ثاني أمسيات مهرجان الشارقة للشعر العربي قصائد تستعيد صور الماضي وأخرى تنبض بعبق الحاضر
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
شهد قصر الثقافة في الشارقة انطلاق ثاني أمسيات مهرجان الشارقة للشعر العربي في دورته الحادية والعشرين، وانتشت بروح التنوّع واغتنت القصيدة بملامح متعددة تجوب مع منشديها في دروب الإبداع، بمشاركة نخبة من الشعراء، وهم: راشد عيسى (الأردن)، وشيخة المطيري (الإمارات)، وإبراهيم الوافي (السعودية)، وموسى براهيمي (الجزائر)، وجاسم العجه (العراق)، وإبراهيم الفهري (مالي)، وقدّم لها الإعلامي محمد المنصوري (المغرب).
أبرز الحضور:
حضر الأمسية سعادة عبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، والأستاذ محمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، والشاعر محمد البريكي مدير بيت الشعر، وعدد كبير من متذوقي الشعر الذين اكتظت بهم القاعة.
تنوّعت القصائد بين الوجدانيات، والحنين إلى الماضي، حيث فاضت الكلمات برجاء الأمس، وملامح الغد، حاملة مخيّل واسعة الآفاق، واغتناء روحي، حيث تفيض الذائقة الشعرية لتصل إلى قلوب متلقيها.
بدأ سلسلة القراءات الشاعر الأردني د. راشد عيسيى، بقصيدة تحمل عنوان "شبّاك الكناية"، متنقلًا في دروب حياته، حيث استذكر عدد من الخسارات لكنه في الوقت نفسه لم يلتفت لها، يقول: ربحْتُ خساراتي فلَم ألتفتْ لها وحَسْبي من النفس الزكيّة ربْحُها فلي وردةٌ في صخرة القلبِ لم يزلْ يطُوفُ على شَوْك التناهيد فَوْحُها.
ولاذت بزُهْدِ الأقوياء منارتي فجاور أعناقَ الكواكبِ صَرْحُها، الشاعرة الاماراتية شيخة المطيري انتقلت بنا إلى روح شعرية أنثوية، تلمّسنا عبرها عبق الماضي، حيث بدأتها بأبيات تحكي فيها عن حال الشاعر قائلة: تنزّل من ظل النخيل غناؤه فسار به المعنى وطاب حداؤه وأيقظ في الصحراء سبعًا من الرؤى فهاجر سرب الماء مذ كان ماؤه
وتقاسمنا مع الشاعر إبراهيم محمد الفهري من جمهورية مالي حكاية (سليل الرمل)، وفيها صيغ شعرية معبرة وبوح صادق، وفي ختام الأمسية، سلّم عبد الله العويس ومحمد
القصير بحضور محمد البريكي، الشعراء المشاركين، ومقدّم الأمسية، شهادات تقديرية تكريمًا لجهودهم الفكرية، وصاحب ثاني أمسيات المهرجان، حفل توقيع ديوان الشاعر د. طلال الجنيبي بعنوان "كي أنسج الفجر"، وشهد الحف إقبالًا واسعًا من الجمهور لاقتناء الكتاب.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: مهرجان الشارقة الشعر العربي أمسيات مهرجان الشارقة أبرز الحضور
إقرأ أيضاً:
مهرجان الطحايم الشتوي.. ليلة شعرية استثنائية تلهب حماس الجمهور
وسط أجواء من الإبداع الشعري والتفاعل الجماهيري، شهدت فعاليات مهرجان الطحايم الشتوي 2025 ليلة شعرية حافلة بالإبداع، حيث اجتمع عشاق الشعر والإنشاد على مسرح الرمال في واحدة من أكثر الأمسيات حيوية وإثارة.
كان نجم الأمسية الشاعر والمنشد صالح آل مانعة، الذي قدّم أداءً مميزًا استطاع من خلاله أن يشعل حماس الجمهور، حيث تفاعل الحاضرون معه بالتصفيق مرددين أبياته بحماس كبير. وتميز أداؤه بالقوة والعفوية، ما خلق أجواءً تفاعلية جعلت فقرته واحدة من أبرز لحظات الأمسية.
إلى جانبه، تألق الشاعر والمنشد خليفة الزرعي بأداء جمع بين الإحساس العميق وجمالية الإلقاء، مقدمًا قصائد أثرت في الحضور. أما الشاعر فلاح القرقاح، فحضر بجزالة أبياته وإلقائه المتقن، في حين ألقى الشاعر عمر هذال قصائد وجدانية لامست مشاعر الجمهور، وقدم الشاعر حمد الكاسبي نصوصًا امتزجت فيها الحكمة بالصور الشعرية العميقة، مما أضاف بعدًا فكريًا مميزًا للأمسية.
ولعب مقدم الأمسية مبارك الوهيبي دورًا محوريًا في إدارة الأمسية، حيث أضفى بأسلوبه المتميز طابعًا ممتعًا وسلسًا، مقدمًا الشعراء والمنشدين بطريقة جذبت انتباه الجمهور وأضفت على الأمسية أجواء من التفاعل والانسجام.
إلى جانب الأمسية الشعرية، استمتع زوار المهرجان بانطلاق مسابقة السيف الذهبي (زفين)، إحدى الفعاليات التراثية المصاحبة لفن الرزحة، حيث أدى المشاركون عروضًا قتالية بالسيف والترس وسط أجواء استعراضية أبهرت الحضور. كما شهدت القرية التراثية عروضًا فنية تجسّد التراث العماني الأصيل، حيث تألق فنانو الرزحة والعازي في تقديم لوحات استعراضية استثنائية.
وعلى هامش الفعاليات، شهد مسرح الرمال عرضًا للمسرحية الاجتماعية "دقها واشرب ماها"، من تأليف ناصر المشايخي وإخراج محمد المشايخي، والتي تناولت بأسلوب هادف قضية التكاليف الباهظة للزواج وتأثيرها على الحياة الأسرية، وسط تفاعل كبير من الجمهور.
وفي جانب الفنون الموسيقية، أضاءت فرقة "المديمة" أجواء المهرجان بمقطوعات مستوحاة من التراث البحري العماني، بينما أضفى الفنان سعيد العويسي لمسة بدوية أصيلة بعزفه على آلة الربابة، مجسّدًا قصائد مغناة تعيد الجمهور إلى زمن الأصالة. كما قدم الفنان محمد الشيزاوي فقرات ترفيهية حماسية تفاعل معها الصغار والكبار، فيما خطفت عروض LED الضوئية الأنظار بإضاءاتها الساحرة التي أضافت لمسة إبداعية خاصة إلى أجواء المهرجان.
وفي سياق متصل، عبّر المصور الواعد الحسين الراسبي عن سعادته بالإقبال الكبير على أعماله الفوتوغرافية، مؤكدًا أن المهرجان شكل فرصة مهمة له لإبراز موهبته والتواصل مع جمهور أوسع، حيث استقطبت صوره التوثيقية للمناشط التراثية والفنية اهتمام الزوار ومحبي التصوير.
ومع استمرار فعاليات مهرجان الطحايم الشتوي 2025 حتى 15 فبراير، تتنوع العروض والأنشطة بين الفنون الشعبية، المسرحيات، المسابقات الجماهيرية، والألعاب التراثية، لتشكل تجربة ثقافية وترفيهية متكاملة تجمع بين التراث والفن والتفاعل الجماهيري، مما يجعل المهرجان وجهة مثالية للعائلات والزوار الباحثين عن أجواء مليئة بالحيوية والإبداع خلال موسم الشتاء.