معاريف: بوتين يتجاوز الهزيمة بسوريا ويتوجه نحو هدف مفاجئ
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
نشرت صحيفة معاريف الإسرائيلية مقالا يفيد بأن انهيار نظام الأسد في سوريا كان بمنزلة زلزال سياسي هزّ أروقة الكرملين وسياساته الخارجية، وعكس فشل موسكو في حماية حليفها الرئيسي في الشرق الأوسط.
وقالت كاتبة المقال هوشبيرغ ماروم إن هذا الإخفاق مثّل خسارة إستراتيجية هائلة، وألحق ضررا كبيرا بمكانة روسيا بوصفها قوة عالمية، وأثر على هيبة الرئيس فلاديمير بوتين شخصيا.
ووفقا للكاتبة، فإن تقليص الوجود الروسي في سوريا أعاد تشكيل موازين القوى الإقليمية، حيث ملأت تركيا الفراغ لتعزيز نفوذها في سوريا وخارجها.
وترى الكاتبة أن هذه التحولات قد تترك تأثيرا مباشرا على أوكرانيا، إذ يمكن أن تدفع بوتين إلى تصعيد العمليات العسكرية هناك ضمن محاولاته لتعويض الخسائر الإقليمية.
خطوات دبلوماسية لحماية المصالحوبينت الكاتبة أن روسيا، رغم الخسائر الكبيرة، تحاول إعادة ترتيب أوراقها في سوريا من خلال خطوات دبلوماسية تهدف إلى التفاوض مع المعارضة السورية وبعض الفصائل المسلحة. وتشمل هذه الخطوات الاعتراف بالحكومة المؤقتة في دمشق والسعي إلى إزالة بعض المنظمات، مثل "هيئة تحرير الشام"، من قوائم "الإرهاب"، كما تسعى موسكو للحفاظ على وجودها العسكري في سوريا، خاصة في قواعدها في حميميم وطرطوس.
إعلانوتعتقد الكاتبة أن هذه الإستراتيجية تهدف إلى تأمين ممرات تجارية جديدة تمر عبر سوريا وأفغانستان، على الرغم من المخاطر المرتبطة بتفاقم التوترات وعودة نشاط "الإرهاب" الإقليمي.
مع تركيا وأفريقيا
وأشارت الكاتبة إلى أن صعود الدور التركي في سوريا شكّل تحديا جديدا لموسكو، مما دفعها إلى تحسين العلاقات مع أنقرة، إذ تسعى روسيا إلى تعزيز التعاون العسكري مع تركيا، بما في ذلك صفقات الدفاع الجوي مثل "إس-400″، بهدف تقليل اعتماد أنقرة على واشنطن.
وتقول الكاتبة إن روسيا تسعى لتعويض خسائرها في الشرق الأوسط بتوسيع نفوذها في أفريقيا، خاصة في ليبيا. وقد بدأت موسكو بنقل أسلحة ومعدات عسكرية إلى مناطق مثل طبرق وبنغازي لتعزيز وجودها في شرق المتوسط، مستفيدة من الأزمات السياسية والأمنية في أفريقيا.
إضافة إلى ذلك، تحاول روسيا استغلال اعتمادها اللوجستي المتزايد على تركيا لتعزيز نفوذها الإقليمي والدولي، مما يشير إلى تحولات جيوسياسية جديدة.
القطب الشمالي: الفرصة البديلةوتلفت الكاتبة إلى أن روسيا ترى في القطب الشمالي فرصة إستراتيجية لتعويض خسائرها في سوريا، إذ إن المنطقة -التي تشهد زيادة كبيرة في الأنشطة التجارية بسبب ذوبان الجليد- تمثل ساحة جديدة لبسط النفوذ الروسي، حيث تدعي موسكو سيطرتها على 70% من الموارد هناك.
وتضع روسيا خططا لتطوير موانئها على طول الطريق البحري الشمالي ضمن مشروع "طريق الحرير القطبي"، الذي تسعى من خلاله إلى تحسين الربط التجاري بين أوروبا وآسيا.
تحول النظام العالمي
وذكرت الكاتبة أن هذه التحركات تعكس انتقالا نحو عالم متعدد الأقطاب، إذ تركز روسيا الآن على تعزيز علاقاتها مع الصين والدول الأعضاء في "مجموعة بريكس"، مثل الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا. وهذا التوجه قد يمنح موسكو فرصة لإعادة تشكيل مكانتها الدولية رغم الانتكاسة في سوريا.
إعلانواختتمت الكاتبة مقالها بالتأكيد أن انهيار النظام السوري كان بمنزلة نقطة تحول في السياسة الروسية، لكنها قد تمثل فرصة لبوتين لإعادة صياغة إستراتيجياته وتحقيق مكاسب في مناطق أخرى. وبينما تبدو موسكو أمام تحديات كبيرة، فإن إستراتيجياتها الجديدة قد تعيدها إلى موقع قوة على الساحة الدولية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات الکاتبة أن فی سوریا
إقرأ أيضاً:
هل تتجه تركيا لتقاسم النفوذ في سوريا مع إسرائيل.. تقرير
الجديد برس|
سارع جيش الاحتلال الإسرائيلي لقصف قاعدتين عسكريتين زارهما خبراء من الجيش التركي قيل انه استعداداً لتحويلها قواعد عسكرية تركية في سوريا.
لكن موقع “ميدل ايست آي” البريطاني أشار الى ان تركيا و”إسرائيل” بحثتا عبر قناة اتصال مباشرة إنشاء خط منع اشتباك في سوريا ، ما يشير الى ان انقرة لا تمانع من تقاسم النفوذ في سوريا مع جيش الاحتلال الإسرائيلي.
ووفقاً لمسؤولان غربيان صرحا للموقع فأن نتنياهو أبلغ المسؤولين في حكومته أن لدى “إسرائيل فرصة محدودة لضرب قاعدة تي فور قبل أن تنشر تركيا قواتها هناك” .
ويعتقد نتنياهو أنه تم تحقيق تقدم في التوصل إلى اتفاق لمنع الاشتباك مع تركيا في أعقاب الغارات الجوية وأن المفاوضات جارية .
إلا ان مصادر صهيونية اكدت ان نتنياهو ما زال يصر على نزع السلاح في جنوب سوريا بما في ذلك منع الانتشار العسكري التركي .
لكن مصادر أخرى اكدت ان إسرائيل قد تسمح بإقامة قواعد عسكرية تركية في مدن سورية أخرى غير القواعد التي قصفها جيش الاحتلال .