مدير منتجع سويسري للجزيرة نت: تجارب الرفاهية الحصرية هي سر الضيافة الفاخرة
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
تهدف الفنادق الفاخرة بشكل دائم إلى زيادة نطاق خدماتها الحصرية من خلال تنويع تجارب الرفاهية والمنتجعات الصحية وتعزيز عروض عملها مع الطهاة الحاصلين على نجوم ميشلان، فضلا عن الخصوصية وعدد الغرف المحدود والمواقع المميزة، بما في ذلك الجزر الخاصة.
وجنبا إلى جنب الخدمات ومستويات الراحة والرفاهية العالية الجودة، والمرافق المسؤولة بيئيا والمستدامة، تمنح كل هذه العوامل الفنادق الفاخرة إمكانية تحقيق أسعار للغرف تصل في المتوسط إلى نحو 3 آلاف دولار أو أكثر لليلة الواحدة.
وفي حديث خاص للجزيرة نت من مدينة لوسيرن السويسرية، تحدث كريس فرانزين المدير العام لمنتجع بيرغنستوك المملوك لشركة كتارا للضيافة -وهي أكبر مالك ومطور للفنادق في قطرـ عن أهم ما يميز مجال الضيافة الفاخرة، والركائز التي مكنت هذا القطاع من الحفاظ على مكانته المرموقة، ونجاحه الثابت رغم الأزمات والصعوبات.
منتجع بورغنستوك افتتح عام 1873 ويقع في مكان ساحر بإطلالة على محيطه وسط جبال الألب السويسرية (الجزيرة) تجارب الرفاهيةوتتمتع هذه الملاذات الفاخرة (الفنادق الفخمة) بقدرة استثنائية على نسج السحر خلال الفترة التي يقضيها ضيوفها، فهي تمتلك موهبة تحول الإقامة اليسيرة المتمثلة في قضاء ليلة في غرفة فندق ما إلى رحلة فريدة من نوعها، تترك للضيوف ذكريات تبقى لفترة طويلة حتى بعد مغادرة الفندق الفاخر.
ويرى فرانزين أن تعريف الضيافة الفاخرة تغير بمرور الوقت وأصبح لا يقتصر على الخدمة الجيدة فحسب، بل على التجارب الحصرية أيضا، قائلا: "هناك من سيفضل الاسترخاء أو مشاهدة فيلم، وهناك من سيرغب في الذهاب بطائرة مروحية لتناول الفوندو (طبق سويسري تقليدي) على قمة الجبل".
إعلانولتحديد تفضيلات ضيوف منشأته السياحية، تحدث فرانزين عن 3 نقاط رئيسية: "الأولى تتمثل في معرفة آراء الضيوف والأمور التي يودون القيام بها، والنقطة الثانية هي إجراء بحث مستمر في هذا القطاع، من خلال مشاهدة الأخبار أو قراء مجلات السفر وتتبع ما يفعله المنافسون. وأما الركيزة الثالثة فهي الابتكار وطرح أفكار جديدة مع فريق العمل".
منظر لبحيرة لوسيرن من منتجع بيرغنستوك وفي عمق الصورة توجد مدينة لوسيرن وهي وجهة سياحية مشهورة (الجزيرة)ولخلق تجارب لا تُنسى، تسعى الفنادق الفاخرة إلى تخصيص عروضها وفقا للتفضيلات الفريدة لكل ضيف، بدءا من ملاحظات الترحيب الشخصية وقائمة الوسائد لضمان ليلة نوم مثالية، إلى علاج "سبا" لتوفير أقصى درجات الراحة.
وبعد أن أمضى 25 عاما في إدارة فنادق بالعالم العربي، أوضح مدير منتجع بيرغنتسوك أن استضافة العائلات العربية في المنتجع الجبلي لا تشكل تحديا كبيرا، فإرضاؤها ليس بالأمر الصعب، إذ ترغب في معظم الأوقات بزيارة المزارع للتعرف عن قرب على تفاصيل الحياة البسيطة في الريف السويسري.
عوامل التميزومن لحظة دخول الردهة الفخمة إلى الأجنحة المجهزة وحتى الوداع الأخير، لا تدخر الفنادق الفاخرة جهدا لضمان تحقيق هدفها الذي يتجاوز حاجز توفير مكان للراحة، ويتمحور أساسا حول الاهتمام بأدق التفاصيل بمساعدة أمهر المصممين الخبراء والمهندسين المعماريين، الذين يرسمون عناصر الأناقة والراحة معا لإنتاج مساحات تغلف الضيوف في شرنقة من الرقي والدهشة.
منتجع بورغنستوك يضم 4 فنادق فاخرة وعددا من المرافق والمباني الأثرية (الجزيرة)كما لا يمكن لهذه المؤسسات السياحية الاستغناء عن الجانب البصري، إذ تساهم الثريات المتلألئة والأعمال الفنية والمفروشات الفخمة في نقل زوارها إلى عالم من الجمال والاكتشاف. كما يلعب الضوء والظل وألوان الديكور المختارة بعناية والسيمفونية الدقيقة للموسيقى في خلق لمسة من الأناقة والانسجام.
وبما أن المأكولات الشهية تعد جزءا لا يتجزأ من أي رحلة عمل أو ترفيه مع العائلة، تعتمد الضيافة الفاخرة على المطاعم الحائزة على نجمة ميشلان (من أشهر دليل لتصنيف المطاعم في العالم)، التي يديرها طهاة مشهورون، يستخدمون المكونات والنكهات المحلية لتقديم تحف فنية في كل طبق يتم إعداده لإغراء أنامل الضيوف، وترك انطباع دائم لديهم.
وفي هذا السياق، يقول فرانزين -في حديثه للجزيرة نت- إن الاستدامة قطعت شوطا طويلا في السنوات الأخيرة، انطلاقا من التخلص من البلاستيك ووصولا إلى الاعتماد على الأطعمة المنتجة محليا من المزارع القريبة، مثل الخبز والزبدة والجبن، بدلا من نقلها جوا من أماكن بعيدة جدا.
سويسرا توفر بيئة طبيعية مناسبة لازدهار السياحة الفاخرة التي تستقطب النخبة والأثرياء في العالم (الجزيرة)وأضاف فرانزين أن التكنولوجيا أثرت بطريقة إيجابية على قطاع الضيافة الفاخرة، لأنها تساعد على التواصل الفوري والمستمر مع الضيوف والحصول على معلومات منهم بشكل مسبق، مشيرا إلى أن جائحة فيروس كورونا مثلت عامل تغيير مهما في قطاع الفنادق الفخمة من حيث تعزيز التحول الرقمي.
إعلان مكانة قويةوعلى الرغم من الصعوبات التي يشهدها العالم بسبب الأزمات الاقتصادية والحروب، فإن الضيافة الفاخرة تمكنت من الحفاظ على مكانتها القوية في العالم.
وتنمو هذه الصناعة بشكل ملحوظ في سويسرا حيث تتنوع خيارات الإقامة، بين الفنادق والمنتجعات والشاليهات الخشبية، التي تلبي احتياجات المسافرين من رجال الأعمال والترفيه، مع التركيز على تقديم وسائل الراحة والخدمات عالية الجودة.
ووصلت إيرادات قطاع الفنادق في سوق السفر والسياحة في سويسرا إلى 3.4 مليارات دولار في 2024، ومن المتوقع أن تستمر في الزيادة بشكل مستمر بين عامي 2024 و2029 بمقدار 0.2 مليار دولار (6.25%)، وفق موقع "ستاتيستا" المتخصص في بيانات السوق والمستهلكين.
جانب من إحدى صالات السينما في المنتجع الذي يصنف ضمن أحسن الفنادق الفاخرة السويسرية (إدارة منتجع بورغنستوك)ويفيد بيان صحفي نشره المكتب الفدرالي السويسري للإحصاء بأن قطاع الفنادق في البلاد حقق رقما غير مسبوق في ليالي مبيت الزوار، إذ بلغ العدد 41 مليون ليلة مبيت خلال 2023، بزيادة قدرها 9.2% مقارنة بعام 2022.
وعالميا، قُدرت إيرادات سوق السفر والسياحة الفاخرة -التي تعتمد على إنفاق السياح المحليين والدوليين- بزهاء 1.4 تريليون دولار في 2023، مع توقعات بزيادة هذا الرقم بنسبة 23.4% في 2024 ليصل إلى نحو 1.7 تريليون دولار، وفق موقع ستاتيستا.
وفي هذا الصدد، يعتقد فرانزين أن هذا القطاع مرن للغاية بفضل الأشخاص الذين يسافرون بشكل مستمر؛ "يريد الناس دائما السفر وتجربة ورؤية أشياء جديدة، وهذا ما يبقي صناعتنا حية إلى الأبد. قد تختلف نسبة المسافرين من سنة إلى أخرى -وهذا أمر طبيعي- لكنني لست قلقا على الإطلاق" يقول فرانزين.
وتابع بالقول "كنت في الهند خلال فترة كورونا، وكان السفر ممنوعا آنذاك بموجب القانون، ولكن الفنادق في سويسرا كانت ممتلئة، لأنه سُمح بالسفر داخل البلاد، بما في ذلك منتجعنا لأنه يقع في قمة الجبل، حيث المناظر الطبيعية والهواء النقي".
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الفنادق الفاخرة الضیافة الفاخرة
إقرأ أيضاً:
عُمران تحتفل بتخريج الدفعة الأولى من برنامج تمكين القيادات الوطنية في الضيافة
"عمان": احتفلت الشركة العُمانية للتنمية السياحية (مجموعة عُمران) بتخريج الدفعة الأولى من خريجي برنامج (LIFT)، والذي يهدف إلى تطوير وتمكين القيادات الوطنية في قطاع الضيافة. يأتي ذلك في إطار جهودها المتواصلة لرفد القطاع السياحي بكفاءات وطنية مؤهلة.
وقد جرى تطوير هذا البرنامج، الذي امتد على مدار اثني عشر شهرًا، بالشراكة مع مؤسسة بهوان سايبرتك، وأكاديمية الإمارات لإدارة الضيافة، ليجمع بين منهجية متكاملة تهدف إلى صقل المهارات القيادية، وتعزيز التفكير الاستراتيجي، بما يتماشى مع التطورات المتسارعة التي يشهدها قطاع الضيافة.
وقال محمد بن خميس الغفيلي، رئيس وحدة العمليات في مجموعة عُمران، قائلاً: "يأتي هذا البرنامج ترجمةً لالتزامنا ببناء مستقبل مستدام لقطاع الضيافة في عُمان. كما يعد خطوة محورية في رحلتنا نحو تمكين الكفاءات العُمانية، من خلال تزويدهم بالأدوات والفرص التي تؤهلهم لقيادة القطاع بخطىً واثقة نحو آفاق أرحب. علاوة على ذلك، يُبرز هذا البرنامج أهمية وقيمة الضيافة العُمانية الأصيلة، المُتجذرة في ثقافتنا العريقة، بما يُسهم في إبراز الصورة الحقيقية لبلادنا وقيمها النبيلة للعالم أجمع".
من جهته، عبّر الدكتور ستيف بيرن، عميد أكاديمية الإمارات لإدارة الضيافة، عن فخره بهذا التعاون المُثمر، مُضيفًا: "دأبنا على مرّ السنين على إلهام وصقل مهارات قادة المستقبل في عالم الضيافة. وتُجسّد هذه المبادرة النوعية أهمية الاستثمار في تنمية الكفاءات البشرية، باعتبارها الركيزة الأساسية لازدهار هذا القطاع الحيوي. لذلك، نعتزّ بالشراكة مع مجموعة عُمران في تقديم هذا البرنامج المتميز."
كما تخلل الحفل تكريم أوائل الخريجين تقديرًا لإسهاماتهم المتميزة طوال فترة البرنامج، وتسليط الضوء على تفانيهم في السعي نحو التميز وقدرتهم على تولي أدوار قيادية مرموقة في هذا القطاع.
وقد عبرت مريم العريمية، إحدى خريجات البرنامج، عن تجربتها الثرية قائلة: "لقد احدثت المشاركة في هذا البرنامج نقلة نوعية في فهمنا لمجال الضيافة بكل المقاييس. فخلال الاثني عشر شهرًا الماضية، خضعنا لبرنامج تدريبي مُكثف جمع بين الجوانب النظرية والتطبيقات العملية الواقعية. وأعوّل على هذه التجربة في تولّي أدوار قيادية في هذا القطاع الحيوي مستقبلاً."
وبدوره، أضاف هاشم البراكة، أحد الخريجين: "لقد ساهم البرنامج في تعميق فهمي للمهارات القيادية الأساسية، كالتخطيط الاستراتيجي وإدارة فرق العمل والذكاء العاطفي. وأنا على ثقة تامة بأن المعرفة والمهارات التي اكتسبتها ستمكنني من المساهمة في إثراء مسيرتي المهنية".