أقام مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم صباح اليوم حفل تكريم للفائزين في مسابقة السلطان قابوس للقرآن الكريم في دورتها 32، برعاية معالي الدكتور خميس بن سيف بن حمود الجابري رئيس وحدة متابعة تنفيذ "رؤية عمان 2040"، وذلك بقاعة المحاضرات بجامع السلطان قابوس الأكبر.

وأوضح راشد بن حميد الدغيشي مدير دائرة الشؤون الثقافية بالمركز في كلمته التي ألقاها أن المسابقة، منذ انطلاقتها تسير بخطى ثابتة وواثقة، واليوم في نسختها الـ32، تواصل المسابقة تحقيق أهدافها التي أراد لها مؤسسها السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- وما تلقاه من دعم وتوجيه من مولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه-، لدليل عناية وحرص على نشر هذا النور الرباني وتشجيع أبناء سلطنة عمان على حفظه والاستفادة من معينه العذب.

وبين أن عدد المتقدمين لهذا العام بلغ (1790) متسابقًا ومتسابقة،ويقوم مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم – وهو الجهة المشرفة على هذه المسابقة – بمراجعة سنوية لكل ما يتعلق بالمسابقة والعمل على تجويدها وتذليل كل الصعاب أمام المتنافسين، ومن ذلك توسيع مراكز التصفيات الأولية، فقد كانت في بداياتها تجرى في مركزين اثنين فقط أحدهما في مسقط والآخر في صلالة، ثم أضيف إليها ثلاثة مراكز، أحدها في صحار والآخر في نزوى والثالث في إبراء، إلى أن وصل عددها اليوم إلى 25 مركزا في مختلف ولايات ومحافظات سلطنة عمان.

كما أكد فضيلة الشيخ الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي، مساعد المفتي العام لسلطنة عُمان، في كلمته التي ألقاها على أهمية العناية بكتاب الله عز وجل فهمًا وتدبرًا وحفظًا، وهنأ فضيلته جميع المشاركين على جهودهم المبذولة في حفظ كتاب الله، مشيدًا بدور أسرهم ودعمهم الذي أسهم في تحقيق هذه النجاحات.

كما أعرب فضيلته عن شكره لمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم على تنظيم هذه المسابقة الرائدة، التي تعكس الرعاية السامية من جلالة السلطان هيثم بن طارق – حفظه الله ورعاه – لكتاب الله الكريم، والتي تعزز من مكانة القرآن الكريم في المجتمع العُماني وتدعم حفظته ودارسيه.

وقال: إن كتاب الله عز وجل ما أنزل علينا إلا ليتوسط ميادين الحياة بسطًا للعدل وإصلاحًا للنفوس وتهذيبًا للطباع والأخلاق وتوضيحا للرؤية والهدف وإقامة للخلق القويم، ورفعا لمعاني العزة والكرامة والخير والهدى والنور في هذه البسيطة، وهؤلاء الثلة المباركة من حفظة كتاب الله عز وجل بما انتدبوا أنفسهم إليه إنما يحققون جانبا من حفظ كتاب الله عز وجل بتواتره المنقول جيلا بعد جيل، فما أحراهم أن يزدلفوا من حفظ تواتره إلى تدبر معانيه، وإقامته مثالا حيا في واقع الناس؛ لأن مجتمعاتنا اليوم في أمسّ حاجة إلى استلهام معاني النور والحكمة والخلق القويم وإلى إعادة السلامة إلى هذه الفطر التي ابتليت بما لا يخفى من غلواء الفتن والشهوات والماديات التي يراد لها أن تطيح بهذا الإنسان بعيدا عن الصراط المستقيم ولذلك فإن الانضمام إلى شرف حفظ كتاب الله عز وجل، وكلنا ننال من هذا الشرف ولو جزءا يسيرا يحتم علينا واجب أن نؤدي رسالة القرآن فينا، وأن نبلغها للعالم أجمع لأن نلتف حول وحي الله تبارك وتعالى حول مقاصده وأحكامه وحكمه وتشريعاته، وأن نقدم من كلام الله عز وجل في واقع حياة الناس الحلول للمشكلات التي يواجهونها وأن ثبت لهم أنه باهتدائهم بهذا النور الخالد قادرون على تخطي الفتن والتحديات التي يواجهونها اليوم لنصنع من أنفسنا أجيالًا سماتها الخير والخلق والأدب الرفيع والجد والاجتهاد والتطلع إلى معالي الأمور والطموح إلى مزيد من الخير والعلم النافع وبناء الأوطان وإقامة الحضارات على أسس راشدة معتدلة".

وأضاف: "لئن اتفقنا جميعا على هذه المعاني فإن ذلك يدفعنا إلى مزيد من العناية بكتاب الله عز وجل بحيث لا نقصر عنايتنا مع أهمية حفظ كتاب الله عز وجل على الحفظ وإتقان التلاوة وتحمّل هذه الأمانة ثم أدائها إلى الأجيال التي من بعدنا بل ينبغي أن نضيف إلى هذه الجهود الطيبة المباركة جهودا أخرى تتعلق بعلوم القرآن الكريم وبالدراسات القرآنية بل لا أبالغ إذا قلت بأن تأسيسنا للدراسات الاستراتيجية وللفكر الرصين وللخطط والرؤى التي يحتاج إليها وطننا ومجتمعاتنا لا يمكن أن تستقيم إلا إذا استنبطت من مراشد النور والهدى والخير في كتاب الله عز وجل".

وبيّن أن القرآن الكريم يمثل النبع الصافي الذي يحتاجه العالم اليوم، في ظل ما تمر به البقاع المقدسة وأرض الأقصى المبارك من أحداث جسام. وأوضح فضيلته أن هذه الأحداث أدت إلى تفتيح الأذهان وإيقاظ الضمير الإنساني العالمي، مؤكداً أن أفضل ما يمكن تقديمه للبشرية هو كتاب الله الكريم، دون الحاجة إلى تفسير إضافي، حيث أثبت أثره في استنهاض العقول وإحياء الضمائر لنصرة الحق وأهله.

وأشار مساعد المفتي إلى أن ثبات المستضعفين وصبرهم في مواجهة العدوان الغاشم، المستند إلى توكلهم على الله، أثبت للعالم أن القوة الحقيقية لا تأتي إلا بمدد من الله تعالى، وأضاف: "لقد رأينا كيف عمد العالم إلى دراسة القرآن بلغاتهم المختلفة، لاكتشاف جواهره ودرره، وكيف أثّر هذا النور الإلهي في تحريك الضمائر نحو الخير والحق".

وشدد فضيلته على أهمية العودة إلى القرآن الكريم لاستخلاص الرؤى والاستراتيجيات، وتقديم حلول عملية للمشكلات التي تواجهها البشرية اليوم، مشيراً إلى أن هذه العودة هي السبيل لتحقيق الخير والرقي والمقاصد السامية لوطننا العزيز، وأكد على ضرورة تضافر الجهود المجتمعية بكافة مؤسساتها الأهلية والرسمية والخاصة في دعم حفظ كتاب الله وتلاوته وفهمه وتدبره، موضحاً أن مجتمعاً يولي هذا الاهتمام للقرآن هو مجتمع حي يرتب أولوياته على أسس متينة ويحقق رسالته الحضارية في الحياة.

تضمن الحفل فيلم عن المسابقة بالإضافة إلى استعراض من قراءات الفائزين في المسابقة، وفي نهاية الحفل قام راعي المناسبة بتكريم الفائزين في المسابقة ولجان التحكيم.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: القرآن الکریم السلطان قابوس حفظ کتاب الله

إقرأ أيضاً:

أكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة.. صرح علمي وتدريبي متكامل لتأهيل المنتسبين

مسقط- الرؤية

قال العقيد خليفة بن حامد الفرعي قائد أكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة، إن يوم الخامس من يناير هو مناسبة احتفاء وتكريم لمنتسبي شرطة عمان السلطانية على ما قدموه من أعمال جلية ومشرفة في خدمة الوطن، ومحفز لاستشراف آفاق أوسع من التقدم والتطور تحت ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم القائد الأعلى حفظه الله ورعاه.

وأضاف: تشكل دفعات الضباط الخريجين لهذا العام رافدًا لجميع تشكيلات شرطة عمان السلطاية لما يملكونه من تخصصات في مختلف المجالات الأمنية والقانونية والهندسية والفنية والإعلامية والتكنولوجية والعملياتية إلى جانب تلقيهم التدريب والتأهيل للقيام بالمهام والواجبات الشُرطية.

وأوضح العقيد خليفة الفرعي: تُعد أكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة الشرطة صرحًا علميًا وتدريبيًا متكاملًا يُعنى بتأهيل منتسبي الشرطة من ضباط وأفراد وشرطة نسائية وإعدادهم للقيام بالمهام الموكلة إليهم لحفظ مكتسبات الوطن وصون المنجزات والإسهام في مسيرة التطور والتنمية، مشيرًا إلى أن ما تقوم به الأكاديمية من جهود وما حققته من إنجازات في تطوير العملية التعليمية والتدريبية هو ترجمة لرؤية القيادة العامة للشرطة المتمثلة في تعزيز كفاءة الكوادر الشُرطية بما يتناسب مع متطلبات العصر ويحقق أهداف رؤية عمان 2040م.

الاعتماد الأكاديمي

وأشار العقيد خليفة الفرعي إلى أن حصول أكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة على الاعتماد المؤسسي من الهيئة العمانية للاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم يُعد من أبرز الإنجازات لعام 2024م، بعد استيفائها لمتطلبات الجودة في التعليم والتدريب بما في ذلك تطوير المناهج الدراسية ورفع كفاءة الكادر الأكاديمي، وتعزيز البحث العلمي، وتوفير الموارد اللازمة لدعم العملية التعليمية.

التخطيط

وأفاد العقيد خليفة بأن أكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة تركز على إعداد  خطط استراتيجية تسهم في تحسين الأداء الأكاديمي والإداري، من أجل تعزيز جاهزية الأكاديمية لمواكبة المتغيرات، وتحسين أساليب العمل والتركيز على تعزيز الكفاءة والجودة، وتوسيع الشراكات المحلية والدولية.

وتسعى الأكاديمية إلى تحقيق الأهداف الاستراتيجية عبر تبني آليات مبتكرة، ودمج التكنولوجيا في مختلف الأنشطة، بما يضمن إيجاد مخرجات تعليمية متفوقة تعزز مكانة الأكاديمية كصرح علمي ريادي في مجال علوم الشرطة.


 

التدريب

وأوضح العقيد خليفة: نفذت أكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة خلال عام 2024م عددًا من البرامج التدريبية في المجالات الأمنية والشُرطية والحيوية مثل الأمن السيبراني، وإدارة الأزمات والوعي الأمني، إلى جانب إدخال تقنيات حديثة كالتطبيقات الذكية لتحسين جودة التدريب وتطوير الكوادر التدريبية بهدف تعزيز المهارات القيادية والفنية والمهنية للمشاركين.

التعليم

وأضاف: تضمنت جهود تطوير التعليم وتحسينه تقديم ورش تدريبية متخصصة في مجالات البحث العلمي وجودة التدريس وتنظيم أنشطة دعم أكاديمي للضباط المرشحين شملت محاضرات وفعاليات ثقافية، بالإضافة إلى تنظيم زيارات تعليمية داخلية وخارجية بهدف تنمية معارف وخبرات المتدربين.

كما تحرص الأكاديمية على تعزيز العملية التعليمية من خلال تكثيف الجهود لاستخدام التكنولوجيا في التعليم، وتوفير أدوات وتقنيات حديثة تدعم التعلم التفاعلي والتطبيقي، وإنتاج بحوث علمية متميزة ونشرها في مجلات علمية رفيعة المستوى، مما يسهم في إثراء المحتوى العلمي للأكاديمية.

البحث العلمي

وقال العقيد خليفة الفرعي: عززت الأكاديمية الجانب البحثي والنشر العلمي من خلال عقد المؤتمر العلمي الثاني للأكاديمية بعنوان الإبداع والابتكار في مجال العمل الأمني الذي شهد مشاركة واسعة من قبل الباحثين من داخل سلطنة عمان وخارجها، وتناولت البحوث مختلف المجالات الأمنية والقانونية والتقنية والاجتماعية و الإدارية، بالإضافة إلى تمويل وإنجاز دراسات جديدة تناولت قضايا أمنية معاصرة. وأصدرت الأكاديمية ثلاثة أعداد من مجلة الأمانة ورفدت المكتبة الرقمية بأكثر من 3000 كتاب. 

التقنية

وعلى المستوى التقني، تضم الأكاديمية مكتبة رقمية مزودة بأجهزة الحاسب الآلي والوسائل التقنية الداعمة لمرتادي المكتبة، وأنجز مركز البحوث والدراسات 10 كتب إلكترونية تفاعلية، كما تم تجهيز القاعات الدراسية والمعاهد التدريبية بأجهزة حاسوب جديدة لتوفير بيئة تعليمية متطورة إضافة إلى ذلك عملت الأكاديمية على إعادة تصميم موقعها الإلكتروني لتلبية احتياجات المستخدمين بشكل أفضل.

الإعلام

وقال العقيد خليفة: أولت أكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة اهتمامًا كبيرًا بالجانب الإعلامي لتعزيز التواصل مع المجتمع من خلال حسابها على منصة (X)، ومجلة "صدى الأكاديمية" بالإضافة إلى مشاركتها في المؤتمرات وورش العمل والمعارض محليًا وإقليميًا.

التعاون وتبادل الخبرات

عززت أكاديمية السلطان قابوس العلوم الشرطة برامج التعاون الأكاديمي والزيارات المتبادلة مع المؤسسات التعليمية محليا ودوليا لتبادل الخبرات والمعرفة والاطلاع على أفضل الممارسات والمرافق التدريبية وبحث أوجه التعاون المشترك، بالإضافة إلى توقيع اتفاقيات تعاون مع جامعات وكليات محلية، مثل أكاديمية الدراسات الاستراتيجية والدفاعية، وجامعة نزوى وجامعة الشرقية، وجامعة البريمي.

مقالات مشابهة

  • بتكليف سامٍ.. الجابري يُتوِّج الفائزين بمسابقة السلطان قابوس للقرآن الكريم
  • تتويج الفائزين في ختام مسابقة "شيف عُمان"
  • رابط نتيجة مسابقة شيخ الأزهر للقرآن الكريم لعام 2024-2025
  • أكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة.. صرح علمي وتدريبي متكامل لتأهيل المنتسبين
  • أمير المدينة المنورة يرعى حفل تكريم الفائزين والفائزات في مسابقة حفظ القرآن الكريم لموظفي الإدارات الحكومية
  • أمير المدينة المنورة يرعى حفل تكريم الفائزين والفائزات في مسابقة حفظ القرآن لموظفي الإدارات الحكومية
  • تكريم 138 طالبا ضمن مسابقة حفظ القرآن بالمصنعة
  • تكريم المشاركين في البرامج المسجدية بمركز السلطان قابوس للثقافة والعلوم
  • تكريم الأئمة والخطباء المشاركين في البرامج المسجدية