الشاعر عبد الرحمن القرضاوي يبدأ إضرابا عن الطعام في محبسه بلبنان
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
كشف مصدر في عائلة الشاعر المصري عبد الرحمن يوسف القرضاوي، عن دخوله في إضراب عن الطعام عقب قرار السلطات اللبنانية ترحيله إلى دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقال المصدر، الأربعاء: "تحدثنا الآن مع عبد الرحمن يوسف القرضاوي وهو بخير ومعنوياته مرتفعة جدا".
وأضاف أن "عبد الرحمن بدأ منذ الأمس (الثلاثاء) إضرابا عن الطعام حتى يرفع عنه هذا الظلم"، في إشارة إلى اعتقاله من قبل السلطات اللبنانية خلال عودته من العاصمة السورية دمشق.
وكانت أسرة القرضاوي أرسلت خطابا رسميا إلى رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، تطالب فيه بالإفراج عن الشاعر المحتجز في لبنان، بعد ورود مطالبات مصرية وإماراتية بترحيله لمحاكمته في قضايا وصفتها المنظمات الحقوقية بـ"السياسية".
والثلاثاء، وافق مجلس الوزراء اللبناني على ترحيل القرضاوي لدولة الإمارات العربية المتحدة، بعد طلب رسمي من الأخيرة لتسليمه بتهمة "التحريض" على الإمارات.
وأوقفت السلطات اللبنانية القرضاوي بعد خروجه من سوريا في زيارة قام بها بعد تحرير العاصمة السورية دمشق من نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، الذي هرب إلى روسيا في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
وقال وزير الإعلام اللبناني زياد المكاري عقب جلسة لمجلس الوزراء، إن القرضاوي "سوف يرحّل إلى الإمارات... اتخذ القرار بترحيله إلى الإمارات".
وكان المحامي محمد صبلوح المتابع لقضية الشاعر المصري، أعلن عن تقديم طلب وقف تنفيذ قرار مجلس الوزراء بترحيل الأخير إلى الإمارات أمام قاضي الأمور المستعجلة، كما أنه جارٍ تقديم طعن بمجلس شورى الدولة.
وأضاف صبلوح أن السلطات اللبنانية قررت نقل نجل القرضاوي من قصر عدل بيروت إلى مقر الأمن العام تمهيدا لترحيله ربما اليوم، واصفا القرار بأنه أسرع قرار في تاريخ لبنان، مؤكدا أن أداء رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي عليه علامات استفهام كبيرة، ويثبت أنه يرتكب جريمة ضد الإنسانية.
وأثار قرار الحكومة اللبنانية تسليم عبد الرحمن القرضاوي، إلى الإمارات، موجة غضب اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي، تنديدا بالقرار ومطالبة بإطلاق سراحه.
وحذر صبلوح من خطورة تسليمه إلى الإمارات بالمخالفة للقانون، "نظرا لأن مصر صاحبة طلب الاسترداد الأصلي ولم يصل ملفها حتى الآن"، مشددا على أنه لا توجد اتفاقية تبادل للمطلوبين بين الإمارات ولبنان.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية المصري القرضاوي الإمارات دمشق سوريا سوريا مصر الإمارات دمشق القرضاوي المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السلطات اللبنانیة إلى الإمارات عبد الرحمن
إقرأ أيضاً:
نجم السِّماك الأعزل
لطالما كان للنجوم حضور قوي في الثقافة العربية، ولا تزال الكثير منها تحمل أسماء عربية حتى اليوم، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى في سورة الأنعام: «وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ»، وارتبط العرب بالنجوم بشكل وثيق، فأطلقوا عليها أسماء ووصفوها بدقة، ولم يقتصر تأثيرها على علم الفلك وحسب، بل امتد أيضًا إلى الشعر والأدب، حيث تغنّى بها الشعراء وحيكت حولها الأساطير، مستخدمين إياها لرسم صور خيالية تربط بين النجوم وتوضح مواقعها في السماء ضمن حكايات وقصص مشوقة.
والنجم الذي نتحدث عنه اليوم هو نجم السماك، وهو نجم أزرق لامع يقع في الكوكبة النجمية التي تسمى العذراء، وقد سمته العرب السماك الأعزل، وكلمة السماك تدل في المعاجم على معنى السمو والرفعة، ولذلك استخدمه الكثير من الشعراء العمانيين والعرب في الدلالة على هذه المكانة، أما عن وصفه بالأعزل فذلك لأنه لا يوجد كوكب بين يديه، والأعزل الذي لا سلاح له. والعرب اعتقدوا أنه نجم واحد منفرد، ولكن هو في حقيقة الأمر عبارة عن نجمين يدوران حول بعضهما البعض أحدهم أكبر حجما وأكثر حرارة وسطوعا من الآخر، هذان النجمان قريبان جدًا من بعضهما، مما يجعل من الصعب رؤيتهما بشكل منفصل بالتلسكوبات التقليدية، وقد كان العرب يقسمون السنة إلى منازل قمرية، وكان السماك الأعزل يُعتبر جزءًا من هذه المنازل كما أنهم استخدموه لتحديد أوقات الأمطار وبدء مواسم الزراعة. أما من حيث المعلومات العلمية حوله، فإن الدراسات أثبتت أن النجم الرئيسي يبلغ قطره حوالي 7.5 ضعف قطر الشمس، كما أن درجة حرارته عالية جدا، حيث تبلغ حرارته حوالي 25.300 كلفن، مما يجعل لونه أبيض مائلا للزرقة، وهذه الحرارة أعلى بكثير من حرارة الشمس، التي تبلغ حوالي 5.778 كلفن فقط، وهو يبعد عن الأرض حوالي 250 سنة ضوئية، ويمكن رؤيته بسهولة في شهر أبريل ومايو بعد غروب الشمس، ويبقى ظاهرًا حتى أواخر الصيف. وقد ورد في كتاب الأنواء في مواسم العرب لابن قتيبة الدينوري قول ساجع العرب «إذا طلع السماك، ذهبت العكاك، وقلّ على الماء اللكاك»، و«العكاك» الحرّ، يريد أنه لا يبقى منه شيء عند طلوعه، «وقلّ على الماء اللكاك»، يريد الازدحام عليه، لقلة شرب الإبل في ذلك الوقت، قال أيوب بن موسى بن طلحة: «إذا طلع السماك، ذهب العكاك، وبرد ماء الخرقاء» يريد أن الخرقاء لا تبرّد الماء، فيبرد حينئذ من غير تبريد، وقالوا: «لا يطلع السماك إلا وهو مادّ عنقه في قوة» . وقال الشعبى: «لا يطلع السماك إلا وهو غارز ذنبه في برد». وقد ورد هذا النجم كثيرا في الشعر العماني، فلا يكاد شاعر من الشعراء العمانيين المشهورين إلا وذكره في قصائده، فهذا الشاعر أبومسلم البهلاني يقول في إحدى قصائده:
كلمات كالسحب تمطر نورا
ومعان كالدر في الأسلاك
صبغت صفحة الوجود ضياء
خطف النور من بصير السماك
وفي قصيدة أخرى يقول:
لئن هدمت محياك قاصمة الردى
فمجدك يبقى شامخًا لا يهدم
على سورة في المجد قر أساسه
له شرف فوق السماكين ينجم
كما أن الشاعر الغشري ذكر هذا النجم في إحدى مطولاته التي بلغت 210 أبيات، فهو يصف أئمة بني خروص ويقول عنهم:
نسخ الظلامَ ضياءُ عدلهمُ إذاً
وبدا على وجه الدجى الأنوارُ
ولقد سما فوق السمَاكِ فخارُهم
ولهمْ على كلِّ الأنامِ فخارُ
وإذا أتينا إلى الشاعر المعولي، فنجده ذكر هذا النجم في قصيدة مدح بها حميد ابن الإمام سلطان بن سيف اليعربي يقول فيها:
لكَ همَّةٌ قعساء في النعماء ما
تزدادُ إلا رفعةً بتنقلِ
لقدِ ارتقيتَ بهَا رقيّاً عالياً
حتى علوتَ على السماكِ الأعْزَلِ
وهذا الشاعر راشد بن خميس الحبسي يمدح قوما بقصيدة فيعلي مقامهم فوق مقام نجم السماك الأعزل فيقول:
قومٌ مقالُهم الصوابُ وقدرُهُمْ
يعلو على هامِ السماك الأعزل
هم سادةُ النادي وحُمْسُ رجاله
وبدورُ ناشئةٍ الظلام الأليْل
ومن شعراء عمان المشهورين الذين ذكروا السماك هو الشاعر موسى بن حسين بن شوال الذي يقول في إحدى قصائده:
سقاها ملثُّ القطرِ كلّ مجلجلٍ
وَثجّت عليها المعصرات الحواملُ
وَأَلبَسها نوء السماكين حلّةً
فَيشرق بالأزهار منها الحمائلُ
وأما الشاعر العماني سعيد بن مسلم بن سالم المجيزي الملقب بأبي الصوفي فيقول في مدح أحدهم:
يومٌ عَلَى فَلك السِّماكِ تطايرتْ
أَفراحُه فأزالتِ الأَتْراحا
عَمَّ البسيطة ناشراً أعلامَه
بِشراً فَطَمَّ مَهامِهاً وبِطاحا
ويقول الشاعر ابن رزيق في إحدى قصائده يمدح فيها أحد السادة البوسعيديين فيقول:
سلالةُ سلطانِ اليمانىِّ سالم
إِليه يمينُ الدهرِ بالقهرِ ساجدُ
رَقا حيث لا يرقى السِّمَاكُ من العُلا
ولم يستقم حيث استقام عَطاردُ