تأثير الأتمتة على سوق العمل.
وقالت الغامدي إن الوظائف الروتينية هي الأكثر تأثراً، مثل عمال المصانع، المحاسبة التقليدية، وخدمات العملاء، لأن الذكاء الاصطناعي صار يقدر يعمل المهام المتكررة بسهولة. لكنها في نفس الوقت ترى إن التكنولوجيا تفتح فرص جديدة لوظائف مختلفة تمامًا عن اللي نعرفها.
واشارت الغامدي إن أكبر التحديات اللي نواجها هي البطالة التكنولوجية، والحاجة لمهارات جديدة تناسب سوق العمل الجديد. لكنها تؤكد أن الذكاء الاصطناعي ليس خطرا، بل فيه فوائد كبيرة، مثل زيادة الإنتاجية، تقليل التكاليف، وخلق فرص عمل جديدة، خصوصًا في مجالات التقنية والبرمجة، وترى انه خلال العشر سنوات المقبلة سيكون التأثير واضح أكثر، وتعتقد إن التحول الرقمي بدأ من زمان، وتسارع بشكل كبير بعد جائحة كورونا.
واشارت الغامدي إلى أن الفجوة في التأهيل تظهر بشكل أكبر في الدول النامية وبين الأشخاص اللي يعملون في وظائف تقليدية غير تقنية، لكن بنفس الوقت فيه فرص كبيرة في مجالات مثل الرعاية الصحية، التصنيع الذكي، والتجارة الإلكترونية.
اقرأ أيضاًالمجتمعالمراعي تفوز بجائزة “أفضل رئيس تنفيذي للمنشآت العملاقة” وجائزة “التوطين” ضمن النسخة الرابعة من جائزة العمل
وتشدد الغامدي على إن الحل ليس رفض التكنولوجيا، بل في التعلم والتطور. وتقترح إن الحكومات تدعم الموظفين ببرامج تدريبية تساعدهم يطورون مهاراتهم، وأيضًا الشركات الصغيرة تقدر تستفيد من الذكاء الاصطناعي لو حصلت على الدعم المناسب.
ونصحت الغامدي ان الشخص الذي يتأقلم ويطور مهاراته سيكون مطلوب أكثر في سوق العمل. لا تنتظر التغيير، بل خلك جزء منه! تعلم مهارات جديدة، ركز على الأشياء اللي الذكاء الاصطناعي ما يقدر يستبدلها، مثل الإبداع والتفكير النقدي. الأتمتة ما راح تلغي الوظائف، لكنها راح تغير شكلها، واللي يواكب التغيير هو اللي بيكون له مكان في المستقبل.”