مراقبون: ما كشفه الجهاز المركزي للرقابة يؤكد أن فساد الحكومة اليمنية أصبح عملا ممنهج وليس تصرفات وأخطاء فردية
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
أكد اقتصاديون ومراقبون أن ما تم الكشف عنه من قضايا فساد مجرد غيض من فيض، إذ يظهر أن هذه القضايا ليست سوى بعض الأمثلة الانتقائية لفساد ممنهج ومؤسسي، والذي تديره شبكة مصالح كبيرة تمتد على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية والقبلية، وأن هذه القضية تكشف عن منظومة فساد أوسع وأعمق تتلاعب بمقدرات الدولة وتستمر في تقويض جهود الاستقرار والتنمية.
وأشاروا إلى أن قضايا الفساد في الحكومة اليمنية ليست مجرد تصرفات فردية أو أخطاء محدودة في الأفراد، بل هي نتيجة لمنظومة معقدة تعمل بتنسيق تام بين مجموعة من مراكز القوى التي تتمتع بنفوذ قوي داخل الدولة.
ولفتوا إلى أن مراكز قوى الفساد تتمثل في شخصيات سياسية، الحكومة والسلطات المحلية تمثل جزءًا من الشبكة التي تدير هذه الممارسات الفاسدة، بحيث يستخدم هؤلاء الأفراد مناصبهم لتنفيذ مشروعات وصفقات مشبوهة تستنزف موارد الدولة لصالحهم أو لصالح حلفائهم، مؤكدين أن يتساءل عن من استأثر بالمناصب في مفاصل الدولة خلال العشر السنوات الماضية وكون شبكة الفساد العميقة.
إضافة إلى قيادات تسيطر على المؤسسة العسكرية والأمنية والذين باتوا يشكلون جزءًا من المنظومة الفاسدة، حيث يتم الاستفادة من المناصب لتوجيه الموارد الحكومية لصالحهم أو لصالح جماعاتهم، وإلى جانبهم تتداخل مجموعة من رجال الأعمال والمستثمرين المرتبطين بشبكات قبلية ونفوذ محلي، يعمدون إلى الحصول على امتيازات مالية أو مشروعات حكومية بالاستناد إلى علاقاتهم بالسلطة والنفوذ.
وأكد المراقبون أن ما كشفه الجهاز المركزي للرقابة من عشرين قضية فساد يعكس جزءًا فقط من حجم الفساد المستشري في الدولة، ومن خلال ما أُعلن، يمكن الاستنتاج أن هذه القضايا تم اختيارها بشكل انتقائي في إطار حملات إعلامية أو سياسية، في حين أن هناك العديد من القضايا الأخرى التي لم يتم الكشف عنها بعد، كما أكدوا أن هناك فسادًا أكبر من حيث المبالغ والأثر الكارثي على مستقبل الشرعية لم يتم تسليط الضوء عليه بعد.
وتوقعوا أن هناك ملفات ضخمة تحتوي على قضايا فساد تتعلق بعقود مشبوهة، ونهب أموال المساعدات الإنسانية، وتلاعب في إدارة الموارد النفطية والغازية، فضلاً عن استغلال الأزمة الحالية لتأمين مصالح شخصية على حساب الشعب اليمني، لافتين إلى أن كل هذه الملفات قد تظل طي الكتمان ما لم تتوافر الإرادة السياسية الكافية والمكافحة الجادة لهذه الظاهرة.
وأشاروا إلى أنه على الرغم من وجود أجهزة رقابية مثل الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، فإن الحقيقة هي أن أدوات الرقابة والمحاسبة والمساءلة قد تم تهميشها أو تغييبها بشكل كبير، في ظل هيمنة شبكة المصالح، يتم تقليص دور المؤسسات الرقابية إلى مجرد إحصائيات تُستخدم لأغراض إعلامية أو سياسية، دون وجود إرادة حقيقية للحد من الفساد.
وأكدوا أن غياب الشفافية، وتغييب مؤسسات الرقابة، ساهم في تكريس هذه الظاهرة، ومن جانب آخر، أسهمت آلة إعلامية تمتلكها شبكة الفساد في ترويج أخبار مغلوطة والتغطية على الفساد، مما جعل الرأي العام في حالة من اللامبالاة أو التصديق بأن الأمور تحت السيطرة. وبتواطؤ بين الأجهزة الإعلامية وقطاعات فاسدة داخل الحكومة، يتم تقويض أي محاولة حقيقية لإجراء إصلاحات جادة في القطاع العام.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
إقرأ أيضاً:
رئيس «المركزي للمحاسبات» يبحث تعزيز التعاون مع رئيس الرقابة المالية الصومالي
استقبل المستشار محمد الفيصل يوسف، رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، أحمد عيسى غوتالي، رئيس الجهاز الأعلى للرقابة المالية والمحاسبة في الصومال، في إطار تعزيز التعاون المشترك في مجال الرقابة والمحاسبة.
تفاصيل اللقاءوناقش اللقاء سبل تعزيز التعاون الثنائي بين الجهازين، لاسيما في مجال تبادل الخبرات الفنية وبناء القدرات المؤسسية، وذلك تمهيدًا لعقد اجتماعات تنسيقية مشتركة بهدف استشراف فرص التعاون المستقبلية، بما يسهم في توحيد الجهود الرقابية وتعزيز الشفافية والمساءلة في كلا البلدين.
دعم جهود الأجهزة الرقابيةوأكد «يوسف» حرص الجهاز المركزي للمحاسبات على دعم جهود الأجهزة الرقابية في الدول الشقيقة، من خلال تبادل أفضل الممارسات في مجالات التدقيق المالي والحوكمة والإصلاح المؤسسي، مؤكدًا أن هذه الشراكات تسهم في تعزيز الأداء الرقابي بما يتماشى مع المعايير الدولية.
من جانبه، أشاد أحمد عيسى غوتالي بالعلاقات الثنائية المتينة بين مصر والصومال، مؤكدًا أهمية الاستفادة من الخبرات المصرية في مجال الرقابة المالية والمحاسبة، والتي تعد نموذجًا رائدًا في المنطقة. كما أبدى تطلعه إلى تعزيز التعاون المستقبلي عبر برامج تدريبية متخصصة وتبادل الخبرات الفنية بين الجانبين.
دعم التعاون المشترك بين البلدينوفي ختام اللقاء، أكد الطرفان على أهمية تفعيل أطر التعاون المشترك في أقرب وقت، من خلال عقد اجتماعات تنسيقية تهدف إلى تعزيز القدرات الرقابية لكلا الجهازين، وذلك في إطار التزامهما المشترك بتطوير آليات الرقابة المالية وتحقيق أعلى معايير الشفافية والمحاسبة.