رئيس جامعة الأزهر يزور طالبتي الدراسات الإسلامية بمستشفى الزقازيق الجامعي
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
زار الدكتور سلامة داؤود رئيس جامعة الأزهر، صباح الأربعاء؛ مستشفى الجراحة بجامعة الزقازيق محافظة الشرقية، للاطمئنان على حالة الصحية لطالبتي الدراسات الإسلامية والعربية بنات فرع الزقازيق، واللاتي تعرضتا لحادث أثناء أداء الإمتحانات أول أمس الاثنين.
وفي تصريح له، قال رئيس جامعة الأزهر، إن الحادث الذي تعرضت له الطالبتين هو حادث فردي، وبعيد كل البعد عن صعوبة الامتحان والذي جاء في مستوى الطالب المتوسط، مؤكداً أن الأزهر الشريف بمؤسساته المختلفة، حريص على دعم جميع طلابه وتوفير بيئة تعليمية وآمنة لهم.
وأوضح «داؤود» إنه خلال زيارته للطالبتين، أطمئن على حالتهما الصحية للطالبتين، مؤكدًا بأنه تقرر تأجيل امتحانات الطالبتين؛ مراعاةً لظروفهن الصحية، وذلك في خطوة تؤكد إلتزام الجامعة برعاية طلابها بكل الجوانب.
ولفت إلى أن الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، أكد على اهتمام الأزهر الكامل بحالة الطالبات، مُشيدًا بجهود مسؤولي جامعة الزقازيق، وعلى رأسهم الدكتور خالد الدرندلي رئيس الجامعة، في توفير الرعاية الصحية اللازمة للطالبتين، وقدم الشكر للطاقم الطبي في مستشفى جامعة الزقازيق على سرعة استجابتهم وتعاملهم مع الحادث، ما ساهم في استقرار حالتهن الصحية.
رافق رئيس جامعة الأزهر خلال الزيارة للزقازيق كل من: الدكتور محمود صديق نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والبحوث، والدكتورة أماني أبو هاشم عميدة كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات فرع الزقازيق، والدكتور إيهاب الببلاوي نائب رئيس جامعة الزقازيق للدراسات العليا والبحوث، والدكتور هلال عفيفي نائب رئيس جامعة الزقازيق لشئون التعليم والطلاب، والدكتور وليد ندا المدير التنفيذي لمستشفيات جامعة الزقازيق.
وكانت كلية الدراسات الإسلامية والعربية فرع الزقازيق قد أصدرت بيانًا للرد على ما أُثير بصفحات مواقع التواصل الاجتماعي، بشأن قيام إحدى الطالبات إنهاء حياتها بالكلية بسبب صعوبة الامتحان، وأكدت الكلية في بيانها بأن ما نُشر لا يمت للحقيقة بصلة، وأن ما حدث هو قيام إحدى الطالبات بإلقاء نفسها من الدور الرابع بعد ضبطها متلبسة بحالة غش بالموبايل أثناء أداء امتحان «النحو والصرف» المُقرر على طالبات الفرقة الأولى «شريعة»، وهو ما أدى إلى سقوطها على اثنتين من زميلاتها أثناء جلوسهن للمُذاكرة أسفل مبنى الكلية، وأن حالتهن جميعًا مستقرة ويتلقون العلاج بالمستشفى.
ونوهت الدكتورة أماني هاشم، عميدة كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بجامعة الأزهر فرع الزقازيق، إلى إنه تم استدعاء رئيس الكنترول وأعضاء اللجان والطالبات، للتأكد من مراعاة ضوابط الامتحانات القانونية، وتبين تطابق شهادتهم مع ما تم تسجيله بكاميرات المراقبة بالكلية،مشيرة أنه من خلال تواصل إدارة الكلية مع مستشفى جامعة الزقازيق، تبين أن حالتين من الطالبات المصابات مستقرة، بينما الطالبة الثالثة «يمنى» حضرت لأداء الإمتحانات بعد تلقيها الإسعافات اللازمة في نفس يوم الحادث، وناشدت إدارة الكلية الطلاب بعدم الانسياق وراء الشائعات التي تم تداولها عبر وسائل التواصل الإجتماعي بشأن الحادث،مؤكدة أن هذه الشائعات لا تمت للواقع بصلة، وأن الحادث كان مجرد تصرف فردي من الطالبة المتورطة،كما دعت الطلاب إلى ضرورة الإلتزام بالهدوء، والتركيز في مسارهم الأكاديمي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جامعة جامعة الأزهر محافظة الشرقية رئيس جامعة الأزهر الدراسات الإسلامیة والعربیة رئیس جامعة الأزهر جامعة الزقازیق فرع الزقازیق
إقرأ أيضاً:
السياسة وجهود التقارب بين المذاهب الإسلامية!
صالح البلوشي
جاءت تصريحات فضيلة الإمام الأكبر الشيخ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر قبل عدة أيام، حول الخلاف بين المذاهب الإسلامية، في إطار موقف الأزهر التاريخي حول أهمية الحوار والتعارف بين المذاهب الإسلامية والتحذير من الخطابات المتشددة التي تروجها بعض الأوساط المعروفة بتوجهاتها الطائفية.
ولقد قال شيخ الأزهر في ثاني حلقات برنامجه الرمضاني "الإمام الطيب": "إن الخلاف بين السنة وإخوانهم الشيعة لم يكن خلافا حول الدين، وعلى كل من يتصدى للدعوة أن يحفظ حديث النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: 'من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا، فذلكم المسلم الذي له ذمة الله ورسوله فلا تخفروا الله في ذمته'، ويتقن فهمه الفهم الصحيح"، مؤكدا "أن الأمة الإٍسلامية حاليا في أشد الحاجة إلى الوحدة في القوة والرأي لمجابهة تحديات العصر والانتصار على أعداء الأمة، فهناك كيانات عالمية اتحدت دون وجود ما يوحدها، كما اتحدت دول الاتحاد الأوروبي وغيرها، ليس لشيء سوى أنها رأت ذلك ضرورة من الضرورات الحياتية العملية، ونحن أولى منهم بذلك بكل ما بيننا من مشتركات".
وقد كان لشيوخ الأزهر وعلمائها دور كبير في دعم دار التقريب بين المذاهب الإسلامية التي تأسست في القاهرة عام (1368هـ / 1947م) على يد نخبة من العلماء المسلمين من السنة والشيعة وضم عند تأسيسها 20 عضوا من كبار العلماء من مختلف المذاهب.
ولكن من يتابع مسيرة التقريب بين المذاهب الإسلامية في العصر الحديث يجد أنها مرتبطة بالأجواء السياسية في المنطقة، فدار التقريب بين المذاهب الإسلامية- مثلًا- تم تجميد عملها بعد قطع العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران سنة 1980، كما يجد أن الخطابات المتشددة والطائفية تخفت في لحظات الهدوء وتظهر بدلا منها الخطابات التي تدعو إلى وحدة الصف والمصير، وأن هذه الأمة يجب أن تقوم من غفوتها وتعيد أمجادها وأن ذلك لن يتحقق إلا بوحدة الأمة ووقوفها صفا واحدا أمام الأعداء، وفي هذه اللحظات تتكرر مشاهد العلماء من مختلف المذاهب الإسلامية وهم يلقون الكلمات العصماء والخطب الرنانة حول أهمية الوحدة وترك الخلافات الفرعية جانبا، ولكن ما أن تظهر مشكلة سياسية حتى تصحو الطائفية مجددا من غفوتها فإنها تعيد إنتاج خطاباتها السابقة ولكن بثوب جديد يلائم الوضع الحاضر.
من يقرأ الصفحات الدامية من التاريخ الإسلامي يجد بوضوح أن الطائفية هي سلاح سياسي تستخدمه الأنظمة والحكومات وحتى أحزاب المعارضة أيضا عندما تجد نفسها في خطر أو تريد تحقيق غاية سياسية معينة، وقد استخدمت في السنوات الأخيرة بالحرب الأهلية السورية من جميع أطراف الصراع بدون استثناء، ومنهم مثقفون وأدباء محسوبون على الفكر العلماني، مما يؤكد بأن الطائفية من الممكن أن تُستخدم ثقافيًا وأدبيًا أيضًا وليس دينيًا فحسب، ولذلك لا يمكن القضاء عليها بقرار سياسي أو فتوى دينية أو ندوة ثقافية أو مؤتمر للتقريب بين المذاهب أو صلاة مشتركة؛ وإنما بثورة معرفية تنويرية تفصل ما بين السياسة والقضايا الدينية وتؤكد أن المذاهب الدينية ليست وحيا من السماء وإنما اجتهادات بشرية ظهرت في سياقات زمكانية معينة، وأنها جميعها تنبع من منبع واحد وهو الكتاب والسنة، فليختلف السياسيون ما شاؤا أن يختلفوا فالسياسة في طبيعتها تقوم على الاختلاف ولكن دون أن يزجوا باسم الدين أو المذاهب في خلافاتهم من أجل شرعنتها للقضاء على الآخر المختلف.
رابط مختصر