برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أعلنت دائرة الثقافة فوز المخرج والممثل السوري القدير أسعد فضة بـ «جائزة الشارقة للإبداع المسرحي العربي» في دورتها الـثامنة عشرة (2025)، تقديراً لمسيرته المسرحية الثرية الحافلة بالإنجازات والنجاحات، واعترافاً بأدواره وإسهاماته البناءة في دفع وإثراء حركة المسرح العربي على مدى أكثر من نصف قرن.

وأسست جائزة الشارقة للإبداع المسرحي العربي عام (2007) بتوجيهات ورعاية صاحب السمو حاكم الشارقة، لتكون مناسبةً فنية وثقافية سنوية ترافق أيام الشارقة المسرحية، ويحتفى فيها بجهود وتجارب رواد وأعلام المسرح العربي.

وقال عبدالله العويس رئيس الدائرة «إن جائزة الإبداع المسرحي العربي تمثل امتداداً للمشاريع العديدة التي يرعاها صاحب السمو حاكم الشارقة، دعماً وتطويراً لمسيرة المسرح العربي، إيماناً بالدور الفاعل والمؤثر لهذا الفن وفنانيه في تنمية وتثقيف المجتمعات وازدهارها، ونشر وتعزيز المعارف والقيم الهادفة، ونهنئ الفنان القدير أسعد فضة الذي حقق مسيرة فنية زاخرة أثرت الوجدان العربي بالعديد من الروائع المسرحية والدرامية، متمنين له كل التوفيق».

وأعرب أسعد فضة (مواليد 1938) عن سعادته بالفوز، وقال: «غمرني الفرح حين أبلغت بهذا الخبر.. ولا أجد الكلمات التي تعبر عن اعتزازي وفخري بهذه الجائزة المرموقة، شكراً جزيلاً لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي أطال الله في عمره، وقد عودنا على هذه المبادرات الكريمة الداعمة للإبداع والثقافة بشكل عام، وللمسرح والمسرحيين بشكل خاص».

وحقق فضة حضوراً بارزاً وتأثيراً واسعاً في المشهد المسرحي السوري على مدى عقود عدة، بصفته مخرجاً وممثلاً وإدارياً وأكاديمياً، وهو أخرج منذ منتصف ستينيات القرن الماضي نحو ثلاثين عرضاً مسرحياً لكتاب غربيين وعرب، من بينها «الإخوة كارامازوف» 1964، و«دون خوان» 1965، و«عرس الدم» 1966، و«زيارة السيد العجوز» 1971، و«المهرج» 1972، و«مغامرة رأس المملوك جابر» 1973، و«المفتاح» 1979، و«البحث عن عزيزة سليمان» 2014. ومثّل أدواراً رئيسة في نحو عشرين مسرحية منها «وفاة بائع جوال» 1969، و«جان دارك» 1971، و«أوديب الملك» 1973، و«يوميات مجنون» 1976 وسواها، كما أسهم بإخراج وتمثيل العديد من روائع المسرح العالمي في التلفزيون الذي برز فيه ممثلاً عبر أكثر من ثمانين مسلسلاً منها: «الجوارح» و«الكواسر»، كما شارك ممثلاً في العديد من الأعمال السينمائية، وكتب مسرحيتين (حكاية بلا نهاية) 1985، و(القوس والنشاب) 2023.

وكان فضة درس في قسم «الإخراج والتمثيل» بالمعهد العالي للفنون المسرحية بمصر في عام (1958)، وعاد إلى دمشق بعد خمس سنوات حيث عمل في المسرح القومي مخرجاً وممثلاً، وفي العام (1966) أوفد إلى العاصمة الفرنسية لدراسة المشهد المسرحي هناك، وبعد عودته كلف بإدارة المسرح القومي، وبقي في موقعه إلى 1974، وأوفد إلى ألمانيا للعمل مع إدارة المسرح الوطني في مدينة فايمر، حيث أخرج مسرحية «رأس المملوك جابر»، وشارك في تأسيس المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق عام 1979 ودرّس فيه مادة التمثيل، كما تولى منصب مدير مديرية المسارح والموسيقى خلال المدة (1974-2001)، وانتخب مرتين خلال الفترة (1998- 2006) نقيباً للفنانين السوريين، وأدار مجموعة من المهرجانات والفعاليات المسرحية في بلده من أبرزها مهرجان دمشق المسرحي.

ويتسلم أسعد فضة الجائزة في حفل افتتاح أيام الشارقة المسرحية التي تنطلق دورتها الرابعة والثلاثون في التاسع عشر من فبراير المقبل، كما تنظم ندوة حوارية حول تجربته الفنية، ويصدر كتاب يوثق أهم مسارات تجربته الإبداعية.

وفاز بالجائزة منذ انطلاقتها العديد من الأسماء المسرحية التي أجزلت العطاء في المشرق والمغرب ومن جميع الاختصاصات المسرحية (النقد، الإخراج، التمثيل، والتأليف) حيث فاز بدورتها الأولى الفنان المصري الراحل سعد أردش (2007)، ثم استحقت الجائزة أسماء فنية منها: الفنانة المغربية الراحلة ثريا جبران، والفنانة اللبنانية نضال الأشقر، والفنان الكويتي سعد الفرج، والفنانة المصرية سميحة أيوب، والفنان السوري دريد لحام، والفنان الكويتي الراحل عبدالحسين عبدالرضا، والفنان العراقي الراحل يوسف العاني، وسواهم.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: المسرحی العربی

إقرأ أيضاً:

الجريمة السياسية.. كيف تناول أسعد طه ملفاتها الشائكة؟

يعد مفهوم الجريمة السياسية من أكثر المصطلحات أو المفاهيم القانونية تعقيدا وغموضا، ونتيجة لذلك استعصى على الفقه والقضاء إيجاد تعريف واضح ومحدد لها، حيث إن الجريمة السياسية تختلف في تعريفها باختلاف النظام السياسي السائد لدى الدولة، كما أن الجريمة السياسية تمتاز بخصوصية معينة تميزها عن غيرها من الجرائم التي قد تتشابه معها في وصفها لا في أركانها أو أبعادها القانونية.

وإن أول تشريع عقابي عرف الجريمة السياسية هو التشريع الألماني، والذي عرفها في المادة الثالثة بأنها: "الجرائم الموجهة ضد كيان الدولة أو سلامتها، وضد رئيس الدولة أو أحد أعضاء الحكومة بوصفه عضوا في الحكومة، وضد الحقوق السياسية، والجرائم التي من شأنها المساس بالعلاقات الحسنة مع البلاد الأجنبية".

بينما عرفها المشرع الإيطالي بالقول: "يعتبر إجراما سياسيا كل جرم يضر بمصلحة سياسية من مصالح الدولة أو بحق سياسي من حقوق المواطنين، وكل جريمة من الجرائم إذا كانت الدوافع إليها كلها أو بعضها دوافع سياسية".

ويعرفها قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969: "الجريمة السياسية هي الجريمة التي ترتكب بباعث سياسي أو تقع على الحقوق السياسية العامة أو الفردية، وفيما عدا ذلك تعتبر الجريمة عادية".

إعلان

أما قانون العقوبات السوري رقم 148 لسنة 1949م فقد نص على أن الجرائم السياسية هي الجرائم التي أقدم عليها الفاعل بدافع سياسي، وهي كذلك الجرائم الواقعة على الحقوق السياسية العامة والفردية، ما لم يكن الفاعل قد انقاد لواعز أناني دنيء.

الجريمة السياسية.. المفهوم والواقع

وهذه التعريفات تدل على أن الجريمة السياسية ما تزال شائكة من حيث المفهوم والواقع، ولقد قرر الكاتب والصحفي المخضرم أسعد طه اقتحام هذه الملفات الشائكة بكتابه "الجريمة السياسية"، الذي صدر عن جسور للترجمة والنشر، وقام بتحريره أسامة رشدي.

وقد وصف الكتاب بأنه خلاصة عمل وجهد مجموعة من الباحثين المتخصصين، تناولوا فيها ملفات معقدة تخص أشهر الجرائم السياسية في التاريخ العربي المعاصر، في محاولة للكشف عن ظروفها بموضوعية وبنظرة تحليلية من حيث دوافع ارتكابها، والأهداف التي سعت إلى تحقيقها، والجهات المخططة لها، وتلك المنفذة، والأخرى التي استفادت منها، وتداعياتها وأثرها على السياق السياسي والتاريخي والمجتمعي في الدول العربية.

من خلال كتابه الأخير،  قرر الكاتب والصحفي المخضرم أسعد طه اقتحام الملفات الشائكة للجريمة السياسية في التاريخ العربي المعاصر (مواقع التواصل) أقسام الكتاب

بعد المقدمة، التي لا بد منها حسب تعبير الكتاب، توزع الكتاب في سبعة أقسام على النحو الآتي:

القسم الأول: ويتناول الزعماء الذين تم اغتيالهم، وهما: الملك عبدالله الأول. الرئيس المصري أنور السادات. القسم الثاني: خصص لرؤساء الحكومات الذين كانوا ضحية الجريمة السياسية، وهم: محمود فهمي النقراشي، رئيس وزراء مصر، الذي اغتيل في 28 ديسمبر (كانون الأول) 1948 في القاهرة. رياض رضا الصلح، أول رئيس وزراء للبنان بعد الاستقلال، والذي اغتيل يوم 17 يوليو (تموز) من عام 1951م. وصفي التل، رئيس الوزراء الأردني، الذي اغتيل في القاهرة يوم 28 نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 1971م. رشيد عبد الحميد كرامي، رئيس وزراء لبنان، الذي اغتيل في الأول من يونيو (حزيران) من عام 1987م، إثر تفجير مروحية عسكرية كانت تقله إلى بيروت. إعلان القسم الثالث: مخصص للسياسيين الذين تعرضوا للاغتيال، ويتناول المؤلف فيه كلا من: حسن البنا. كمال جنبلاط. محمد مصطفى رمضان. رفعت المحجوب. داني شمعون. إيلي حبيقة. جورج حاوي. القسم الرابع: تناول بالتفصيل الحديث عن تنظيمات وأحداث، حيث تناول: حادثة المنشية. تنظيم ثورة مصر. القسم الخامس: خصص للحديث عن مقاومين تعرضوا لعمليات اغتيال ومورست بحقهم الجريمة السياسية، وهم: كمال عدوان. علي حسن سلامة. خليل الوزير. فتحي الشقاقي. محمود المبحوح. القسم السادس: تناول المثقفين الذين تعرضوا للاغتيال، وهم: يوسف السباعي، الأديب والعسكري والوزير المصري، الذي اغتيل في قبرص يوم الثامن عشر من فبراير (شباط) عام 1978م. ناجي العلي، أشهر رسام كاريكاتير فلسطيني، اغتيل في لندن عام 1987م. فرج فودة، الكاتب المصري، الذي اغتيل في القاهرة يوم الثامن من يونيو (حزيران) عام 1992م. القسم السابع والأخير: تناول علماء الدين الذين طالتهم الجريمة السياسية، وهم: محمد حسين الذهبي، وزير الأوقاف المصري، الذي اغتيل عقب اختطافه يوم السابع من يوليو (تموز) عام 1977م. المفتي حسن خالد، مفتي لبنان، الذي اغتيل يوم التاسع عشر من مايو (أيار) عام 1989م، عندما انفجرت سيارة مفخخة بالقرب من سيارته التي كانت تمر في منطقة عائشة بكار.

إن استعراض الأسماء التي تناولها المؤلف في هذا الكتاب بالبحث والتفصيل يجعلك تتوقع كم هو البحث شائك ومعقد، إذ إن عمليات الاغتيال التي تعرضت لها هذه الشخصيات ما تزال تشغل عقول الباحثين والمفكرين.

هذا الكتاب، الذي يقع في قرابة 420 صفحة، سيمثل مرجعا مهما يجمع شتات الموضوعات الإشكالية في عالم الجريمة السياسية العربية، وتأتي قيمته من كونه عملا جماعيا على رأسه أحد أهم الصحفيين الاستقصائيين والكتاب ذوي الفكر العميق والقلم الرفيع.

إعلان

مقالات مشابهة

  • الجريمة السياسية.. كيف تناول أسعد طه ملفاتها الشائكة؟
  • الأنبا إبراهيم إسحق يشهد العرض المسرحي السنوي للكلية الإكليريكية بالمعادي
  • الأنبا إبراهيم إسحق يشهد العرض المسرحي السنوي للكلية الإكليريكية بالمعادي "الإخوة كرامازوف"
  • القبض على عزت.. أحداث الحلقة الثامنة من مسلسل قلبي ومفتاحه
  • أميرة بو كدرة: المرأة الإماراتية أصبحت صـوتاً للإبداع والمعرفة
  • اشترك في “الحقيبة 3” مع محمد المحمدي.. شاهد مشارك يفوز الليلة بجائزة مئات آلاف الريالات
  • إبراهيم دياز يفوز بجائزة أفضل لاعب في ريال مدريد خلال شهر فبراير
  • إبراهيم دياز يفوز بجائزة أفضل لاعب في ريال مدريد لشهر فبراير
  • اعتقال عرمان .. (المسرحية)!!
  • البرلمان العربي ينوه بالإسهامات التي حققتها المرأة العربية على كافة الأصعدة