سياسي: تشكيل حكومة سورية يواجه تحديات مصيرية وسيناريوهات متباينة
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
قال المحلل السياسي المهتم بالشأن السوري محمد العمري: إن المشهد السياسي السوري يشهد تطورات متسارعة تتزامن مع جهود إقليمية ودولية لإعادة تشكيل مستقبل البلاد بعد سنوات من الصراع، موضحا أنه بينما تتزايد التوقعات حول شكل الحكومة المقبلة، تتباين السيناريوهات المطروحة بين التفاؤل بحكومة وطنية شاملة قادرة على تحقيق الاستقرار، والتحذيرات من مشاريع تقسيمية أو حكومات ذات لون أيديولوجي واحد قد تؤدي إلى مزيد من الانقسامات.
وقدم المحلل السياسي السوري رؤيته حول التحديات التي تواجه تشكيل الحكومة المقبلة والسيناريوهات المحتملة التي قد تعيد رسم المشهد السوري والإقليمي، حيث أكد أن مستقبل شكل الحكومة السورية المقبلة يعتمد على التوافقات الإقليمية والدولية، مشيراً إلى أن هذه الحكومة ستكون أمام تحديات سياسية وأمنية واجتماعية كبرى، قد تؤدي إلى سيناريوهات متباينة، منها ما قد يعيد تشكيل المشهد السوري بأسره.
الحكومة بين النموذج التركي والأفغاني
ورفض الأطروحات التي تقارن مستقبل الحكومة السورية المحتملة بالنموذج الأفغاني، قائلاً: "لا أعتقد أن هذا السيناريو يتناسب مع الواقع السوري، إذ أن النظام السياسي السوري يعتمد على تركيبة معقدة من التوازنات الداخلية والخارجية، بما في ذلك التخوفات الإسرائيلية والعلاقات مع الاتحاد الأوروبي، لذلك من المحتمل أن نرى حكومة أقرب للنموذج التركي، حيث يتم المزج بين الدين والعلمانية في إطار سياسي أكثر اعتدالاً، إذا ما نجحت العملية السياسية".
وحذّر العمري، من سيناريو تشكيل حكومة ذات لون سياسي أو أيديولوجي واحد، مشيراً إلى أن هذا التوجه قد يؤدي إلى رفض واسع النطاق، قائلاً: "إذا اتجهت الحكومة المقبلة لتكون ذات لون واحد، فقد يدفع ذلك العديد من القوى السياسية والاجتماعية، لا سيما في الجنوب والشمال الشرقي من سوريا، وحتى بعض المكونات الدينية، إلى رفض هذا المشروع، فمثل هذا السيناريو قد يؤدي إلى صراع داخلي لا يخدم مصالح أحد".
سيناريو التقسيم
كما تناول سيناريو التقسيم الذي يتم الترويج له منذ سنوات، موضحاً أن هذا السيناريو قد يؤدي إلى تقسيم سوريا إلى ثلاث دويلات، وهي دويلة شمالية برعاية تركية تمتد من حلب إلى الحدود العراقية، ودويلة جنوبية بإشراف إسرائيلي تشمل أجزاء من دمشق وربما تصل إلى حمص ومنطقة التنف، ودويلة ساحلية مخصصة للأقليات.
وأضاف أنه في حال تطبيق هذا السيناريو من قبل الأطراف الخارجية، فإن المنطقة بأكملها ستواجه موجة جديدة من التقسيمات، ولن تقتصر تداعياته على سوريا فقط. هناك مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى تهديد الأمن الإقليمي، خاصة بالنسبة لإسرائيل وتركيا، وكذلك إلى تدخلات إيرانية وأزمات جديدة مع الولايات المتحدة وأوروبا.
وأوضح أن الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة ودول أوروبا، ليست لديها مصلحة في تقسيم سوريا، مشيراً إلى أن هذا الخيار سيزيد من أعداد اللاجئين ويؤدي إلى تهديدات إرهابية جديدة، مما يعرض أمن أوروبا للخطر، كما أن إيران ستستغل هذا الوضع لتعزيز نفوذها، وهو ما يثير قلق العديد من الأطراف الدولية.
واختتم العمري حديثه بالتأكيد على ضرورة التوصل إلى توافق سياسي يضمن تشكيل حكومة وطنية شاملة قادرة على تجنب سيناريوهات التقسيم أو الصراع الداخلي، محذرا من أن أي حلول مفروضة من الخارج قد تؤدي إلى تداعيات كارثية على سوريا والمنطقة بأسرها.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
(وكالة).. الإمارات تناقش مع “إسرائيل” وأمريكا تشكيل حكومة بغزة بعد الحرب
يمن مونيتور/ وكالات
نقلت وكالة “رويترز” عن دبلوماسيين أجانب ومسؤولين غربيين قولهم إن الإمارات تناقش مع “إسرائيل” والولايات المتحدة المشاركة في إدارة مؤقتة لقطاع غزة بعد الحرب، إلى أن يتسنى للسلطة الفلسطينية تولي المسؤولية.
وقال 12 دبلوماسياً ومسؤولاً غربياً للوكالة، اليوم الثلاثاء، إن المناقشات التي تجري حالياً خلف الأبواب المغلقة تشمل “إمكانية أن تشرف الإمارات والولايات المتحدة، إلى جانب دول أخرى، بشكل مؤقت، على الحكم والأمن وإعادة الإعمار في غزة بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي، وحتى تتمكن إدارة فلسطينية من تسلم المسؤولية”.
وأوضح الدبلوماسيون والمسؤولون أن هذا الخيار يمنح الدولة الخليجية بعض التأثير على حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مشيرةً إلى أنه بعد مرور أكثر من عام على اندلاع الحرب، لا تزال “إسرائيل” تحجم عن تحديد رؤيتها الخاصة لغزة كما أن المجتمع الدولي يجد صعوبة في صياغة خطة قابلة للتطبيق.
وأشاروا إلى أن الأفكار الناتجة عن المحادثات مع الإمارات تفتقر إلى التفاصيل، ولم يتم تنقيحها في شكل خطة رسمية مكتوبة، ولم تتبنها أي حكومة.
وقالت الوكالة إن أبوظبي تدعو في المحادثات إلى إصلاح السلطة الفلسطينية من أجل حكم غزة والضفة والقدس الغربية في ظل دولة فلسطينية مستقلة، وهو ما ترفضه “إسرائيل” علناً.
وتعليقاً على هذه المعلومات قال مسؤول إماراتي لوكالة “رويترز”، إن الإمارات “لن تشارك في أي خطة لا تتضمن إصلاحاً كبيراً للسلطة الفلسطينية وتمكينها ووضع خارطة طريق موثوقة نحو إقامة دولة فلسطينية”، مشيراً إلى أن هذه العناصر، التي لا تتوفر حالياً، ضرورية لنجاح أي خطة لمرحلة ما بعد حرب غزة.
وكان وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد أكد، منتصف سبتمبر الماضي، أن بلاده “غير مستعدة لدعم اليوم التالي من الحرب في غزة دون قيام دولة فلسطينية”، وهو موقف يعكس رؤية الإمارات لإيجاد حل مستدام للحرب في القطاع، يضمن قيام دولة فلسطينية جنباً إلى جنب مع “إسرائيل”.