إضافة الدين للمجموع.. هل هي خطوة نحو العدالة أم عبء إضافي على الطلاب؟.. خبير يجيب
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
أكد الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية في جامعة القاهرة، أن من الثوابت الأساسية في عملية التقويم أن يكون التقييم موضوعيًا، وهذا يتطلب أن يتساوى جميع الطلاب في الفرص لتحقيق النجاح بناءً على امتحانات موحدة ومحتوى متسق.
وقال حجازي إنه إذا كان الهدف هو تحديد المجموع النهائي للطلاب بناءً على درجاتهم في الامتحانات، فلا بد أن يكون محتوى الامتحانات موحدًا تمامًا بين جميع الطلاب، وبالطريقة نفسها، حتى لا يؤدي اختلاف المحتوى أو سهولة بعض الأسئلة مقارنة بالبعض الآخر إلى إهدار فرص بعض الطلاب.
وأضاف حجازي أن التربية الدينية تختلف من طالب لآخر بناءً على ديانته، وبالتالي يكون هناك اختلاف في المحتوى، مما يترتب عليه تفاوت في صعوبة الأسئلة من امتحان لآخر، وبالتالي عدم تكافؤ الفرص بين الطلاب.
وأضاف: "إضافة الدين إلى المجموع يتطلب وجود إجراءات أخرى لضمان تحقيق العدالة، مثل إنشاء منهج مشترك يشمل الديانتين الإسلامية والمسيحية، لكن هذا الأمر مرفوض لأسباب دينية واجتماعية".
وأشار حجازي إلى أنه من الممكن تضمين الدين ضمن المجموع فقط إذا تم تطبيق بنوك أسئلة علمية ومواصفات دقيقة لكل مادة، لضمان تكافؤ الفرص بين الطلاب بغض النظر عن اختلافات المحتوى.
وأضاف: "ولكن في حالة عدم وجود هذه الأسس العلمية، يمكن الاكتفاء بزيادة درجة النجاح في المواد غير المضافة للمجموع، مثل الدين، إلى 70% بدلًا من 50%، مما يحقق الهدف المطلوب دون إدخال الدين ضمن المجموع النهائي".
وفي سياق متصل، حذر حجازي من أن إضافة الدين للمجموع قد يحوله إلى مادة دراسية عادية، مما يفقدها البعد الروحي والوجداني، ويحولها إلى مجال جديد للدروس الخصوصية وفوضى المذكرات، مما يزيد العبء على الطالب والأسرة، ويحول المادة من قيمتها الدينية إلى مجرد اختبار معرفي. وأضاف: "إذا أضفنا الدين للمجموع، فإنه سيصبح مادة مثل أي مادة أخرى، وستفقد بذلك أهدافها الأساسية".
وأشار حجازي إلى أن الهدف من هذه الإجراءات يجب أن يكون تعزيز اهتمام الطلاب بالدين دون الإضرار بالعملية التعليمية أو إضافة أعباء جديدة على الطلاب وأسرهم.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: اختبار الامتحانات الدكتور عاصم حجازي المواد غير المضافة للمجموع المواد غير المضافة طلاب
إقرأ أيضاً:
الحب أخلاق قبل أن يكون مشاعر
محفوظ بن راشد الشبلي
mahfood97739677@gmail.com
كم من الحُب الذي يهديه المُحب لمن أحبه بصدق المشاعر التي تُساوي مقدارها كمية أحاسيسه الجيّاشة التي يكنّها له في قلبه وبين أضلعه والتي لا يُمكن قياسها بأي تعبير وشرح وتفصيل، بل بالفعل الصادق منه والمصحوب بكمية زخم الاندفاع تجاهه، التي لا يُمكن خلطها بازدواجية مع حُب آخر مهما كانت الأسباب المُبررات، لأن سيكولوجية الحُب بمفهومها المُطلق هي تبقى أخلاق وكرامة وعزّة نفس قبل أن تكون مشاعر نُعبّر بها ظاهريًا ونخفي خلفها وجه آخر غير الوجه الذي تُقابل به من أحببت.
وفي زماننا الحالي الذي اختلطت فيه المشاعر الزائفة بتلك الصادقة منها ظهرت فيه ما يُسمى بمفهوم الحب الاحتياطي الذي تُعزف فيه سيمفونية اللحن الظاهري المُزيّف عن اللحن الحقيقي لسيمفونية المشهد التمثيلي في الحب، والذي جعله مُمتهنوه للأسف لوقت الحاجة متى ما احتاج له مال به وضعه الهش الذي يعيشه إلى ذلك القلب وأفرغ فيه من الكلام المعسول والمغلّف بغلاف من البلاستيك أو القرطاس الهَش الذي تُغلّف به الهدايا لتُقدم في المناسبات، وهو ما يُسمى بالحب الفوضوي العاري من الأخلاق الحقيقية في عالم الحُب السطحي الغريب والعجيب في زمان الفوضى الحقيقية لمفهوم الحب المنزوع من صدق المشاعر والأحاسيس والأخلاق الكريمة فيه، وكأن ذلك الإنسان قد جعلوه محطة عبور وانتظار يمرون به في طريقهم وهم عابرون إلى حبهم الذي يعيشونه مع غيره للأسف ثم أُكررها للأسف.
إن الأخلاق في الحب لا يحملها الشخص العادي أو بالمفهوم الآخر العابث بالحب، لأن الأخلاق هي أخلاق والحُب يبقى حُباً لا تُدنّسه المشاعر الزائفة ولا يُمكن جعله بأي شكل من الأشكال أو بأي لون من الألوان ولا بأي لغة من اللغات بمعنى الحُب الزائف أو بالحب الفوضوي أو الاحتياطي، متى ما اختلفت به مع شخص اتجهت به لشخص آخر توهمه به وتجعله كالأهبل في حبه لك أو كالغبي أو كالأطرش في الزفّة بحبك الذي ادعيته له وأوهمته بأنك تُشاطره إياه وأنت في حقيقتك أوقعته في هشاشة حب تُبادله غيره وتعزف لحنه الهزيل معه وهو المسكين أفنى عمره في حبك، فأين هي أخلاقك في الحب أيها المدعي له.
في منظومة الحب ليكن في مفهومك لن يُطبّع معك ولن يقبل ولن يرضى منك صاحب الحب الحقيقي بأن يكون محطة انتظار أو عبور لك مهما لمّعت له زيف مشاعرك وأهديت حقيقتها لغيره، إن كانت هي أصلاً حقيقية معك ومع غيرك، إلا إذا كان هو كذلك يحمل لك في قلبه حُباً زائفاً خالياً من المشاعر والأحاسيس، أما الكريم في الحب فيبقى كريمًا عزيزًا وفيًا مُخلصًا.
الخلاصة.. إنَّ قلوب البشر ليست محطات عبور متى ما شاءت لها أقدار العابثين نزلوا فيها وغادروها متى ما شاءوا؛ بل هي مكنونة أخلاق ومنبع كرامة وموطن عِزة لمن يفهمها ويُقدّر حُبها، أما وإن تجعلوها محطات عبور وتسلية ومهزلة فالأحرى أن تحترم أشخاصها أولًا قبل أن تحترم حبهم الذي يحملونه لك في مُهجهم أيها العابثون بأخلاق الحُب ومفاهيمه ومعانيه الحميدة.