تهدف الفنادق الفاخرة بشكل دائم إلى زيادة نطاق خدماتها الحصرية من خلال تنويع تجارب الرفاهية والمنتجعات الصحية وتعزيز عروض عملها مع الطهاة الحاصلين على نجوم ميشلان، فضلا عن الخصوصية وعدد الغرف المحدود والمواقع المميزة، بما في ذلك الجزر الخاصة.

وجنبا إلى جنب الخدمات ومستويات الراحة والرفاهية العالية الجودة، والمرافق المسؤولة بيئيا والمستدامة، تمنح كل هذه العوامل الفنادق الفاخرة إمكانية تحقيق أسعار للغرف تصل في المتوسط إلى نحو 3 آلاف دولار أو أكثر لليلة الواحدة.

وفي حديث خاص للجزيرة نت من مدينة لوسيرن السويسرية، تحدث كريس فرانزين المدير العام لمنتجع بيرغنستوك المملوك لشركة كتارا للضيافة -وهي أكبر مالك ومطور للفنادق في قطرـ عن أهم ما يميز مجال الضيافة الفاخرة، والركائز التي مكنت هذا القطاع من الحفاظ على مكانته المرموقة، ونجاحه الثابت رغم الأزمات والصعوبات.

منتجع بورغنستوك افتتح عام 1873 ويقع في مكان ساحر بإطلالة على محيطه وسط جبال الألب السويسرية (الجزيرة) تجارب الرفاهية

وتتمتع هذه الملاذات الفاخرة (الفنادق الفخمة) بقدرة استثنائية على نسج السحر خلال الفترة التي يقضيها ضيوفها، فهي تمتلك موهبة تحول الإقامة اليسيرة المتمثلة في قضاء ليلة في غرفة فندق ما إلى رحلة فريدة من نوعها، تترك للضيوف ذكريات تبقى لفترة طويلة حتى بعد مغادرة الفندق الفاخر.

ويرى فرانزين أن تعريف الضيافة الفاخرة تغير بمرور الوقت وأصبح لا يقتصر على الخدمة الجيدة فحسب، بل على التجارب الحصرية أيضا، قائلا: "هناك من سيفضل الاسترخاء أو مشاهدة فيلم، وهناك من سيرغب في الذهاب بطائرة مروحية لتناول الفوندو (طبق سويسري تقليدي) على قمة الجبل".

إعلان

ولتحديد تفضيلات ضيوف منشأته السياحية، تحدث فرانزين عن 3 نقاط رئيسية: "الأولى تتمثل في معرفة آراء الضيوف والأمور التي يودون القيام بها، والنقطة الثانية هي إجراء بحث مستمر في هذا القطاع، من خلال مشاهدة الأخبار أو قراء مجلات السفر وتتبع ما يفعله المنافسون. وأما الركيزة الثالثة فهي الابتكار وطرح أفكار جديدة مع فريق العمل".

منظر لبحيرة لوسيرن من منتجع بيرغنستوك وفي عمق الصورة توجد مدينة لوسيرن وهي وجهة سياحية مشهورة (الجزيرة)

ولخلق تجارب لا تُنسى، تسعى الفنادق الفاخرة إلى تخصيص عروضها وفقا للتفضيلات الفريدة لكل ضيف، بدءا من ملاحظات الترحيب الشخصية وقائمة الوسائد لضمان ليلة نوم مثالية، إلى علاج "سبا" لتوفير أقصى درجات الراحة.

وبعد أن أمضى 25 عاما في إدارة فنادق بالعالم العربي، أوضح مدير منتجع بيرغنتسوك أن استضافة العائلات العربية في المنتجع الجبلي لا تشكل تحديا كبيرا، فإرضاؤها ليس بالأمر الصعب، إذ ترغب في معظم الأوقات بزيارة المزارع للتعرف عن قرب على تفاصيل الحياة البسيطة في الريف السويسري.

عوامل التميز

ومن لحظة دخول الردهة الفخمة إلى الأجنحة المجهزة وحتى الوداع الأخير، لا تدخر الفنادق الفاخرة جهدا لضمان تحقيق هدفها الذي يتجاوز حاجز توفير مكان للراحة، ويتمحور أساسا حول الاهتمام بأدق التفاصيل بمساعدة أمهر المصممين الخبراء والمهندسين المعماريين، الذين يرسمون عناصر الأناقة والراحة معا لإنتاج مساحات تغلف الضيوف في شرنقة من الرقي والدهشة.

منتجع بورغنستوك يضم 4 فنادق فاخرة وعددا من المرافق والمباني الأثرية (الجزيرة)

كما لا يمكن لهذه المؤسسات السياحية الاستغناء عن الجانب البصري، إذ تساهم الثريات المتلألئة والأعمال الفنية والمفروشات الفخمة في نقل زوارها إلى عالم من الجمال والاكتشاف. كما يلعب الضوء والظل وألوان الديكور المختارة بعناية والسيمفونية الدقيقة للموسيقى في خلق لمسة من الأناقة والانسجام.

وبما أن المأكولات الشهية تعد جزءا لا يتجزأ من أي رحلة عمل أو ترفيه مع العائلة، تعتمد الضيافة الفاخرة على المطاعم الحائزة على نجمة ميشلان (من أشهر دليل لتصنيف المطاعم في العالم)، التي يديرها طهاة مشهورون، يستخدمون المكونات والنكهات المحلية لتقديم تحف فنية في كل طبق يتم إعداده لإغراء أنامل الضيوف، وترك انطباع دائم لديهم.

وفي هذا السياق، يقول فرانزين -في حديثه للجزيرة نت- إن الاستدامة قطعت شوطا طويلا في السنوات الأخيرة، انطلاقا من التخلص من البلاستيك ووصولا إلى الاعتماد على الأطعمة المنتجة محليا من المزارع القريبة، مثل الخبز والزبدة والجبن، بدلا من نقلها جوا من أماكن بعيدة جدا.

سويسرا توفر بيئة طبيعية مناسبة لازدهار السياحة الفاخرة التي تستقطب النخبة والأثرياء في العالم (الجزيرة)

وأضاف فرانزين أن التكنولوجيا أثرت بطريقة إيجابية على قطاع الضيافة الفاخرة، لأنها تساعد على التواصل الفوري والمستمر مع الضيوف والحصول على معلومات منهم بشكل مسبق، مشيرا إلى أن جائحة فيروس كورونا مثلت عامل تغيير مهما في قطاع الفنادق الفخمة من حيث تعزيز التحول الرقمي.

إعلان مكانة قوية

وعلى الرغم من الصعوبات التي يشهدها العالم بسبب الأزمات الاقتصادية والحروب، فإن الضيافة الفاخرة تمكنت من الحفاظ على مكانتها القوية في العالم.

وتنمو هذه الصناعة بشكل ملحوظ في سويسرا حيث تتنوع خيارات الإقامة، بين الفنادق والمنتجعات والشاليهات الخشبية، التي تلبي احتياجات المسافرين من رجال الأعمال والترفيه، مع التركيز على تقديم وسائل الراحة والخدمات عالية الجودة.

ووصلت إيرادات قطاع الفنادق في سوق السفر والسياحة في سويسرا إلى 3.4 مليارات دولار في 2024، ومن المتوقع أن تستمر في الزيادة بشكل مستمر بين عامي 2024 و2029 بمقدار 0.2 مليار دولار (6.25%)، وفق موقع "ستاتيستا" المتخصص في بيانات السوق والمستهلكين.

جانب من إحدى صالات السينما في المنتجع الذي يصنف ضمن أحسن الفنادق الفاخرة السويسرية (إدارة منتجع بورغنستوك)

ويفيد بيان صحفي نشره المكتب الفدرالي السويسري للإحصاء بأن قطاع الفنادق في البلاد حقق رقما غير مسبوق في ليالي مبيت الزوار، إذ بلغ العدد 41 مليون ليلة مبيت خلال 2023، بزيادة قدرها 9.2% مقارنة بعام 2022.

وعالميا، قُدرت إيرادات سوق السفر والسياحة الفاخرة -التي تعتمد على إنفاق السياح المحليين والدوليين- بزهاء 1.4 تريليون دولار في 2023، مع توقعات بزيادة هذا الرقم بنسبة 23.4% في 2024 ليصل إلى نحو 1.7 تريليون دولار، وفق موقع ستاتيستا.

 

وفي هذا الصدد، يعتقد فرانزين أن هذا القطاع مرن للغاية بفضل الأشخاص الذين يسافرون بشكل مستمر؛ "يريد الناس دائما السفر وتجربة ورؤية أشياء جديدة، وهذا ما يبقي صناعتنا حية إلى الأبد. قد تختلف نسبة المسافرين من سنة إلى أخرى -وهذا أمر طبيعي- لكنني لست قلقا على الإطلاق" يقول فرانزين.

وتابع بالقول "كنت في الهند خلال فترة كورونا، وكان السفر ممنوعا آنذاك بموجب القانون، ولكن الفنادق في سويسرا كانت ممتلئة، لأنه سُمح بالسفر داخل البلاد، بما في ذلك منتجعنا لأنه يقع في قمة الجبل، حيث المناظر الطبيعية والهواء النقي".

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الفنادق الفاخرة الضیافة الفاخرة

إقرأ أيضاً:

السياحة: مرافق الضيافة المرخصة تُسجّل نموًا بنسبة 80% في مكة المكرمة

مكة المكرمة

أعلنت وزارة السياحة، أن عدد مرافق الضيافة المرخصة في مكة المكرمة بلغت أكثر من 1000 مرفق حتى نهاية عام 2024م، مسجّلة نموًا بنسبة 80% مقارنةً بعام 2023م، وتعدّ العاصمة المقدسة المنطقة الأعلى من حيث أعداد المرافق والغرف المرخصة في عام 2024م بين مناطق المملكة ومدنها.

وتحرص وزارة السياحة، على ضمان حقوق الزوار والمعتمرين المستفيدين من خدمات مرافق الضيافة في مكة المكرمة، وذلك في إطار جهودها المتواصلة للارتقاء بالخدمات المقدمة لهم، حيث تعمل الفرق الرقابية التابعة للوزارة على تنفيذ جولات رقابية وتفتيشية متواصلة طوال العام من أجل التأكد من التزام كل المرافق بالحصول على الرخص اللازمة بالتشغيل، ورصد كل المخالفات وتطبيق العقوبات المقررة على المرافق المخالفة وفقًا لما نص عليه نظام السياحة ولائحة مرافق الضيافة.

ويرجع النمو المتواصل في أعداد تراخيص مرافق الضيافة في مكة المكرمة، إلى جهود وزارة السياحة ضمن حملة “ضيوفنا أولوية”؛ التي تهدف إلى ضمان جودة الخدمات التي يقدمها مشغلو المرافق والأنشطة السياحية للزوار، كما تحرص الوزارة في هذه الحملة على ضمان التزام الأنشطة السياحية بنظام السياحة ولوائحه، في إطار جهودها المتواصلة لتنظيم القطاع في المملكة.

مقالات مشابهة

  • مدير العلاقات العامة في وزارة الإعلام لـ سانا: ننفي الشائعات التي تنشرها وسائل إعلام إيرانية حول هروب أبناء الطائفة العلوية في دمشق إلى السويداء، ونؤكد أن الخبر ضمن سياق الحرب الإعلامية التي تستهدف سوريا الجديدة ووحدتها
  • البنك الوطني العماني ينظم إفطارا رمضانيا لعملاء الأعمال المصرفية الخاصة والخدمات الحصرية
  • البيئة: فيديو إلقاء مخلفات الفنادق العائمة بالأقصر في النيل قديم
  • الإحصاء: ارتفاع أسعار خدمات الفنادق بنسبة 8% والوجبات الجاهزة 0.5%
  • بين الغلاء والبحث عن الرفاهية.. الذهب الصيني يغزو أسواق مصر
  • 80 % نمو مرافق الضيافة في مكة المكرمة
  • السياحة: مرافق الضيافة المرخصة تُسجّل نموًا بنسبة 80% في مكة المكرمة
  • مخاوف حول تنظيم كأس العالم 2026.. ما الصعوبات التي ستواجهها أمريكا؟
  • دولة جزرية تبيع جواز سفرها لقاء 105 آلاف دولار.. لماذا؟
  • “الشؤون الإسلامية” توزع 5 أطنان من التمور الفاخرة في سريلانكا